الوصف
سؤال من احد الاخوة في موقع اسلام ويب يقول فيه هذا السؤال طرح علي من قِبل بوذي ؟؟ لماذا لا نرى الله ؟ ما الفائدة ؟
مقالة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الله عز وجل قد قضى وقدر بحكمته أنه لن يراه أحد في الدنيا؛ لأسباب منها: أنه لو حصل ذلك لآمن كل الناس، وانتفت الحكمة التي من أجلها أوجد الله الناس في هذه الحياة،
ومن الأساب كذلك ضعف الخلق، وعدم إطاقتهم لرؤية الله في الدنيا.
قال النووي: وقال أكثر مانعيها في الدنيا: سبب المنع ضعف قوى الآدمي في الدنيا عن احتمالها، كما لم يحتملها موسى صلى الله عليه وسلم في الدنيا. اهـ.
وقال ابن أبي العز الحنفي: وإنما لم نره في الدنيا لعجز أبصارنا, لا لامتناع الرؤية. اهـ .
أما في الآخرة، فالمؤمنون يرون ربهم، وهذا أعظم ثوابهم، قال سبحانه: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ *إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ {القيامة:23،22 }. وأخرج مسلم في صحيحه عن صهيب، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا دخل أهل الجنة الجنة، قال: يقول الله تبارك وتعالى: تريدون شيئا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنة، وتنجنا من النار؟ قال: فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئا أحب إليهم من النظر إلى ربهم عز وجل.
والله أعلم.
لماذا لا يظهر الله نفسه للبشر فيؤمنوا بالله وحده لا شريك له؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أقام الله هذه الدنيا للابتلاء والاختبار، فقال: الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ {الملك:2}، وقضى سبحانه وقدر أنه لن يراه أحد في الدنيا لأنه لو حصل ذلك لآمن كل الناس وانتفت الحكمة التي من أجلها أوجد الله الناس في هذه الحياة، وبين الله تعالى أن هذه الرؤية لا تحصل في الدنيا ولكنها تحصل للمؤمنين في الآخرة، ولذلك لما طلب موسى من ربه أن يريه نفسه قال الله له: قَالَ لَن تَرَانِي {الأعراف:143}، أي في الدنيا.
وفي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: تعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه عز وجل حتى يموت. والسبب هو الابتلاء والامتحان في هذه الدنيا، ليؤمن بعض الخلق بالغيب ويكفر البعض الآخر، ومع أن الله عز وجل قد كلفنا الإيمان بالغيب ومنه الإيمان بوجوده سبحانه؛ إلا أنه أقام البراهين والأدلة الدالة على وجوده سبحانه، فالكون كله يشهد بوجود خالق عليم حكيم قدير، وأما في الآخرة فلما انتهت هذه الحكمة تكرم الله تعالى بمنح المؤمنين رؤيته ومنع الكافرين، فقال عن المؤمنين: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ* إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ {القيامة:22-23}، وقال عن الكافرين: كَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ {المطففين:15}.
والله أعلم.