الوصف
إن أجهزة الإنسان في حياته الدنيا لاتتلاءم مع رؤية الكثير مما حوله فالهواء كتلته حوالي 5 آلاف مليون طن ولكننا لانراه بل نشعر به ونستنشقه ونرى آثاره وكثير من الأمور التي حولنا لا نستطيع رؤيتها ولا حتى تصورها مثل ذبذبات الصوت التي تبلغ 500 ألف ذبذبة في الثانية فأغمض عينيك وتخيل 500 ألف ذبذبة في الثانية هل تستطيع؟؟؟؟ حتماً لا ليس فقط بالثانية بل لن تتمكن ابداً ولو أخذت الوقت كله ولكننا نعرف ذبذبات ونقيضها ونشعر بها
مقالة
لماذا لا نرى الله جهرة فنؤمن به؟؟؟؟
..
إن أجهزة الإنسان في حياته الدنيا لاتتلاءم مع رؤية الكثير مما حوله فالهواء كتلته حوالي 5 آلاف مليون طن ولكننا لانراه بل نشعر به ونستنشقه ونرى آثاره وكثير من الأمور التي حولنا لا نستطيع رؤيتها ولا حتى تصورها مثل ذبذبات الصوت التي تبلغ 500 ألف ذبذبة في الثانية فأغمض عينيك وتخيل 500 ألف ذبذبة في الثانية هل تستطيع؟؟؟؟ حتماً لا ليس فقط بالثانية بل لن تتمكن ابداً ولو أخذت الوقت كله ولكننا نعرف ذبذبات ونقيضها ونشعر بها
وإن أجهزة الإنسان لاتسطيع رؤية الله تعالى لأنها خصصت لأمور معينة تعنى بالحياة الدنيا فحتى اشعة الشمس لانستطيع التمعن بها لأننا سيصيبنا العمى إذا رأيناها وتمعنّا بها أجهزتنا غير مخصصة لهذا ولا تحتمله وعلى هذا فالإنسان لا يستطيع رؤية الله تعالى الذي لانور الشمس ولاحتى نور الكون كله سوى خلق من مخلوقاته , إن قصور اجهزتنا ماهي إلى رحمة من الله تعالى علينا فلو أن الله كشف لنا أبصارنا وأسماعنا وأفئدتنا كشفا كاملاً لما تمكنا من الحياة على الأرض التي هيَأت لنا
وليس معنى هذا أننا في حياتنا الدنيا لانرى الله تعالى فنحن نرى ابداعاته وقدرته وتدبيره وشواهد عظمته ... إما أن نرى الله جهرة فلاسبيل لنا في أجهزتنا الدنيوية وقد سأل موسى ربه أن يجعله ينظر إليه وعندما تجلى الله تعالى ببعض نوره اندك الجبل وصعق موسى وصعق وكاد يموت وكادت تتهاوى الأرض والسماء (فحتى الأرض والسماء غير قادرة على رؤية الله تعالى من عظمته التي لاتوصف سبحانه)
وهنا يقول لنا ربنا في كتابه العزيز
وَلَمَّا جَاءَ مُوسَىٰ لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ ۚ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَٰكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي ۚ فَلَمَّا تَجَلَّىٰ رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَىٰ صَعِقًا ۚ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَالأعراف 143
لذا جاء في الصحيح أن الله جل جلاله «حجابه النور، لو كشفه لأحرقت سُبُحات وجهه ما انتهى إليه بصره من خلقه » .
وينبغي تخصيص الحديث بأحوال الدنيا وقد نقل الحافظ في الفتح عن بعضهم عند ذكره للحديث(وقد ظهر من نصوص الكتاب والسنة ان الحالة المشار إليها في هذا الحديث هي في دار الدنيا المعدة للفناء دون دار الآخرة المعدة للبقاء).
شرح النووي :« معنى سُبُحات وجهه: نوره وجلاله وبهاؤه، وحقيقة الحجاب إنما تكون للأجسام المحدودة ، والله تعالى مُنزَّه عن الجسم والحد والمراد هنا المانع من رؤيته ، وسُمِّي ذلك المانع نورا أو نارا لأنهما يمنعان من الإدراك في العادة لشعاعهما والتقدير لو أزال المانع من رؤيته وهو الحجاب المُسمَّى نورا أو نارا وتجلى لخلقه لأحرق جلال ذاته جميع مخلوقاته والله أعلم». ،
وفي حقيقة الحجاب ومعناه قال المناوي : « قال في الحكم : الحق ليس بمحجوب إنما المحجوب أنت عن النظر إليه ، إذ لو حجبه شيء لستره ما حجبه ، ولو كان له ساتر لكان لوجوده حاصر ، وكل حاصر لشيء فهو له قاهر
وسنرى الله جهرةً عندما تتغير حواسنا إلى حواس أخرى وتتبدل أجهزتنا بأجهزة أخرى بعد البعث من الموت يوم القيامة
ومذهب أهل السنة بأجمعهم أن رؤية الله تعالى ممكنة غير مستحيلة عقلا ، وأجمعوا أيضا على وقوعها في الآخرة ، وأن المؤمنين يرون الله تعالى دون الكافرين ,, فإن الكافرين محرومون من رؤية الله لإنكارهم وجوده وعبادته
قال الله تعالى (وُجُوهٌ۬ يَوۡمَٮِٕذٍ۬ نَّاضِرَةٌ * إِلَىٰ رَبِّہَا نَاظِرَةٌ۬)
فقال في حق الأبرار:(إِنَّ ٱلۡأَبۡرَارَ لَفِى نَعِيمٍ * عَلَى ٱلۡأَرَآٮِٕكِ يَنظُرُونَ )[ المطففين: 22-23 ] .
قال ابن القيم:ولقد هضم معنى الآية من قال: ينظرون إلى أعدائهم يُعذَّبون، أو ينظرون إلى قصورهم وبساتينهم، أو ينظر بعضهم إلى بعض، وكل هذا عدول عن المقصود إلى غيره، وإنما المعنى ينظرون إلى وجه ربهم ضد حال الكفار الذين قال الله فيهم ( كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ{15} ثُمَّ إِنَّهُمْ لَصَالُوا الْجَحِيمِ )
والثمن المدفوع:غض البصر عن المحرمات، ومنع النفس من تناول الشهوات، والخلوة بخدمة الله في الليالي المظلمات.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « - إذا دخلَ أهلُ الجنَّةِ الجنَّةَ نادَى منادٍ : يا أهلَ الجنَّةِ إنَّ لكم عند اللهِ موعدًا يريدُ أنْ يُنجزُكموهُ . فيقولونَ : ما هو ؟ ألمْ يُبيِّضْ وجوهَنا ؟ ألم يُثقِّلْ موازينَنا ؟ ألمْ يُدخِلنا الجنَّةَ ويُجِرْنا من النَّارِ ؟ فيُكشفُ الحجابُ فينظرونَ إليه ، فواللهِ ما أعطاهُم اللهُ شيئًا أحبُّ إليهم ، ولا أقرُّ لأعيُنِهم من النَّظرِ إليه . وهو الزِّيادةُ ثمَّ تلا : { لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ } .