تواصل معنا

حين تفشل التوقعات التطورية، مراراً وتكراراً (مقالة)

الوصف

حين تفشل التوقعات التطورية، مراراً وتكراراً حين تخاطب “تطورياً”، سيخبرك دائماً أن كل شيء على ما يرام وأن عالم الأحياء يسير وفق توقعات نظرية التطور، وأنه لا يمكن فهم البيولوجيا إلا في ضوء النظرية

مقالة

حين تفشل التوقعات التطورية، مراراً وتكراراً حين تخاطب “تطورياً”، سيخبرك دائماً أن كل شيء على ما يرام وأن عالم الأحياء يسير وفق توقعات نظرية التطور، وأنه لا يمكن فهم البيولوجيا إلا في ضوء النظرية .. إلى آخر تلك الجمل المحفوظة التي يتم الترويج لها بين العامة .. لكن على الجانب الأكاديمي، فالأمر في الحقيقة مختلف تماماً .. أن التوقعات التطورية غالباً ما تفشل!! دراسة جديدة نشرت في أكتوبر 2019 تعزز هذه النظرة، حيث تخرج النتائج “على عكس المتوقع” من وجهة النظر التطورية .. حيث توثق الدراسة اختلافات في مجموعات الجينات المسؤولة عن تمايز انقسام الخلية الجنينية الأولى (الزيجوت) في مجموعة من الأنواع المتقاربة والمتشابهة من الذباب والبعوض والعث! عندما تنقسم الخلية الأولى للكائن (الزيجوت)، فإنها تتمايز إلى جهتين (جهة أمامية، ونهاية خلفية) وهذا الاتجاه هو الذي يؤثر لاحقاً على كيفية تطور الجنين. مجموعة الجينات المسؤولة عن هذا التمايز تأتي من البويضة، وتعمل كمحددات للاتجاه الأساسي للجزء الأمامي من الجنين، وهو أمر أساسي للتطور الجنيني. ولكن، وعلى النقيض من التوقعات التطورية، فإن الجينات المحددة المسؤولة عن هذه الوظيفة الحيوية ليست متماثلة في الأنواع المختلفة القريبة جينياً .. تقول الدراسة: “مع استثناءات قليلة للغاية، يكون للجنين دائماً رأس (مقدمة) و ذيل (نهاية) يتكونان في مرحلة الجنين. تختلف الجينات المشاركة في تحديد هذه الوظائف بين الأنواع، وحتى في الأنواع ذات الصلة الوثيقة، قد تستخدم مجموعات من الجينات المختلفة لتؤدي نفس الدور” تصف الدراسة هذه النتائج في اختلافات الجينات بأنها “غير متوقعة” .. لكن لماذا؟ كما تعترف الدراسة في دورية eLife ، كان هذا التنوع في مجموعات الجينات هذه “غير متوقع”. لكن ما لا يفسره المؤلفون هو لماذا هذه النتائج “غير متوقعة”! وفي الحقيقة، فإن فهم هذا الأمر هو شئ بالغ الأهمية من أجل فهم الدراسة ونتائجها. عندما يشير أنصار التطور إلى النتائج على أنها “غير متوقعة” ، فإنهم يتجنبون الكلام في التفاصيل لأن ما يعنونه بقولهم أن النتائج “غير متوقعة” هو أن النتائج لا تتفق مع نظريتهم. بمعنى آخر ، نظرية التطور لا تتنبأ بتلك النتائج. الدراسة هنا معناها ببساطة أن نظرية التطور تتنبأ بعكس تلك النتائج تماماً! تتنبأ النظرية أنه في الأنواع المتقاربة جداً، يجب أن تكون الآلات الجزيئية الأساسية ومجموعات الجينات التي تقوم بوظائف متشابهة، متماثلة في الأنواع المتقاربة. هناك مشكلة واحدة فقط، نحن نعرف الآن أن هذا غير صحيح! وأن هذه الدراسة هي مثال آخر على هذا الفشل الهائل للتوقعات التطورية .. وأن التقارب بين الأنواع وفق الرؤية التطورية لا نجد معه التماثل المفترض في مجموعات الجينات التي تؤدي وظائف واحدة. لكن التطوري يحاول أن يعمل في الاتجاهين، فحين تخرج بعض الدراسات ببعض النتائج التي تبدو مؤيدة للنظرة التطورية فإنهم يهلل .. وحين تخرج الدراسات بنتائج غير متوقعة، فإنه يحاول المرور بهدوء من غير أي خوض في التفاصيل حتى لا ينكشف الفشل! ليست هذه أول ولا آخر الدراسات التي تخرج بنتائج مخالفة للتوقعات التطورية، فمن أول مخالفة السجل الحفري للتطور، وغياب ملايين الأشكال الوسيطة التي افترض داروين وجودها وثبات الأنواع لملايين السنين، مروراً بالأعضاء الأثرية التي لم تعد أثرية، والجينوم الخردة الذي ليس بخردة بل له وظائف شديدة الأهمية، إلى فشل نماذج التماثل الوظيفي والجزيئي، وانهيار أسطورة شجرة الحياة المزعومة طبقاً للدراسات الجزيئية، إلى الفشل حتى في إقامة النماذج الرياضية على صحة التطور .. يخبرنا العلم الحقيقي غير المؤدلج دائماً أن نظرية التطور .. تفشل في أغلب الأحيان!

 

رابط الدراسه

المرفقات

التصنيفات العلمية

أضف تعليقا