تأليف
الوصف
هنا بإذن الله تعالى في هذه السلسلة لعرض أهم الدروس التي تفيد الإخوة في هذا المجال وفي هذا الثغر من ثغور الإسلام .. ونتابع على بركة الله باقي النقاط ..
مقالة
بسم الله الرحمن الرحيم ..
نبدأ على بركة الله وضع أولى لبنات هذا البناء الذي سيعاونني فيه باقي إخواني المتخصصين تباعا إن شاء الله تعالى فأقول في نقاط :
1...
كل مسلم ومسلمة يحب دينه : هو غيور ولا شك على هذا الدين .. ويتمنى ويرجو أن يجاهد فيه بالقلم والكتابة كما له إخوة يجاهدون بالسلاح ..
نبدأ على بركة الله وضع أولى لبنات هذا البناء الذي سيعاونني فيه باقي إخواني المتخصصين تباعا إن شاء الله تعالى فأقول في نقاط :
1...
كل مسلم ومسلمة يحب دينه : هو غيور ولا شك على هذا الدين .. ويتمنى ويرجو أن يجاهد فيه بالقلم والكتابة كما له إخوة يجاهدون بالسلاح ..
----------------------------------
2...
ولكن ديننا دين واقعي .. ولا تكفي فيه النيات الحسنة لتتحقق الأهداف السامية والغايات الكبيرة .. ومن هنا : فليعرف كل مسلم أن الله تعالى قد وصف العلم بالتعظيم وأسبغ عليه مزيد الشرف والتبجيل .. ورضي بالعلماء شهداء عليه من بعد ملائكته فقال :
" شهد الله أنه لا إله إلا هو : والملائكة (أي كذلك شهدوا) وأولو العلم (أي كذلك شهدوا) قائما بالقسط " .. والشاهد :
أنه كما قد يكون من غير الجيد للجندي المبتديء - أو الذي لم يتدرب على القتال واستخدام الأسلحة - النزول إلى أرض المعركة : فيؤذي نفسه بغير داعي أو يؤذي إخوانه عن غير قصد : فيضر ولا ينفع :
فإن الجهاد بالقلم والكتابة يماثل ذلك تماما بتمام ...
وعليه :
تأتي مهمتنا هنا بإذن الله تعالى في هذه السلسلة لعرض أهم الدروس التي تفيد الإخوة في هذا المجال وفي هذا الثغر من ثغور الإسلام ..
ونتابع على بركة الله باقي النقاط ..
-------------------------------
3...
قبل أي شيء .. يجب أن نعرف تمام اليقين أنه ليس لنا أي قدرة في الحقيقة على هداية أحد أو الانتصار على أحد : إلا بتوفيق الله عز وجل ..
وذلك لأن أغلب البشر والكفار والملاحدة هم مطموسي البصيرة للأسف .. أي أن كفرهم أو إلحادهم هو (نفسي) وعن (هوى قلبي) بمعنى :
أنه لو رأى الحق معك ساطعا سطوع الشمس : فلن يعترف لك به إذا لم يتقبله في قلبه وبينه وبين نفسه أولا !!!..
وهنا يأتي قول الله تعالى :
" ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم " !!..
فما علينا نحن إلا البلاغ وإلا إقامة الحجة وإظهارها للناس على أهل الباطل والضلال ..
أما مسألة الهداية تلك : فهي بيد الله تعالى وحده يهدي من يشاء ويضل من يشاء بحسب علمه وحكمته واطلاعه على قلوبهم وعلى من يستحق الخير فيهم ..
إذن ...
أيها المسلم .. أيتها المسلمة : " إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء " ..
وهذا الكلام أوجهه فقط في البداية لمن يعيشون في حالة (مثالية) و(خيالية) من أن أي كافر إذا استمع للحق اقتنع به !!.. أو إلى من يتخيلون أن كل كافر أو ملحد جاء ليجادل ويناقش : فهو طالب حق ! وصدق القائل :
" طالب الحق يكفيه دليل .. وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل (ولن يكفيه ألف دليل) ..
قبل أي شيء .. يجب أن نعرف تمام اليقين أنه ليس لنا أي قدرة في الحقيقة على هداية أحد أو الانتصار على أحد : إلا بتوفيق الله عز وجل ..
وذلك لأن أغلب البشر والكفار والملاحدة هم مطموسي البصيرة للأسف .. أي أن كفرهم أو إلحادهم هو (نفسي) وعن (هوى قلبي) بمعنى :
أنه لو رأى الحق معك ساطعا سطوع الشمس : فلن يعترف لك به إذا لم يتقبله في قلبه وبينه وبين نفسه أولا !!!..
وهنا يأتي قول الله تعالى :
" ولو علم الله فيهم خيرا لأسمعهم " !!..
فما علينا نحن إلا البلاغ وإلا إقامة الحجة وإظهارها للناس على أهل الباطل والضلال ..
أما مسألة الهداية تلك : فهي بيد الله تعالى وحده يهدي من يشاء ويضل من يشاء بحسب علمه وحكمته واطلاعه على قلوبهم وعلى من يستحق الخير فيهم ..
إذن ...
أيها المسلم .. أيتها المسلمة : " إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء " ..
وهذا الكلام أوجهه فقط في البداية لمن يعيشون في حالة (مثالية) و(خيالية) من أن أي كافر إذا استمع للحق اقتنع به !!.. أو إلى من يتخيلون أن كل كافر أو ملحد جاء ليجادل ويناقش : فهو طالب حق ! وصدق القائل :
" طالب الحق يكفيه دليل .. وصاحب الهوى ليس لنا عليه سبيل (ولن يكفيه ألف دليل) ..
-------------------------------
4...
أيضا يجب أن يكون الغاية المحركة العليا هي : الإخلاص لوجه الله في العمل كله عموما .. وفي العمل الدعوي خصوصا .. وأعوذ بالله أعوذ بالله أعوذ بالله أن يكون منا أحد جسرا للناس يعبرون من عليه إلى الجنة : ثم يرمى به هو إلى النار لأنه فعل ما فعل من دعوة : رياء ولكي يقال عنه عالم وفاهم ومتخصص ولا يشق له غبار إلخ
فإن من أول من يقضى فيهم يوم القيامة إلى النار ثلاثة .. منهم وكما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم :
" ... ويؤتى بالعالم .. فيعرفه الله نعمه فيعرفها .. فيقول : ماذا فعلت بها؟ فيقول : تعلمت وعلمت ليعلم دينك .. فيقول : كذبت! إنما تعلمت ليقال عالم : وقد قيل " !!!..
ولهذا يقول الإمام مالك والإمام أحمد رحمهما الله: من تعلم العلم ليماري به العلماء أو يجاري به السفهاء أو يلفت به أنظار الناس إليه : فالنار فالنار ...
هذه فقط نصيحة مني لإخواني قبل أن يخطو أولى خطواتهم على الطريق ....
أيضا يجب أن يكون الغاية المحركة العليا هي : الإخلاص لوجه الله في العمل كله عموما .. وفي العمل الدعوي خصوصا .. وأعوذ بالله أعوذ بالله أعوذ بالله أن يكون منا أحد جسرا للناس يعبرون من عليه إلى الجنة : ثم يرمى به هو إلى النار لأنه فعل ما فعل من دعوة : رياء ولكي يقال عنه عالم وفاهم ومتخصص ولا يشق له غبار إلخ
فإن من أول من يقضى فيهم يوم القيامة إلى النار ثلاثة .. منهم وكما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم :
" ... ويؤتى بالعالم .. فيعرفه الله نعمه فيعرفها .. فيقول : ماذا فعلت بها؟ فيقول : تعلمت وعلمت ليعلم دينك .. فيقول : كذبت! إنما تعلمت ليقال عالم : وقد قيل " !!!..
ولهذا يقول الإمام مالك والإمام أحمد رحمهما الله: من تعلم العلم ليماري به العلماء أو يجاري به السفهاء أو يلفت به أنظار الناس إليه : فالنار فالنار ...
هذه فقط نصيحة مني لإخواني قبل أن يخطو أولى خطواتهم على الطريق ....
-------------------------------
5...
وأنا إذ أتحدث معكم بقلب أخوي هنا .. فأطالبكم : الله الله في أنفسكم وعلاقتكم بالعبادة وغسيل القلب !!!..
فأنتم مقبلون على أهل شبهات وأهل جفاء ..
مقبلون على من يتبدل الدين معهم إلى مجرد سؤال وجواب ..
مقبلون على مرضى نفسانيين وعبيدي دنيا وشهوات ..
فالله الله في أنفسكم وعلاقتكم بالعبادة وغسيل القلب !!!..
فإن روح المؤمن إذا لم تتعاهدها من الحين للآخر بترقيق القلب وسكون العقل في جنب الله والطمأنينة لجوار الله ولكلام الله :
غفل القلب وجمد وتحجر مع الوقت !
وتلم العقل وتيبس بمرور الأيام !
فلا تنسوا أنفسكم من العبادات ..
الصلاة الصلاة ..
أن تجعل لنفسك وردا يوميا تحافظ عليه من القرآن .. على الأقل لكي تختم القرآن مرة واحدة في الشهر ..
فوالله الذي لا إله إلا هو :
لن تجدوا أمضى من الجهاد بالقلم والكتابة : من أحدكم إذا كان القرآن حاضرا في قلبه وعقله !
لا أقول لكم احفظوا القرآن .. ومن لم يحفظ القرآن فليرجع أو ليس له مكان ! لا .. بل أقول لكم :
اقرأوا القرآن بتدبر قدر ما تستطيعون .. وحتى لو لن يحضر التدبر : ففقط اقرأوه .. لأنه سيتغلغل إلى وعيكم مع التكرار وأنتم لا تشعرون !
فبآياته ستحاجون أهل الباطل - فكل حجة لنا هي نابتة أصلا من القرآن ! - وبه ستعرفون كيف تتحدثون عن الله ورسوله وشرعه وحدود كل ذلك (ولا تخبطون في الحلل كما نقول بالمصري
المهم :
الصلاة - ورد يومي من القرآن ولو في المدرسة أو الجامعة أو قبل أو بعد الصلوات أو في المواصلات : مصحف جيب صغير سيفي بالغرض : ويا ليت المصاحف التي في هوامش صفحاتها معاني للكلمات ..
ثم التزموا بأذكار الصباح والمساء ..
هي ورقة صغيرة يمكن شراؤها من أي مكتبة إسلامية .. ولن تكرروها لمدة أسبوع إلا وستحفظونها إن شاء الله تعالى ..
وهي من أجمل الصلات بينكم وبين الله لمن يتدبر معانيها ..
والآن نبدأ فعليا في أول أسلحتنا الفتاكة
وأنا إذ أتحدث معكم بقلب أخوي هنا .. فأطالبكم : الله الله في أنفسكم وعلاقتكم بالعبادة وغسيل القلب !!!..
فأنتم مقبلون على أهل شبهات وأهل جفاء ..
مقبلون على من يتبدل الدين معهم إلى مجرد سؤال وجواب ..
مقبلون على مرضى نفسانيين وعبيدي دنيا وشهوات ..
فالله الله في أنفسكم وعلاقتكم بالعبادة وغسيل القلب !!!..
فإن روح المؤمن إذا لم تتعاهدها من الحين للآخر بترقيق القلب وسكون العقل في جنب الله والطمأنينة لجوار الله ولكلام الله :
غفل القلب وجمد وتحجر مع الوقت !
وتلم العقل وتيبس بمرور الأيام !
فلا تنسوا أنفسكم من العبادات ..
الصلاة الصلاة ..
أن تجعل لنفسك وردا يوميا تحافظ عليه من القرآن .. على الأقل لكي تختم القرآن مرة واحدة في الشهر ..
فوالله الذي لا إله إلا هو :
لن تجدوا أمضى من الجهاد بالقلم والكتابة : من أحدكم إذا كان القرآن حاضرا في قلبه وعقله !
لا أقول لكم احفظوا القرآن .. ومن لم يحفظ القرآن فليرجع أو ليس له مكان ! لا .. بل أقول لكم :
اقرأوا القرآن بتدبر قدر ما تستطيعون .. وحتى لو لن يحضر التدبر : ففقط اقرأوه .. لأنه سيتغلغل إلى وعيكم مع التكرار وأنتم لا تشعرون !
فبآياته ستحاجون أهل الباطل - فكل حجة لنا هي نابتة أصلا من القرآن ! - وبه ستعرفون كيف تتحدثون عن الله ورسوله وشرعه وحدود كل ذلك (ولا تخبطون في الحلل كما نقول بالمصري
المهم :
الصلاة - ورد يومي من القرآن ولو في المدرسة أو الجامعة أو قبل أو بعد الصلوات أو في المواصلات : مصحف جيب صغير سيفي بالغرض : ويا ليت المصاحف التي في هوامش صفحاتها معاني للكلمات ..
ثم التزموا بأذكار الصباح والمساء ..
هي ورقة صغيرة يمكن شراؤها من أي مكتبة إسلامية .. ولن تكرروها لمدة أسبوع إلا وستحفظونها إن شاء الله تعالى ..
وهي من أجمل الصلات بينكم وبين الله لمن يتدبر معانيها ..
والآن نبدأ فعليا في أول أسلحتنا الفتاكة
-------------------------------
6...
أول أسلحة المسلم - من بعد حسن التوكل على الله - :
هو الوقت ...
الوقت : هو الجندي المجهول لك لتعد فيه نفسك بكل ما يلزمك من أدوات ...
لاحظوا إخواني وأخواتي - وقد كنت مثل بعضكم في يوم من الأيام - : كم نضيع من أوقات في شبابنا أو كبرنا : أمام التلفاز وما لا يفيد !!.. وبين يدي صفحات الجرائد والمجلات فيما لا طائل من ورائه !!.. وعلى مواقع الإنترنت والمنتديات والمواقع التي لا تضيف إلى حياتك وشخصيتك شيئا مفيدا - فضلا عن أن تكون تضرك -
والشاهد :
كل منا يملك أوقاتا يمكن استغلالها ..
فلا تحرم نفسك من أن تقرأ فيها أهم الكتب وأيسرها في كل مجال .. سواء كانت كتب ورقية أو من الإنترنت مباشرة ..
يكفيك في البداية أن تأخذ كتابا من كل باب من أبواب الشرع مثلا ..
يعني مثلا كتاب في التفسير - أرشح كتاب أيسر التفاسير للشيخ أبي بكر الجزائري حفظه الله - أو الجلالين لمن كان مستواه ضعيفا جدا في القراءة ويريد شيئا مختصرا خفيفا ..
ومثلا كتاب في الفقه - أرشح كتاب منهاج المسلم لأبي بكر الجزائري أيضا - وهو في الحقيقة كتاب أشمل من مجرد الفقه لأن فيه الكثير عن الإسلام ككل .. وقد كتبه الشيخ أصلا للتبسيط ..
وآخر في أصول الفقه للمبتدئين - وأرشح فيه كتاب الدكتور عمر سليمان الأشقر رحمه الله : الواضح في أصول الفقه ..
وهذا الكتاب - على صغره - إلا أنه من الكتب التي ستترك أثرا كبيرا جدا في حياة كل من سيقرأه وفهمه للدين ومقاصد الفقه وكيف تكون الاستدلالات وسيعلمكم الذكاء إن شاء الله
وهو مختصر جدا بالمناسبة - يمكن أن تتخطوا المقدمة لأن البعض قد لا يفهمها - ..
كما أن في مبادئه المبسطة عن علم الحديث الغنى عن قراءة كتاب كامل في علم الحديث - في هذه المرحلة على الأقل -
وإذا استطاع أحدكم أن يحصل على كتاب مبسط في اللغة العربية لكان أفضل وأقوم ..
أيضا كتاب الرحيق المختوم للمباركفوري رحمه الله عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم : سيفيد كثيرا في تشرب شخصية النبي لمعرفة مدى سفاهة الشبهات التي يريد بها العميان النيل من أخلاقه أو عفته أو زهده أو صدقه صلى الله عليه وسلم ..
وكذلك كتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله .. ولو تكون النسخة محققة يكون أفضل ..
وقد يبدو كل ذلك صعبا في أوله
< ممكن بعضكم دلوقتي يقول : هاقرا ده كله ازاي ؟. وامتى ؟ إلخ إلخ >
أقول :
كلما سيمضي بك العمر : سيصير الأمر أصعب
عمل + زواج + أبناء + مشاغل إلخ ..
أما الآن : فتستطيع تقسيم وقتك .. ربما كل يوم بابا من الأبواب التي ذكرتها الآن ..
أو في اليوم الواحد ربما قرأت أكثر من باب ..
وبالطبع بعض الذي ذكرته لكم أعلاه سيأخذ وقتا أطول من الآخر - يعني أطولهم مثلا تفسير القرآن - والبعض الآخر أقصر - مثل كتاب الواضح - وعليه : فلا أقول لك ابدأ فيهم (كلهم) مع بعض
ولكن يمكن تحديد ثلاثة مثلا كبداية ..
والذي ينتهي منهم أولا : تبدأ فيما بعده وهكذا بالتوالي ..
وعن نفسي مثلا :
انتهيت من قراءة تفسير كامل للقرآن في أثناء ركوبي للمواصلات من مدينتي إلى القاهرة يوميا للعمل
كما انتهيت من سماع تفسير القرآن على شكل صوتي : أثناء عملي المكتبي عن طريق سماعات الكمبيوتر
ثم كانت متعتي في الانفراد وحدي في غرفتي - أو في أي مكان - لأنهل من العلم ..
" اقرأ " ....
هي أول كلمة نزلت على رسولنا الكريم : فحرام حرام أن نضيعها نحن أبناء الإسلام !
ولن تجد شخصا متمكنا في مجاله - وليس في الدين أو الدعوة فقط ولكن في أي مجال في الحياة - إلا وهو يقرأ كثيرا وقرأ كثيرا .. فالوقت نعمة لمن يفهم ذلك ويستغله !
يقول رسولنا الكريم :
" نعمتان : مغبون فيهما كثير من الناس .. الصحة والفراغ " !
فاللهم أعنا على استغلال صحتنا وأوقاتنا فيما تحب ..
اللهم آمين ..
------------------------------
وكفاية عليكوا كده الليلادي عشان تاخدوا نفسكوا
وعشان اللي عايز يبدأ يحط جدول لنفسه كده أو يبدأ يدور على الكتب اللي ذكرتها لكم في النت أو خارج النت - قد تجدونها في مكتبة بيتكم وأنتم لا تدرون -
ونكمل غدا إن شاء الله تعالى ..
والله المستعان ..
أول أسلحة المسلم - من بعد حسن التوكل على الله - :
هو الوقت ...
الوقت : هو الجندي المجهول لك لتعد فيه نفسك بكل ما يلزمك من أدوات ...
لاحظوا إخواني وأخواتي - وقد كنت مثل بعضكم في يوم من الأيام - : كم نضيع من أوقات في شبابنا أو كبرنا : أمام التلفاز وما لا يفيد !!.. وبين يدي صفحات الجرائد والمجلات فيما لا طائل من ورائه !!.. وعلى مواقع الإنترنت والمنتديات والمواقع التي لا تضيف إلى حياتك وشخصيتك شيئا مفيدا - فضلا عن أن تكون تضرك -
والشاهد :
كل منا يملك أوقاتا يمكن استغلالها ..
فلا تحرم نفسك من أن تقرأ فيها أهم الكتب وأيسرها في كل مجال .. سواء كانت كتب ورقية أو من الإنترنت مباشرة ..
يكفيك في البداية أن تأخذ كتابا من كل باب من أبواب الشرع مثلا ..
يعني مثلا كتاب في التفسير - أرشح كتاب أيسر التفاسير للشيخ أبي بكر الجزائري حفظه الله - أو الجلالين لمن كان مستواه ضعيفا جدا في القراءة ويريد شيئا مختصرا خفيفا ..
ومثلا كتاب في الفقه - أرشح كتاب منهاج المسلم لأبي بكر الجزائري أيضا - وهو في الحقيقة كتاب أشمل من مجرد الفقه لأن فيه الكثير عن الإسلام ككل .. وقد كتبه الشيخ أصلا للتبسيط ..
وآخر في أصول الفقه للمبتدئين - وأرشح فيه كتاب الدكتور عمر سليمان الأشقر رحمه الله : الواضح في أصول الفقه ..
وهذا الكتاب - على صغره - إلا أنه من الكتب التي ستترك أثرا كبيرا جدا في حياة كل من سيقرأه وفهمه للدين ومقاصد الفقه وكيف تكون الاستدلالات وسيعلمكم الذكاء إن شاء الله
وهو مختصر جدا بالمناسبة - يمكن أن تتخطوا المقدمة لأن البعض قد لا يفهمها - ..
كما أن في مبادئه المبسطة عن علم الحديث الغنى عن قراءة كتاب كامل في علم الحديث - في هذه المرحلة على الأقل -
وإذا استطاع أحدكم أن يحصل على كتاب مبسط في اللغة العربية لكان أفضل وأقوم ..
أيضا كتاب الرحيق المختوم للمباركفوري رحمه الله عن سيرة النبي صلى الله عليه وسلم : سيفيد كثيرا في تشرب شخصية النبي لمعرفة مدى سفاهة الشبهات التي يريد بها العميان النيل من أخلاقه أو عفته أو زهده أو صدقه صلى الله عليه وسلم ..
وكذلك كتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله .. ولو تكون النسخة محققة يكون أفضل ..
وقد يبدو كل ذلك صعبا في أوله
< ممكن بعضكم دلوقتي يقول : هاقرا ده كله ازاي ؟. وامتى ؟ إلخ إلخ >
أقول :
كلما سيمضي بك العمر : سيصير الأمر أصعب
عمل + زواج + أبناء + مشاغل إلخ ..
أما الآن : فتستطيع تقسيم وقتك .. ربما كل يوم بابا من الأبواب التي ذكرتها الآن ..
أو في اليوم الواحد ربما قرأت أكثر من باب ..
وبالطبع بعض الذي ذكرته لكم أعلاه سيأخذ وقتا أطول من الآخر - يعني أطولهم مثلا تفسير القرآن - والبعض الآخر أقصر - مثل كتاب الواضح - وعليه : فلا أقول لك ابدأ فيهم (كلهم) مع بعض
ولكن يمكن تحديد ثلاثة مثلا كبداية ..
والذي ينتهي منهم أولا : تبدأ فيما بعده وهكذا بالتوالي ..
وعن نفسي مثلا :
انتهيت من قراءة تفسير كامل للقرآن في أثناء ركوبي للمواصلات من مدينتي إلى القاهرة يوميا للعمل
كما انتهيت من سماع تفسير القرآن على شكل صوتي : أثناء عملي المكتبي عن طريق سماعات الكمبيوتر
ثم كانت متعتي في الانفراد وحدي في غرفتي - أو في أي مكان - لأنهل من العلم ..
" اقرأ " ....
هي أول كلمة نزلت على رسولنا الكريم : فحرام حرام أن نضيعها نحن أبناء الإسلام !
ولن تجد شخصا متمكنا في مجاله - وليس في الدين أو الدعوة فقط ولكن في أي مجال في الحياة - إلا وهو يقرأ كثيرا وقرأ كثيرا .. فالوقت نعمة لمن يفهم ذلك ويستغله !
يقول رسولنا الكريم :
" نعمتان : مغبون فيهما كثير من الناس .. الصحة والفراغ " !
فاللهم أعنا على استغلال صحتنا وأوقاتنا فيما تحب ..
اللهم آمين ..
------------------------------
وكفاية عليكوا كده الليلادي عشان تاخدوا نفسكوا
وعشان اللي عايز يبدأ يحط جدول لنفسه كده أو يبدأ يدور على الكتب اللي ذكرتها لكم في النت أو خارج النت - قد تجدونها في مكتبة بيتكم وأنتم لا تدرون -
ونكمل غدا إن شاء الله تعالى ..
والله المستعان ..
---------------------------------
نتابع بعون الله ...
وجزا الله خيرا كل من تابع أو علق بخير ..
7...
أما ثاني سلاح للمسلم في أي حوار مع أي أحد وبعد أن يكون لديه خلفية شرعية - على الأقل - :
فهو العقل الصحيح والتفكير السليم ..
فالله تعالى قد مدح العقل والتفكير في القرآن في عشرات الآيات فتراه يقول : " لقوم يعقلون " " يتفكرون " " أولي الألباب " إلخ
وذلك لأن الله تعالى إن كان هو الله الحق الخالق لكل شيء بالفعل : فلن يتعارض دينه مع ما خلقه لنا من قدرات على التعقل والتفكير ..
فالدين الصحيح : يصل إليه العقل الصحيح والتفكير السليم ..
طيب ...
والآن نسأل : ما هي علامات العقل الصحيح والتفكير السليم ؟
أقول :
>>>>
العقل بداية : هو ليس شيئا ماديا !!.. بل هو عملية نفسية مرتبطة بشخصية كل إنسان !!.. فليس هو المخ أو الدماغ الذي في الرأس ويتكون من خلايا عصبية إلخ إلخ !!.. وذلك لأسباب كثيرة منها مثلا :
أن التعقل في الإنسان يتجاوز حدود المادة بكثير .. فأنت تستطيع مثلا تخطي حدود الماضي والحاضر والمستقبل بعقلك ! وتستطيع تعقل ما لا يمكن تصوره !!!.. أي :
أن ما تعجز عن تصوره بخبرة حواسك لأنك لم تجربه بنفسك ولم تره من قبل : تستطيع فهمه وتعقله رغم ذلك !
فأنت مثلا لم - ولن - تقابل شيئا لا نهائيا في حياتك ولكنك : يمكنك تعقل وفهم معنى اللانهاية !!.. وهكذا ..
إذن العقل :
هو غير مادي .. وليس هو المخ ولا الدماغ .. وإنما هؤلاء من أدواته فقط التي يعمل بها ويستقبل بها المعلومات ثم يترجم بها أفكاره لأوامر مادية لتسري في الجسد .. والعقل لا يقف عند حدود التصور المادي وإنما يتجاوزها ..
>>>>
وأما علامات صحة العقل وسلامة التفكير الذي سنحاور به ونناقش به أي ملحد أو مخالف :
هو أنه يجب لأي شخصين متحاورين من أرضية مشتركة يرجعون إليها عند الاختلاف وإلا :
لكان الكلام أخماسا في أسداس وتحصيلا حاصلا وكل يتمسك برأيه الخاص من دون أن يكون هناك أي مرجح بينهما !!!..
وعليه :
فأول ما يجب أن تلزم به محاورك أو مناقشك هو أن تسأله :
هل تؤمن بالبدهيات العقلية أم لا ؟؟..
فإن تملص ورفض والتف : فاعلم أنه يمهد للتهرب منك عند كل التزام منطقي وعقلي ستلزمه إياه !!.. ومثل هذا سيكون حواره عبثا في عبث : اللهم إلا إذا كنت تقصد من حواره إحراجه أمام المتابعين .. فلهذا قصة أخرى سنستعرضها فيما بعد ..
وأما إذا أجابك بنعم :
فاعلم أن النصر سيكون حليفك بإذن الله تعالى لأننا وكما قلنا :
الدين الصحيح : سيصل إليه العقل الصحيح والتفكير السليم !
ولكن ..
ما معنى البدهيات العقلية تلك التي سنحتكم إليها نحن وهو : والتي منكرها يكون مجنونا أو متهربا من الحوار ومتلاعبا ؟
>>>>
فكلمة بديهة : قريبة من كلمة بداءة .. وهي الشيء البدائي الفهم .. أي الذي فهمه يكون تلقائيا لا يحتاج لشرح ولا إثبات في ذاته !!!..
يعني مثلا إذا قلت لك : 1 + 1 = 2 ..
هذه بديهة عقلية .. وهي أن الشيء إذا جمعناه لمثله من نفس نوعه = 2 يقينا وبالتأكيد وبلا أدنى شك .. وهنا :
يستحيل أن يأتي عاقل مثلا ليشكك في تلك البديهة ويسألك :
لماذا ؟ أو اثبت لي ؟!!!..
كذلك أيضا عندما أقول أن الجزء أصغر من الكل .. فهذه بديهة لا تحتاج لإثبات .. وأن القريب أدنى من البعيد .. وهكذا ..
وجزا الله خيرا كل من تابع أو علق بخير ..
7...
أما ثاني سلاح للمسلم في أي حوار مع أي أحد وبعد أن يكون لديه خلفية شرعية - على الأقل - :
فهو العقل الصحيح والتفكير السليم ..
فالله تعالى قد مدح العقل والتفكير في القرآن في عشرات الآيات فتراه يقول : " لقوم يعقلون " " يتفكرون " " أولي الألباب " إلخ
وذلك لأن الله تعالى إن كان هو الله الحق الخالق لكل شيء بالفعل : فلن يتعارض دينه مع ما خلقه لنا من قدرات على التعقل والتفكير ..
فالدين الصحيح : يصل إليه العقل الصحيح والتفكير السليم ..
طيب ...
والآن نسأل : ما هي علامات العقل الصحيح والتفكير السليم ؟
أقول :
>>>>
العقل بداية : هو ليس شيئا ماديا !!.. بل هو عملية نفسية مرتبطة بشخصية كل إنسان !!.. فليس هو المخ أو الدماغ الذي في الرأس ويتكون من خلايا عصبية إلخ إلخ !!.. وذلك لأسباب كثيرة منها مثلا :
أن التعقل في الإنسان يتجاوز حدود المادة بكثير .. فأنت تستطيع مثلا تخطي حدود الماضي والحاضر والمستقبل بعقلك ! وتستطيع تعقل ما لا يمكن تصوره !!!.. أي :
أن ما تعجز عن تصوره بخبرة حواسك لأنك لم تجربه بنفسك ولم تره من قبل : تستطيع فهمه وتعقله رغم ذلك !
فأنت مثلا لم - ولن - تقابل شيئا لا نهائيا في حياتك ولكنك : يمكنك تعقل وفهم معنى اللانهاية !!.. وهكذا ..
إذن العقل :
هو غير مادي .. وليس هو المخ ولا الدماغ .. وإنما هؤلاء من أدواته فقط التي يعمل بها ويستقبل بها المعلومات ثم يترجم بها أفكاره لأوامر مادية لتسري في الجسد .. والعقل لا يقف عند حدود التصور المادي وإنما يتجاوزها ..
>>>>
وأما علامات صحة العقل وسلامة التفكير الذي سنحاور به ونناقش به أي ملحد أو مخالف :
هو أنه يجب لأي شخصين متحاورين من أرضية مشتركة يرجعون إليها عند الاختلاف وإلا :
لكان الكلام أخماسا في أسداس وتحصيلا حاصلا وكل يتمسك برأيه الخاص من دون أن يكون هناك أي مرجح بينهما !!!..
وعليه :
فأول ما يجب أن تلزم به محاورك أو مناقشك هو أن تسأله :
هل تؤمن بالبدهيات العقلية أم لا ؟؟..
فإن تملص ورفض والتف : فاعلم أنه يمهد للتهرب منك عند كل التزام منطقي وعقلي ستلزمه إياه !!.. ومثل هذا سيكون حواره عبثا في عبث : اللهم إلا إذا كنت تقصد من حواره إحراجه أمام المتابعين .. فلهذا قصة أخرى سنستعرضها فيما بعد ..
وأما إذا أجابك بنعم :
فاعلم أن النصر سيكون حليفك بإذن الله تعالى لأننا وكما قلنا :
الدين الصحيح : سيصل إليه العقل الصحيح والتفكير السليم !
ولكن ..
ما معنى البدهيات العقلية تلك التي سنحتكم إليها نحن وهو : والتي منكرها يكون مجنونا أو متهربا من الحوار ومتلاعبا ؟
>>>>
فكلمة بديهة : قريبة من كلمة بداءة .. وهي الشيء البدائي الفهم .. أي الذي فهمه يكون تلقائيا لا يحتاج لشرح ولا إثبات في ذاته !!!..
يعني مثلا إذا قلت لك : 1 + 1 = 2 ..
هذه بديهة عقلية .. وهي أن الشيء إذا جمعناه لمثله من نفس نوعه = 2 يقينا وبالتأكيد وبلا أدنى شك .. وهنا :
يستحيل أن يأتي عاقل مثلا ليشكك في تلك البديهة ويسألك :
لماذا ؟ أو اثبت لي ؟!!!..
كذلك أيضا عندما أقول أن الجزء أصغر من الكل .. فهذه بديهة لا تحتاج لإثبات .. وأن القريب أدنى من البعيد .. وهكذا ..
--------------------------------
8...
ومن هنا :
فعندما نقول للملحد مثلا أن كل شيء مصنوع ومركب بتعقيد وله غاية : يجب أن يكون وراءه صانع يعلم ما يفعل ويريده : فنحن هنا نتحدث في بديهة عقلية : هو الذي عليه عبء إنكارها لو أراد !!!.. وليس نحن الذين علينا إثباتها وإلا :
فاحضر له أي شيء مصنوع ولو كرسي أو ساعة يد أو سيارة واسأله : هل يمكن أن تنسب ذلك لغير فاعل ؟
ولذلك ..
فإن من أعظم علامات تدني الإلحاد (عقليا) و (تخلفه) : أن يحتاج لفرع جديد من العلم (وهو ما يتعلق بعلامات التصميم الذكي) ليثبت له مثل تلك البديهيات !!!..
وهو العلم الذي يستخدم بتوسع في تفاصيل بيولوجية أخرى ويستخدم في الخارج للبحث عن أي مظاهر حياة أو حضارة سواء في مكان ما في الأرض أو على الكواكب الأخرى ..
كذلك أيضا عندما تحدث الملحد عن (استحالة) تسلسل الصانعين أو المسببات إلى ما لا نهاية : وأنه يجب أن تنتهي إلى صانع أو مسبب : لا يوجد صانع له أو لا يحتاج مسببا له أو لوجوده : فأنت هنا تحدثه عن بديهة عقلية أخرى !
وذلك لأنه لو افترضنا معه أن كل شيء له مسبب إلى ما لا نهاية : لقادنا ذلك لعدم وجودنا نحن اليوم ولا كوننا نفسه !
فالجندي الذي لن يطلق رصاصته إلا بأمر من قائده .. وقائده لن يعطيه الأمر إلا بأمر من قائده هو الآخر .. وهكذا دواليك وإلى ما لا نهاية (أي لن تنتهي هذه السلسة) : فإن الرصاصة لن تنطلق أبدا !!!..
وهكذا إذا كان خلق الكون وكل شيء والإنسان هو عبارة عن تأثير مسببات لا نهائية (أي لا نهاية لها) : إذن : فمن المفترض أننا لسنا موجودين أصلا ولا كوننا !!!..
فهذه كلها بديهيات ..!
أيضا عندما نقول أن المادة الصماء التي لا عقل ولا اختيار لها (ووحدتها الذرات) : يستحيل أن يخرج منها حياة ووعي واختيار وكائنات مثلنا : فنحن هنا نتحدث عن بديهيات لا يجادل فيها إلا مجنون أو صاحب هوى يمثل تمثيلية سخيفة وإلا :
فإن فاقد الشيء : لا يعطيه !!!..
فهل تملك المادة الصماء التي نخضعها نحن في التفاعلات فلا تتغير ردود أفعالها في أي مرة مع نفس الظروف : هل تملك مثل هذه المادة حياة أو وعي لكي نزعم أنه خرج منها في يوم من الأيام بدون تدخل إلهي ؟
وهكذا نرى إخواني وأخواتي أن ثاني أقوى سلاح لهزيمة أي ملحد أو مخالف : هو أن نلزمه بالبديهيات العقلية ولذلك : لن تجده يتهرب منها إلا بطريقتين :
إما يستهبل ويسوق فيها العبط والجنون ...
وإما يلجأ لتعليق كل هزيمته على المجهول وما قد يأتي به المستقبل من (كسر للبديهيات) أو أن هذه البديهيات لا تنطبق على ما هو خارج الأرض !
وكلامه ذلك كله مردود عليه لأنه لو شككنا في البديهات العقلية (التي هي أساس التفكير السليم والتي بها تحكم عقولنا على الأشياء) :
فكأننا نقول أننا نريد أن نقيس مسافة ما بقياس رغم أن هذا الجهاز غير سليم !!!.. والسؤال : كيف ستثق في نتائج قياس جهاز أنت تعترف أنه غير سليم ؟
وكذلك من يريد أن يحدد هذه البدهيات على الكرة الأرضية فقط نقول له : ولكن بنفس هذه البدهيات العقلية ينطلق العلماء للبحث والتبصر في الكون كله وعالمنا وحتى لحظة الانفجار الكبير وما كان ورائها مما يتمنون معرفته ؟!..
أم أن جهازك سيكون سليما في حالات معينة (تختارها بمزاجك) وغير سليم في حالات أخرى (تختارها أيضا بمزاجك) ؟!
وهنا سؤال وهو :
إذا كنا نسمي الملحد المخرف الذي يؤمن بغير الممكنات العقلية هذه : بأنه يؤمن بالمستحيلات العقلية (وهذا علامة جنون كما قلنا) : فهل معجزات الأنبياء تدخل ضمن هذه المستحيلات العقلية فيعايرنا بها الملحد واللاديني ؟
ومن هنا :
فعندما نقول للملحد مثلا أن كل شيء مصنوع ومركب بتعقيد وله غاية : يجب أن يكون وراءه صانع يعلم ما يفعل ويريده : فنحن هنا نتحدث في بديهة عقلية : هو الذي عليه عبء إنكارها لو أراد !!!.. وليس نحن الذين علينا إثباتها وإلا :
فاحضر له أي شيء مصنوع ولو كرسي أو ساعة يد أو سيارة واسأله : هل يمكن أن تنسب ذلك لغير فاعل ؟
ولذلك ..
فإن من أعظم علامات تدني الإلحاد (عقليا) و (تخلفه) : أن يحتاج لفرع جديد من العلم (وهو ما يتعلق بعلامات التصميم الذكي) ليثبت له مثل تلك البديهيات !!!..
وهو العلم الذي يستخدم بتوسع في تفاصيل بيولوجية أخرى ويستخدم في الخارج للبحث عن أي مظاهر حياة أو حضارة سواء في مكان ما في الأرض أو على الكواكب الأخرى ..
كذلك أيضا عندما تحدث الملحد عن (استحالة) تسلسل الصانعين أو المسببات إلى ما لا نهاية : وأنه يجب أن تنتهي إلى صانع أو مسبب : لا يوجد صانع له أو لا يحتاج مسببا له أو لوجوده : فأنت هنا تحدثه عن بديهة عقلية أخرى !
وذلك لأنه لو افترضنا معه أن كل شيء له مسبب إلى ما لا نهاية : لقادنا ذلك لعدم وجودنا نحن اليوم ولا كوننا نفسه !
فالجندي الذي لن يطلق رصاصته إلا بأمر من قائده .. وقائده لن يعطيه الأمر إلا بأمر من قائده هو الآخر .. وهكذا دواليك وإلى ما لا نهاية (أي لن تنتهي هذه السلسة) : فإن الرصاصة لن تنطلق أبدا !!!..
وهكذا إذا كان خلق الكون وكل شيء والإنسان هو عبارة عن تأثير مسببات لا نهائية (أي لا نهاية لها) : إذن : فمن المفترض أننا لسنا موجودين أصلا ولا كوننا !!!..
فهذه كلها بديهيات ..!
أيضا عندما نقول أن المادة الصماء التي لا عقل ولا اختيار لها (ووحدتها الذرات) : يستحيل أن يخرج منها حياة ووعي واختيار وكائنات مثلنا : فنحن هنا نتحدث عن بديهيات لا يجادل فيها إلا مجنون أو صاحب هوى يمثل تمثيلية سخيفة وإلا :
فإن فاقد الشيء : لا يعطيه !!!..
فهل تملك المادة الصماء التي نخضعها نحن في التفاعلات فلا تتغير ردود أفعالها في أي مرة مع نفس الظروف : هل تملك مثل هذه المادة حياة أو وعي لكي نزعم أنه خرج منها في يوم من الأيام بدون تدخل إلهي ؟
وهكذا نرى إخواني وأخواتي أن ثاني أقوى سلاح لهزيمة أي ملحد أو مخالف : هو أن نلزمه بالبديهيات العقلية ولذلك : لن تجده يتهرب منها إلا بطريقتين :
إما يستهبل ويسوق فيها العبط والجنون ...
وإما يلجأ لتعليق كل هزيمته على المجهول وما قد يأتي به المستقبل من (كسر للبديهيات) أو أن هذه البديهيات لا تنطبق على ما هو خارج الأرض !
وكلامه ذلك كله مردود عليه لأنه لو شككنا في البديهات العقلية (التي هي أساس التفكير السليم والتي بها تحكم عقولنا على الأشياء) :
فكأننا نقول أننا نريد أن نقيس مسافة ما بقياس رغم أن هذا الجهاز غير سليم !!!.. والسؤال : كيف ستثق في نتائج قياس جهاز أنت تعترف أنه غير سليم ؟
وكذلك من يريد أن يحدد هذه البدهيات على الكرة الأرضية فقط نقول له : ولكن بنفس هذه البدهيات العقلية ينطلق العلماء للبحث والتبصر في الكون كله وعالمنا وحتى لحظة الانفجار الكبير وما كان ورائها مما يتمنون معرفته ؟!..
أم أن جهازك سيكون سليما في حالات معينة (تختارها بمزاجك) وغير سليم في حالات أخرى (تختارها أيضا بمزاجك) ؟!
وهنا سؤال وهو :
إذا كنا نسمي الملحد المخرف الذي يؤمن بغير الممكنات العقلية هذه : بأنه يؤمن بالمستحيلات العقلية (وهذا علامة جنون كما قلنا) : فهل معجزات الأنبياء تدخل ضمن هذه المستحيلات العقلية فيعايرنا بها الملحد واللاديني ؟
--------------------------------
9...
للرد على هذه النقطة الهامة نقول :
هناك (ممكن فيزيائي) و (مستحيل فيزيائي) ..
وهناك (ممكن عقلي) و (مستحيل عقلي) ..
>>
(الممكن الفيزيائي) :
هو كل ما نعرفه من ثوابت وقوانين وضعها الله تعالى في عالمنا .. مثل قولنا مثلا أن الماء في حالة كذا يغلي عند 100 درجة مئوية .. وأنه يتجمد في حالة كذا عند صفر درجة مئوية .. وأن قوة الجاذبية كذا في حالة كذا .. وأن سرعة الضوء تساوي كذا في حالة كذا إلخ ..
فهذه كلها (ممكنات فيزيائية) لا يعترض عليها أحد ..
>>
(المستحيل الفيزيائي) :
هو عكس كل ما نعرفه من تلك الممكنات أو تغييرها من جانبنا !!!.. فهذا مستحيل فيزيائيا ..
وذلك لأنه لن يستطيع (تغيير) القوانين والثوابت الممكنة فيزيائيا : إلا الذي وضعها واختار قيمها أول مرة بحكمته ومشيئته التي أرادها عليها .. ألا وهو الله عز وجل !..
إذن ..
تغيير الممكنات الفيزيائية : هو من المستحيل الفيزيائي الذي لا نستطيعه نحن : ولكن يستطيعه الله تعالى خالق كل شيء في الأصل وواضع كل القوانين ..
ومن هنا تندرج (المعجزات) المذكورة كلها تحت هذه القدرة لله تعالى ولا تستعصي عليها !
فعصا موسى عليه السلام هي ذرات .. وأما تحولها إلى ثعبان : فهو ذرات أيضا ولكن بتراتيب جديدة بعد نفخ الروح فيها والحياة التي لا يستطيعها إلا الله !!!..
وذلك بعكس ما فعله سحرة فرعون من خداع أعين الناس ولم يكن تحويلا حقيقيا لعصيهم إلى ثعابين (ولذلك سجدوا له وأيقنوا أنه مرسل بالفعل من الخالق عز وجل) ..
وكذلك تغيير خصائص الماء ليشق موسى البحر ويمشي بين شقيه : هي من قدرات الله تعالى وحده ..
وكذلك أيضا تغيير خصائص النار وإحراقها لتكون بردا وسلاما على إبراهيم عليه السلام عندما ألقاه قومه فيها ..
وعليه :
نخرج من هنا بدرس هام وهو :
ألا نناقش الملحد في مثل تلك الأمور الفرعية : إلا بعد أن يسلم لنا بالأصل والأساس وهو أنه هناك (خالق) لكل شيء ..
فساعتها يكون إقناعه بالمعجزات أمرا ميسورا مترتبا على ذلك ..
>>
(الممكن العقلي) :
وهي مثل البدهيات العقلية التي أشرت إليها في المداخلة السابقة .. مثل أن 1+1=2 وأنه لكل شيء مصنوع لغاية ومعقد التركيب ودقيق : له صانع .. ومثل استحالة تسلسل المسببات إلى ما لا نهاية إلخ .. والتي لا ينكرها إلا مجنون أو من يمثل أنه مجنون ليتهرب من إلزاماتها التي ستسوق حتما للاعتراف بالخالق عز وجل - بل وصفاته أيضا كما سنرى فيما بعد - ..
>>
(المستحيل العقلي) :
وهو إنكار الممكنات العقلية والإيمان بعكسها : وهذا هو الجنون بعينه وغير المقبول لدى العقلاء في أي حوار لأنه لو صح :
لصح لنا أن نطعن بعد ذلك في كل ثابت نعرفه في الحياة وكل بديهة يعرفها العقلاء في أي مكان وزمان : ولانهدمت العلوم كذلك : كل العلوم ...
يتبع حين يتيسر إن شاء الله ...
للرد على هذه النقطة الهامة نقول :
هناك (ممكن فيزيائي) و (مستحيل فيزيائي) ..
وهناك (ممكن عقلي) و (مستحيل عقلي) ..
>>
(الممكن الفيزيائي) :
هو كل ما نعرفه من ثوابت وقوانين وضعها الله تعالى في عالمنا .. مثل قولنا مثلا أن الماء في حالة كذا يغلي عند 100 درجة مئوية .. وأنه يتجمد في حالة كذا عند صفر درجة مئوية .. وأن قوة الجاذبية كذا في حالة كذا .. وأن سرعة الضوء تساوي كذا في حالة كذا إلخ ..
فهذه كلها (ممكنات فيزيائية) لا يعترض عليها أحد ..
>>
(المستحيل الفيزيائي) :
هو عكس كل ما نعرفه من تلك الممكنات أو تغييرها من جانبنا !!!.. فهذا مستحيل فيزيائيا ..
وذلك لأنه لن يستطيع (تغيير) القوانين والثوابت الممكنة فيزيائيا : إلا الذي وضعها واختار قيمها أول مرة بحكمته ومشيئته التي أرادها عليها .. ألا وهو الله عز وجل !..
إذن ..
تغيير الممكنات الفيزيائية : هو من المستحيل الفيزيائي الذي لا نستطيعه نحن : ولكن يستطيعه الله تعالى خالق كل شيء في الأصل وواضع كل القوانين ..
ومن هنا تندرج (المعجزات) المذكورة كلها تحت هذه القدرة لله تعالى ولا تستعصي عليها !
فعصا موسى عليه السلام هي ذرات .. وأما تحولها إلى ثعبان : فهو ذرات أيضا ولكن بتراتيب جديدة بعد نفخ الروح فيها والحياة التي لا يستطيعها إلا الله !!!..
وذلك بعكس ما فعله سحرة فرعون من خداع أعين الناس ولم يكن تحويلا حقيقيا لعصيهم إلى ثعابين (ولذلك سجدوا له وأيقنوا أنه مرسل بالفعل من الخالق عز وجل) ..
وكذلك تغيير خصائص الماء ليشق موسى البحر ويمشي بين شقيه : هي من قدرات الله تعالى وحده ..
وكذلك أيضا تغيير خصائص النار وإحراقها لتكون بردا وسلاما على إبراهيم عليه السلام عندما ألقاه قومه فيها ..
وعليه :
نخرج من هنا بدرس هام وهو :
ألا نناقش الملحد في مثل تلك الأمور الفرعية : إلا بعد أن يسلم لنا بالأصل والأساس وهو أنه هناك (خالق) لكل شيء ..
فساعتها يكون إقناعه بالمعجزات أمرا ميسورا مترتبا على ذلك ..
>>
(الممكن العقلي) :
وهي مثل البدهيات العقلية التي أشرت إليها في المداخلة السابقة .. مثل أن 1+1=2 وأنه لكل شيء مصنوع لغاية ومعقد التركيب ودقيق : له صانع .. ومثل استحالة تسلسل المسببات إلى ما لا نهاية إلخ .. والتي لا ينكرها إلا مجنون أو من يمثل أنه مجنون ليتهرب من إلزاماتها التي ستسوق حتما للاعتراف بالخالق عز وجل - بل وصفاته أيضا كما سنرى فيما بعد - ..
>>
(المستحيل العقلي) :
وهو إنكار الممكنات العقلية والإيمان بعكسها : وهذا هو الجنون بعينه وغير المقبول لدى العقلاء في أي حوار لأنه لو صح :
لصح لنا أن نطعن بعد ذلك في كل ثابت نعرفه في الحياة وكل بديهة يعرفها العقلاء في أي مكان وزمان : ولانهدمت العلوم كذلك : كل العلوم ...
يتبع حين يتيسر إن شاء الله ...
-------------------------------
10...
مما سبق : ننتقل إلى نقطة تنظيمية لاستعراض أكثر 3 فئات لا دينية مستهدفة بالحوارات لدينا وهم :
>>>>
الملاحدة : وهؤلاء يجب أن نرغمهم على بدء الحوار من أول مسألة وجود الله تعالى الخالق من عدمها .. لأن أي نقاش فيما دون ذلك من أمور الإسلام والإيمان ونحوه : سيكون من العبث ومن الضرر على المسلم والتخبط في الحوار من الطرفين بغير هدى ولا معالم واضحة ..
والحوار مع الملحد يجب أن يبدأ من البدهيات العقلية لحصاره بها كما اتفقنا .. مع أهمية وجود خلفية علمية عن التطور والفيزياء سنتعرض لها فيما بعد ..
>>>>
اللادينيين : وهؤلاء منهم ربوبيون (أي يؤمنون بوجود رب خالق) .. والأمر معهم يتجه عادة للحديث عن وجود دين لهذا الخالق أم لا ؟ وماذا يكون من بين أديان الأرض الكثيرة ؟..
وعليه ينحصر النقاش من جهتنا في نقطتين ..
الأولى : إظهار صفات الله تعالى من خلال عظيم مخلوقاته .. مثل الحكمة والرحمة والعدل والعلم والخبرة والقدرة والمشيئة والإرادة إلخ ..
وأن ما يظهر منه حكمة مثلا : لا يلغيها ما يظهر لنا غير حكيم في أشياء أخرى ..
وذلك في كل الصفات أيضا مثل الرحمة والعدل إلخ ..
والسبب هو أن الإثبات مقدم على النفي ..
فأنا لو رأيت سيارة : فقد أفهم من أجزائها أشياء تدلني يقينا على أنها بالتأكيد صنعها صانع .. وهذه الشهادة تكفي للحكم عليها ككل :
ولن يضيرني ساعتها أن يوجد في أجزاء السيارة أشياء لا ولن أفهمها !!.. مثل المحرك المعقد مثلا وعملية اشتعال الوقود والتبريد وعامود الدوران وصندوق نقل الحركة إلخ ..
فالمثبت مقدم على المنفي ..
فإذا ثبت الصانع وصفات كماله - لأنه لا يمكن أن نعرف نحن الصفات ومعاني كمالها : إلا إن كان يمتلكها خالقنا نفسه وإلا ما كنا استشعرناها ولا عرفنا معناها - :
فإنه الأليق بمثل هذا الخالق أنه لن يخلق مخلوقاته عبثا ولن يتركها هملا .. لأن صانع الشيء هو قد صنعه لغاية : ومن الحكمة إظهار هذه الغاية للآخرين لكي لا يفسدوا عمله ..
وأما نقطة النقاش الثانية فهي :
إظهار أن أصل الديانات هو التوحيد - حتى لدى الأديان التي تعددت فيها الآلهة : حيث يكون دوما هناك إله أكبر وباقي الآلهة الأخرى تبع له وتحت أوامره وهم في ذلك أشبه بالملائكة في الأديان وخصوصا الإبراهيمية الثلاثة - .. وأن الفكر البديهي دوما للإنسان كان هو التوحيد حتى في القبائل البدائية ..
ثم بيان أن الكثرة الكاثرة من الأديان يمكن - وبكل سهولة - استخلاص الحق من بينها بغير إشكال وبغير عائق من كثرتها .. وذلك لأن الحق في الأديان سيكون له صفات معينة : إذا استثنينا ما لا تنطبق عليه : فسنستبعد المئات والآلاف في لحظات : ولن يتبقى لنا إلا الإسلام !
وهذا يأتي تفصيله أيضا فيما بعد إن شاء الله ..
>>>>
اللاأدريين : وهؤلاء لا يؤمنون بدين بالطبع : لأنهم متوقفون عن الإيمان بإله خالق من عدمه .. ومترددون في ذلك .. وعليه :
فالحوار معهم سيكون عبثا كذلك إذا لم نتفق معهم أولا على المرجعية المطلقة للبدهيات العقلية !
وأنه لن ينكرها إلا مجنون .. وننبههم لذلك إن كانوا لا يعرفون :
أو نفضح تمثيلهم للا أدرية أمام القراء والمتابعين إن كانوا يمثلون : ونجعل من إنكارهم للبدهيات أضحوكة لكل متابع
ولكي نصل إلى هذه الحالة :
فقد شرحت لكم من قبل مجموعة هامة من أشهر البديهيات : ولكن يتبقى بعض الحجج (الحديثة) لديهم لمحاولة التشكيك في البديهيات بتغليفها بغلاف العلم .. مثل تشبثهم بعالم الكم مثلا وبعض نتائجه الغريبة ..
وهذا مما سنشرح ونفصل الرد عليه كذلك في المداخلات القادمة ..
ولكن تكفي الآن هذه النظرة السريعة على الأصناف الثلاثة الأكثر شيوعا في الحوارات .. وكيف تكون مداخل النقاش مع كل منها ..
مما سبق : ننتقل إلى نقطة تنظيمية لاستعراض أكثر 3 فئات لا دينية مستهدفة بالحوارات لدينا وهم :
>>>>
الملاحدة : وهؤلاء يجب أن نرغمهم على بدء الحوار من أول مسألة وجود الله تعالى الخالق من عدمها .. لأن أي نقاش فيما دون ذلك من أمور الإسلام والإيمان ونحوه : سيكون من العبث ومن الضرر على المسلم والتخبط في الحوار من الطرفين بغير هدى ولا معالم واضحة ..
والحوار مع الملحد يجب أن يبدأ من البدهيات العقلية لحصاره بها كما اتفقنا .. مع أهمية وجود خلفية علمية عن التطور والفيزياء سنتعرض لها فيما بعد ..
>>>>
اللادينيين : وهؤلاء منهم ربوبيون (أي يؤمنون بوجود رب خالق) .. والأمر معهم يتجه عادة للحديث عن وجود دين لهذا الخالق أم لا ؟ وماذا يكون من بين أديان الأرض الكثيرة ؟..
وعليه ينحصر النقاش من جهتنا في نقطتين ..
الأولى : إظهار صفات الله تعالى من خلال عظيم مخلوقاته .. مثل الحكمة والرحمة والعدل والعلم والخبرة والقدرة والمشيئة والإرادة إلخ ..
وأن ما يظهر منه حكمة مثلا : لا يلغيها ما يظهر لنا غير حكيم في أشياء أخرى ..
وذلك في كل الصفات أيضا مثل الرحمة والعدل إلخ ..
والسبب هو أن الإثبات مقدم على النفي ..
فأنا لو رأيت سيارة : فقد أفهم من أجزائها أشياء تدلني يقينا على أنها بالتأكيد صنعها صانع .. وهذه الشهادة تكفي للحكم عليها ككل :
ولن يضيرني ساعتها أن يوجد في أجزاء السيارة أشياء لا ولن أفهمها !!.. مثل المحرك المعقد مثلا وعملية اشتعال الوقود والتبريد وعامود الدوران وصندوق نقل الحركة إلخ ..
فالمثبت مقدم على المنفي ..
فإذا ثبت الصانع وصفات كماله - لأنه لا يمكن أن نعرف نحن الصفات ومعاني كمالها : إلا إن كان يمتلكها خالقنا نفسه وإلا ما كنا استشعرناها ولا عرفنا معناها - :
فإنه الأليق بمثل هذا الخالق أنه لن يخلق مخلوقاته عبثا ولن يتركها هملا .. لأن صانع الشيء هو قد صنعه لغاية : ومن الحكمة إظهار هذه الغاية للآخرين لكي لا يفسدوا عمله ..
وأما نقطة النقاش الثانية فهي :
إظهار أن أصل الديانات هو التوحيد - حتى لدى الأديان التي تعددت فيها الآلهة : حيث يكون دوما هناك إله أكبر وباقي الآلهة الأخرى تبع له وتحت أوامره وهم في ذلك أشبه بالملائكة في الأديان وخصوصا الإبراهيمية الثلاثة - .. وأن الفكر البديهي دوما للإنسان كان هو التوحيد حتى في القبائل البدائية ..
ثم بيان أن الكثرة الكاثرة من الأديان يمكن - وبكل سهولة - استخلاص الحق من بينها بغير إشكال وبغير عائق من كثرتها .. وذلك لأن الحق في الأديان سيكون له صفات معينة : إذا استثنينا ما لا تنطبق عليه : فسنستبعد المئات والآلاف في لحظات : ولن يتبقى لنا إلا الإسلام !
وهذا يأتي تفصيله أيضا فيما بعد إن شاء الله ..
>>>>
اللاأدريين : وهؤلاء لا يؤمنون بدين بالطبع : لأنهم متوقفون عن الإيمان بإله خالق من عدمه .. ومترددون في ذلك .. وعليه :
فالحوار معهم سيكون عبثا كذلك إذا لم نتفق معهم أولا على المرجعية المطلقة للبدهيات العقلية !
وأنه لن ينكرها إلا مجنون .. وننبههم لذلك إن كانوا لا يعرفون :
أو نفضح تمثيلهم للا أدرية أمام القراء والمتابعين إن كانوا يمثلون : ونجعل من إنكارهم للبدهيات أضحوكة لكل متابع
ولكي نصل إلى هذه الحالة :
فقد شرحت لكم من قبل مجموعة هامة من أشهر البديهيات : ولكن يتبقى بعض الحجج (الحديثة) لديهم لمحاولة التشكيك في البديهيات بتغليفها بغلاف العلم .. مثل تشبثهم بعالم الكم مثلا وبعض نتائجه الغريبة ..
وهذا مما سنشرح ونفصل الرد عليه كذلك في المداخلات القادمة ..
ولكن تكفي الآن هذه النظرة السريعة على الأصناف الثلاثة الأكثر شيوعا في الحوارات .. وكيف تكون مداخل النقاش مع كل منها ..
--------------------------------
11...
والآن نتساءل :
ما هي أنواع الملحدين الداخلين في النقاش من حيث المصداقية ؟ وكيف نتعامل مع كل نوع ؟ وكيف نتعامل مع مكان النقاش (محايد / غير محايد) وما حالات كل ذلك ؟
أقول :
>>>
بالنسبة للملحدين من حيث المصداقية فهم 3 أنواع ..
## نوع ملحد عن (هوى) .. وهذا النوع يظهر بعد أول سؤالين أو ثلاثة وحالما يسير النقاش في بدايته .. حيث تجده يتميز بإظهار السخرية .. ويتعمد وصف الحجج المنطقية والداحضة لإلحاده وشبهاته أنها : لا شيء !!!.. وهكذا ..
## ونوع ملحد عن (جهل حقيقي) .. وذلك سيتجاوب معك .. وعلامته احترامه لنفسه ولمحاوره وعدم تعمد السخرية والصدق في طلب المعلومات .. وهذا النوع هو الذي قد نتحمل منه بعض المخالفات أو الاستهزاء الخفيف : تماما كما يتحمل الطبيب (رفس) المريض أحيانا بهدف علاجه إن شاء الله ..
## والنوع الأخير : هو المصاب بوسواس قهري أو حالة نفسية غير مستقرة للأسف .. وهذا النوع علامته تكرار الأسئلة بنفسها بعد إجابتك عليها أكثر من مرة : وبعد أن اقتنع هو نفسه بها في كل مرة !!!!!!!!!!!!!!.. حيث تجده يعيد تكرارها عليك من جديد كلما قفزت في رأسه مرة أخرى !!..
ومثل هذا النوع للأسف الأفضل له إذا اكتشفت حالته أن ترشده لطلب العلاج النفسي ((ولا نقول أنه مجنون لأنه ليس مجنونا : والطب النفسي لا يعني الجنون)) .. ولكن يكون هناك نقص بعض المواد في المخ تسبب له حالات الوسواس القهري في العقيدة .. تماما وكما يحدث لبعض الناس وسواس في غلق الأبواب أو نسيانها مفتوحة !!.. أو وسواس في الوضوء وهكذا ..
وهذا النوع غالبا ما ندله أيضا على بعض الممارسات الفكرية والاجتماعية لاجتناب الاستدراج مع وساوسه : ولكن قليل منهم من يأتي ذلك معه بنتيجة حاسمة ونهائية ..
فحذار من تضييع وقتك مع هذا النوع ..
ومع النوع الأول إلا إذا كنت تقصد من النوع الأول إحراج باطله وفضح سخافة إلحاده وكفره : فتستمر معه لكشفه أمام الناس ..
>>>
وعلى هذا نأتي إلى تحديد (مكان النقاش) فأقول :
الأفضل في أي نقاش : هو أن يكون في جروب أو منتدى إسلامي .. على أن يكون مضبوطا بقواعد وشروط إشرافية يجتهد المسلمون في الحفاظ عليها من باب العدل حتى مع الكافر ..
يعني لو أخطأ المسلم في شيء :
نرده ونصحح له ونبين خطأه ..
وذلك من عدل الإسلام المأمورين به ..
وأهم شيء هنا في الإشراف المسلم - من بعد العدل - :
هو السيطرة على الملحد من النوع الأول في تهرباته وتشغيباته ورغبته في التشويش على الحجج الساطعة بادعاء انها (لا شيء) !!.. ساعتها :
يتدخل الإشراف لتصحيح مسار النقاش وإلزامه بحجج محاوره التي ألزمه بها وأنها من المنطق والعقل بالفعل : وأنه إن لم يكن لديه (ردود مقنعة) : فتعتبر هذه النقطة للمسلم : وينتقلون لما بعدها من نقاط النقاش الباقية أو الأخرى ..
فإن لم يحدث ذلك التدخل من الإشراف :
لصار ليس هناك فرق بين إجراء الحوار أو المناظرة في منتدى أو جروب إسلامي أو غيره ....!
ومن هنا :
أنصح كل الإخوة والأخوات الذين يفكرون (أو يشرفون بالفعل) على جروبات حوارية : ألا يخلطوا بين فتح باب (حرية الحوار بآدابه) : وبين (ترك السخافات في الحوار بغير رد) !!..
فإن ترك السخافات عونا على الباطل !!!.. وتضييعا لإنجازات المحاور المسلم إذا شوش عليها المخالف ..
فأرجو التنبه لذلك ..
طيب ...
وماذا عن إجراء الحوار أو النقاش أو المناظرة في منتدى أو جروب إلحادي أو مخالف ؟!!..
أقول :
هذا بداية مرفوض ...
لأننا مأمورون بعدم التواجد في أماكن الفواحش والفسق والفجور والسب البذيء إلخ ..
ومثل هؤلاء الرعاع في صفحاتهم : ينهقون كالحمير ويردون على أنفسهم !!!.. يعني : لا علم حقيقي .. ولا حتى أدب ..
بل تجدهم يتهمون الإسلام بأنه دين غرائز وشهوات مكبوتة إلخ إلخ :
وصفحاتهم مليئة بالصور العارية والعبارات البذيئة والفحش والزنا والخنا والعياذ بالله !!!..
وقد حذرنا الله تعالى من التواجد بين أولئك : إلا لغرض راجح مطلوب شرعا ..
وهذا يدخلنا إلى النقطة الأخيرة وهي :
متى يجوز لنا إجراء مثل ذلك الحوار أو المناظرة هناك ؟
الجواب :
إذا كنت أولا واثقا من نفسك ودينك وعلمك وخلقك ..
وأنك قادر على إقامة الحجة عليهم فيما ستحاورهم فيه وإلا :
لضررت الإسلام حيث أردت النفع !!!..
أيضا إذا كان الغرض هو زيارة مثل هذه الصفحات على فترات : لإظهار ضعفهم وبلادتهم وسخافة شبهاتهم وتفاهتها أمام الجهلة والعوام الذين انخدعوا فيهم ...
تماما كما يأتي أحدنا مثلا - أعني المحاورين المخضرمين - ليناظر كل فترة أحد الملاحدة (الصغار) !!!..
فالهدف هو تذكيرهم فقط بسخافة إلحادهم :
وطالما يتهرب (أكابرهم) من الحوارات والمناظرات الجادة المشروطة بقوانين ..
والآن نتساءل :
ما هي أنواع الملحدين الداخلين في النقاش من حيث المصداقية ؟ وكيف نتعامل مع كل نوع ؟ وكيف نتعامل مع مكان النقاش (محايد / غير محايد) وما حالات كل ذلك ؟
أقول :
>>>
بالنسبة للملحدين من حيث المصداقية فهم 3 أنواع ..
## نوع ملحد عن (هوى) .. وهذا النوع يظهر بعد أول سؤالين أو ثلاثة وحالما يسير النقاش في بدايته .. حيث تجده يتميز بإظهار السخرية .. ويتعمد وصف الحجج المنطقية والداحضة لإلحاده وشبهاته أنها : لا شيء !!!.. وهكذا ..
## ونوع ملحد عن (جهل حقيقي) .. وذلك سيتجاوب معك .. وعلامته احترامه لنفسه ولمحاوره وعدم تعمد السخرية والصدق في طلب المعلومات .. وهذا النوع هو الذي قد نتحمل منه بعض المخالفات أو الاستهزاء الخفيف : تماما كما يتحمل الطبيب (رفس) المريض أحيانا بهدف علاجه إن شاء الله ..
## والنوع الأخير : هو المصاب بوسواس قهري أو حالة نفسية غير مستقرة للأسف .. وهذا النوع علامته تكرار الأسئلة بنفسها بعد إجابتك عليها أكثر من مرة : وبعد أن اقتنع هو نفسه بها في كل مرة !!!!!!!!!!!!!!.. حيث تجده يعيد تكرارها عليك من جديد كلما قفزت في رأسه مرة أخرى !!..
ومثل هذا النوع للأسف الأفضل له إذا اكتشفت حالته أن ترشده لطلب العلاج النفسي ((ولا نقول أنه مجنون لأنه ليس مجنونا : والطب النفسي لا يعني الجنون)) .. ولكن يكون هناك نقص بعض المواد في المخ تسبب له حالات الوسواس القهري في العقيدة .. تماما وكما يحدث لبعض الناس وسواس في غلق الأبواب أو نسيانها مفتوحة !!.. أو وسواس في الوضوء وهكذا ..
وهذا النوع غالبا ما ندله أيضا على بعض الممارسات الفكرية والاجتماعية لاجتناب الاستدراج مع وساوسه : ولكن قليل منهم من يأتي ذلك معه بنتيجة حاسمة ونهائية ..
فحذار من تضييع وقتك مع هذا النوع ..
ومع النوع الأول إلا إذا كنت تقصد من النوع الأول إحراج باطله وفضح سخافة إلحاده وكفره : فتستمر معه لكشفه أمام الناس ..
>>>
وعلى هذا نأتي إلى تحديد (مكان النقاش) فأقول :
الأفضل في أي نقاش : هو أن يكون في جروب أو منتدى إسلامي .. على أن يكون مضبوطا بقواعد وشروط إشرافية يجتهد المسلمون في الحفاظ عليها من باب العدل حتى مع الكافر ..
يعني لو أخطأ المسلم في شيء :
نرده ونصحح له ونبين خطأه ..
وذلك من عدل الإسلام المأمورين به ..
وأهم شيء هنا في الإشراف المسلم - من بعد العدل - :
هو السيطرة على الملحد من النوع الأول في تهرباته وتشغيباته ورغبته في التشويش على الحجج الساطعة بادعاء انها (لا شيء) !!.. ساعتها :
يتدخل الإشراف لتصحيح مسار النقاش وإلزامه بحجج محاوره التي ألزمه بها وأنها من المنطق والعقل بالفعل : وأنه إن لم يكن لديه (ردود مقنعة) : فتعتبر هذه النقطة للمسلم : وينتقلون لما بعدها من نقاط النقاش الباقية أو الأخرى ..
فإن لم يحدث ذلك التدخل من الإشراف :
لصار ليس هناك فرق بين إجراء الحوار أو المناظرة في منتدى أو جروب إسلامي أو غيره ....!
ومن هنا :
أنصح كل الإخوة والأخوات الذين يفكرون (أو يشرفون بالفعل) على جروبات حوارية : ألا يخلطوا بين فتح باب (حرية الحوار بآدابه) : وبين (ترك السخافات في الحوار بغير رد) !!..
فإن ترك السخافات عونا على الباطل !!!.. وتضييعا لإنجازات المحاور المسلم إذا شوش عليها المخالف ..
فأرجو التنبه لذلك ..
طيب ...
وماذا عن إجراء الحوار أو النقاش أو المناظرة في منتدى أو جروب إلحادي أو مخالف ؟!!..
أقول :
هذا بداية مرفوض ...
لأننا مأمورون بعدم التواجد في أماكن الفواحش والفسق والفجور والسب البذيء إلخ ..
ومثل هؤلاء الرعاع في صفحاتهم : ينهقون كالحمير ويردون على أنفسهم !!!.. يعني : لا علم حقيقي .. ولا حتى أدب ..
بل تجدهم يتهمون الإسلام بأنه دين غرائز وشهوات مكبوتة إلخ إلخ :
وصفحاتهم مليئة بالصور العارية والعبارات البذيئة والفحش والزنا والخنا والعياذ بالله !!!..
وقد حذرنا الله تعالى من التواجد بين أولئك : إلا لغرض راجح مطلوب شرعا ..
وهذا يدخلنا إلى النقطة الأخيرة وهي :
متى يجوز لنا إجراء مثل ذلك الحوار أو المناظرة هناك ؟
الجواب :
إذا كنت أولا واثقا من نفسك ودينك وعلمك وخلقك ..
وأنك قادر على إقامة الحجة عليهم فيما ستحاورهم فيه وإلا :
لضررت الإسلام حيث أردت النفع !!!..
أيضا إذا كان الغرض هو زيارة مثل هذه الصفحات على فترات : لإظهار ضعفهم وبلادتهم وسخافة شبهاتهم وتفاهتها أمام الجهلة والعوام الذين انخدعوا فيهم ...
تماما كما يأتي أحدنا مثلا - أعني المحاورين المخضرمين - ليناظر كل فترة أحد الملاحدة (الصغار) !!!..
فالهدف هو تذكيرهم فقط بسخافة إلحادهم :
وطالما يتهرب (أكابرهم) من الحوارات والمناظرات الجادة المشروطة بقوانين ..
--------------------------------
12...
بعض النصائح أثناء الحوار :
>>
لنعلم جميعا أن الباطل من أخص خصائصه هو التناقض .. إذن : تيقن تمام اليقين من أن محاورك من الملاحدة وغيرهم سيقع في تناقضات كثيرة تفضح باطله ... والواجب : ألا تترك تناقضاته تمر عليك ولا على القاريء مرور الكرام !!!..
بل يجب أن تقف معه عند كل تناقض وتبينه له وللقاريء ..
فأما هو : فلو كان طالبا للحق : فسوف يفيده ذلك ..
وأما إن كان معاند آخر من المعاندين الممثلين : فسوف يفضح كل ذلك باطله أمام القراء والمتابعين ..
مثلا :
تجده عندما يتحدث عن إنكار وجود خالق : يتحدث لك عن البلاء وعدم استجابة الدعاء ووجود الشر في العالم إلخ !
وهنا يجب أن تكشف تناقضه لأن كل ذلك لا علاقة له أصلا بمسألة وجود ((خالق)) من عدمه !!.. فقد يكون الخالق يقصد الابتلاء والامتحان وإظهار خير الأخيار وشر الأشرار رغم انه يستطيع منعه !!.. قد يكون الخالق أصلا شريرا !!.. أو خلق العالم وتركه !!.. إلى آخر ذلك من المباحث الأخرى التي لا علاقة لها بنفي علامات الخلق ودلائل صنع المخلوقات التي تستحيل على الصدفة والعشوائية !!.. هذا من الملحد اسمه خلط وتناقض بين الإلحاد العاطفي والإلحاد العلمي الذي يدعي صاحبه امتلاك دلائل على إنكار وجود خالق !
مثال آخر :
في الحديث عن التطور مثلا تجده مرة يقول في الطفرات المزعومة لظهور عضو جديد كامل أو كائن كامل : أن المسافة الزمنية بينها كبيرة جدا بملايين السنين ولذلك لا نلاحظها ..
وتارة أخرى تجده يقول ان المسافة بين الطفرات قصيرة لكي تستطيع عمل اكبر عدد ممكن من التغييرات بالآلاف والملايين في الكائن الواحد فقط ليتطور إلى غيره !!!..
وهنا يجب كشف هذا التناقض !
>>
كذلك يجب أن يجيد المحاور أسلوب قلب الحجة على قائلها ..
مثال :
يقول لك أن التشابه بين الكائنات الحية وتركيبها وحمضها النووي إلخ : ينفي وجود خالق !!..
وعلى الفور - المفترض من مسلم منتبه يسمع أو يقرأ هذا الكلام أن يقول - :
طب لو عكسنا الوضع وقلنا أن الكائنات كلها في فوضى وعدم تشابه وكذلك الحمض النووي إلخ : فهل هذا الوضع بهذه الصورة ينفي أو يدعم أن الصدفة والعشوائية هي الخالق ؟
عجيب !
فإذا قال لك - ولاحظ أنه سيداهنك الآن ويقترب من عقيدتك - : أن التشابه في التكوين وفي تركيب الحمض النووي هو دليل على أن الأصل واحد وأنه حدث تطور : فقل له :
ونحن مثلك نقول أن الخالق واحد وقام بتوحيد أصل الحياة في الخلايا الحية لتتكامل الدورات الغذائية ودورات المواد في الأرض !
وهكذا ...
>>
احذر من الوقوع في فخ (الإغراق) .. وهو أن يأتيك الملحد الجاهل محملا بعشرات الشبهات يريد أن يلقيها أمامك مرة واحدة في بداية الحوار أو المناظرة : ظنا منه أن ذلك هو الحوار !!!!..
وساعتها يجب عليك ألا تنساق معه - ومهما كنت تعرف إجابة شبهاته لأنه لن ينتهي ولكن :
أن تقرر معه ومع المشرفين على الحوار - إن وجدوا - :
أن الصواب هو مناقشة أصول الأفكار أولا وليس الفروع !!!..
لأن بدون فهم الأصول : سينتفي فهم الفروع المترتب عليها !
مثال :
أنت يمكن أن تعيب وتضحك وتستهزيء برجل يقود سيارته وبدلا من السير في الاتجاه المعاكس مخالف ليصل إلى فتحة ما : تراه يلتزم بسير مسافة كبيرة ملتزما باتجاه طريقه : وإلى أن يقووم بعمل دوران للعودة للفتحة التي كنت تريد منه أن يخالف السير إليها فيكون أقرب !
ولكن العيب والضحك والاستهزاء لن يتحققون إذا ما علمت أن هذه هي قواعد السير على الطريق !!..
لأنك لو سرت معاكسا : فلن تأمن خروج أحد بسيارته أو طفل أو عجوز لن ينظر في الاتجاه المخالف وهو يعبر الطريق - لانه لن يتوقع مخالفة في ذلك - فيقع التصادم !
>>
احذر من أن تلزم نفسك بإلزامات : توقعك في مأزق فيما بعد ..
كأن تقول للملحد مثلا : دعنا نفترض انه يمكن تسلسل المسببات إلى ما لا نهاية !!.. - وهذا مستحيل عقلا وسيستغله الملحد ضدك فيما بعد ! - أو تقول له : دعنا نفترض أن فاقد الشيء : يعطيه !!!.. أي أن الذرات غير العاقلة وغير المتصفة بحرية اختيار يمكن أن ينتج عنها حرية اختيار وعقل في وقت من الأوقات بدون الحاجة لإله !!!!..
فكل هذه الإلزامات في معرض حوارك مع الملحد : ستوقعك في نقض كلامك (العقلي) كله فيما بعد !!!!..
وذلك لأنك اعتمدت فيها على (مستحيل عقلي) : فكسرت قاعدة الحكم بينك وبين الملحد في الحوار !
ولكن يمكنك مثلا التنزل معه فيما لن يؤثر على حجتك ولكن يزيد في إقامة الحجة عليه .. كقولك مثلا :
سنفترض أن المادة أزلية - بل وقوانينها كذلك - ...
فهذا الافتراض في الحقيقة : سيقبله الملحد : ولكنه : لن يفيده في شيء بل سيبرز أكثر قوة حجتك إذا كنت قويا في هذه الجزئية (وهي استحالة ظهور عقل وحرية اختيار تناقض صفات المادة التي لا عقل لها ولا حرية اختيار وتناقض القوانين التي لها قيم محددة لا تتغير : فمن أين نشأ العقل وحرية الاختيار إذا ؟ ) إلى غير ذلك مما يمكنك إقامة الحجة عليه رغم هذا التنزل من جهتك معه ..
بعض النصائح أثناء الحوار :
>>
لنعلم جميعا أن الباطل من أخص خصائصه هو التناقض .. إذن : تيقن تمام اليقين من أن محاورك من الملاحدة وغيرهم سيقع في تناقضات كثيرة تفضح باطله ... والواجب : ألا تترك تناقضاته تمر عليك ولا على القاريء مرور الكرام !!!..
بل يجب أن تقف معه عند كل تناقض وتبينه له وللقاريء ..
فأما هو : فلو كان طالبا للحق : فسوف يفيده ذلك ..
وأما إن كان معاند آخر من المعاندين الممثلين : فسوف يفضح كل ذلك باطله أمام القراء والمتابعين ..
مثلا :
تجده عندما يتحدث عن إنكار وجود خالق : يتحدث لك عن البلاء وعدم استجابة الدعاء ووجود الشر في العالم إلخ !
وهنا يجب أن تكشف تناقضه لأن كل ذلك لا علاقة له أصلا بمسألة وجود ((خالق)) من عدمه !!.. فقد يكون الخالق يقصد الابتلاء والامتحان وإظهار خير الأخيار وشر الأشرار رغم انه يستطيع منعه !!.. قد يكون الخالق أصلا شريرا !!.. أو خلق العالم وتركه !!.. إلى آخر ذلك من المباحث الأخرى التي لا علاقة لها بنفي علامات الخلق ودلائل صنع المخلوقات التي تستحيل على الصدفة والعشوائية !!.. هذا من الملحد اسمه خلط وتناقض بين الإلحاد العاطفي والإلحاد العلمي الذي يدعي صاحبه امتلاك دلائل على إنكار وجود خالق !
مثال آخر :
في الحديث عن التطور مثلا تجده مرة يقول في الطفرات المزعومة لظهور عضو جديد كامل أو كائن كامل : أن المسافة الزمنية بينها كبيرة جدا بملايين السنين ولذلك لا نلاحظها ..
وتارة أخرى تجده يقول ان المسافة بين الطفرات قصيرة لكي تستطيع عمل اكبر عدد ممكن من التغييرات بالآلاف والملايين في الكائن الواحد فقط ليتطور إلى غيره !!!..
وهنا يجب كشف هذا التناقض !
>>
كذلك يجب أن يجيد المحاور أسلوب قلب الحجة على قائلها ..
مثال :
يقول لك أن التشابه بين الكائنات الحية وتركيبها وحمضها النووي إلخ : ينفي وجود خالق !!..
وعلى الفور - المفترض من مسلم منتبه يسمع أو يقرأ هذا الكلام أن يقول - :
طب لو عكسنا الوضع وقلنا أن الكائنات كلها في فوضى وعدم تشابه وكذلك الحمض النووي إلخ : فهل هذا الوضع بهذه الصورة ينفي أو يدعم أن الصدفة والعشوائية هي الخالق ؟
عجيب !
فإذا قال لك - ولاحظ أنه سيداهنك الآن ويقترب من عقيدتك - : أن التشابه في التكوين وفي تركيب الحمض النووي هو دليل على أن الأصل واحد وأنه حدث تطور : فقل له :
ونحن مثلك نقول أن الخالق واحد وقام بتوحيد أصل الحياة في الخلايا الحية لتتكامل الدورات الغذائية ودورات المواد في الأرض !
وهكذا ...
>>
احذر من الوقوع في فخ (الإغراق) .. وهو أن يأتيك الملحد الجاهل محملا بعشرات الشبهات يريد أن يلقيها أمامك مرة واحدة في بداية الحوار أو المناظرة : ظنا منه أن ذلك هو الحوار !!!!..
وساعتها يجب عليك ألا تنساق معه - ومهما كنت تعرف إجابة شبهاته لأنه لن ينتهي ولكن :
أن تقرر معه ومع المشرفين على الحوار - إن وجدوا - :
أن الصواب هو مناقشة أصول الأفكار أولا وليس الفروع !!!..
لأن بدون فهم الأصول : سينتفي فهم الفروع المترتب عليها !
مثال :
أنت يمكن أن تعيب وتضحك وتستهزيء برجل يقود سيارته وبدلا من السير في الاتجاه المعاكس مخالف ليصل إلى فتحة ما : تراه يلتزم بسير مسافة كبيرة ملتزما باتجاه طريقه : وإلى أن يقووم بعمل دوران للعودة للفتحة التي كنت تريد منه أن يخالف السير إليها فيكون أقرب !
ولكن العيب والضحك والاستهزاء لن يتحققون إذا ما علمت أن هذه هي قواعد السير على الطريق !!..
لأنك لو سرت معاكسا : فلن تأمن خروج أحد بسيارته أو طفل أو عجوز لن ينظر في الاتجاه المخالف وهو يعبر الطريق - لانه لن يتوقع مخالفة في ذلك - فيقع التصادم !
>>
احذر من أن تلزم نفسك بإلزامات : توقعك في مأزق فيما بعد ..
كأن تقول للملحد مثلا : دعنا نفترض انه يمكن تسلسل المسببات إلى ما لا نهاية !!.. - وهذا مستحيل عقلا وسيستغله الملحد ضدك فيما بعد ! - أو تقول له : دعنا نفترض أن فاقد الشيء : يعطيه !!!.. أي أن الذرات غير العاقلة وغير المتصفة بحرية اختيار يمكن أن ينتج عنها حرية اختيار وعقل في وقت من الأوقات بدون الحاجة لإله !!!!..
فكل هذه الإلزامات في معرض حوارك مع الملحد : ستوقعك في نقض كلامك (العقلي) كله فيما بعد !!!!..
وذلك لأنك اعتمدت فيها على (مستحيل عقلي) : فكسرت قاعدة الحكم بينك وبين الملحد في الحوار !
ولكن يمكنك مثلا التنزل معه فيما لن يؤثر على حجتك ولكن يزيد في إقامة الحجة عليه .. كقولك مثلا :
سنفترض أن المادة أزلية - بل وقوانينها كذلك - ...
فهذا الافتراض في الحقيقة : سيقبله الملحد : ولكنه : لن يفيده في شيء بل سيبرز أكثر قوة حجتك إذا كنت قويا في هذه الجزئية (وهي استحالة ظهور عقل وحرية اختيار تناقض صفات المادة التي لا عقل لها ولا حرية اختيار وتناقض القوانين التي لها قيم محددة لا تتغير : فمن أين نشأ العقل وحرية الاختيار إذا ؟ ) إلى غير ذلك مما يمكنك إقامة الحجة عليه رغم هذا التنزل من جهتك معه ..
------------------------------
13...
سنتعرض الآن لأهم ما يلجأ إليه المخالفون في حواراتهم - على حسب أنواعهم - فنبدأ بالأخف ثم الأثقل ..
نبدأ باللاأدريين فنقول :
>>
يلجأ اللاأدري للتشكيك في البدهيات .. ولنفي وجود أي شيء مطلق وإنما كل شيء نسبي .. وكل ذلك ليؤصل ويبرر للاأدريته بالطبع !!!..
ويكون الرد عليه معتمدا وكما نوهت من قبل على بيان أنه لو صح كلامه : فلا جدوى من نقاشه أو حواره إذا لسببين !
# الأول : أن مهما سيصل لنتيجة فهي نسبية إلا إذا كان يريد أن يعتبر النتيجة التي سيصل إليها مطلقة : وهنا يتناقض مع نفسه بانتقائه لما يريد وتركه لما يريد !
# الثاني : وهو إذا كان ينكر أن هناك معاني وأشياء ومفاهيم مطلقة .. وينكر البدهيات : فإنه بذلك يوقف عمل العقل في الحكم على الأشياء والبت فيها !
وهنا انتفت أداة التحكيم نفسه في أي حوار بينه وبين أي إنسان ! فعلام الحوار إذا ؟؟..
>>
أيضا مثل هذا الممثل يمكن الرد عليه بإحراجه بقولنا :
حكمك هذا على كل شيء أنه نسبي ولا يوجد شيء مطلق :
هل هو نسبي أم مطلق ؟
فإذا قال أنه مطلق : فقد ناقض نفسه !
وإن قال أنه نسبي : فقد كذب نفسه ورد على نفسه !
>>
وكذلك يمكن جعله أضحوكة في أي حوار وأمام القراء وبعث الاستنكار في قلوبهم تجاهه : بأن نسأله سؤالا محرجا من ملزمات كلامه مثل مثلا :
ما رأيك في من يرى طفلا صغيرا يلعب فيعتدي عليه جنسيا ثم يقتله ؟
فمهما تكن إجابته : سنستخرج منها تناقضاته بين تحديد ما هو نسبي وما هو مطلق .. وهكذا ..
-------------------------------------------
>>
أما بالنسبة للاديني : فيلجأ لأكثر من خدعة وكذبة للتملص من تبعات حساب الله (أو الخالق) له على عدم التزامه بدين ..
فمثلا تجده تارة يخبرك بأنه لا يستسيغ ولا يتقبل ذلك الإله الذي يعرف كل تفصيلة في حياتنا مهما كانت تفاهتها ويتدخل ويراقب كل شيء حتى كذا وكذا - ويذكر بعض الأمور الخاصة أو المحرجة لعمل تأثير نفسي لكلامه - ..
والرد :
أن الأكثر إقناعا وتماشيا مع البداهة العقلية : هو أن العظيم الصفات الذي خلق كل هذا الكون العظيم وما فيه من مخلوقات عظيمة الصنع : الأنسب له على حسب عظمة علمه التي تبدت في خلقه للكون وما فيه : أنه يعلم ويطلع بالفعل على كل شيء ! وهذه بدهية عقلية لدى أي مؤمن بأي إله ديني على وجه الأرض !
وهذا هو الأنسب لكمال هذا الإله العظيم أنه لا يتصف بالجهل أو الغفلة أو عدم الاهتمام بالتفاصيل !
ولكي تبين لهذا اللاديني أن اعتراضه هو لمجرد الاعتراض فقط ولتبرير التملص من مفهوم الإله المطلع والذي سيحاسب الناس :
أن تبين له أنه لو كان العكس (أي أن الإله أو الخالق لا يعرف بالفعل تفاصيل كل شيء) :
لكان ظهر أيضا من يعترض على ذلك المفهوم من الناس والعقلاء الذين سيرمون مثل هذا الإله والخالق ساعتها بصفات النقص التي يجب أن يتنزه عنها بالنظر إلى عظيم صفاته الظاهرة في عظيم مخلوقاته ..
يتبع ..
----------------------------------
14...
>>
ومما يلجأ إليه اللاديني - وكذلك الملحد - : هو إثارة واستعراض شبهة - أو شبهات - تطعن في أخلاق الإسلام أو أخلاق أو عفة الرسول صلى الله عليه وسلم .. وهنا أنت أمام خيارين ..
إما الرد على الشبهة لو كان الموقف يتطلب ذلك ..
وإما أن تأخذ من شبهته - أو شبهاته - مطية للهجوم عليه هو بدلا من أن تأخذ مأخذ الدفاع !!!!..
وذلك بأن تقول له مثلا :
وبفرض أن ما تقول صحيح : علام تعترض أنت وعلى ماذا ترى خطأ في تلك الأمور ؟
وهنا :
أنت تدير دفة الحوار للفت الأنظار - وللقراء والمتابعين - لهذا التناقض الفج عند الملاحدة واللادينيين !!..
فتراهم مثلا يتهمون الرسول زورا وبهتانا بالشهوانية الجنسية - حتى ولو كانت في الحلال ولو صحت - : في حين أنهم يبيحون أضعاف أضعافها في الحرام عندهم وعلى صفحاتهم الشخصية المليئة بالقاذورات وفحش الكلمات والصور !
فساعتها تشعر وكأنك تريد أن تقول :
Look who's talking !!!!
>>
أيضا يلجأ اللاديني لإظهار تعظيمه للعقل البشري .. وأن الخالق لم يرسل دينا ولكن ترك الناس اعتمادا على عقولهم في تقرير الصواب من الخطأ وفهمهم لهذا الإله !
والسؤال هنا هو :
أي الحالتين أقرب للمنطق والعدل ....
أن يتفاوت مجموعة من الطلاب مثلا في القدرات العقلية : ولكن يرسل إليهم المدرس زميلا لهم ليخبرهم عن مراده منهم ليجهزوه إلى أن يأتي ليحاسبهم عليه ؟
أم يتفاوت مجموعة من الطلاب في القدرات العقلية : ويتركهم المدرس ((ليستنبطوا)) و ((يتخيلوا)) و ((يتوقعوا)) كل واحد منهم مع نفسه : ماذا يريد المدرس منا : ثم يأتيهم المدرس فجأة ليحاسبهم على ما لم يخبرهم به أصلا !!!..
فهكذا هو تفكير اللاديني وتخبطه في الحياة ! ويكون إحراجه عن طريق بيان تفاوت قدرات البشر في الحكم على الأشياء بسبب الهوى والجهل والمصالح الذاتية والشخصية أو العامة إلخ !
فحتى أعتى المجرمين إجراما : ستجده يبرر لنفسه بـ ((عقله)) كل جرائمه في حق غيره : ولو قتل الناس جميعا ! يقول تعالى :
" ولو اتبع الحق أهواءهم : لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن " والسؤال :
فإلى أي عقل نحتكم في الحياة إن صارت غابة بغير دين إلهي محايد من عند رب البشر ؟
وإلى أي مرجعية نختار ؟
>>
كذلك يلجأ اللاديني إلى حيلة التحجج بأنه هناك بشر لم تصلهم رسالات الله ولا رسله .. والجواب عن هذه الشبهة يكون بإرجاع ذلك إلى حكمة اختيار الله تعالى لامتحان كل إنسان .. حيث أن الله يمتحن الإنسان ويمتحن به غيره ..
فمن هؤلاء مثلا المجنون (يمتحنه الله في يوم القيامة ويمتحن به غيره في الدنيا كأبيه وأمه والناس التي ستحسن إليه أو تعتدي عليه وتستهزيء به أو الذين سيتعلمون منه قيمة العقل إلخ)
وكذلك الجنين الذي نفخت فيه الروح ثم مات أو قتل أو الطفل الذي لم يبلغ الحلم ومات أو قتل (فهؤلاء كذلك يمتحنهم الله تعالى في يوم القيامة ويمتحن بهم في الدنيا آباءهم وأمهاتهم ومن يرحم ضعفهم أو من يقتلهم تجبرا وقسوة وإجراما ووحشية وهم الذين لم يفعلوا شيئا في الحياة بعد !)
وكذلك الأصم الذي لا يسمع .. والشيخ الهرم الذي لا يعي من فرط كبر عمره .. وكذلك أهل الفترة الذين لم تبلغهم رسالات ..
ويكون الرد مشفوعا بآيات القرآن الواضحة والصريحة في عدم وقوع عذاب إلا بعد بلاغ الرسل مثل قوله تعالى :
" وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا " ..
وحديث النبي في امتحان الأصناف المذكورة يوم القيامة وهو صحيح بمجموع طرقه (حيث يأمرهم الله تعالى مالك الملك والجبروت في ذلك اليوم بنفسه أن يدخلوا النار ! فمن يطيعه يجدها بردا وسلاما ويدخل الجنة .. ومن يأبى فيقول له الله - وقد رد أمر الله نفسه - وهكذا كنت لرسلي أعصى إذا جاءتك رسالاتهم ..
ورغم ذلك : يجب ألا نتخيل أن المتروكين بغير رسل من البشر هم الغالبية ..! بل العكس .. وذلك لإخبار الله تعالى - وبنص القرآن - أنه ما من أمة إلا وخلا فيها نذير ..
فهناك رسول : يكون معه رسالة ليبلغها لقومه ..
ثم يكون بعد الرسول أنبياء : يعملون برسالته في قومه أو أقوامهم ويحيونها إلى أن تأتي رسالة جديدة ..
فرسالات الله متحدة في العقيدة والتوحيد وتحليل الطيبات وتحريم الخبائث : مختلفة في بعض التشريعات التي تناسب كل فئة وعصر ..
ومن إحدى أهم علامات وحدة الرسالات القديمة : هو القصص والبشارات المشتركة فيما بينها مثل قصة آدم عليه السلام وإبليس والطوفان والبشارة بالأنبياء وعلى رأسهم خاتم الرسل أعظم البشر محمد صلى الله عليه وسلم : حيث توجد له الكثير من البشارات في كتب الهندوس والبوذيين والفرس واليهود والنصارى إلخ !
سنتعرض الآن لأهم ما يلجأ إليه المخالفون في حواراتهم - على حسب أنواعهم - فنبدأ بالأخف ثم الأثقل ..
نبدأ باللاأدريين فنقول :
>>
يلجأ اللاأدري للتشكيك في البدهيات .. ولنفي وجود أي شيء مطلق وإنما كل شيء نسبي .. وكل ذلك ليؤصل ويبرر للاأدريته بالطبع !!!..
ويكون الرد عليه معتمدا وكما نوهت من قبل على بيان أنه لو صح كلامه : فلا جدوى من نقاشه أو حواره إذا لسببين !
# الأول : أن مهما سيصل لنتيجة فهي نسبية إلا إذا كان يريد أن يعتبر النتيجة التي سيصل إليها مطلقة : وهنا يتناقض مع نفسه بانتقائه لما يريد وتركه لما يريد !
# الثاني : وهو إذا كان ينكر أن هناك معاني وأشياء ومفاهيم مطلقة .. وينكر البدهيات : فإنه بذلك يوقف عمل العقل في الحكم على الأشياء والبت فيها !
وهنا انتفت أداة التحكيم نفسه في أي حوار بينه وبين أي إنسان ! فعلام الحوار إذا ؟؟..
>>
أيضا مثل هذا الممثل يمكن الرد عليه بإحراجه بقولنا :
حكمك هذا على كل شيء أنه نسبي ولا يوجد شيء مطلق :
هل هو نسبي أم مطلق ؟
فإذا قال أنه مطلق : فقد ناقض نفسه !
وإن قال أنه نسبي : فقد كذب نفسه ورد على نفسه !
>>
وكذلك يمكن جعله أضحوكة في أي حوار وأمام القراء وبعث الاستنكار في قلوبهم تجاهه : بأن نسأله سؤالا محرجا من ملزمات كلامه مثل مثلا :
ما رأيك في من يرى طفلا صغيرا يلعب فيعتدي عليه جنسيا ثم يقتله ؟
فمهما تكن إجابته : سنستخرج منها تناقضاته بين تحديد ما هو نسبي وما هو مطلق .. وهكذا ..
-------------------------------------------
>>
أما بالنسبة للاديني : فيلجأ لأكثر من خدعة وكذبة للتملص من تبعات حساب الله (أو الخالق) له على عدم التزامه بدين ..
فمثلا تجده تارة يخبرك بأنه لا يستسيغ ولا يتقبل ذلك الإله الذي يعرف كل تفصيلة في حياتنا مهما كانت تفاهتها ويتدخل ويراقب كل شيء حتى كذا وكذا - ويذكر بعض الأمور الخاصة أو المحرجة لعمل تأثير نفسي لكلامه - ..
والرد :
أن الأكثر إقناعا وتماشيا مع البداهة العقلية : هو أن العظيم الصفات الذي خلق كل هذا الكون العظيم وما فيه من مخلوقات عظيمة الصنع : الأنسب له على حسب عظمة علمه التي تبدت في خلقه للكون وما فيه : أنه يعلم ويطلع بالفعل على كل شيء ! وهذه بدهية عقلية لدى أي مؤمن بأي إله ديني على وجه الأرض !
وهذا هو الأنسب لكمال هذا الإله العظيم أنه لا يتصف بالجهل أو الغفلة أو عدم الاهتمام بالتفاصيل !
ولكي تبين لهذا اللاديني أن اعتراضه هو لمجرد الاعتراض فقط ولتبرير التملص من مفهوم الإله المطلع والذي سيحاسب الناس :
أن تبين له أنه لو كان العكس (أي أن الإله أو الخالق لا يعرف بالفعل تفاصيل كل شيء) :
لكان ظهر أيضا من يعترض على ذلك المفهوم من الناس والعقلاء الذين سيرمون مثل هذا الإله والخالق ساعتها بصفات النقص التي يجب أن يتنزه عنها بالنظر إلى عظيم صفاته الظاهرة في عظيم مخلوقاته ..
يتبع ..
----------------------------------
14...
>>
ومما يلجأ إليه اللاديني - وكذلك الملحد - : هو إثارة واستعراض شبهة - أو شبهات - تطعن في أخلاق الإسلام أو أخلاق أو عفة الرسول صلى الله عليه وسلم .. وهنا أنت أمام خيارين ..
إما الرد على الشبهة لو كان الموقف يتطلب ذلك ..
وإما أن تأخذ من شبهته - أو شبهاته - مطية للهجوم عليه هو بدلا من أن تأخذ مأخذ الدفاع !!!!..
وذلك بأن تقول له مثلا :
وبفرض أن ما تقول صحيح : علام تعترض أنت وعلى ماذا ترى خطأ في تلك الأمور ؟
وهنا :
أنت تدير دفة الحوار للفت الأنظار - وللقراء والمتابعين - لهذا التناقض الفج عند الملاحدة واللادينيين !!..
فتراهم مثلا يتهمون الرسول زورا وبهتانا بالشهوانية الجنسية - حتى ولو كانت في الحلال ولو صحت - : في حين أنهم يبيحون أضعاف أضعافها في الحرام عندهم وعلى صفحاتهم الشخصية المليئة بالقاذورات وفحش الكلمات والصور !
فساعتها تشعر وكأنك تريد أن تقول :
Look who's talking !!!!
>>
أيضا يلجأ اللاديني لإظهار تعظيمه للعقل البشري .. وأن الخالق لم يرسل دينا ولكن ترك الناس اعتمادا على عقولهم في تقرير الصواب من الخطأ وفهمهم لهذا الإله !
والسؤال هنا هو :
أي الحالتين أقرب للمنطق والعدل ....
أن يتفاوت مجموعة من الطلاب مثلا في القدرات العقلية : ولكن يرسل إليهم المدرس زميلا لهم ليخبرهم عن مراده منهم ليجهزوه إلى أن يأتي ليحاسبهم عليه ؟
أم يتفاوت مجموعة من الطلاب في القدرات العقلية : ويتركهم المدرس ((ليستنبطوا)) و ((يتخيلوا)) و ((يتوقعوا)) كل واحد منهم مع نفسه : ماذا يريد المدرس منا : ثم يأتيهم المدرس فجأة ليحاسبهم على ما لم يخبرهم به أصلا !!!..
فهكذا هو تفكير اللاديني وتخبطه في الحياة ! ويكون إحراجه عن طريق بيان تفاوت قدرات البشر في الحكم على الأشياء بسبب الهوى والجهل والمصالح الذاتية والشخصية أو العامة إلخ !
فحتى أعتى المجرمين إجراما : ستجده يبرر لنفسه بـ ((عقله)) كل جرائمه في حق غيره : ولو قتل الناس جميعا ! يقول تعالى :
" ولو اتبع الحق أهواءهم : لفسدت السماوات والأرض ومن فيهن " والسؤال :
فإلى أي عقل نحتكم في الحياة إن صارت غابة بغير دين إلهي محايد من عند رب البشر ؟
وإلى أي مرجعية نختار ؟
>>
كذلك يلجأ اللاديني إلى حيلة التحجج بأنه هناك بشر لم تصلهم رسالات الله ولا رسله .. والجواب عن هذه الشبهة يكون بإرجاع ذلك إلى حكمة اختيار الله تعالى لامتحان كل إنسان .. حيث أن الله يمتحن الإنسان ويمتحن به غيره ..
فمن هؤلاء مثلا المجنون (يمتحنه الله في يوم القيامة ويمتحن به غيره في الدنيا كأبيه وأمه والناس التي ستحسن إليه أو تعتدي عليه وتستهزيء به أو الذين سيتعلمون منه قيمة العقل إلخ)
وكذلك الجنين الذي نفخت فيه الروح ثم مات أو قتل أو الطفل الذي لم يبلغ الحلم ومات أو قتل (فهؤلاء كذلك يمتحنهم الله تعالى في يوم القيامة ويمتحن بهم في الدنيا آباءهم وأمهاتهم ومن يرحم ضعفهم أو من يقتلهم تجبرا وقسوة وإجراما ووحشية وهم الذين لم يفعلوا شيئا في الحياة بعد !)
وكذلك الأصم الذي لا يسمع .. والشيخ الهرم الذي لا يعي من فرط كبر عمره .. وكذلك أهل الفترة الذين لم تبلغهم رسالات ..
ويكون الرد مشفوعا بآيات القرآن الواضحة والصريحة في عدم وقوع عذاب إلا بعد بلاغ الرسل مثل قوله تعالى :
" وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا " ..
وحديث النبي في امتحان الأصناف المذكورة يوم القيامة وهو صحيح بمجموع طرقه (حيث يأمرهم الله تعالى مالك الملك والجبروت في ذلك اليوم بنفسه أن يدخلوا النار ! فمن يطيعه يجدها بردا وسلاما ويدخل الجنة .. ومن يأبى فيقول له الله - وقد رد أمر الله نفسه - وهكذا كنت لرسلي أعصى إذا جاءتك رسالاتهم ..
ورغم ذلك : يجب ألا نتخيل أن المتروكين بغير رسل من البشر هم الغالبية ..! بل العكس .. وذلك لإخبار الله تعالى - وبنص القرآن - أنه ما من أمة إلا وخلا فيها نذير ..
فهناك رسول : يكون معه رسالة ليبلغها لقومه ..
ثم يكون بعد الرسول أنبياء : يعملون برسالته في قومه أو أقوامهم ويحيونها إلى أن تأتي رسالة جديدة ..
فرسالات الله متحدة في العقيدة والتوحيد وتحليل الطيبات وتحريم الخبائث : مختلفة في بعض التشريعات التي تناسب كل فئة وعصر ..
ومن إحدى أهم علامات وحدة الرسالات القديمة : هو القصص والبشارات المشتركة فيما بينها مثل قصة آدم عليه السلام وإبليس والطوفان والبشارة بالأنبياء وعلى رأسهم خاتم الرسل أعظم البشر محمد صلى الله عليه وسلم : حيث توجد له الكثير من البشارات في كتب الهندوس والبوذيين والفرس واليهود والنصارى إلخ !
-------------------------------
15...
ويلجأ اللاديني أيضا لشبهة قديمة للتمويه على أهل الحق ودين الحق الأوحد وهو الإسلام وهي :
أنه إذا كان الخالق أرسل دينا : فما هو هذا الدين الصواب من بين 4000 دين أو أكثر في الأرض قديما وحديثا ؟
والجواب :
أن دين الحق لا يختلف عن الأديان الباطلة اختلافا قليلا لا يلحظه أحد إلا بصعوبة بل : يختلف عن الأديان الباطلة اختلافات جذرية وكبيرة تظهر لكل ذي عقل بمجرد أن يخلص النية في الوصول للحق والرغبة في اتباعه !
ومثال ذلك كتشبيه قريب لهذه الحالة :
أنك وجدت لباسا قيما في الشارع : وفي أحد جيوب اللباس مبلغا كبيرا من المال ...
فقمت بعمل إعلان في المدينة بما وجدته : وأنه من يتقدم ويدعي أن اللباس لباسه ويحدد مبلغ المال : فهو له !!..
وفي اليوم التالي :
تقدم لك 4 ألاف رجل وامرأة !!.. بل دعنا نقل 10 آلاف !!!..
وكلهم قد قام بتقسيم الأوصاف المحتملة للباس عليهم : وكذلك المقدار المحتمل للمال !!..
فإذا بهم وقد طلعت أنت عليهم فنظرتت لهم جميعا :
فرفضتهم كلهم !!!!!!..
حتى من قبل أن تتكلم معهم ولو بكلمة : ولا تسمع منهم وصفا كاذبا مما أعدوه لأنفسهم !!!..
والسر :
أن اللباس أصلا هو لفتاة صغيرة السن (6 سنوات)
فهل رأيتم هذا التباين في هذا المثال :
فهكذا هو الإسلام بين غيره من الأديان الباطلة مهما كثرت !!!
والأمر في الحقيقة لا يتطلب كل هذا الجهد والإلتباس الذي يبالغ فيه اللادينيون ليوهموا الناس بأن اختيار الدين الصواب مستحيل ! وأنه قد يستغرق العمر كله قبل أن ينتهي البحث !
فهذا الهراء منهم يمكن أن يصح في حالة واحدة :
ألا وهي إذا افترضنا (الغباء) فيمن وجد اللباس للطفلة الصغيرة : ثم هو يقضي وقته ليقيسه على 10 آلاف رجل وامرأة قبل أن يوقن أنه لا يخص أحدا منهم !
وإلا - وبالله عليكم - :
انظروا لحماقة اللاديني - أو الملحد إذا استخدم نفس هذه الشبهة - عندما يسرد لك ما حفظه من أسماء الآلهة فيقول لك :
هل إلهك الإسلامي هو الصواب ؟
أم زيوس أم ميثرا أم بوذا أم بقرة الهندوس أم ثالوث النصارى إلخ إلخ ؟؟
فقل له :
أما إذا كنت ترى (بعقلك الفذ !) أن بقرة عادية يمكن أن تكون إلهك وخالقك وتضعها في مقارنة بالله في الإسلام : فأنت لا تستحق أصلا النقاش معك !
وأما إذا كنت ترى (بعقلك الفذ !) أن البشر الآلهة أو الأشبه بالبشر أو عائلات الآلهة هي التي خلقت العالم وتديره وتصدق أساطيرها الخرافية في تراث الأمم الوثنية قديما وحديثا : فأنت رديء الفكر والفهم أصلا !!!.. لأنه لو صح ذلك وصحت هذه الصراعات التي يحكون عنها لما كان العالم مستقرا طرفة عين !!!
وهكذا ثالوث النصارى ومستحيلهم العقلي بأن 3=1 و 1=3 :
فأنت تهدم البدهيات العقلية وهكذا يكون حوارنا معك حوار طرشان لأنه بغير بدهيات عقلية : فأي شيء يمكن أن يكون ولا معنى لتحكيم عقولنا في أي شيء لأنه لا أساس لها !!!..
والصواب :
أن من يجد حافظة نقود في الشارع ويعلن عنها وأنه سيعطيها لمن يقدم أوصافها بدقة :
فلن يضره شيئا أن يتوجه إليه أكثر من مدعي ...
طالما يعرف أن صاحبها واحد !!..
وأنه هو وحده الذي سيعطيه أوصافها الصحيحة !
وأما ادعاء أنها لا صاحب لها : لمجرد أن ادعى ملكيتها أكثر من واحد :
فهذه سرقة ومصادرة على المطلوب بغير نظر !
< ربما كان طمعان في حافظة النقود فتحجج بذلك >
ويلجأ اللاديني أيضا لشبهة قديمة للتمويه على أهل الحق ودين الحق الأوحد وهو الإسلام وهي :
أنه إذا كان الخالق أرسل دينا : فما هو هذا الدين الصواب من بين 4000 دين أو أكثر في الأرض قديما وحديثا ؟
والجواب :
أن دين الحق لا يختلف عن الأديان الباطلة اختلافا قليلا لا يلحظه أحد إلا بصعوبة بل : يختلف عن الأديان الباطلة اختلافات جذرية وكبيرة تظهر لكل ذي عقل بمجرد أن يخلص النية في الوصول للحق والرغبة في اتباعه !
ومثال ذلك كتشبيه قريب لهذه الحالة :
أنك وجدت لباسا قيما في الشارع : وفي أحد جيوب اللباس مبلغا كبيرا من المال ...
فقمت بعمل إعلان في المدينة بما وجدته : وأنه من يتقدم ويدعي أن اللباس لباسه ويحدد مبلغ المال : فهو له !!..
وفي اليوم التالي :
تقدم لك 4 ألاف رجل وامرأة !!.. بل دعنا نقل 10 آلاف !!!..
وكلهم قد قام بتقسيم الأوصاف المحتملة للباس عليهم : وكذلك المقدار المحتمل للمال !!..
فإذا بهم وقد طلعت أنت عليهم فنظرتت لهم جميعا :
فرفضتهم كلهم !!!!!!..
حتى من قبل أن تتكلم معهم ولو بكلمة : ولا تسمع منهم وصفا كاذبا مما أعدوه لأنفسهم !!!..
والسر :
أن اللباس أصلا هو لفتاة صغيرة السن (6 سنوات)
فهل رأيتم هذا التباين في هذا المثال :
فهكذا هو الإسلام بين غيره من الأديان الباطلة مهما كثرت !!!
والأمر في الحقيقة لا يتطلب كل هذا الجهد والإلتباس الذي يبالغ فيه اللادينيون ليوهموا الناس بأن اختيار الدين الصواب مستحيل ! وأنه قد يستغرق العمر كله قبل أن ينتهي البحث !
فهذا الهراء منهم يمكن أن يصح في حالة واحدة :
ألا وهي إذا افترضنا (الغباء) فيمن وجد اللباس للطفلة الصغيرة : ثم هو يقضي وقته ليقيسه على 10 آلاف رجل وامرأة قبل أن يوقن أنه لا يخص أحدا منهم !
وإلا - وبالله عليكم - :
انظروا لحماقة اللاديني - أو الملحد إذا استخدم نفس هذه الشبهة - عندما يسرد لك ما حفظه من أسماء الآلهة فيقول لك :
هل إلهك الإسلامي هو الصواب ؟
أم زيوس أم ميثرا أم بوذا أم بقرة الهندوس أم ثالوث النصارى إلخ إلخ ؟؟
فقل له :
أما إذا كنت ترى (بعقلك الفذ !) أن بقرة عادية يمكن أن تكون إلهك وخالقك وتضعها في مقارنة بالله في الإسلام : فأنت لا تستحق أصلا النقاش معك !
وأما إذا كنت ترى (بعقلك الفذ !) أن البشر الآلهة أو الأشبه بالبشر أو عائلات الآلهة هي التي خلقت العالم وتديره وتصدق أساطيرها الخرافية في تراث الأمم الوثنية قديما وحديثا : فأنت رديء الفكر والفهم أصلا !!!.. لأنه لو صح ذلك وصحت هذه الصراعات التي يحكون عنها لما كان العالم مستقرا طرفة عين !!!
وهكذا ثالوث النصارى ومستحيلهم العقلي بأن 3=1 و 1=3 :
فأنت تهدم البدهيات العقلية وهكذا يكون حوارنا معك حوار طرشان لأنه بغير بدهيات عقلية : فأي شيء يمكن أن يكون ولا معنى لتحكيم عقولنا في أي شيء لأنه لا أساس لها !!!..
والصواب :
أن من يجد حافظة نقود في الشارع ويعلن عنها وأنه سيعطيها لمن يقدم أوصافها بدقة :
فلن يضره شيئا أن يتوجه إليه أكثر من مدعي ...
طالما يعرف أن صاحبها واحد !!..
وأنه هو وحده الذي سيعطيه أوصافها الصحيحة !
وأما ادعاء أنها لا صاحب لها : لمجرد أن ادعى ملكيتها أكثر من واحد :
فهذه سرقة ومصادرة على المطلوب بغير نظر !
< ربما كان طمعان في حافظة النقود فتحجج بذلك >
------------------------------------
16...
نقطة أخرى يلجأ إليها اللاديني عموما - ويتبعه الملحد وصاحب المذهب الإنساني (هيومانتي) والأناركي (الاسم الجديد للإلحاد واللادينية بعدما تهتكت أسامي الإلحاد واللادينية وانفضحت أمام الشباب الباحث - ألا وهي :
ادعاء ان أخلاق الإنسان كافية ليعيش حياة طيبة بدون دين !
والرد على ذلك يكون بالتالي :
>>
إثبات استحالة ظهور الاخلاق بالتطور أو بدون إله - هذا يخص الملحد - لأن الأخلاق لا تمثيل لها على الجينات ! ومن الأخلاق ما يتسبب في خسارة الفرد أصلا - كالإيثار والشجاعة والكرم الشديد إلخ - : فكيف سيصطفيها الانتخاب الطبعي على فرض تمثيلها كطفرات في جينات البشر - وهو مالا إثبات عليه -
>>
أننا نتفق أولا على أن الأخلاق منها ما هو فطري مع كل إنسان .. ومنها ما هو مكتسب (أي يكتسبه الإنسان ويختاره سلوكا أثناء رحلته في الحياة وحسب ميوله وتفكيره ومعتقداته) ..
وهذا تنبيه للإخوة والأخوات المندفعين لنصرة الدين فتجدهم للأسف يبدأون كلامهم عن الأخلاق بأنها ((كلها)) تتعلق بالدين !
أقول :
لو كان ذلك كذلك : فمن أين سيتأتى لغير المؤمن أن يحكم على أخلاق الإسلام ويقيمها إذا كانت جيدة أم غير جيدة ؟!
يجب أن يكون لدى كل إنسان على الأقل فطرة ثابتة ينطلق منها للتمييز بين الخير والشر .. بين الحسن والفاسد .. بين الفجور والتقوى !!!..
يقول عز وجل مؤكدا ذلك :
" ونفس وما سواها : فألهمها فجورها وتقواها ! قد أفلح من زكاها : وقد خاب من دساها " ..
>>
من المعلوم أن الجزء الظاهر من الأخلاق : هو سلوكيات الإنسان مع نفسه ومع الآخرين أو المجتمع .. وكلنا يعلم أن مجرد العلم بشيء : لا يلزم الإنسان الحر الإرادة أن يأخذ به ويلتزم به .. مثلا : تجد طبيب الصدر يدخن سجائر !!.. رغم أنه أكثر الناس علما بضررها !!!.. وكذلك نرى اللص يعلم عقابه - وكذلك القاتل - : ولكنه يقوم بجريمته !!..
إذن .. لو اعتمدنا في الأخلاق على ما يظهر لنا بدون مرجعية ثابتة ومحايدة وعليا :
فإننا أمام ملايين المفاهيم الأخلاقية : بملايين البشر !!..
وهذه معضلة حقيقية هذه المرة : نضعها أمام اللادينيين في مقابل معضلتهم المكذوبة التي يواجهوننا بها عن تعدد الأديان !!..
>>
فاللاديني عموما هو إنسان يصنع خالقه !!.. ويحدد صفات خالقه وفق ما يتماشى مع هواه ومزاجه هو !!.. وبالتالي : فكذلك هو يصنع ويختار أخلاقه : إذ لا شيء يلزمه في الحقيقة بأخلاق معينة دونا عن الأخرى لغياب التدخل الإلهي في حياته بزعمه !
>>
ومن هنا .. فمن الأشياء التي يتمايز بها الدين في أخلاقه التي يحث عليها : في مقابل اللادينية أو الإلحاد :
# الدين يُفصل الأخلاق العامة ...
مثلا بر الوالدين : قد يوافقك الكثيرون عليه لأنه من الفطرة .. ولكنك تجد أخلاق الإسلام تبين لك وتفصل لك عظيم حق الأم عن الأب بالنسبة للأبناء ..!
# وضع حدود (منصوص عليها) لردع الهوى والزيغ نفسيا ًمن داخل الفرد : ومجتمعيا ..
مثلا صناعتي القمار (وهو الميسر) والخمر .. ففيهما منافع للناس (مثل بيعها والتجارة فيها ونقلها بأجر إلخ) .. ولكن الدين يخبرك بنص صريح من لدن خالق البشر والعالم بهم : أن إثمهما (أي المفاسد المترتبة عليهما) : أكبر من نفعهما !
ومن هنا :
فأخلاق الدين تضع حدودا منصوص عليها لتردع هوى أنفسنا من فعل كل ما نراه في صالحنا حتى لو تسبب في ضررنا أو ضرر غيرنا .. ولذلك يقول الرسول " لا ضرر .. ولا ضرار " ..
# الدين يعطي الخبرة النهائية لنتائج الأفعال والأقوال ..
وذلك لأن الإنسان بطبعه قد لا يعطي تقريرات دقيقة عن نفسه ومدى تحكمه فيها .. حتى ولو كان نبيا من الأنبياء !
فهذا موسى عليه السلام ورغم أنه أخبر الرجل الصالح أنه سيصبر معه ولن يسأله عن شيء : إلا أنه سأله مرتين (عندما خرق سفينة المساكين وعندما قتل الغلام) ولم يستطع الصبر !!.. أما نحن :
فتجد الواحد منا يقتحم أسباب الزنا من التطلع للمحرمات ومشاهدة العري والتسكع والخلوة مع النساء وهو يقول في نفسه أنه لن يزني ! ثم يقع في الزنا !!
وكذلك تجد الشابة تصاحب هذا وذاك وتخرج ليلا بمفردها وتسافر وحدها وتلبس ما شاءت من لباس يغري الرجال بها : ثم تقول لك أنا واثقة من نفسي !
إذن .. أخلاق الدين تحمي الإنسان من نتائج أفعاله وأقواله التي تغره فيها نفسه وهواه ..
< من العجيب أن أحد اللادينيين الذين كانوا يدافعون عن حقوق الزنا مع الحيوانات : تراجع عن ذلك بعد فترة معلنا خطأه ! ونحن نسأل :
كم من ضحايا سخافات الملاحدة واللادينيين يجب أن يمرضوا بالأوبئة أو يموتوا قبل أن يتضح لهم الحق مع أخلاق الإسلام في النهاية ؟ >
# دور الدين في تقويم فاسد العادات والتقاليد الاجتماعية والدينية ..
فكم من عادة أو تقليد سيء يتخذه الناس أخلاقا : ثم تأتي أخلاق الإسلام لتقومه .. مثل عادة فض غشاء البكارة في أول ليلة البناء في بعض المناطق والقرى لإثبات بكارتها بصورة همجية ومسفة ومحتقرة للزوجة .. إلخ
# الدين يقدم منظومة أخلاقية وتشريعية كاملة وجاهزة وموثوقة لمَن يريد ..
وذلك لمن ينشدون الكمال في منهج الحياة : ولا يرضون أن يعيشوا متخبطين في (اجتهادات) و(أهواء) البشر فيما يقبلونه اليوم ويرفضونه غدا !
# الدين مرجع كلي يضع الحدود بين نسبية الأخلاق ويبت فيها ..
حيث أن لكل إنسان القدرة على تسويغ أي تصرف لنفسه !!.. وذلك في نسبية بغيضة بغير دين ..
نقطة أخرى يلجأ إليها اللاديني عموما - ويتبعه الملحد وصاحب المذهب الإنساني (هيومانتي) والأناركي (الاسم الجديد للإلحاد واللادينية بعدما تهتكت أسامي الإلحاد واللادينية وانفضحت أمام الشباب الباحث - ألا وهي :
ادعاء ان أخلاق الإنسان كافية ليعيش حياة طيبة بدون دين !
والرد على ذلك يكون بالتالي :
>>
إثبات استحالة ظهور الاخلاق بالتطور أو بدون إله - هذا يخص الملحد - لأن الأخلاق لا تمثيل لها على الجينات ! ومن الأخلاق ما يتسبب في خسارة الفرد أصلا - كالإيثار والشجاعة والكرم الشديد إلخ - : فكيف سيصطفيها الانتخاب الطبعي على فرض تمثيلها كطفرات في جينات البشر - وهو مالا إثبات عليه -
>>
أننا نتفق أولا على أن الأخلاق منها ما هو فطري مع كل إنسان .. ومنها ما هو مكتسب (أي يكتسبه الإنسان ويختاره سلوكا أثناء رحلته في الحياة وحسب ميوله وتفكيره ومعتقداته) ..
وهذا تنبيه للإخوة والأخوات المندفعين لنصرة الدين فتجدهم للأسف يبدأون كلامهم عن الأخلاق بأنها ((كلها)) تتعلق بالدين !
أقول :
لو كان ذلك كذلك : فمن أين سيتأتى لغير المؤمن أن يحكم على أخلاق الإسلام ويقيمها إذا كانت جيدة أم غير جيدة ؟!
يجب أن يكون لدى كل إنسان على الأقل فطرة ثابتة ينطلق منها للتمييز بين الخير والشر .. بين الحسن والفاسد .. بين الفجور والتقوى !!!..
يقول عز وجل مؤكدا ذلك :
" ونفس وما سواها : فألهمها فجورها وتقواها ! قد أفلح من زكاها : وقد خاب من دساها " ..
>>
من المعلوم أن الجزء الظاهر من الأخلاق : هو سلوكيات الإنسان مع نفسه ومع الآخرين أو المجتمع .. وكلنا يعلم أن مجرد العلم بشيء : لا يلزم الإنسان الحر الإرادة أن يأخذ به ويلتزم به .. مثلا : تجد طبيب الصدر يدخن سجائر !!.. رغم أنه أكثر الناس علما بضررها !!!.. وكذلك نرى اللص يعلم عقابه - وكذلك القاتل - : ولكنه يقوم بجريمته !!..
إذن .. لو اعتمدنا في الأخلاق على ما يظهر لنا بدون مرجعية ثابتة ومحايدة وعليا :
فإننا أمام ملايين المفاهيم الأخلاقية : بملايين البشر !!..
وهذه معضلة حقيقية هذه المرة : نضعها أمام اللادينيين في مقابل معضلتهم المكذوبة التي يواجهوننا بها عن تعدد الأديان !!..
>>
فاللاديني عموما هو إنسان يصنع خالقه !!.. ويحدد صفات خالقه وفق ما يتماشى مع هواه ومزاجه هو !!.. وبالتالي : فكذلك هو يصنع ويختار أخلاقه : إذ لا شيء يلزمه في الحقيقة بأخلاق معينة دونا عن الأخرى لغياب التدخل الإلهي في حياته بزعمه !
>>
ومن هنا .. فمن الأشياء التي يتمايز بها الدين في أخلاقه التي يحث عليها : في مقابل اللادينية أو الإلحاد :
# الدين يُفصل الأخلاق العامة ...
مثلا بر الوالدين : قد يوافقك الكثيرون عليه لأنه من الفطرة .. ولكنك تجد أخلاق الإسلام تبين لك وتفصل لك عظيم حق الأم عن الأب بالنسبة للأبناء ..!
# وضع حدود (منصوص عليها) لردع الهوى والزيغ نفسيا ًمن داخل الفرد : ومجتمعيا ..
مثلا صناعتي القمار (وهو الميسر) والخمر .. ففيهما منافع للناس (مثل بيعها والتجارة فيها ونقلها بأجر إلخ) .. ولكن الدين يخبرك بنص صريح من لدن خالق البشر والعالم بهم : أن إثمهما (أي المفاسد المترتبة عليهما) : أكبر من نفعهما !
ومن هنا :
فأخلاق الدين تضع حدودا منصوص عليها لتردع هوى أنفسنا من فعل كل ما نراه في صالحنا حتى لو تسبب في ضررنا أو ضرر غيرنا .. ولذلك يقول الرسول " لا ضرر .. ولا ضرار " ..
# الدين يعطي الخبرة النهائية لنتائج الأفعال والأقوال ..
وذلك لأن الإنسان بطبعه قد لا يعطي تقريرات دقيقة عن نفسه ومدى تحكمه فيها .. حتى ولو كان نبيا من الأنبياء !
فهذا موسى عليه السلام ورغم أنه أخبر الرجل الصالح أنه سيصبر معه ولن يسأله عن شيء : إلا أنه سأله مرتين (عندما خرق سفينة المساكين وعندما قتل الغلام) ولم يستطع الصبر !!.. أما نحن :
فتجد الواحد منا يقتحم أسباب الزنا من التطلع للمحرمات ومشاهدة العري والتسكع والخلوة مع النساء وهو يقول في نفسه أنه لن يزني ! ثم يقع في الزنا !!
وكذلك تجد الشابة تصاحب هذا وذاك وتخرج ليلا بمفردها وتسافر وحدها وتلبس ما شاءت من لباس يغري الرجال بها : ثم تقول لك أنا واثقة من نفسي !
إذن .. أخلاق الدين تحمي الإنسان من نتائج أفعاله وأقواله التي تغره فيها نفسه وهواه ..
< من العجيب أن أحد اللادينيين الذين كانوا يدافعون عن حقوق الزنا مع الحيوانات : تراجع عن ذلك بعد فترة معلنا خطأه ! ونحن نسأل :
كم من ضحايا سخافات الملاحدة واللادينيين يجب أن يمرضوا بالأوبئة أو يموتوا قبل أن يتضح لهم الحق مع أخلاق الإسلام في النهاية ؟ >
# دور الدين في تقويم فاسد العادات والتقاليد الاجتماعية والدينية ..
فكم من عادة أو تقليد سيء يتخذه الناس أخلاقا : ثم تأتي أخلاق الإسلام لتقومه .. مثل عادة فض غشاء البكارة في أول ليلة البناء في بعض المناطق والقرى لإثبات بكارتها بصورة همجية ومسفة ومحتقرة للزوجة .. إلخ
# الدين يقدم منظومة أخلاقية وتشريعية كاملة وجاهزة وموثوقة لمَن يريد ..
وذلك لمن ينشدون الكمال في منهج الحياة : ولا يرضون أن يعيشوا متخبطين في (اجتهادات) و(أهواء) البشر فيما يقبلونه اليوم ويرفضونه غدا !
# الدين مرجع كلي يضع الحدود بين نسبية الأخلاق ويبت فيها ..
حيث أن لكل إنسان القدرة على تسويغ أي تصرف لنفسه !!.. وذلك في نسبية بغيضة بغير دين ..
-------------------------------
17...
>>
مما يلجأ إليه اللاديني أيضا : هي استخدام الشبهات حول الإسلام ..
وهو هنا يمتاز عن الملحد بأن من حقه طرح شبهاته مباشرة : بعكس الملحد مثلا والذي يجب الحوار معه حول وجود خالق من عدمه أولا ..
وإذا جئنا لموضوع الشبهات حول الإسلام :
فنحن نتحدث عن مئات وربما آلاف الشبهات - مجموع ما تتفتق عنه عقول أعداء الدين والكفار ولا زالوا عبر مئات السنين - والحل :
يكون في :
1-
عدم التنقل بين الشبهات إلا بعد تقرير صفات الخالق أولا ..
2-
هناك شبهات يمكن الرد عليها - وتتوافر ردودها والحمد لله على الشبكة - وهناك شبهات تتعلق بالغيب .. وهذه الشبهات التي تتعلق بالغيب يكفينا فيها أنها (ممكنة عقلا) كما تحدثنا من قبل وليست (مستحيلة عقلا) .. وأن تصديقنا لها هو تابع لتصديقنا بصحة الرسالة وصدق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ..
3-
المحاور الجيد هو الذي يستطيع تقليص وقت وجهد الحوار إلى أكبر درجة ممكنة .. مثلا : يستطيع بكياسة أن يدير دفة الحوار بدلا من الرد على الشبهات : إلى الحوار عن إعجاز القرآن وعدم استطاعة أحد الإتيان بمثله !!.. وكذلك إلى استعراض أقوال واعترافات وشهادات المنصفين من غير المسلمين بعظمة الإسلام والقرآن والنبي محمد وأن ما أتى به من سيرة وإنجازات وتوفيق (دنيا + دين) هو فوق قدرات البشر .. فمثل هذا التحويل لدفة الحوار سيساعد كثيرا في حل أغلب الشبهات المطروحة من تلقاء ذاتها ..
4-
إذا وقع الأمر وكان لا بد من الرد على الشبهات : فلتطلب من محاورك أن يرتبها من الأعلى أهمية إلى أدناها .. فهذا هو الترتيب المنطقي والذي يتيح للقاريء الوقوف على حقيقة زيف كل الشبهات في أسرع وقت < وذلك لأنه عندما يراك تجيب على الأعلى أهمية : فيقر في نفسه أنك على الإجابة عن أدناها ستكون أقدر بإذن الله >
5-
إذا لم تكن تعرف إجابة شبهة معينة : فابحث عنها ولا تفتي من رأسك فتخطيء في دين الله وتقول على الله ورسوله ودينه بغير علم !!.. بل ولا مانع حتى من أن تقول لمحاورك وغيره من المتابعين : " لا أعرف وسأبحث وأعود إليك " !!.. وذلك ليس عيبا لأنه لم يولد أحدنا عالما من بطن أمه !!!.. كما أن الشبهات حول الإسلام متنوعة تنوعا كبيرا بين شبهات لغوية وعلمية وتاريخية إلخ ! ومن السفه الظن بان هناك إنسان يلم بكل تلك العلوم بجدارة !!!.. وإنما يمكن الإلمام ببعض أو أكثر أصولها فقط بغير تفاصيل .. وإنما يأتي البحث عن التفاصيل وقت الحاجة : فتؤهلك معرفتك الواسعة من التعرف على أفضل الإجابات وأصوبها ..
>>
وجدير بالذكر هنا أن عددا غير قليل من اللادينيين يكونون في الأصل : إما ملاحدة .. وإما لا أدريين ..
ولكنهم يختفون في اللادينية لعدة أغراض ..
فالملحد مثلا تأكله رغبته الشديدة في إلقاء قمامات الشبهات التي يحفظها كالببغاء وينسخها من مواقع الجرب والجذام : أمام المسلم .. ولكنه يعلم أن المسلم الواعي لن يقبل منه إلا نقاش في وجود الخالق أولا !!.. فيلجأ الملحد لتمثيل دور اللاديني عندها !!!..
أو لعجز الملحد في إثبات إنعدام خالق - أي أنه ملحد ضعيف - فهو يحفظ ماء وجهه بادعاء أنه لاديني ..
وكذلك الإنسان المتشكك التائه المتلون : تجده أحيانا أيضا يحتمي باللادينية لكي يهرب من إلزامات لا أدريته ..
وكل هذه الحالات تظهر أثناء الحوار مع اللاديني عن طريق خطأ جوهري يفضح به نفسه بنفسه في وسط الكلام !
يعني مثلا تجد لاديني في وسط حديثه عن الكون : يدافع عن الصدفة والعشوائية وكأنها هي التي أوجدت كل شيء !
وهذه سقطة تبين لك بوضوح أنه ملحد متستر !!!!..
وكذلك اللأدري عندما يبدأ في إظهار (التيه) و(الشك) في مسألة الدين ليمرر ويروج أن الإيمان شيء صعب إلخ إلخ
وهنا يمكنك كشف باطله بسؤال واحد فقط يعيده إلى نقطة البدء التي سيحددها لنفسه من جديد وهو :
هل أنت (متشكك) و(تائه) و(لا شيء مطلق عندك) في مسألة الدين فقط والخالق إلخ ؟
أم في كل شيء في حياتك ؟؟؟...
فإذا اختار الأولى : فقل له أنت (انتقائي) في العمل بالبدهيات العقلية في حياتك : ثم إيقافها فقط عندما يتعلق الأمر بالدين والخالق !!!.. وهذا من علامات عدم الجدية أو رصانة عقلك !!!.. وذلك لأن البدهيات العقلية لا تتبدل ولا تتغير لأنها ثوابت وجودية يقررها العقل (والذهن) !
وإذا اختار الثانية : وهي أنه تائه متشكك في كل حياته : ولا يوجد عنده أي شيء مطلق : فعندها قل له أن الحوار معه بهذه الصورة كعدمه !!!.. وذلك لانعدام أداة الحكم على الأشياء - طالما كان كل شيء عنده نسبي كما يدعي - !!.. إلى آخر الرد على هذه الحالة والذي ذكرناه من قبل ..
يتبع ...
>>
مما يلجأ إليه اللاديني أيضا : هي استخدام الشبهات حول الإسلام ..
وهو هنا يمتاز عن الملحد بأن من حقه طرح شبهاته مباشرة : بعكس الملحد مثلا والذي يجب الحوار معه حول وجود خالق من عدمه أولا ..
وإذا جئنا لموضوع الشبهات حول الإسلام :
فنحن نتحدث عن مئات وربما آلاف الشبهات - مجموع ما تتفتق عنه عقول أعداء الدين والكفار ولا زالوا عبر مئات السنين - والحل :
يكون في :
1-
عدم التنقل بين الشبهات إلا بعد تقرير صفات الخالق أولا ..
2-
هناك شبهات يمكن الرد عليها - وتتوافر ردودها والحمد لله على الشبكة - وهناك شبهات تتعلق بالغيب .. وهذه الشبهات التي تتعلق بالغيب يكفينا فيها أنها (ممكنة عقلا) كما تحدثنا من قبل وليست (مستحيلة عقلا) .. وأن تصديقنا لها هو تابع لتصديقنا بصحة الرسالة وصدق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ..
3-
المحاور الجيد هو الذي يستطيع تقليص وقت وجهد الحوار إلى أكبر درجة ممكنة .. مثلا : يستطيع بكياسة أن يدير دفة الحوار بدلا من الرد على الشبهات : إلى الحوار عن إعجاز القرآن وعدم استطاعة أحد الإتيان بمثله !!.. وكذلك إلى استعراض أقوال واعترافات وشهادات المنصفين من غير المسلمين بعظمة الإسلام والقرآن والنبي محمد وأن ما أتى به من سيرة وإنجازات وتوفيق (دنيا + دين) هو فوق قدرات البشر .. فمثل هذا التحويل لدفة الحوار سيساعد كثيرا في حل أغلب الشبهات المطروحة من تلقاء ذاتها ..
4-
إذا وقع الأمر وكان لا بد من الرد على الشبهات : فلتطلب من محاورك أن يرتبها من الأعلى أهمية إلى أدناها .. فهذا هو الترتيب المنطقي والذي يتيح للقاريء الوقوف على حقيقة زيف كل الشبهات في أسرع وقت < وذلك لأنه عندما يراك تجيب على الأعلى أهمية : فيقر في نفسه أنك على الإجابة عن أدناها ستكون أقدر بإذن الله >
5-
إذا لم تكن تعرف إجابة شبهة معينة : فابحث عنها ولا تفتي من رأسك فتخطيء في دين الله وتقول على الله ورسوله ودينه بغير علم !!.. بل ولا مانع حتى من أن تقول لمحاورك وغيره من المتابعين : " لا أعرف وسأبحث وأعود إليك " !!.. وذلك ليس عيبا لأنه لم يولد أحدنا عالما من بطن أمه !!!.. كما أن الشبهات حول الإسلام متنوعة تنوعا كبيرا بين شبهات لغوية وعلمية وتاريخية إلخ ! ومن السفه الظن بان هناك إنسان يلم بكل تلك العلوم بجدارة !!!.. وإنما يمكن الإلمام ببعض أو أكثر أصولها فقط بغير تفاصيل .. وإنما يأتي البحث عن التفاصيل وقت الحاجة : فتؤهلك معرفتك الواسعة من التعرف على أفضل الإجابات وأصوبها ..
>>
وجدير بالذكر هنا أن عددا غير قليل من اللادينيين يكونون في الأصل : إما ملاحدة .. وإما لا أدريين ..
ولكنهم يختفون في اللادينية لعدة أغراض ..
فالملحد مثلا تأكله رغبته الشديدة في إلقاء قمامات الشبهات التي يحفظها كالببغاء وينسخها من مواقع الجرب والجذام : أمام المسلم .. ولكنه يعلم أن المسلم الواعي لن يقبل منه إلا نقاش في وجود الخالق أولا !!.. فيلجأ الملحد لتمثيل دور اللاديني عندها !!!..
أو لعجز الملحد في إثبات إنعدام خالق - أي أنه ملحد ضعيف - فهو يحفظ ماء وجهه بادعاء أنه لاديني ..
وكذلك الإنسان المتشكك التائه المتلون : تجده أحيانا أيضا يحتمي باللادينية لكي يهرب من إلزامات لا أدريته ..
وكل هذه الحالات تظهر أثناء الحوار مع اللاديني عن طريق خطأ جوهري يفضح به نفسه بنفسه في وسط الكلام !
يعني مثلا تجد لاديني في وسط حديثه عن الكون : يدافع عن الصدفة والعشوائية وكأنها هي التي أوجدت كل شيء !
وهذه سقطة تبين لك بوضوح أنه ملحد متستر !!!!..
وكذلك اللأدري عندما يبدأ في إظهار (التيه) و(الشك) في مسألة الدين ليمرر ويروج أن الإيمان شيء صعب إلخ إلخ
وهنا يمكنك كشف باطله بسؤال واحد فقط يعيده إلى نقطة البدء التي سيحددها لنفسه من جديد وهو :
هل أنت (متشكك) و(تائه) و(لا شيء مطلق عندك) في مسألة الدين فقط والخالق إلخ ؟
أم في كل شيء في حياتك ؟؟؟...
فإذا اختار الأولى : فقل له أنت (انتقائي) في العمل بالبدهيات العقلية في حياتك : ثم إيقافها فقط عندما يتعلق الأمر بالدين والخالق !!!.. وهذا من علامات عدم الجدية أو رصانة عقلك !!!.. وذلك لأن البدهيات العقلية لا تتبدل ولا تتغير لأنها ثوابت وجودية يقررها العقل (والذهن) !
وإذا اختار الثانية : وهي أنه تائه متشكك في كل حياته : ولا يوجد عنده أي شيء مطلق : فعندها قل له أن الحوار معه بهذه الصورة كعدمه !!!.. وذلك لانعدام أداة الحكم على الأشياء - طالما كان كل شيء عنده نسبي كما يدعي - !!.. إلى آخر الرد على هذه الحالة والذي ذكرناه من قبل ..
يتبع ...
------------------------------
18...
>>
نلاحظ أن اللاديني - المشحون عاطفيا ضد الإسلام - هو أكثر الفئات استعدادا عن عمد أو جهل لتصديق أي شيء يطعن في الإسلام والمسلمين ..
بدءا من الأكاذيب التي يصيغها الملاحدة والنصارى من تأليفهم - كالأخبار المفبركة لتشويه الإسلام والمسلمين - وانتهاء بالمرويات الضعيفة والموضوعة - أي التي لا يصح سندها - من كتب السيرة والتاريخ والأحاديث والمغازي إلخ ..
وهذا الفعل منه : هو طبيعي عند كل من تم شحنه عاطفيا ليكره شيئا ما : وغابت من عنده أخلاقيات (العدل) و(الإنصاف) و(التحري) و(الحيادية) لأي سبب ..
يعني تخيلوا مثلا واحد لاديني مخبول يقول :
أن كل الذين يذهبون إلى الكعبة هم مأجورين !!.. وأن السعوديين الوهابيين يدفعون لهم مال مقابل ذلك !!..
فرغم تفاهة هذه الفرية وسذاجتها وسهولة التحقق من كذبها من أكثر من طريقة مباشرة وغير مباشرة :
إلا أن المشحون عاطفيا ضد الإسلام ومناسكه إلخ : سيصدق مثلها - بل وأتفه منها كذلك - !
ومن هنا أقول :
تتعدد طرق أعداء الدين في صياغة الشبهات ضد الإسلام .. ولكن يظل أغلبها - عن جهل أو عن عمد - :
هو الاعتماد على نصوص ومرويات أصلا ضعيفة أو موضوعة أو ليس لها أصل أو منكرة أو باطلة !!!..
وعليه : أرجو الانتباه للآتي :
1-
ديننا حق .. ولا يمكن أن يكون في الحق أخطاء .. وهذه المقدمة يجب أن يؤمن بها كل مسلم عن يقين .. إذن : لا مجال للتشكيك في النصوص القرآنية .. ولا كذلك في الأحاديث الصحيحة - سواء كنا نعلم الرد على الشبهات فيهم أو لا نعلم : فغيرنا يعلم لو سألنا - وطالما أجمع علماء الحديث على صحة مثل هذه الأحاديث أو استوفت شروط الصحة الخمسة وهي :
عدالة الرواة + ضبطهم لما يحفظونه + اتصال سندهم وعدم انقطاعه + خلو الحديث من العلة + خلوه من الشذوذ ..
وهذا رابط ميسر للتعريف بعلم الحديث وأهم المعلومات فيه :
http://abohobelah.blogspot.com/2012/...g-post_17.html
2-
فليعلم كل مسلم أن كتب : التاريخ (مثل تاريخ الطبري وتاريخ بغداد وتاريخ الشام) وكتب السير والمغازي (مثل سيرة ابن هشام مثلا) والتفاسير (مثل تفسير الطبري وابن كثير وغيرهما) : قد تعمد كاتبوها نقل وكتابة ما تجمع لديهم من أقوال أو أحداث أو تفسير آيات عن النبي أو الصحابة أو التابعين .. وكان ذلك في تلك العصور هو من المشقة العظيمة بمكان .. ولهذا : فلم يكن هدفهم أن يجمعوا مع ذلك : التدقيق والتمحيص ودراسة كل سند للحكم عليه !!.. وإنما كانوا يجمعون ليوفروا لمن يقرأ من غيرهم أو من بعدهم : كل الأقاويل والمرويات التي كانت تحت يديهم في زمانهم ..
وكانت بالفعل في كتبهم الكثير من الأسانيد المقطوعة أو فيها الضعفاء والمدلسين مما نعرفه من علم الحديث وضوابطه ..
يقول شيخ المفسرين ابن جرير الطبري رحمه الله في مقدمة كتابه الشهير (تاريخ الطبري 1 /8) :
"فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين : مما يستنكره قارئه أو يستشنعه سامعه من أجل أنه لم يعرف له وجها من الصحة ولا معنى في الحقيقة : فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا :
وإنما أوتي من قبل بعض ناقليه إلينا .. وإنما أدينا ذلك على نحو ما أدي إلينا " !!!..
3-
والشاهد من كل ذلك : أن الاعتراف بأنه في كتب التاريخ والسير والمغازي والتفسير : ما لا يصح من الروايات - مما أدخله الزنادقة واليهود والشيعة الروافض وغيرهم - : هو شيء لا نخفيه ولا ننفيه بعكس ما قد يتخيل البعض .. بل بعض علماء الحديث أنفسهم وفي كتب الحديث : كانوا يتعمدون ذكر الأحاديث الشاذة والغريبة بأسانيدها ليحذرون منها غيرهم وليقف العالم منهم على ضعف السند أو علته فيحذر منه إذا وجده في سند حديث آخر وهكذا ...
4-
ومن أفضل الطرق للرد على شبهات المرويات - التي ينتقيها الملاحدة وغيرهم من كتب المسلمين - هي البحث في جوجل عن الرد عليها إن لم تكن تعرفه ..
حيث تكتب جزءا تعريفيا بالشبهة : ثم تكتب بعدها مثلا : (ملتقى أهل الحديث) أو (الإسلام ويب) أو (الإسلام سؤال وجواب) إلخ ..
حيث أن كل الشبهات غالبا ما تكون مكررة وقد تم الإجابة عليها من قبل وبيان الرد الأمثل .. سواء ببيان ضعف السند .. أو بشرح معاني الحديث لمن لا يعرف ..
< يعني تخيلوا مثلا واحد جهول وقع على حديث صحيح للنبي يطلب فيه من أمنا عائشة رضي الله عنها أن تناوله الخمرة (بضم الخاء) من المسجد ! فينتفض قائلا : ها هو نبيكم يشرب الخمرة (بفتح الخاء) بل ويضعها في المسجد كذلك !!!.. وقد يتأثر بهذا الجهل المدقع بعض العوام والبسطاء المسلمين للأسف - وهم الفئة المفضلة للملاحدة والنصارى وغيرهم للضحك عليهم - ولم يعلم الجهوول أن الخمرة (بضم الخاء) هي حصيرة للصلاة عليها أو السجود عليها !!!.. >
5...
أيضا من الأساليب الخبيثة لهؤلاء اللادينيين هو (استقطاع) المرويات الضعيفة والموضوعة من الكتب التي ما ذكرتها إلا للرد أصلا عليها : ثم يسوقها اللاديني لك على أن الكتاب المذكور ذكرها فيه - يريد أن يوهمك بتصحيحه لها ! - مثال :
هناك كتاب شهير في الدفاع عن السنة والأحاديث لأحد العلماء الأفاضل رحمه الله وهو كتاب (تأويل مختلف الحديث) لابن قتيبة ..
وفي ذلك الكتاب كان من ضمن ما فعله ابن قتيبة أنه كان يذكر روايات أحد الشيعة الروافض الذين ذكروا أحاديثا مكذوبة وموضوعة لتشويه الصحابة .. ألا وهو المسمى بـ (النظام) الشيعي عليه من الله ما يستحق .. فكان ابن قتيبة رحمه الله يذكر رواياته أولا للطعن في كل صحابي : ثم يبين كذبها وانقطاع سندها إلخ ..
فيأتي اللادينبي الخبيث ليقول لك : كان أبو هريرة كاذبا ويؤلف الأحاديث إلخ إلخ .. والدليل : مرويات تجدها في كتاب ابن قتيبة نفسه صفحة كذا وكذا !!!..
وبالطبع المسلم العامي والبسيط - وحتى العادي - :
لم يمسك كتاب ابن قتيبة مرة في حياته !!.. فينخدع بثقة اللاديني وكذبه وتدعيمه لكلامه بذكر الصفحات !!..
وربما ذهب المسلم ليبحث عن تلك الصفحات في النت : فسيجد بالفعل فيها روايات تطعن في أبي هريرة !!!..
ولكن مهلا :
هل هكذا هو تعاملنا مع هؤلاء الكذبة الكفرة الخونة لأمانة العقل والعلم ؟؟؟..
أم أن الواجب السؤال والتثبت والنظر فيما قبل الكلام وما بعده وإلا :
لكنا مثل الذي يصدق قول الذي استقطع من القرآن قول الله تعالى : " فويل للمصلين " سورة الماعون !
يتبع ...
>>
نلاحظ أن اللاديني - المشحون عاطفيا ضد الإسلام - هو أكثر الفئات استعدادا عن عمد أو جهل لتصديق أي شيء يطعن في الإسلام والمسلمين ..
بدءا من الأكاذيب التي يصيغها الملاحدة والنصارى من تأليفهم - كالأخبار المفبركة لتشويه الإسلام والمسلمين - وانتهاء بالمرويات الضعيفة والموضوعة - أي التي لا يصح سندها - من كتب السيرة والتاريخ والأحاديث والمغازي إلخ ..
وهذا الفعل منه : هو طبيعي عند كل من تم شحنه عاطفيا ليكره شيئا ما : وغابت من عنده أخلاقيات (العدل) و(الإنصاف) و(التحري) و(الحيادية) لأي سبب ..
يعني تخيلوا مثلا واحد لاديني مخبول يقول :
أن كل الذين يذهبون إلى الكعبة هم مأجورين !!.. وأن السعوديين الوهابيين يدفعون لهم مال مقابل ذلك !!..
فرغم تفاهة هذه الفرية وسذاجتها وسهولة التحقق من كذبها من أكثر من طريقة مباشرة وغير مباشرة :
إلا أن المشحون عاطفيا ضد الإسلام ومناسكه إلخ : سيصدق مثلها - بل وأتفه منها كذلك - !
ومن هنا أقول :
تتعدد طرق أعداء الدين في صياغة الشبهات ضد الإسلام .. ولكن يظل أغلبها - عن جهل أو عن عمد - :
هو الاعتماد على نصوص ومرويات أصلا ضعيفة أو موضوعة أو ليس لها أصل أو منكرة أو باطلة !!!..
وعليه : أرجو الانتباه للآتي :
1-
ديننا حق .. ولا يمكن أن يكون في الحق أخطاء .. وهذه المقدمة يجب أن يؤمن بها كل مسلم عن يقين .. إذن : لا مجال للتشكيك في النصوص القرآنية .. ولا كذلك في الأحاديث الصحيحة - سواء كنا نعلم الرد على الشبهات فيهم أو لا نعلم : فغيرنا يعلم لو سألنا - وطالما أجمع علماء الحديث على صحة مثل هذه الأحاديث أو استوفت شروط الصحة الخمسة وهي :
عدالة الرواة + ضبطهم لما يحفظونه + اتصال سندهم وعدم انقطاعه + خلو الحديث من العلة + خلوه من الشذوذ ..
وهذا رابط ميسر للتعريف بعلم الحديث وأهم المعلومات فيه :
http://abohobelah.blogspot.com/2012/...g-post_17.html
2-
فليعلم كل مسلم أن كتب : التاريخ (مثل تاريخ الطبري وتاريخ بغداد وتاريخ الشام) وكتب السير والمغازي (مثل سيرة ابن هشام مثلا) والتفاسير (مثل تفسير الطبري وابن كثير وغيرهما) : قد تعمد كاتبوها نقل وكتابة ما تجمع لديهم من أقوال أو أحداث أو تفسير آيات عن النبي أو الصحابة أو التابعين .. وكان ذلك في تلك العصور هو من المشقة العظيمة بمكان .. ولهذا : فلم يكن هدفهم أن يجمعوا مع ذلك : التدقيق والتمحيص ودراسة كل سند للحكم عليه !!.. وإنما كانوا يجمعون ليوفروا لمن يقرأ من غيرهم أو من بعدهم : كل الأقاويل والمرويات التي كانت تحت يديهم في زمانهم ..
وكانت بالفعل في كتبهم الكثير من الأسانيد المقطوعة أو فيها الضعفاء والمدلسين مما نعرفه من علم الحديث وضوابطه ..
يقول شيخ المفسرين ابن جرير الطبري رحمه الله في مقدمة كتابه الشهير (تاريخ الطبري 1 /8) :
"فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين : مما يستنكره قارئه أو يستشنعه سامعه من أجل أنه لم يعرف له وجها من الصحة ولا معنى في الحقيقة : فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا :
وإنما أوتي من قبل بعض ناقليه إلينا .. وإنما أدينا ذلك على نحو ما أدي إلينا " !!!..
3-
والشاهد من كل ذلك : أن الاعتراف بأنه في كتب التاريخ والسير والمغازي والتفسير : ما لا يصح من الروايات - مما أدخله الزنادقة واليهود والشيعة الروافض وغيرهم - : هو شيء لا نخفيه ولا ننفيه بعكس ما قد يتخيل البعض .. بل بعض علماء الحديث أنفسهم وفي كتب الحديث : كانوا يتعمدون ذكر الأحاديث الشاذة والغريبة بأسانيدها ليحذرون منها غيرهم وليقف العالم منهم على ضعف السند أو علته فيحذر منه إذا وجده في سند حديث آخر وهكذا ...
4-
ومن أفضل الطرق للرد على شبهات المرويات - التي ينتقيها الملاحدة وغيرهم من كتب المسلمين - هي البحث في جوجل عن الرد عليها إن لم تكن تعرفه ..
حيث تكتب جزءا تعريفيا بالشبهة : ثم تكتب بعدها مثلا : (ملتقى أهل الحديث) أو (الإسلام ويب) أو (الإسلام سؤال وجواب) إلخ ..
حيث أن كل الشبهات غالبا ما تكون مكررة وقد تم الإجابة عليها من قبل وبيان الرد الأمثل .. سواء ببيان ضعف السند .. أو بشرح معاني الحديث لمن لا يعرف ..
< يعني تخيلوا مثلا واحد جهول وقع على حديث صحيح للنبي يطلب فيه من أمنا عائشة رضي الله عنها أن تناوله الخمرة (بضم الخاء) من المسجد ! فينتفض قائلا : ها هو نبيكم يشرب الخمرة (بفتح الخاء) بل ويضعها في المسجد كذلك !!!.. وقد يتأثر بهذا الجهل المدقع بعض العوام والبسطاء المسلمين للأسف - وهم الفئة المفضلة للملاحدة والنصارى وغيرهم للضحك عليهم - ولم يعلم الجهوول أن الخمرة (بضم الخاء) هي حصيرة للصلاة عليها أو السجود عليها !!!.. >
5...
أيضا من الأساليب الخبيثة لهؤلاء اللادينيين هو (استقطاع) المرويات الضعيفة والموضوعة من الكتب التي ما ذكرتها إلا للرد أصلا عليها : ثم يسوقها اللاديني لك على أن الكتاب المذكور ذكرها فيه - يريد أن يوهمك بتصحيحه لها ! - مثال :
هناك كتاب شهير في الدفاع عن السنة والأحاديث لأحد العلماء الأفاضل رحمه الله وهو كتاب (تأويل مختلف الحديث) لابن قتيبة ..
وفي ذلك الكتاب كان من ضمن ما فعله ابن قتيبة أنه كان يذكر روايات أحد الشيعة الروافض الذين ذكروا أحاديثا مكذوبة وموضوعة لتشويه الصحابة .. ألا وهو المسمى بـ (النظام) الشيعي عليه من الله ما يستحق .. فكان ابن قتيبة رحمه الله يذكر رواياته أولا للطعن في كل صحابي : ثم يبين كذبها وانقطاع سندها إلخ ..
فيأتي اللادينبي الخبيث ليقول لك : كان أبو هريرة كاذبا ويؤلف الأحاديث إلخ إلخ .. والدليل : مرويات تجدها في كتاب ابن قتيبة نفسه صفحة كذا وكذا !!!..
وبالطبع المسلم العامي والبسيط - وحتى العادي - :
لم يمسك كتاب ابن قتيبة مرة في حياته !!.. فينخدع بثقة اللاديني وكذبه وتدعيمه لكلامه بذكر الصفحات !!..
وربما ذهب المسلم ليبحث عن تلك الصفحات في النت : فسيجد بالفعل فيها روايات تطعن في أبي هريرة !!!..
ولكن مهلا :
هل هكذا هو تعاملنا مع هؤلاء الكذبة الكفرة الخونة لأمانة العقل والعلم ؟؟؟..
أم أن الواجب السؤال والتثبت والنظر فيما قبل الكلام وما بعده وإلا :
لكنا مثل الذي يصدق قول الذي استقطع من القرآن قول الله تعالى : " فويل للمصلين " سورة الماعون !
يتبع ...
----------------------------------
19...
>>
يلجأ اللاديني كذلك في شبهاته عن الأحاديث وسيرة النبي : إلى استغلال مغالطة العصرانية Presentism .. وهي أن يجعلك تحاكم ما كان عاديا في الماضي أو في ظروف معينة : بما ليس عاديا اليوم ويندر وجود ظروفه - أو لم يعد متواجدا بالكلية - .. وأشهر الأمثلة على ذلك هي : تعدد زوجات النبي - وبأكثر من 4 - .. وزواجه من أمنا عائشة في سن 6 سنوات ودخوله بها في سن 9 سنوات .. ومسألة العبيد والرق في الإسلام ..
فأما تعدد زيجات النبي - وبأكثر من 4 - : فالتعدد في حد ذاته ليس عيبا ولا حراما .. وكان منتشرا في الماضي وإلى اليوم في بعض المذاهب والمناطق بغير نكير إلا من تقيدات العلمانية البغيضة التي تحجر على التعدد إذا كان حلالا باسم الدين بشروطه من العدل والمقدرة على الإعاشة : وتفتح الباب على مصراعيه للبغاء والزنا والدعارة ولو في اليوم الواحد بـ 5 أو 6 نسوة !!.. فما المانع ؟!!..
وأما عدد تقيد النبي بـ 4 نسوة كما نص الشرع : فمن المعلوم في الإسلام أن هناك خصوصيات تشريعية لشخص النبي صلى الله عليه وسلم لحكم كثيرة .. منها مثلا أن القيام في حقه كان واجبا : وأنه كان يصل الصوم ليومين أو ثلاثة بغير إفطار - وقد نهى المسلمين عن اتباعه في ذلك - وأنه يجوز له زواج الهبة ولا يجوز لغيره لأنه ليس أرعى لحق المسلمة منه صلى الله عليه وسلم فانتفت الحاجة لولي وغير ذلك مما يحفظ حقوقها عند الزواج .. إلخ
أيضا زواج النبي لم يكن مقتصرا على حاجة الرجال إلى النساء .. ولم يكن شهوانية مريضة وهو الذي عاش من سن 25 سنة إلى سن 50 سنة مع زوجة واحدة فقط ورفض مع ذلك كل عروض قريش من غنى ومُلك وجاه إلخ !
وأما زواجه من أمنا عائشة رضي الله عنها في سن 6 سنوات ودخوله بها في سن 9 سنوات .. فقد كان معروفا عند غيره من الأمم في سائر الأرض - بل وعند اليهود والنصارى أنفسهم - أن الآباء كان يمكن أن يعقدوا زواج بناتهن في أي سن مبكرة إذا غلبت مصلحة راجحة على ذلك الزواج - مثل الارتباط بشخص عظيم أو توطيد علاقة بين أسرتين كبيرتين أو متحاربتين يُرجى تصالحهما إلخ - ولو كان ذلك العقد للزواج في سن عام واحد للبنت ! على أن يؤجل الدخول بها إلى أول بلوغها سن الحيض .. والذي كان يختلف اختلافات بيئية حسب المكان : واختلافات فردية - وكما هو إلى اليوم - !!!.. وعلى ذلك فلم يرتكب النبي محمد صلى الله عليه وسلم منكرا !!.. ولو ارتكب ما يُستقبح لكان الكفار هم أول من يعيرونه به ويستغلونه في التنقيص منه في زمانه !!.. ولكن كل ذلك لم يحدث !!.. وأما أن يأتي إنسان اليوم فينظر إلى فتاة ذات جسد صغير أو هزيل في سن 9 سنوات ليقيس عليها بلوغ أمنا عائشة في سن 9 سنوات ودخول النبي بها : فهذا محض جهل وهو محض المغالطة المنطقية التي ذكرناها - وهي مغالطة العصرانية - !!.. إذ لا يصح القياس والحكم إلا برؤية الطرفين ومقارنتهما : وهيهات أن يفعل الحاقدون ذلك وهم لا يملكون وصفا جسديا لأمنا عائشة رضي الله عنها بل : عشرات الأحاديث التي روتها تبين لنا كيف كان تفكيرها ناضجا وكيف كان النساء في ذلك الزمان - حيث لا مدارس تشغلهن ولا عمل عن الزواج - ينشأن على تعلم فنون الزوجية وأعمال البيت منذ الصغر - وقد ذكرت أمنا عائشة في ذلك أن معلمتها كانت أمنا سودة والتي تزوجها النبي بالمناسبة قبل أمنا عائشة وبعد موت أمنا خديجة وكان سنها 63 سنة !! فهل هذه شهوة أيضا ؟! - والشاهد : أن التاريخ والتوثيقات - وإلى وقت قريب لقرن واحد فقط مضى - كان الناس يزوجون بناتهم في سن مبكرة وصل في بعض أوروبا إلى 7 سنوات لسن الدخول !!.. وفي أمريكا إلى 9 و10 و12 سنة وفي أماكن أخرى ولدى أميرات شهيرات كذلك !
أرجو الاطلاع على هذا الفيديو :
http://www.youtube.com/watch?v=WcbguOBaVck
وأما بالنسبة لمسألة الرق والعبودية : فالله تعالى يشرع لكل زمان ومكان وظروف .. ولم توجد أمة رفعت من شأن العبيد والإماء وحفظت حقوقهم وكرامتهم والحث على عتق رقابهم والمساعدة على ذلك مثل أمة الإسلام ! حيث قصرت الرق والعبودية على القتال فقط .. وحرمت كل ما دون ذلك من الأسباب التي تجعل من الأحرار عبيدا قسرا وظلما - مثل السطو على الأبرياء الأحرار ثم بيعهم أو بيع الفقير لأبنائه وبناته كعبيد وإماء إلخ - .. والإسلام رفع من معاملة العبيد بأن أمر أصحابهم بأن يطعمونهم مما يطعمون ويلبسونهم مما يلبسون وإذا كلفوهم بأمر يشق عليهم : أن يساعدونهم فيه !!!.. وألا يضربونهم استقواء عليهم !!.. وأن يزوجونهم إذا رأوا فيهم خيرا وقدرة على العمل والتكسب !!.. وأنه يجوز للعبد أو الأمة أن يستكتب سيده أو مولاه على قدر معين من المال أو العطاء يؤده إليه مقابل عتق رقبته .. وأمر المسلمين بمساعدته في ذلك بل وجعله مصرفا من مصارف الزكاة الثمانية !!.. بجانب جعل عتق الرقبة من أعظم الأعمال في الإسلام !!.. وجعلها في أكثر من كفارة من الكفارات للذنوب والأخطاء !!.. وأما وضع المرأة في الرقيق : فهي تعمل في بيت سيدها أو سيدتها : تماما كما كانت ستعمل في بيتها !!.. وأما إذا أراد سيدها أن يتسرى بها : فيحرم عليه وعليها أن يشاركه فيها غيره - فهي ليست كلأ مستباحا - : وأنها إذا ولدت منه : فإن ولدها يكون سببا في عتق رقبتها فيما بعد ..! ولا يجامعها سيدها إلا بعد استبراء رحمها بحيضة .. ولا يجامعها إذا كانت حاملا من غيره من قبله ..! ويجوز له أن يوافق على زواجها من عبد مثلها أو حر !!.. بل وخيرها الإسلام إذا كان زوجها عبدا وهي نالت حريتها : أن تختار بين البقاء في عصمة زوجها العبد أو تفترق عنه إن كان سيؤذيها ذلك !!!.. ولم يسجل لنا التاريخ ولا السيرة موقفا واحدا قرأنا فيه أن سيدا أجبر مملوكته أو أمته على الجماع !!!.. فإن كان لدى أحد ما مثل هذه الواقعة فليأتنا بها وحتى لا نترك للكافرين الخيال المريض في تشويه الإسلام بغير دليل !!!..
وهكذا جفف الإسلام منابع الرق والعبودية إذا وقعا في أي زمان ومكان .. ولم يفتح الباب مباشرة لإطلاق رقاب العبيد والإماء مرة واحدة حتى لا يعم الفساد والجريمة في المجتمعات عندما يصبح العشرات أو المئات بين يوم وليلة بلا عمل وبلا مأوى !!.. فيسرق ويقتل ويسطو الرجال !!.. وتزني النساء وتعمل بالبغاء !!!..
فإذا فهمنا كل ذلك واستوعبناه - أي مغالطة العصرانية - : لزالت الكثير من شبهات الأحاديث التي قد لا يستسيغها البعض اليوم .. ولم يضع نفسه مكان الحدث في زمنه ووقته ..
مثلا في الماضي كان غير مسموح للمؤمن بالله أن يتظاهر بالكفر - في حين خفف الله ذلك عنا وسمح به لنا عند مخافة القتل - .. والدليل على ذلك قصة فتى أصحاب الأخدود وقصة أصحاب الأخدود أنفسهم الذين تم إحراقهم أحياء فلم يرجعوا عن دينهم .. ومثل فتية الكهف عندما قالوا أن الله سيعذبهم إذا ارتدوا إلى الكفر ولو ظاهرا مع قومهم .. والشاهد :
أنه في مقابل ذلك :
كانت تكثر فيهم المعجزات الحسية - أي في الأمم السابقة - .. وكان يأتيهم ملك الموت في صورة رجل .. ومن هنا كان حديث موسى عليه السلام عندما ضرب ملك الموت لأنه لم يستأذن عليه ..
وكذلك حديث اغتسال بني إسرائيل عرايا كما كانت عادتهم .. وكان موسى عليه السلام حييا يحب الستر فكان يحتجب منهم .... إلى آخر حديث ثوبه والحجر ..
فكل هذه الأحاديث - وغيرها - إذا تم وضعها في زمانها وظروفها وخصوصياتها واختلاف شرع من كان قبلنا عنا في بعض المسائل " لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا " : زالت الإشكالات حولها تلقائيا وتكشفت التهويلات والمبالغات المتعمدة من أعداء الدين للتشنيع عليها بإذن الله ..
يتبع ...
>>
يلجأ اللاديني كذلك في شبهاته عن الأحاديث وسيرة النبي : إلى استغلال مغالطة العصرانية Presentism .. وهي أن يجعلك تحاكم ما كان عاديا في الماضي أو في ظروف معينة : بما ليس عاديا اليوم ويندر وجود ظروفه - أو لم يعد متواجدا بالكلية - .. وأشهر الأمثلة على ذلك هي : تعدد زوجات النبي - وبأكثر من 4 - .. وزواجه من أمنا عائشة في سن 6 سنوات ودخوله بها في سن 9 سنوات .. ومسألة العبيد والرق في الإسلام ..
فأما تعدد زيجات النبي - وبأكثر من 4 - : فالتعدد في حد ذاته ليس عيبا ولا حراما .. وكان منتشرا في الماضي وإلى اليوم في بعض المذاهب والمناطق بغير نكير إلا من تقيدات العلمانية البغيضة التي تحجر على التعدد إذا كان حلالا باسم الدين بشروطه من العدل والمقدرة على الإعاشة : وتفتح الباب على مصراعيه للبغاء والزنا والدعارة ولو في اليوم الواحد بـ 5 أو 6 نسوة !!.. فما المانع ؟!!..
وأما عدد تقيد النبي بـ 4 نسوة كما نص الشرع : فمن المعلوم في الإسلام أن هناك خصوصيات تشريعية لشخص النبي صلى الله عليه وسلم لحكم كثيرة .. منها مثلا أن القيام في حقه كان واجبا : وأنه كان يصل الصوم ليومين أو ثلاثة بغير إفطار - وقد نهى المسلمين عن اتباعه في ذلك - وأنه يجوز له زواج الهبة ولا يجوز لغيره لأنه ليس أرعى لحق المسلمة منه صلى الله عليه وسلم فانتفت الحاجة لولي وغير ذلك مما يحفظ حقوقها عند الزواج .. إلخ
أيضا زواج النبي لم يكن مقتصرا على حاجة الرجال إلى النساء .. ولم يكن شهوانية مريضة وهو الذي عاش من سن 25 سنة إلى سن 50 سنة مع زوجة واحدة فقط ورفض مع ذلك كل عروض قريش من غنى ومُلك وجاه إلخ !
وأما زواجه من أمنا عائشة رضي الله عنها في سن 6 سنوات ودخوله بها في سن 9 سنوات .. فقد كان معروفا عند غيره من الأمم في سائر الأرض - بل وعند اليهود والنصارى أنفسهم - أن الآباء كان يمكن أن يعقدوا زواج بناتهن في أي سن مبكرة إذا غلبت مصلحة راجحة على ذلك الزواج - مثل الارتباط بشخص عظيم أو توطيد علاقة بين أسرتين كبيرتين أو متحاربتين يُرجى تصالحهما إلخ - ولو كان ذلك العقد للزواج في سن عام واحد للبنت ! على أن يؤجل الدخول بها إلى أول بلوغها سن الحيض .. والذي كان يختلف اختلافات بيئية حسب المكان : واختلافات فردية - وكما هو إلى اليوم - !!!.. وعلى ذلك فلم يرتكب النبي محمد صلى الله عليه وسلم منكرا !!.. ولو ارتكب ما يُستقبح لكان الكفار هم أول من يعيرونه به ويستغلونه في التنقيص منه في زمانه !!.. ولكن كل ذلك لم يحدث !!.. وأما أن يأتي إنسان اليوم فينظر إلى فتاة ذات جسد صغير أو هزيل في سن 9 سنوات ليقيس عليها بلوغ أمنا عائشة في سن 9 سنوات ودخول النبي بها : فهذا محض جهل وهو محض المغالطة المنطقية التي ذكرناها - وهي مغالطة العصرانية - !!.. إذ لا يصح القياس والحكم إلا برؤية الطرفين ومقارنتهما : وهيهات أن يفعل الحاقدون ذلك وهم لا يملكون وصفا جسديا لأمنا عائشة رضي الله عنها بل : عشرات الأحاديث التي روتها تبين لنا كيف كان تفكيرها ناضجا وكيف كان النساء في ذلك الزمان - حيث لا مدارس تشغلهن ولا عمل عن الزواج - ينشأن على تعلم فنون الزوجية وأعمال البيت منذ الصغر - وقد ذكرت أمنا عائشة في ذلك أن معلمتها كانت أمنا سودة والتي تزوجها النبي بالمناسبة قبل أمنا عائشة وبعد موت أمنا خديجة وكان سنها 63 سنة !! فهل هذه شهوة أيضا ؟! - والشاهد : أن التاريخ والتوثيقات - وإلى وقت قريب لقرن واحد فقط مضى - كان الناس يزوجون بناتهم في سن مبكرة وصل في بعض أوروبا إلى 7 سنوات لسن الدخول !!.. وفي أمريكا إلى 9 و10 و12 سنة وفي أماكن أخرى ولدى أميرات شهيرات كذلك !
أرجو الاطلاع على هذا الفيديو :
http://www.youtube.com/watch?v=WcbguOBaVck
وأما بالنسبة لمسألة الرق والعبودية : فالله تعالى يشرع لكل زمان ومكان وظروف .. ولم توجد أمة رفعت من شأن العبيد والإماء وحفظت حقوقهم وكرامتهم والحث على عتق رقابهم والمساعدة على ذلك مثل أمة الإسلام ! حيث قصرت الرق والعبودية على القتال فقط .. وحرمت كل ما دون ذلك من الأسباب التي تجعل من الأحرار عبيدا قسرا وظلما - مثل السطو على الأبرياء الأحرار ثم بيعهم أو بيع الفقير لأبنائه وبناته كعبيد وإماء إلخ - .. والإسلام رفع من معاملة العبيد بأن أمر أصحابهم بأن يطعمونهم مما يطعمون ويلبسونهم مما يلبسون وإذا كلفوهم بأمر يشق عليهم : أن يساعدونهم فيه !!!.. وألا يضربونهم استقواء عليهم !!.. وأن يزوجونهم إذا رأوا فيهم خيرا وقدرة على العمل والتكسب !!.. وأنه يجوز للعبد أو الأمة أن يستكتب سيده أو مولاه على قدر معين من المال أو العطاء يؤده إليه مقابل عتق رقبته .. وأمر المسلمين بمساعدته في ذلك بل وجعله مصرفا من مصارف الزكاة الثمانية !!.. بجانب جعل عتق الرقبة من أعظم الأعمال في الإسلام !!.. وجعلها في أكثر من كفارة من الكفارات للذنوب والأخطاء !!.. وأما وضع المرأة في الرقيق : فهي تعمل في بيت سيدها أو سيدتها : تماما كما كانت ستعمل في بيتها !!.. وأما إذا أراد سيدها أن يتسرى بها : فيحرم عليه وعليها أن يشاركه فيها غيره - فهي ليست كلأ مستباحا - : وأنها إذا ولدت منه : فإن ولدها يكون سببا في عتق رقبتها فيما بعد ..! ولا يجامعها سيدها إلا بعد استبراء رحمها بحيضة .. ولا يجامعها إذا كانت حاملا من غيره من قبله ..! ويجوز له أن يوافق على زواجها من عبد مثلها أو حر !!.. بل وخيرها الإسلام إذا كان زوجها عبدا وهي نالت حريتها : أن تختار بين البقاء في عصمة زوجها العبد أو تفترق عنه إن كان سيؤذيها ذلك !!!.. ولم يسجل لنا التاريخ ولا السيرة موقفا واحدا قرأنا فيه أن سيدا أجبر مملوكته أو أمته على الجماع !!!.. فإن كان لدى أحد ما مثل هذه الواقعة فليأتنا بها وحتى لا نترك للكافرين الخيال المريض في تشويه الإسلام بغير دليل !!!..
وهكذا جفف الإسلام منابع الرق والعبودية إذا وقعا في أي زمان ومكان .. ولم يفتح الباب مباشرة لإطلاق رقاب العبيد والإماء مرة واحدة حتى لا يعم الفساد والجريمة في المجتمعات عندما يصبح العشرات أو المئات بين يوم وليلة بلا عمل وبلا مأوى !!.. فيسرق ويقتل ويسطو الرجال !!.. وتزني النساء وتعمل بالبغاء !!!..
فإذا فهمنا كل ذلك واستوعبناه - أي مغالطة العصرانية - : لزالت الكثير من شبهات الأحاديث التي قد لا يستسيغها البعض اليوم .. ولم يضع نفسه مكان الحدث في زمنه ووقته ..
مثلا في الماضي كان غير مسموح للمؤمن بالله أن يتظاهر بالكفر - في حين خفف الله ذلك عنا وسمح به لنا عند مخافة القتل - .. والدليل على ذلك قصة فتى أصحاب الأخدود وقصة أصحاب الأخدود أنفسهم الذين تم إحراقهم أحياء فلم يرجعوا عن دينهم .. ومثل فتية الكهف عندما قالوا أن الله سيعذبهم إذا ارتدوا إلى الكفر ولو ظاهرا مع قومهم .. والشاهد :
أنه في مقابل ذلك :
كانت تكثر فيهم المعجزات الحسية - أي في الأمم السابقة - .. وكان يأتيهم ملك الموت في صورة رجل .. ومن هنا كان حديث موسى عليه السلام عندما ضرب ملك الموت لأنه لم يستأذن عليه ..
وكذلك حديث اغتسال بني إسرائيل عرايا كما كانت عادتهم .. وكان موسى عليه السلام حييا يحب الستر فكان يحتجب منهم .... إلى آخر حديث ثوبه والحجر ..
فكل هذه الأحاديث - وغيرها - إذا تم وضعها في زمانها وظروفها وخصوصياتها واختلاف شرع من كان قبلنا عنا في بعض المسائل " لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا " : زالت الإشكالات حولها تلقائيا وتكشفت التهويلات والمبالغات المتعمدة من أعداء الدين للتشنيع عليها بإذن الله ..
يتبع ...
---------------------------------
20...
>>
ومما يجدر التنبه إليه وتوقيف اللاديني عند حده فيه إذا أراد أن يستغله في حواره كنقطة قوة : هو أن يحاكم الإسلام - كدين - : بجريرة باقي الأديان الأخرى وما فيها من أباطيل وشرائع فاسدة وتحريفات ...
>>
ومن الحجج التي يلجأ إليها اللاديني كذلك هي إبراز الأديان كمسبب أصلي لكل حروب العالم قديما وحديثا !!!.. وذلك في مقابل المذهب الإنساني (أو الهيومانتي) !!.. وهو مذهب زرعه المميعون قديما بين المسلمين تحت عباءة أقبح مذاهب الصوفية وأكفرها بالله وهو مذهب وحدة الوجود وما تبعه من فكرة الحلول والاتحاد .. حيث يدعي فيه أصحابه أن الكل على حق - حتى عابد الصنم وعابد الكواكب وعابد البشر : لأن المخلوقات عندهم هي نفسها الخالق ! لأنه لا مجود على الحقيقة في زعمهم إلا الخالق : فيكون بذلك هو كل شيء : حجر وشجر وكوكب ونجم وصنم والإنسان والحيوان إلخ إلخ إلخ
فعلى هذا المذهب الباطل في الكفر وتحريف الدين : ساووا بين المسلم الموحد : وبين النصراني المثلث والمشرك والوثني وعابد النار المجوسي واليهودي إلخ !!..
وبالطبع حقيقة هذا المذهب ومآله هي : انسياح الفوارق بين الإسلام وغيره : مما يقتل في قلوب أتباعه أي عمل حراكي أو جهادي في سبيل الله والدين !!.. ويكون المسالمة والموادعة هي عنوان التعامل مع الكل : حتى ولو كان ذلك الكل هم أعداء الإسلام الذين لن يتوانوا عن قطع رقبتك إذا ما تمنكوا منك ! ولن يلتفتوا ساعتها لهذه المسالمة منك والموادعة البلهاء التي ضحكوا بها عليك !
ولذلك نجد اليونسكو نفسه - وكذراع ثقافي فعال من أذرع عصابة الأمم المتحدة لتخريب العالم الإسلامي - يهتم أيما اهتمام بنشر النشاط الصوفي في الدول الإسلامية السنية - لأنهم يعرفون أن أغلبه والطرق التي يهتمون بها تحث على تجنب كل نشاطات الحياة الدينية وتقتصر على عبادات ظاهرية فقط وأذكار - حتى أن عامليهم في مصر - بل وسفير أمريكا نفسه - كان يهتم بحضور مولد كمولد البدوي نفسه في مصر !!.. وأما على مستوى العالم : فنرى السعي الحثيث من اليونسكو لإحياء ذكرى وتعاليم وكتابات وأشعار ضال من ضلال هذه المذاهب الصوفية الكفرية الهدامة مثل ابن عربي أو جلال الدين الرومي رغم موتهم منذ قرون طويلة مضت !!!..
والآن .. لماذا كانت هذه المقدمة ؟؟؟..
الجواب : لكي نعرف أصول المذهب الإنساني (أو الهيومانتي أو الأناركي) الذي يدعو اللادينيون إليه في صورة المسالمة والموادعة العالمية !!.. وأنه هو (قمة التحضر والتمدن) المنشود في ترك الدين سبب كل البلايا والرزايا والحروب !!!.. والرد على ذلك يكون من جهتين ..
1- أن الخير والشر موجودان طالما وجدت حرية الإرادة والاختيار في الإنسان .. والشر لن يزول إذا سالمه الخير ووادعه !!.. بل ذلك من السذاجة والمثالية المبالغ فيها بمكان !!.. وإنما الشر يوقفه الحزم والقوة والعدل والعقاب .. فبعض الأنفس الشريرة نعم قد تتأثر بحسن المعاملة أو العفو أو الرحمة والمغفرة ولكن : لا يوجد أبدا تعميم لتلك الحالات في البشرية من قبل ولا من بعد !!.. والتاريخ خير شاهد على عدم ظهور هذه الحالات المثالية التي يدعو إليها أصحاب المذهب الإنساني الوهمي الذي يضحكون به على الشعوب لإفسادها واستعمارها ثقافيا وعسكريا !
ولكن على النقيض : يحتوي التاريخ على أمثلة حقيقية من دول تم وقف الشر فيها بالعدل والحزم والقوة والعقاب ..
2- الإحصائيات الحقيقية - وهي دوما في غير صالح اللاديني والملحد وكل مخالف - : والتي تؤكد على أن أشر الحروب والأوضاع والجرائم العنصرية في العالم : لم تقع إلا في غياب الدين الصحيح وتعاليمه !!.. ولم يقودها إلا ملاحدة ولادينيون !!.. وكانت ضحاياها بالملايين وعشرات الملايين من الأبرياء وليس من المقاتلين فقط !!!..
http://abohobelah.blogspot.com/2014/...g-post_21.html
وذلك بعكس الأديان التي نجد فيها غالبا مراقبة لتشريعات وحدود في القتال - وخاصة في الإسلام عن غيره من اليهودية والنصرانية المحرفتين - حيث يُحرم الإسلام قتل من لا يقاتل سواء من الرهبان ورجال الدين في صوامعهم وبيعهم ومعابدهم أو النساء والأطفال إلخ ..
بل وحتى أن الإحصائيات الرسمية كذلك تنص على أن الإرهاب المنسوب للمسلمين هو من باب التهويل والمبالغات الفجة المقصودة إعلاميا لتسويغ الحرب على الإسلام في كل مكان تحت اسم الحرب على الإرهاب !!.. وتلك الإحصائيات تجدونها في مواضيع متخصصة في الرد على الملاحدة واللادينيين :
http://abohobelah.blogspot.com/2014/03/94-httpwww.html
وانتهاء بأكذوبة تفجيرات 11 سبتمبر وإلصاقها بالمسلمين كما تقرأون تفاصيل ذلك في الرابط التالي :
http://abohobelah.blogspot.com/searc...A8%D8%B1%D9%89
وخلاصة هذه النقطة :
أن اللادينيين يلجأون لاستغلال طيبة البعض ورقة قلوبهم التي تكره القتال - وكل البشر الأسوياء يكرهون القتال ! يقول تعالى : " كتب عليكم القتال وهو كرهٌ لكم ! وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم " وذلك لأن القتال يصير ضرورة لإظهار الحق والدفاع عنه أمام غشم الباطل - وذلك الاستغلال من اللادينيين لتلك الطيبة ورقة المشاعر لتحاول تمرير هذه المباديء (الاستسلامية) مع ملحقاتها الإفسادية الأخلاقية تحت دعوى (الحريات الشخصية بلا قيود منعا للتصادم والاختلاف !) تحت اسم المذهب الإنساني (أو الهيومانتي) أو (الأناركي) إلخ : كبديل (اسمي فقط) عن : (العلمانية) الفجة و(اللادينية) و(الإلحاد) : وهي الأسماء التي بدأت تتساقط في المجتمعات اليوم وتتيقظ الشعوب على زيفها ومدى قبحها !!..
وهم يصورون في ذلك أنه إذا لم يدافع المسلم عن دينه ولم يظن أنه وحده الذي يحتكر الحق فسوف تنتهي الشرور من الأرض !!.. وأنه لو ترك كل إنسان غيره يفعل ما يريد - مهما كان شاذا وقبيحا ومجنونا ويزعمون أنه لن يؤذي أحدا به - : فإن البشرية سترتاح !
وهؤلاء يكفي أن تسألهم سؤالا واحدا وهو : أعطونا دولة واحدة اليوم - من دول التفسخ في العالم - تعيش في سلام وفي تلك الحالة المثالية الوهمية التي تروجون لها من بعد تخليها عن الدين أو الانتماء الديني وتفعيله في حياتها ؟!!!..
ولن يجدون من وسط إحصائيات بلايا دول الكفر والعلمانية واللادينية ما يردون به عليك !
يتبع ...
>>
ومما يجدر التنبه إليه وتوقيف اللاديني عند حده فيه إذا أراد أن يستغله في حواره كنقطة قوة : هو أن يحاكم الإسلام - كدين - : بجريرة باقي الأديان الأخرى وما فيها من أباطيل وشرائع فاسدة وتحريفات ...
>>
ومن الحجج التي يلجأ إليها اللاديني كذلك هي إبراز الأديان كمسبب أصلي لكل حروب العالم قديما وحديثا !!!.. وذلك في مقابل المذهب الإنساني (أو الهيومانتي) !!.. وهو مذهب زرعه المميعون قديما بين المسلمين تحت عباءة أقبح مذاهب الصوفية وأكفرها بالله وهو مذهب وحدة الوجود وما تبعه من فكرة الحلول والاتحاد .. حيث يدعي فيه أصحابه أن الكل على حق - حتى عابد الصنم وعابد الكواكب وعابد البشر : لأن المخلوقات عندهم هي نفسها الخالق ! لأنه لا مجود على الحقيقة في زعمهم إلا الخالق : فيكون بذلك هو كل شيء : حجر وشجر وكوكب ونجم وصنم والإنسان والحيوان إلخ إلخ إلخ
فعلى هذا المذهب الباطل في الكفر وتحريف الدين : ساووا بين المسلم الموحد : وبين النصراني المثلث والمشرك والوثني وعابد النار المجوسي واليهودي إلخ !!..
وبالطبع حقيقة هذا المذهب ومآله هي : انسياح الفوارق بين الإسلام وغيره : مما يقتل في قلوب أتباعه أي عمل حراكي أو جهادي في سبيل الله والدين !!.. ويكون المسالمة والموادعة هي عنوان التعامل مع الكل : حتى ولو كان ذلك الكل هم أعداء الإسلام الذين لن يتوانوا عن قطع رقبتك إذا ما تمنكوا منك ! ولن يلتفتوا ساعتها لهذه المسالمة منك والموادعة البلهاء التي ضحكوا بها عليك !
ولذلك نجد اليونسكو نفسه - وكذراع ثقافي فعال من أذرع عصابة الأمم المتحدة لتخريب العالم الإسلامي - يهتم أيما اهتمام بنشر النشاط الصوفي في الدول الإسلامية السنية - لأنهم يعرفون أن أغلبه والطرق التي يهتمون بها تحث على تجنب كل نشاطات الحياة الدينية وتقتصر على عبادات ظاهرية فقط وأذكار - حتى أن عامليهم في مصر - بل وسفير أمريكا نفسه - كان يهتم بحضور مولد كمولد البدوي نفسه في مصر !!.. وأما على مستوى العالم : فنرى السعي الحثيث من اليونسكو لإحياء ذكرى وتعاليم وكتابات وأشعار ضال من ضلال هذه المذاهب الصوفية الكفرية الهدامة مثل ابن عربي أو جلال الدين الرومي رغم موتهم منذ قرون طويلة مضت !!!..
والآن .. لماذا كانت هذه المقدمة ؟؟؟..
الجواب : لكي نعرف أصول المذهب الإنساني (أو الهيومانتي أو الأناركي) الذي يدعو اللادينيون إليه في صورة المسالمة والموادعة العالمية !!.. وأنه هو (قمة التحضر والتمدن) المنشود في ترك الدين سبب كل البلايا والرزايا والحروب !!!.. والرد على ذلك يكون من جهتين ..
1- أن الخير والشر موجودان طالما وجدت حرية الإرادة والاختيار في الإنسان .. والشر لن يزول إذا سالمه الخير ووادعه !!.. بل ذلك من السذاجة والمثالية المبالغ فيها بمكان !!.. وإنما الشر يوقفه الحزم والقوة والعدل والعقاب .. فبعض الأنفس الشريرة نعم قد تتأثر بحسن المعاملة أو العفو أو الرحمة والمغفرة ولكن : لا يوجد أبدا تعميم لتلك الحالات في البشرية من قبل ولا من بعد !!.. والتاريخ خير شاهد على عدم ظهور هذه الحالات المثالية التي يدعو إليها أصحاب المذهب الإنساني الوهمي الذي يضحكون به على الشعوب لإفسادها واستعمارها ثقافيا وعسكريا !
ولكن على النقيض : يحتوي التاريخ على أمثلة حقيقية من دول تم وقف الشر فيها بالعدل والحزم والقوة والعقاب ..
2- الإحصائيات الحقيقية - وهي دوما في غير صالح اللاديني والملحد وكل مخالف - : والتي تؤكد على أن أشر الحروب والأوضاع والجرائم العنصرية في العالم : لم تقع إلا في غياب الدين الصحيح وتعاليمه !!.. ولم يقودها إلا ملاحدة ولادينيون !!.. وكانت ضحاياها بالملايين وعشرات الملايين من الأبرياء وليس من المقاتلين فقط !!!..
http://abohobelah.blogspot.com/2014/...g-post_21.html
وذلك بعكس الأديان التي نجد فيها غالبا مراقبة لتشريعات وحدود في القتال - وخاصة في الإسلام عن غيره من اليهودية والنصرانية المحرفتين - حيث يُحرم الإسلام قتل من لا يقاتل سواء من الرهبان ورجال الدين في صوامعهم وبيعهم ومعابدهم أو النساء والأطفال إلخ ..
بل وحتى أن الإحصائيات الرسمية كذلك تنص على أن الإرهاب المنسوب للمسلمين هو من باب التهويل والمبالغات الفجة المقصودة إعلاميا لتسويغ الحرب على الإسلام في كل مكان تحت اسم الحرب على الإرهاب !!.. وتلك الإحصائيات تجدونها في مواضيع متخصصة في الرد على الملاحدة واللادينيين :
http://abohobelah.blogspot.com/2014/03/94-httpwww.html
وانتهاء بأكذوبة تفجيرات 11 سبتمبر وإلصاقها بالمسلمين كما تقرأون تفاصيل ذلك في الرابط التالي :
http://abohobelah.blogspot.com/searc...A8%D8%B1%D9%89
وخلاصة هذه النقطة :
أن اللادينيين يلجأون لاستغلال طيبة البعض ورقة قلوبهم التي تكره القتال - وكل البشر الأسوياء يكرهون القتال ! يقول تعالى : " كتب عليكم القتال وهو كرهٌ لكم ! وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم " وذلك لأن القتال يصير ضرورة لإظهار الحق والدفاع عنه أمام غشم الباطل - وذلك الاستغلال من اللادينيين لتلك الطيبة ورقة المشاعر لتحاول تمرير هذه المباديء (الاستسلامية) مع ملحقاتها الإفسادية الأخلاقية تحت دعوى (الحريات الشخصية بلا قيود منعا للتصادم والاختلاف !) تحت اسم المذهب الإنساني (أو الهيومانتي) أو (الأناركي) إلخ : كبديل (اسمي فقط) عن : (العلمانية) الفجة و(اللادينية) و(الإلحاد) : وهي الأسماء التي بدأت تتساقط في المجتمعات اليوم وتتيقظ الشعوب على زيفها ومدى قبحها !!..
وهم يصورون في ذلك أنه إذا لم يدافع المسلم عن دينه ولم يظن أنه وحده الذي يحتكر الحق فسوف تنتهي الشرور من الأرض !!.. وأنه لو ترك كل إنسان غيره يفعل ما يريد - مهما كان شاذا وقبيحا ومجنونا ويزعمون أنه لن يؤذي أحدا به - : فإن البشرية سترتاح !
وهؤلاء يكفي أن تسألهم سؤالا واحدا وهو : أعطونا دولة واحدة اليوم - من دول التفسخ في العالم - تعيش في سلام وفي تلك الحالة المثالية الوهمية التي تروجون لها من بعد تخليها عن الدين أو الانتماء الديني وتفعيله في حياتها ؟!!!..
ولن يجدون من وسط إحصائيات بلايا دول الكفر والعلمانية واللادينية ما يردون به عليك !
يتبع ...
--------------------------------
21...
>>
ومما يلجأ إليه اللاديني أيضا عندما ينتقل للحديث عن الإسلام :
هو ادعاء أنه دين بغير دليل .. وأنه (بشري) التأليف والمنشأ : وقد ألفه النبي محمد أو نقله عن آخرين (جن / إنس / أو غير ذلك !) ..
والجواب على ذلك يكون بعرض والتركيز على النقاط التالية :
1- أن مدعي النبوة والرسالة التي تتصل برب العالمين : لن يخرج عن ثلاث حالات .. إما أنه أصدق الصادقين .. أو أنه أكذب الكاذبين (لأنه يكذب على الله نفسه) .. أو أنه يهيأ له نتيجة مرض عقلي أو مس جن ..!
وأما بالنظر إلى سيرته كما رواها معاصروه وانتقلت إلينا بأصح الأسانيد : ووافقهم على ذلك المنصفون من المستشرقين والمؤرخين : فنعلم تمام العلم انتفاء الحالتين الثانية والثالثة عنه !!.. حيث لم يعهد الناس فيه كذبا قط !!.. لا قبل أن يدعي الرسالة ولا بعدها !!!.. وكذلك لم يعهدوا عليه اضطراب عقلي قط وتهيؤات من جنون أو مس جن !!!.. ولذلك كانت إشاعات كفار قريش عنه بالكذب أو الجنون أو المس : سرعان ما تزول من أذن السامع بمجرد أن يررى النبي أو يسمع منه أو يعاشره وكما نقلت لنا كتب السيرة والحديث !!!.. وعليه :
فلا يتبق للعاقل المخلص في طلب الحق - وكما وضح شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره رحمهم الله - إلا أن يؤمن بأن النبي محمد كان أصدق الصادقين في ادعائه صلته بالله عز وجل رب العالمين وخالقهم ! وخصوصا وهو أنجح بشر عرفته البشرية على الصعيدين الديني والدنيوي باعتراف خبرائهم أنفسهم - مثل كتاب 100 أعظم شخصية في التاريخ لمايكل هارت - وغيره ..
2- أنه لما كان يجب لكل مدعي من علامة صدق .. ولذلك كان الله تعالى يرسل مع كل رسول بمعجزة من جنس ما برع فيه قومه فيتحداهم به .. فقد جعل ربنا عز وجل معجزة النبي محمد هي جنس رسالته نفسها !!.. ألا وهي القرآن الكريم نفسه كلام الله الذي أوحاه إليه بلسان عربي مبين لا هو بالشعر ولا هو بالنثر ولا مما عهده البشر !!..
وبذلك شاء الله تعالى أن تكون معجزة النبي وتحديه مستمرة في الوجود في كل وقت حتى من بعد موته .. وذلك لأن رسالته خاتمة لكل البشر : ولا رسالة بعدها .. وذلك بخلاف رسل الله تعالى السابقين والذين كانت رسالاتهم في أممهم وأقوامهم .. ولذلك كانت معجزاتهم محدودة في زمانهم ومكانهم ولا تتكرر ولا نؤمن بها إلا لذكر الله تعالى لها .. ومن هنا :
فالتحدي لا زال قائما في وجه أي منكر لرسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم :
أن يأتنا بقرآن كامل مثله !!.. أو بعشر سور من مثله !!.. أو حتى بسورة واحدة من مثله !!..
ولنجهز أنفسنا لسفاهات وجهالات وتفاهات النصارى والملاحدة واللادينيين ومحاولتهم البلهاء للطعن في القرآن أو تقليد آياته والتي لن تخرج عن التالي :
>>
إما الإتيان ببعض أبيات الشعر الحاوية لتعبيرات قرآنية والزعم بأنها أقدم من القرآن وذلك بنسبتها إلى شعراء سبقوا القرآن أو عاصروه كامرؤ القيس أو غيره ! وأبسط رد على هؤلاء هو أنه لو صح ذلك : لكان أكبر حجة لكفار قريش - وهم أعلم بأشعار العرب - للطعن في القرآن !!.. ولكنهم لم يفعلوا !!.. أيضا : كل متخصصي الشعر العربي ينفون مثل هذه الأشعار المنحولة على امرؤ القيس أو غيره وليست موجودة في أي دواوين من شعرهم أو مخطوطات قديمة للتراث الجاهلي !
>>
وإما بتأليف كلام أهبل المباني وعبيط المعاني يشبهونه بالقرآن : فيكتبونه وكأن أحدهم يؤلف كلمات أغنية ساقطة مما ولد عليه !
وإما اقتباس آيات من القرآن بنفس كلماتها أو تعبيراتها لتوليف آيات سورة منها !
وكل ذلك سيجد الناظر فيه عن علم : العديد من الأخطاء النحوية واللغوية والضعف البياني فضلا عن التقليد المفضوح في حالة استخدام نفس عبارات القرآن بغير تغيير !!..
فقط يحتاج الأمر لمن يفهم قليلا في اللغة العربية وفنون الآدب والصرف والنحو ..
>>
وإما سيتحجج اللاديني بأنه : وما أدرانا أنه لم يكتب أحد العرب القدامى وقت النبي أو بعده بسنوات قرآنا مثل القرآن : ولكن أخفاه المسلمون وقتلوا الرجل إلخ إلخ إلخ ؟
والجواب : أن هذه الحجة البليدة يلجأ إليها اللاديني ليلقي الكرة في ملعب العرب الأوائل وقت رسالة القرآن لأنهم كانوا الأقدر على الإتيان بمثله عن عرب وناس اليوم .. والرد يكون بأنه لم يذكر لنا أي كتاب تاريخ ولا سيرة أيا من ذلك !!.. وعلى فرض أن الدولة الإسلامية حرمت نشر مثل هذه الأخبار لأنها تهدم الإسلام : فلماذا لم يلجأ هذا الفذ الذي أتى بمثل القرآن إلى دولة مجاورة مثل الدولة الرومانية أو الفارسية أو غيرهما ليعلن عن هدمه لمعجزة القرآن ويسجلها مؤرخوهم ؟؟!!.. وخصوصا وأنهم - ومنذ ظهور الإسلام - وهم لهم أعين ومتابعة للدولة الإسلامية ومجتمع المسلمين عن قرب - وكما جاء في ثنايا قصة الثلاثة الذين خلفوا في المدينة وقاطعهم المسلمون بأوامر النبي إلى أن تاب الله تعالى عليهم في سورة التوبة - إلخ ؟ بل :
ولماذا نحصر اللغة العربية أصلا في عرب المشركين الذين انتشر الإسلام بينهم ؟ ألم يكن هناك عرب نصارى ويهود ومنهم شعراء مشاهير ؟!!.. لماذا لم يهدموا القرآن ويثبتوا للعالم بشريته وينتهي الأمر ؟!!..
وكل ذلك لم - ولن - يحدث كما أخبر القرآن بكل ثقة !
>>
أيضا سيتحجج اللاديني بحجج واهية مثل أن لغة القرآن - اللغة العربية - لا يعرفها كل البشر ؟ وهنا نقول له : عجز أهل العربية أنفسهم عن الإتيان بمثل القرآن : يكفي كل ذي عقل لبيان الحجة ! تماما مثل ألا تعرف أنت في برمجيات الحاسوب : ثم تجد أهل الخبرة ببرمجيات الحاسوب يثنون على برنامجا ما .. فهنا : أنت يكفيك - كعاقل - مثل هذا الإجماع منهم على أن تشهد لهذا البرنامج بالفعل بالتميز والمدح !!.. وأما لزيادة الحجة فنقول أيضا :
أن الكثير من غير المسلمين من تعلموا اللغة العربية وصاروا أساتذة فيها وأتقنوها والسؤال : لماذا فشلوا هم كذلك في الإتيان بمثل القرآن - وخاصة من تعلموا اللغة العربية من حاقدي المستشرقين والمنصرين وغيرهم ؟ -
بل :
وهذه تعدادات وإحصائيات عدد المسلمين في العالم اليوم - أي بعد نزول القرآن بأكثر مـن 1400 سنة : تظهر لنا أن أكثر المسلمين في العالم : هم من غير العرب أصلا !!!.. ومنهم من يحفظ القرآن رغم أنه لا يتحدث العربية !!.. وهذا من إعجازات القرآن أن يحفظه الكل حتى الأطفال الصغار ظهرا عن قلب وفي مثل حجمه !
>>
ما جاء في القرآن من إعجاز في مبانيه اللغوية وجمالاته الصوتية - حتى أن الآية الواحدة أو السورة الواحدة بنفس الكلمات : إلا أنه يمكن أن يقرأها 1000 شخص بغناء جميل الصوت يختلف بعضهم فيه عن بعض ولكل واحد منهم طريقته وأحاسيسه ! -
>>
ما حواه القرآن من عشرات الإعجازات الغيبية والعلمية التي ثبتت وتثبت صحتها إلى اليوم ولن تتوقف !!.. وهي العلامات والآيات الدالة على كون القرآن بالفعل من لدن خالق كل شيء والذي لا يحده زمان ولا مكان القائل :
" سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق " !
" ولتعلمن نبأه بعد حين " ...
وذلك متحقق في كل ما ينطق به النبي من الوحي : قرآنا وسنة ...
>>
وهنا نقطة هامة وهي :
أنه من المستحيل أن يقف كارهو الإسلام والحق مكتوفين أمام كل هذه الإعجازات إلا :
أن يثيروا التشغيبات والأكاذيب على تلك الإعجازات للتشكيك فيها - لأنها لو صحت فستكشف كفرهم جميعا - !!.. وهنا : تسمع منهم العجب العجاب !!.. حيث يصورونه تارة ملما بكل لغات العالم القديم التي ترجم عنها الكثير مما جاء في كتبها !!!.. وتارة يصورونه ملما بكل علوم عصره في الفلك والتشريح والبحار والسفر إلخ !!!.. وتارة ثالثة بأنه كان يتفحص سقط الأجنة في الإجهاض لعشرات النساء - وحتى يخرج بالإعجاز العلمي المفحم في وصف مراحل الجنين ! - وتارة رابعة وخامسة وسادسة من التهاويل التي تحتاج فرق عمل كاملة - وليس شخصا واحد - ويستحيل عدم الشعور بها - لو صحت - في وسط بيته ومجتمعه وبلدته !
>>
وعليه :
فالعاقل لا تتوقع منه أن يكتفي بمعرفة إعجاز واحد فقط من إعجازات ما نطق به النبي .. وذلك لأنه قد يكون صدفة !!.. ولكن : هل يحكم العاقل بتكرار صدفة نادرة أصلا - بفرض وقوعها - : في عشرات المرات بغير خطأ واحد أبدا ؟!!!..
لماذا يصدق النبي دوما في كل إخباراته بالغيب الماضي والحاضر والمستقبل ؟ وفي كل إعجازاته العلمية في الفلك وعلوم الفضاء والنجوم والبحار والأشجار والحيوان والنبات والحشرات والإنسان والتشريح وعلوم الأرض والمناخ والمعادن والبحار والأنهار إلخ ؟ بل وفي تشريعاته وحدوده وعباداته وأخلاقياته التي يثبت غير المسلمين أنفسهم صحتها كل يوم ؟ لماذا في المشتركات بينه وبين الرسالات السابقة : نجده يشترك في الصواب منها فقط !!.. ولا ينقل عنها ما يتضح خطأه فيما بعد بالمكتشفات والمخطوطات الحديثة !!.. لانه لو كان ينقل بالفعل كما يزعمون : لكان نقل الصواب والخطأ منهم معا !!!.. ولكن كل ذلك لم يحدث !
>>
وبسبب كل هذه الإعجازات بدأ يظهر أحيانا بعض الأفكار البلهاء التي تقول أنه ربما كان النبي باتصال مع الجن أو كائنات فضائية أو حتى العفريت الأزرق - المهم يكون مش ربنا - : وهو الذي أوحى له بكل هذه الإعجازات !! أقول :
لو صح ذلك الكلام المتهافت : فلماذا لم يتكرر مع أي شخص آخر غير رسول الله محمد ؟
ولماذا لم يفضح بعض الجن البعض الآخر الذي ساعده ؟
وهل الجن أصلا يتخطون غيب الزمان ويعلمون كل العلوم حتى التشريعية ؟!!!..
3- موضوع البشارات بالدين الخاتم وصفاته وصفات المؤمنين به بل وصفات عباداتهم : فضلا عن البشارات الدقيقة بالنبي الخاتم نفسه : اسمه وجسمه وحياته وسيرته ! ونصر الله تعالى له ! وكل ذلك في أشهر كتب الأمم القديمة من يهودية ونصرانية وهندوسية وبوذية وزرادشتية !
4- شهادات المنصفين من المستشرقين والمفكرين والعلماء والمختصين من غير المسلمين لصالح عظمة الإسلام .. والنبي محمد .. والقرآن .. والسنة .. وفضح الأكاذيب المثارة حوله باعترافاتهم أنفسهم !!!..
5- الإسلام هو الدين الوحيد الذي يتلاءم مع فطرة الإنسان بالفعل !!.. والوحيد الذي يخاطبه بلغة استعلاء لا يملكها بشر !!.. والوحيد الذي يعد التوحيد فيه هو الأقرب لعقل الإنسان وبداهته إذا خلص من المؤثرات الخارجية على عقله !!.. ولذلك هو أكثر الأديان انتشارا في العالم وسرعة في ذلك ومن كل طوائف البشر ولغاتهم وبلدانهم وألوانهم وأديانهم السابقة ومن كل طبقاتهم من المواطنين البسطاء مرورا بالمدرسين والدكاترة والبروفيسورات المختصين في كل مجال من أطباء إلى مهندسين إلى كتاب إلى سياسيين إلى شباب إلى كهول إلى حتى مطربين ولاعبين وفنانين !!!.. وهذا كله لن نجده إلا في الإسلام ..
وإليكم هذه الروابط المفيدة :
ملخص لأكثر من 70 من أشهر الإعجازات الغيبية والعلمية في الإسلام :
http://abohobelah.blogspot.com/2014/02/blog-post.html
عدد من بشارات النبي في كتب اليهود والنصارى والبوذيين والهندوس والزرادشت :
http://abohobelah.blogspot.com/2012/...post_1622.html
عدد كبير ومنظم ومتنوع ومقسم لأقوال المنصفين عن النبي محمد والإسلام والقرآن والسنة :
http://abohobelah.blogspot.com/2012/...post_2578.html
>>
ومما يلجأ إليه اللاديني أيضا عندما ينتقل للحديث عن الإسلام :
هو ادعاء أنه دين بغير دليل .. وأنه (بشري) التأليف والمنشأ : وقد ألفه النبي محمد أو نقله عن آخرين (جن / إنس / أو غير ذلك !) ..
والجواب على ذلك يكون بعرض والتركيز على النقاط التالية :
1- أن مدعي النبوة والرسالة التي تتصل برب العالمين : لن يخرج عن ثلاث حالات .. إما أنه أصدق الصادقين .. أو أنه أكذب الكاذبين (لأنه يكذب على الله نفسه) .. أو أنه يهيأ له نتيجة مرض عقلي أو مس جن ..!
وأما بالنظر إلى سيرته كما رواها معاصروه وانتقلت إلينا بأصح الأسانيد : ووافقهم على ذلك المنصفون من المستشرقين والمؤرخين : فنعلم تمام العلم انتفاء الحالتين الثانية والثالثة عنه !!.. حيث لم يعهد الناس فيه كذبا قط !!.. لا قبل أن يدعي الرسالة ولا بعدها !!!.. وكذلك لم يعهدوا عليه اضطراب عقلي قط وتهيؤات من جنون أو مس جن !!!.. ولذلك كانت إشاعات كفار قريش عنه بالكذب أو الجنون أو المس : سرعان ما تزول من أذن السامع بمجرد أن يررى النبي أو يسمع منه أو يعاشره وكما نقلت لنا كتب السيرة والحديث !!!.. وعليه :
فلا يتبق للعاقل المخلص في طلب الحق - وكما وضح شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره رحمهم الله - إلا أن يؤمن بأن النبي محمد كان أصدق الصادقين في ادعائه صلته بالله عز وجل رب العالمين وخالقهم ! وخصوصا وهو أنجح بشر عرفته البشرية على الصعيدين الديني والدنيوي باعتراف خبرائهم أنفسهم - مثل كتاب 100 أعظم شخصية في التاريخ لمايكل هارت - وغيره ..
2- أنه لما كان يجب لكل مدعي من علامة صدق .. ولذلك كان الله تعالى يرسل مع كل رسول بمعجزة من جنس ما برع فيه قومه فيتحداهم به .. فقد جعل ربنا عز وجل معجزة النبي محمد هي جنس رسالته نفسها !!.. ألا وهي القرآن الكريم نفسه كلام الله الذي أوحاه إليه بلسان عربي مبين لا هو بالشعر ولا هو بالنثر ولا مما عهده البشر !!..
وبذلك شاء الله تعالى أن تكون معجزة النبي وتحديه مستمرة في الوجود في كل وقت حتى من بعد موته .. وذلك لأن رسالته خاتمة لكل البشر : ولا رسالة بعدها .. وذلك بخلاف رسل الله تعالى السابقين والذين كانت رسالاتهم في أممهم وأقوامهم .. ولذلك كانت معجزاتهم محدودة في زمانهم ومكانهم ولا تتكرر ولا نؤمن بها إلا لذكر الله تعالى لها .. ومن هنا :
فالتحدي لا زال قائما في وجه أي منكر لرسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم :
أن يأتنا بقرآن كامل مثله !!.. أو بعشر سور من مثله !!.. أو حتى بسورة واحدة من مثله !!..
ولنجهز أنفسنا لسفاهات وجهالات وتفاهات النصارى والملاحدة واللادينيين ومحاولتهم البلهاء للطعن في القرآن أو تقليد آياته والتي لن تخرج عن التالي :
>>
إما الإتيان ببعض أبيات الشعر الحاوية لتعبيرات قرآنية والزعم بأنها أقدم من القرآن وذلك بنسبتها إلى شعراء سبقوا القرآن أو عاصروه كامرؤ القيس أو غيره ! وأبسط رد على هؤلاء هو أنه لو صح ذلك : لكان أكبر حجة لكفار قريش - وهم أعلم بأشعار العرب - للطعن في القرآن !!.. ولكنهم لم يفعلوا !!.. أيضا : كل متخصصي الشعر العربي ينفون مثل هذه الأشعار المنحولة على امرؤ القيس أو غيره وليست موجودة في أي دواوين من شعرهم أو مخطوطات قديمة للتراث الجاهلي !
>>
وإما بتأليف كلام أهبل المباني وعبيط المعاني يشبهونه بالقرآن : فيكتبونه وكأن أحدهم يؤلف كلمات أغنية ساقطة مما ولد عليه !
وإما اقتباس آيات من القرآن بنفس كلماتها أو تعبيراتها لتوليف آيات سورة منها !
وكل ذلك سيجد الناظر فيه عن علم : العديد من الأخطاء النحوية واللغوية والضعف البياني فضلا عن التقليد المفضوح في حالة استخدام نفس عبارات القرآن بغير تغيير !!..
فقط يحتاج الأمر لمن يفهم قليلا في اللغة العربية وفنون الآدب والصرف والنحو ..
>>
وإما سيتحجج اللاديني بأنه : وما أدرانا أنه لم يكتب أحد العرب القدامى وقت النبي أو بعده بسنوات قرآنا مثل القرآن : ولكن أخفاه المسلمون وقتلوا الرجل إلخ إلخ إلخ ؟
والجواب : أن هذه الحجة البليدة يلجأ إليها اللاديني ليلقي الكرة في ملعب العرب الأوائل وقت رسالة القرآن لأنهم كانوا الأقدر على الإتيان بمثله عن عرب وناس اليوم .. والرد يكون بأنه لم يذكر لنا أي كتاب تاريخ ولا سيرة أيا من ذلك !!.. وعلى فرض أن الدولة الإسلامية حرمت نشر مثل هذه الأخبار لأنها تهدم الإسلام : فلماذا لم يلجأ هذا الفذ الذي أتى بمثل القرآن إلى دولة مجاورة مثل الدولة الرومانية أو الفارسية أو غيرهما ليعلن عن هدمه لمعجزة القرآن ويسجلها مؤرخوهم ؟؟!!.. وخصوصا وأنهم - ومنذ ظهور الإسلام - وهم لهم أعين ومتابعة للدولة الإسلامية ومجتمع المسلمين عن قرب - وكما جاء في ثنايا قصة الثلاثة الذين خلفوا في المدينة وقاطعهم المسلمون بأوامر النبي إلى أن تاب الله تعالى عليهم في سورة التوبة - إلخ ؟ بل :
ولماذا نحصر اللغة العربية أصلا في عرب المشركين الذين انتشر الإسلام بينهم ؟ ألم يكن هناك عرب نصارى ويهود ومنهم شعراء مشاهير ؟!!.. لماذا لم يهدموا القرآن ويثبتوا للعالم بشريته وينتهي الأمر ؟!!..
وكل ذلك لم - ولن - يحدث كما أخبر القرآن بكل ثقة !
>>
أيضا سيتحجج اللاديني بحجج واهية مثل أن لغة القرآن - اللغة العربية - لا يعرفها كل البشر ؟ وهنا نقول له : عجز أهل العربية أنفسهم عن الإتيان بمثل القرآن : يكفي كل ذي عقل لبيان الحجة ! تماما مثل ألا تعرف أنت في برمجيات الحاسوب : ثم تجد أهل الخبرة ببرمجيات الحاسوب يثنون على برنامجا ما .. فهنا : أنت يكفيك - كعاقل - مثل هذا الإجماع منهم على أن تشهد لهذا البرنامج بالفعل بالتميز والمدح !!.. وأما لزيادة الحجة فنقول أيضا :
أن الكثير من غير المسلمين من تعلموا اللغة العربية وصاروا أساتذة فيها وأتقنوها والسؤال : لماذا فشلوا هم كذلك في الإتيان بمثل القرآن - وخاصة من تعلموا اللغة العربية من حاقدي المستشرقين والمنصرين وغيرهم ؟ -
بل :
وهذه تعدادات وإحصائيات عدد المسلمين في العالم اليوم - أي بعد نزول القرآن بأكثر مـن 1400 سنة : تظهر لنا أن أكثر المسلمين في العالم : هم من غير العرب أصلا !!!.. ومنهم من يحفظ القرآن رغم أنه لا يتحدث العربية !!.. وهذا من إعجازات القرآن أن يحفظه الكل حتى الأطفال الصغار ظهرا عن قلب وفي مثل حجمه !
>>
ما جاء في القرآن من إعجاز في مبانيه اللغوية وجمالاته الصوتية - حتى أن الآية الواحدة أو السورة الواحدة بنفس الكلمات : إلا أنه يمكن أن يقرأها 1000 شخص بغناء جميل الصوت يختلف بعضهم فيه عن بعض ولكل واحد منهم طريقته وأحاسيسه ! -
>>
ما حواه القرآن من عشرات الإعجازات الغيبية والعلمية التي ثبتت وتثبت صحتها إلى اليوم ولن تتوقف !!.. وهي العلامات والآيات الدالة على كون القرآن بالفعل من لدن خالق كل شيء والذي لا يحده زمان ولا مكان القائل :
" سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق " !
" ولتعلمن نبأه بعد حين " ...
وذلك متحقق في كل ما ينطق به النبي من الوحي : قرآنا وسنة ...
>>
وهنا نقطة هامة وهي :
أنه من المستحيل أن يقف كارهو الإسلام والحق مكتوفين أمام كل هذه الإعجازات إلا :
أن يثيروا التشغيبات والأكاذيب على تلك الإعجازات للتشكيك فيها - لأنها لو صحت فستكشف كفرهم جميعا - !!.. وهنا : تسمع منهم العجب العجاب !!.. حيث يصورونه تارة ملما بكل لغات العالم القديم التي ترجم عنها الكثير مما جاء في كتبها !!!.. وتارة يصورونه ملما بكل علوم عصره في الفلك والتشريح والبحار والسفر إلخ !!!.. وتارة ثالثة بأنه كان يتفحص سقط الأجنة في الإجهاض لعشرات النساء - وحتى يخرج بالإعجاز العلمي المفحم في وصف مراحل الجنين ! - وتارة رابعة وخامسة وسادسة من التهاويل التي تحتاج فرق عمل كاملة - وليس شخصا واحد - ويستحيل عدم الشعور بها - لو صحت - في وسط بيته ومجتمعه وبلدته !
>>
وعليه :
فالعاقل لا تتوقع منه أن يكتفي بمعرفة إعجاز واحد فقط من إعجازات ما نطق به النبي .. وذلك لأنه قد يكون صدفة !!.. ولكن : هل يحكم العاقل بتكرار صدفة نادرة أصلا - بفرض وقوعها - : في عشرات المرات بغير خطأ واحد أبدا ؟!!!..
لماذا يصدق النبي دوما في كل إخباراته بالغيب الماضي والحاضر والمستقبل ؟ وفي كل إعجازاته العلمية في الفلك وعلوم الفضاء والنجوم والبحار والأشجار والحيوان والنبات والحشرات والإنسان والتشريح وعلوم الأرض والمناخ والمعادن والبحار والأنهار إلخ ؟ بل وفي تشريعاته وحدوده وعباداته وأخلاقياته التي يثبت غير المسلمين أنفسهم صحتها كل يوم ؟ لماذا في المشتركات بينه وبين الرسالات السابقة : نجده يشترك في الصواب منها فقط !!.. ولا ينقل عنها ما يتضح خطأه فيما بعد بالمكتشفات والمخطوطات الحديثة !!.. لانه لو كان ينقل بالفعل كما يزعمون : لكان نقل الصواب والخطأ منهم معا !!!.. ولكن كل ذلك لم يحدث !
>>
وبسبب كل هذه الإعجازات بدأ يظهر أحيانا بعض الأفكار البلهاء التي تقول أنه ربما كان النبي باتصال مع الجن أو كائنات فضائية أو حتى العفريت الأزرق - المهم يكون مش ربنا - : وهو الذي أوحى له بكل هذه الإعجازات !! أقول :
لو صح ذلك الكلام المتهافت : فلماذا لم يتكرر مع أي شخص آخر غير رسول الله محمد ؟
ولماذا لم يفضح بعض الجن البعض الآخر الذي ساعده ؟
وهل الجن أصلا يتخطون غيب الزمان ويعلمون كل العلوم حتى التشريعية ؟!!!..
3- موضوع البشارات بالدين الخاتم وصفاته وصفات المؤمنين به بل وصفات عباداتهم : فضلا عن البشارات الدقيقة بالنبي الخاتم نفسه : اسمه وجسمه وحياته وسيرته ! ونصر الله تعالى له ! وكل ذلك في أشهر كتب الأمم القديمة من يهودية ونصرانية وهندوسية وبوذية وزرادشتية !
4- شهادات المنصفين من المستشرقين والمفكرين والعلماء والمختصين من غير المسلمين لصالح عظمة الإسلام .. والنبي محمد .. والقرآن .. والسنة .. وفضح الأكاذيب المثارة حوله باعترافاتهم أنفسهم !!!..
5- الإسلام هو الدين الوحيد الذي يتلاءم مع فطرة الإنسان بالفعل !!.. والوحيد الذي يخاطبه بلغة استعلاء لا يملكها بشر !!.. والوحيد الذي يعد التوحيد فيه هو الأقرب لعقل الإنسان وبداهته إذا خلص من المؤثرات الخارجية على عقله !!.. ولذلك هو أكثر الأديان انتشارا في العالم وسرعة في ذلك ومن كل طوائف البشر ولغاتهم وبلدانهم وألوانهم وأديانهم السابقة ومن كل طبقاتهم من المواطنين البسطاء مرورا بالمدرسين والدكاترة والبروفيسورات المختصين في كل مجال من أطباء إلى مهندسين إلى كتاب إلى سياسيين إلى شباب إلى كهول إلى حتى مطربين ولاعبين وفنانين !!!.. وهذا كله لن نجده إلا في الإسلام ..
وإليكم هذه الروابط المفيدة :
ملخص لأكثر من 70 من أشهر الإعجازات الغيبية والعلمية في الإسلام :
http://abohobelah.blogspot.com/2014/02/blog-post.html
عدد من بشارات النبي في كتب اليهود والنصارى والبوذيين والهندوس والزرادشت :
http://abohobelah.blogspot.com/2012/...post_1622.html
عدد كبير ومنظم ومتنوع ومقسم لأقوال المنصفين عن النبي محمد والإسلام والقرآن والسنة :
http://abohobelah.blogspot.com/2012/...post_2578.html
--------------------------------
22...
ومع آخر وقفاتنا مع أشهر حجج اللادينيين : وقبل أن ننتقل بإذن الله تعالى في النقطة التالية لنبدأ مع أشهر حجج الملاحدة أقول :
>>
ليس كل اللادينيين - وأعني الربوبيين منهم - يُعظمون صفات الخالق عز وجل !!.. بل عدد منهم يدخلون اللادينية بإرث إلحادي سابق ناقم على فكرة الإله أصلا !!.. ولا يرى أهلية الخالق لأن يكون معبودا !!.. وذلك بعكس القرآن القائل : " ألا له الخلق : والأمر " !!.. حيث المنطقي لمن آمن بخالق حكيم عليم قدير : أن يؤمن بأنه وحده له الحق في الأمر والتشريع !!.. ولكن ذلك العدد من اللادينيين لا يرون ذلك .. ويتعللون فيه بحجج واهية من قبيل : وجود أخطاء في المخلوقات أو أعضائها !!.. أو وجود الشر في العالم !!..
>>
فأما حجة وجود أخطاء في المخلوقات أو أعضائها - أو حتى في تسيير الكون نفسه والزلازل والبراكين والانفجارات الكونية إلخ إلخ - : فالعقل السليم يقول :
أنك لكي تنتقد شيئا ما بصورة صحيحة :
فيجب عليك أولا أن تحيط به علما من جميع جوانبه !!.. وإلا : لكان نقدك في غير محله وكان نقدا سطحيا ضعيفا وغير صحيح !!!..
فالإنسان العامي وغير المتخصص في البناء ولا المعمار ولا لديه خبرتيهما : عندما ينظر إلى أرضية سطح أحد البيوت مثلا فيجدها مائلة ميلا خفيفا وليست أفقية تماما كاستواء أفقية أرضيات باقي الأدوار السفلية !!.. فهو يحكم على ذلك بعدم حكمة صانعها وعدم خبرته وقلة علمه أو قدرته !!.. ولكن .. وما أن يأتي فصل الشتاء وينزل المطر : فيرى وقد ظهرت حكمة ميل أرضية سطح البيت لتصريف مياه المطر تجاه نقاط محددة !
إذن .. على من يريد أن ينتقد شيئا من مخلوقات الله تعالى ومن كونه : يجب أن يثبت لنا أولا إحاطة علمه بكل جزئيات ما يريد انتقاده !
فها هي الزلازل والبراكين لها أهمية في ضبط الكرة الأرضية ومكوناتها وسطحها وحرارتها وغازاتها في الغلاف الجوي - بخلاف أنها جند من جنود الله في الابتلاء أو العذاب - ..!
وها هي أيضا خرافة الأعضاء الضامرة في الإنسان - والتي بدأها التطوري Robert Wiedersheim فى عام 1893م فى كتابه علم التشريح التطوري وذكر فيها قرابة الــ 86 عضوا بغير فائدة في جسد الإنسان - قد تبخرت كلها اليوم مع توالي الاكتشافات الطبية والتشريحية وعلم الأعضاء الحديثة !
>>
وأما حجة وجود الشر في العالم واتخاذها ذريعة لعدم وصف الخالق بالحكمة أو وصفه بالشر أو الضعف أقول :
الواجب على اللاديني العاقل المحايد إذا أراد أن يفكر في هذا الاتجاه : هو أن يضع كل الاحتمالات ليختار أكثرها منطقية .. فنجد أمامنا مثلا احتمال أن الخالق ضعيف ولا يستطيع منع الشر ! أو احتمال أنه شرير ويريد وقوع الشر أصلا ! أو احتمال أنه خلق العالم ثم تركه ولذلك لا يعلم بوقوع الشر أو الخير ! أو أنه يعلم بوقوع الشر ولكنه يتركه لإظهار شر الأشرار وخير الأخيار وامتحاننا بذلك ! والآن .. ما هو أقرب الاحتمالات للعقل والمنطق ؟
أما القول بأنه ضعيف لا يستطيع منع الشر : فغير صحيح لأنه خالق كل شيء وبيده إيقاف أي شر بإيقاف أسبابه (يعني مثلا يقبض روح الجبابرة والمجرمين) .. كما أن من خلق كل هذا الكون العظيم القدرة لا نتخيل معه الضعف ! وأما القول بأنه شرير : فغير صحيح أيضا لأنه لو كان كذلك لما كنا نحن استشعرنا الخير ونحن من مخلوقاته وما كنا عرفنا أفضلية الخير عن الشر ! وأما القول بأنه خلق العالم ثم تركه : فغير صحيح كذلك لأن العلم يثبت لنا يوما عن يوم افتقار كل مخلوق من المجرة إلى الذرة إلى عناية وقيومية الخالق لاستمراره وبقائه ولسباحته في بذل طاقته ضد قانون فقد الطاقة وسعيها إلى الاستقرار أو الأنتروبي العالية ! فكل تفاعل ذرات وكل انقسام خلية وكل تكون مجري يسير عكس المسار المفترض مما يدل على تدخل الخالق عز وجل ومشيئته إلى أجل مسمى وهو نهاية العالم ثم البعث ! وعلى هذا : لا يبقى في تفسير وجود الشر وعلاقته بالخالق إلا التفسير الأخير ! وهو أنه يقدر على وقفه إذا أراد : ولكنه يتركه لهدف الامتحان والابتلاء ! ولذلك نقول أن الله تعالى خالق كل شيء بما في ذلك الشر : لأنه يسمح بظهور الشر وأسبابه : ولكن لا ننسب إرادة الشر إلى الله ..
>>
وأما آخر حجة نختم بها هنا من حجج اللادينيين : فهي سعيهم المعتاد في استخراج متشابهات بين الأديان عموما : وبين الأديان والإسلام خصوصا !!.. ومحاولتهم إظهار ذلك على أنه دليل على بشرية كل الأديان ونقلها من بعضها البعض : ونقل النبي محمد ممن سبقوه !!.. بل : ومحاولتهم التشكيك كذلك فيما بعد النبي محمد من تجميع القرآن والأحاديث إلخ .. والرد : أن رسالات الله تعالى واحدة في أصلها وهي الإسلام لله تعالى والعقيدة والتوحيد .. ولكنها تختلف في بعض الشرائع حسب المكان والزمان وحال كل قوم .. وهذا التشابه المشترك يحوي كذلك تشابه القصص مثل قصة آدم ونوح وإبراهيم عليهم السلام إلخ .. وذلك شيء طبيعي ومنطقي جدا ..! ولكن الغريب : أن نجد الإسلام دوما لا يذكر في تلك القصص المشتركة إلا الصحيح منها فقط : ويتجنب الحشو والتحريف الذي امتلأت به كتابات الحضارات القديمة وكتبها : ثم تثبت لنا الأيام - في عصرنا الحديث - ومع توالي اكتشاف المخطوطات ومقانتها بصدق الإسلام دونا عن الباقين ! وأنه هو المهيمن والحق بين كل كتب السابقين ! فما وافقهم فيه كان صوابا بالفعل .. وما خالفهم فيه كان الصواب معه كذلك !
وأما محاولة التشكيك في القرآن والسنة وتدوينهما : فهذه يُرد عليهم فيها بالعلم الشرعي وعلم الحديث الذي مدحه القاصي والداني والمتخصصين من غير المسلمين أنفسهم ! وبقاء أقدم النسخ المكتوبة من القرآن وكتب الحديث وروايتهم الشفاهية إلى اليوم بغير تحريف لعشرات القرون ! وهو ما لم يحدث مع أي أمة من الأمم من قبل ولا مع أي كتاب ولا حتى تراث ديني أو غير ديني !
يتبع ...
ومع آخر وقفاتنا مع أشهر حجج اللادينيين : وقبل أن ننتقل بإذن الله تعالى في النقطة التالية لنبدأ مع أشهر حجج الملاحدة أقول :
>>
ليس كل اللادينيين - وأعني الربوبيين منهم - يُعظمون صفات الخالق عز وجل !!.. بل عدد منهم يدخلون اللادينية بإرث إلحادي سابق ناقم على فكرة الإله أصلا !!.. ولا يرى أهلية الخالق لأن يكون معبودا !!.. وذلك بعكس القرآن القائل : " ألا له الخلق : والأمر " !!.. حيث المنطقي لمن آمن بخالق حكيم عليم قدير : أن يؤمن بأنه وحده له الحق في الأمر والتشريع !!.. ولكن ذلك العدد من اللادينيين لا يرون ذلك .. ويتعللون فيه بحجج واهية من قبيل : وجود أخطاء في المخلوقات أو أعضائها !!.. أو وجود الشر في العالم !!..
>>
فأما حجة وجود أخطاء في المخلوقات أو أعضائها - أو حتى في تسيير الكون نفسه والزلازل والبراكين والانفجارات الكونية إلخ إلخ - : فالعقل السليم يقول :
أنك لكي تنتقد شيئا ما بصورة صحيحة :
فيجب عليك أولا أن تحيط به علما من جميع جوانبه !!.. وإلا : لكان نقدك في غير محله وكان نقدا سطحيا ضعيفا وغير صحيح !!!..
فالإنسان العامي وغير المتخصص في البناء ولا المعمار ولا لديه خبرتيهما : عندما ينظر إلى أرضية سطح أحد البيوت مثلا فيجدها مائلة ميلا خفيفا وليست أفقية تماما كاستواء أفقية أرضيات باقي الأدوار السفلية !!.. فهو يحكم على ذلك بعدم حكمة صانعها وعدم خبرته وقلة علمه أو قدرته !!.. ولكن .. وما أن يأتي فصل الشتاء وينزل المطر : فيرى وقد ظهرت حكمة ميل أرضية سطح البيت لتصريف مياه المطر تجاه نقاط محددة !
إذن .. على من يريد أن ينتقد شيئا من مخلوقات الله تعالى ومن كونه : يجب أن يثبت لنا أولا إحاطة علمه بكل جزئيات ما يريد انتقاده !
فها هي الزلازل والبراكين لها أهمية في ضبط الكرة الأرضية ومكوناتها وسطحها وحرارتها وغازاتها في الغلاف الجوي - بخلاف أنها جند من جنود الله في الابتلاء أو العذاب - ..!
وها هي أيضا خرافة الأعضاء الضامرة في الإنسان - والتي بدأها التطوري Robert Wiedersheim فى عام 1893م فى كتابه علم التشريح التطوري وذكر فيها قرابة الــ 86 عضوا بغير فائدة في جسد الإنسان - قد تبخرت كلها اليوم مع توالي الاكتشافات الطبية والتشريحية وعلم الأعضاء الحديثة !
>>
وأما حجة وجود الشر في العالم واتخاذها ذريعة لعدم وصف الخالق بالحكمة أو وصفه بالشر أو الضعف أقول :
الواجب على اللاديني العاقل المحايد إذا أراد أن يفكر في هذا الاتجاه : هو أن يضع كل الاحتمالات ليختار أكثرها منطقية .. فنجد أمامنا مثلا احتمال أن الخالق ضعيف ولا يستطيع منع الشر ! أو احتمال أنه شرير ويريد وقوع الشر أصلا ! أو احتمال أنه خلق العالم ثم تركه ولذلك لا يعلم بوقوع الشر أو الخير ! أو أنه يعلم بوقوع الشر ولكنه يتركه لإظهار شر الأشرار وخير الأخيار وامتحاننا بذلك ! والآن .. ما هو أقرب الاحتمالات للعقل والمنطق ؟
أما القول بأنه ضعيف لا يستطيع منع الشر : فغير صحيح لأنه خالق كل شيء وبيده إيقاف أي شر بإيقاف أسبابه (يعني مثلا يقبض روح الجبابرة والمجرمين) .. كما أن من خلق كل هذا الكون العظيم القدرة لا نتخيل معه الضعف ! وأما القول بأنه شرير : فغير صحيح أيضا لأنه لو كان كذلك لما كنا نحن استشعرنا الخير ونحن من مخلوقاته وما كنا عرفنا أفضلية الخير عن الشر ! وأما القول بأنه خلق العالم ثم تركه : فغير صحيح كذلك لأن العلم يثبت لنا يوما عن يوم افتقار كل مخلوق من المجرة إلى الذرة إلى عناية وقيومية الخالق لاستمراره وبقائه ولسباحته في بذل طاقته ضد قانون فقد الطاقة وسعيها إلى الاستقرار أو الأنتروبي العالية ! فكل تفاعل ذرات وكل انقسام خلية وكل تكون مجري يسير عكس المسار المفترض مما يدل على تدخل الخالق عز وجل ومشيئته إلى أجل مسمى وهو نهاية العالم ثم البعث ! وعلى هذا : لا يبقى في تفسير وجود الشر وعلاقته بالخالق إلا التفسير الأخير ! وهو أنه يقدر على وقفه إذا أراد : ولكنه يتركه لهدف الامتحان والابتلاء ! ولذلك نقول أن الله تعالى خالق كل شيء بما في ذلك الشر : لأنه يسمح بظهور الشر وأسبابه : ولكن لا ننسب إرادة الشر إلى الله ..
>>
وأما آخر حجة نختم بها هنا من حجج اللادينيين : فهي سعيهم المعتاد في استخراج متشابهات بين الأديان عموما : وبين الأديان والإسلام خصوصا !!.. ومحاولتهم إظهار ذلك على أنه دليل على بشرية كل الأديان ونقلها من بعضها البعض : ونقل النبي محمد ممن سبقوه !!.. بل : ومحاولتهم التشكيك كذلك فيما بعد النبي محمد من تجميع القرآن والأحاديث إلخ .. والرد : أن رسالات الله تعالى واحدة في أصلها وهي الإسلام لله تعالى والعقيدة والتوحيد .. ولكنها تختلف في بعض الشرائع حسب المكان والزمان وحال كل قوم .. وهذا التشابه المشترك يحوي كذلك تشابه القصص مثل قصة آدم ونوح وإبراهيم عليهم السلام إلخ .. وذلك شيء طبيعي ومنطقي جدا ..! ولكن الغريب : أن نجد الإسلام دوما لا يذكر في تلك القصص المشتركة إلا الصحيح منها فقط : ويتجنب الحشو والتحريف الذي امتلأت به كتابات الحضارات القديمة وكتبها : ثم تثبت لنا الأيام - في عصرنا الحديث - ومع توالي اكتشاف المخطوطات ومقانتها بصدق الإسلام دونا عن الباقين ! وأنه هو المهيمن والحق بين كل كتب السابقين ! فما وافقهم فيه كان صوابا بالفعل .. وما خالفهم فيه كان الصواب معه كذلك !
وأما محاولة التشكيك في القرآن والسنة وتدوينهما : فهذه يُرد عليهم فيها بالعلم الشرعي وعلم الحديث الذي مدحه القاصي والداني والمتخصصين من غير المسلمين أنفسهم ! وبقاء أقدم النسخ المكتوبة من القرآن وكتب الحديث وروايتهم الشفاهية إلى اليوم بغير تحريف لعشرات القرون ! وهو ما لم يحدث مع أي أمة من الأمم من قبل ولا مع أي كتاب ولا حتى تراث ديني أو غير ديني !
يتبع ...
-------------------------------
23...
لعل أشهر حجة من حجج الملحدين - وأسخفها في نفس الوقت - هي ادعائهم أنهم لا يؤمنون إلا بما يرونه بأعينهم أو يلمسونه بأيديهم !!..
يريدون بذلك نفي وجود الله عز وجل لأنه خارج دائرة حواس الإنسان !
والرد :
أن البدهيات العقلية في حياة الإنسان السوي لا تتجزأ !!..
يعني لا ينفع أن نستخدم عقولنا للإيمان بأشياء لم نرها بمجرد أن رأينا آثارها : ثم تقف عقولنا عن استخدام نفس الطريقة البديهية عندما يتعلق الأمر بالدين !
هنا يكون ذلك عنوان (أيدلوجيا) مسيطرة على عقل الملحد ولا دخل لها بالعلم ولا المنطق ولا العقل من قريب أو بعيد !!.. ولذلك نسميه إلحاد نفسي .. وعلامته أنه يرفض الخالق عز وجل ومهما جئته من أدلة دامغة بل :
وحتى لو جئته بأدلة من نفس ما يطلبه بنفسه وهي الأدلة الحسية المادية على صحة الدين !!
يقول عز وجل :
" ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين " سورة الأنعام ..
ويقول تعالى :
" إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم " سورة يونس ..
وهنا نسأل كل ملحد يتمسك بهذه الحجة الخائبة والبليدة :
هل لا يؤمن البشر حقا إلا بما يدركونه بحواسهم ؟
أم أن الإدراك العقلي من استنباط واستدلال وقياس هو أعلى من ذلك وأقوى ؟
كلنا نرى سقوط الأجسام إلى أسفل .. وهي الظاهرة التي منها تحدث العلماء والمفكرون عن قوة (الجاذبية الأرضية) والسؤال :
هل لمس أحد هذه الجاذبية ؟ هل رآها ؟ هل شم رائحتها ؟ هل سمع لها صوتا ؟ هل تذوق لها طعما ؟
الإجابة بكل تأكيد : لا !!.. بل ولا يعرف أحد كنهها إلى اليوم غير الحديث عنها من مجرد آثارها التي نراها في كل لحظة في حياتنا !!..
وكذلك علماء الفيزياء أنفسهم .. قد أثبتوها في قوانينهم وأعطوها الثوابت والرموز والمعادلات من غير خطأ واحد : من غير أن يعرفوا عنها شيئا إلا من آثارها !
إذن :
كيف يأتي غر ساذج ويقول أن البشر - أو العقلاء - لا يؤمنون - أو لا يجب أن يؤمنوا - إلا بما تدركه حواسهم فقط ؟!! وهل على ذلك كان بيتر هيجز - مكتشف بوزون هيجز - مغفلا أو أحمقا عندما تحدث عن وجود ذلك البوزون من آثاره الفيزيائية منذ عام 1964 وهو الذي لم تؤكده الجهات العلمية - مثل مختبر سيرن - إلا في عام 2012 ؟!!!!!!!!!!!!.. وهل كل علماء الفيزياء مجانين عندما تحثوا عن الذرة والألكترون والنواة وهم لم يروها ولم يروهم على الحقيقة وما بداخلهم بعد ولا يعرفون كنههم إلا بآثارهم ؟!!!..
وإليكم مثالا آخرا عن كون الإدراك العقلي أعلى من الإدراك الحسي بما يمكن للعقل أن يعرفه من علم ...
كلنا يعرف السراب ..
وهي ظاهرة تحدث في الصحراء نتيجة الارتفاع الشديد في درجة الحرارة .. وللدرجة التي يبدو فيها الهواء الساخن على سطح الرمال - وعلى سطح الأسفلت كذلك - في صورة منعكسة كأنه ماء أو بحيرة أو بركة !!..
والسؤال :
هنا العين (وهي حاسة من الحواس) : رأت مشهدا وهو وجود الماء ..
ولكن الإدراك العقلي بما يعرفه من ظاهرة السراب قد حلل المشهد ونفى وجود المائء !!
والنتيجة : أن الإدراك العقلي أعلى بكثير من مجرد الإدراك الحسي المادي !!!
والخلاصة :
البشر - أو العقلاء خصوصا - يستدلون على الأشياء بعدة استدلالات ..
أعلاها توثيقا :
الاستدلالات الرياضية .. وهي فرع من البدهيات العقلية مثل 1+1=2 .. و3<5
ثم يليها :
الاستدلالات العقلية المنطقية .. وهي المعتمدة على قاعدة كبيرة من البديهيات التي لا ينكرها إلا مجنون !!.. مثل أن لكل حادث سبب أو مُسبب أو علة .. ولكل مصنوع دقيق مركب وله غاية وهدف : صانع أو خالق .. وأنه يستحيل تسلسل الأسباب أو المُسببات أو العلل إلى ما لا نهاية !!.. وهكذا .. وكلها - لو تلاحظون - هي الأسس التي يقوم أي عالم في أي تجربة بالاعتماد عليها في طرح أفكاره والتعامل مع قراءاتها للخروج بنتائجها !!..
ثم يليها :
الاستدلالات التجريبية .. وهي تعتمد على النوعين السابقين في تتبع ظاهرة معينة للوقوف على محكماتها وقوانينها ومعادلاتها واستنباط كل ذلك أو قياسه .. ومن هنا نعرف - وبخلاف ما يشيعه الملحدون - أن العلم التجريبي يعتمد بشكل أساسي على البدهيات الرياضية والعقلية وإلا لم يكن له أي معنى ولا فائدة من الرصد الذي لن يشرف عليه أو يحكم عليه عقل سليم !!..
ثم في النهاية تأتي :
الاستدلالات الحسية المادية البحتة !!.. وهي أضعف درجات الاستدلال إذا اقتصرت على الحواس بغير استخدام قواعد العقل والبدهيات المعروفة !!.. ولذلك نرى الطفل حين ولادته يعتمد عليها أكثر - أي على حواسه - مقارنة بالعدد القليل من البدهيات العقلية التي لديه بالفطرة - وربما وهو جنين في بطن أمه - مثل لكل فعل فاعل ولكل حادث سبب أو مُسبب أو علة !!!..
وبذلك تسقط حجة الملحد الأولى !!!..
ونعرف أن الله تعالى لم يطلب منا أكثر من الإيمان بوجوده بالنظر في مخلوقاته وآياته المنظورة في الكون وفي أنفسنا ومن حولنا !!!..
ولكن الملحدون يأبون ذلك وخصوصا : وأن الغاية ليست معرفة وجود الله فقط - وإلا لكان إبليس مؤمنا - وإنما :
طاعته وعبادته اعترافا منا بقصور المخلوق وفقره وحاجته إلى الخالق ..
وثقة منا بأنه عز وجل لن يامر إلا بخير .. وإلا بما فيه عمارة الأرض وصالح الناس !
يتبع حين يتيسر إن شاء الله ..
---------------------------------
24...
لعل أشهر حجة من حجج الملحدين - وأسخفها في نفس الوقت - هي ادعائهم أنهم لا يؤمنون إلا بما يرونه بأعينهم أو يلمسونه بأيديهم !!..
يريدون بذلك نفي وجود الله عز وجل لأنه خارج دائرة حواس الإنسان !
والرد :
أن البدهيات العقلية في حياة الإنسان السوي لا تتجزأ !!..
يعني لا ينفع أن نستخدم عقولنا للإيمان بأشياء لم نرها بمجرد أن رأينا آثارها : ثم تقف عقولنا عن استخدام نفس الطريقة البديهية عندما يتعلق الأمر بالدين !
هنا يكون ذلك عنوان (أيدلوجيا) مسيطرة على عقل الملحد ولا دخل لها بالعلم ولا المنطق ولا العقل من قريب أو بعيد !!.. ولذلك نسميه إلحاد نفسي .. وعلامته أنه يرفض الخالق عز وجل ومهما جئته من أدلة دامغة بل :
وحتى لو جئته بأدلة من نفس ما يطلبه بنفسه وهي الأدلة الحسية المادية على صحة الدين !!
يقول عز وجل :
" ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين " سورة الأنعام ..
ويقول تعالى :
" إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم " سورة يونس ..
وهنا نسأل كل ملحد يتمسك بهذه الحجة الخائبة والبليدة :
هل لا يؤمن البشر حقا إلا بما يدركونه بحواسهم ؟
أم أن الإدراك العقلي من استنباط واستدلال وقياس هو أعلى من ذلك وأقوى ؟
كلنا نرى سقوط الأجسام إلى أسفل .. وهي الظاهرة التي منها تحدث العلماء والمفكرون عن قوة (الجاذبية الأرضية) والسؤال :
هل لمس أحد هذه الجاذبية ؟ هل رآها ؟ هل شم رائحتها ؟ هل سمع لها صوتا ؟ هل تذوق لها طعما ؟
الإجابة بكل تأكيد : لا !!.. بل ولا يعرف أحد كنهها إلى اليوم غير الحديث عنها من مجرد آثارها التي نراها في كل لحظة في حياتنا !!..
وكذلك علماء الفيزياء أنفسهم .. قد أثبتوها في قوانينهم وأعطوها الثوابت والرموز والمعادلات من غير خطأ واحد : من غير أن يعرفوا عنها شيئا إلا من آثارها !
إذن :
كيف يأتي غر ساذج ويقول أن البشر - أو العقلاء - لا يؤمنون - أو لا يجب أن يؤمنوا - إلا بما تدركه حواسهم فقط ؟!! وهل على ذلك كان بيتر هيجز - مكتشف بوزون هيجز - مغفلا أو أحمقا عندما تحدث عن وجود ذلك البوزون من آثاره الفيزيائية منذ عام 1964 وهو الذي لم تؤكده الجهات العلمية - مثل مختبر سيرن - إلا في عام 2012 ؟!!!!!!!!!!!!.. وهل كل علماء الفيزياء مجانين عندما تحثوا عن الذرة والألكترون والنواة وهم لم يروها ولم يروهم على الحقيقة وما بداخلهم بعد ولا يعرفون كنههم إلا بآثارهم ؟!!!..
وإليكم مثالا آخرا عن كون الإدراك العقلي أعلى من الإدراك الحسي بما يمكن للعقل أن يعرفه من علم ...
كلنا يعرف السراب ..
وهي ظاهرة تحدث في الصحراء نتيجة الارتفاع الشديد في درجة الحرارة .. وللدرجة التي يبدو فيها الهواء الساخن على سطح الرمال - وعلى سطح الأسفلت كذلك - في صورة منعكسة كأنه ماء أو بحيرة أو بركة !!..
والسؤال :
هنا العين (وهي حاسة من الحواس) : رأت مشهدا وهو وجود الماء ..
ولكن الإدراك العقلي بما يعرفه من ظاهرة السراب قد حلل المشهد ونفى وجود المائء !!
والنتيجة : أن الإدراك العقلي أعلى بكثير من مجرد الإدراك الحسي المادي !!!
والخلاصة :
البشر - أو العقلاء خصوصا - يستدلون على الأشياء بعدة استدلالات ..
أعلاها توثيقا :
الاستدلالات الرياضية .. وهي فرع من البدهيات العقلية مثل 1+1=2 .. و3<5
ثم يليها :
الاستدلالات العقلية المنطقية .. وهي المعتمدة على قاعدة كبيرة من البديهيات التي لا ينكرها إلا مجنون !!.. مثل أن لكل حادث سبب أو مُسبب أو علة .. ولكل مصنوع دقيق مركب وله غاية وهدف : صانع أو خالق .. وأنه يستحيل تسلسل الأسباب أو المُسببات أو العلل إلى ما لا نهاية !!.. وهكذا .. وكلها - لو تلاحظون - هي الأسس التي يقوم أي عالم في أي تجربة بالاعتماد عليها في طرح أفكاره والتعامل مع قراءاتها للخروج بنتائجها !!..
ثم يليها :
الاستدلالات التجريبية .. وهي تعتمد على النوعين السابقين في تتبع ظاهرة معينة للوقوف على محكماتها وقوانينها ومعادلاتها واستنباط كل ذلك أو قياسه .. ومن هنا نعرف - وبخلاف ما يشيعه الملحدون - أن العلم التجريبي يعتمد بشكل أساسي على البدهيات الرياضية والعقلية وإلا لم يكن له أي معنى ولا فائدة من الرصد الذي لن يشرف عليه أو يحكم عليه عقل سليم !!..
ثم في النهاية تأتي :
الاستدلالات الحسية المادية البحتة !!.. وهي أضعف درجات الاستدلال إذا اقتصرت على الحواس بغير استخدام قواعد العقل والبدهيات المعروفة !!.. ولذلك نرى الطفل حين ولادته يعتمد عليها أكثر - أي على حواسه - مقارنة بالعدد القليل من البدهيات العقلية التي لديه بالفطرة - وربما وهو جنين في بطن أمه - مثل لكل فعل فاعل ولكل حادث سبب أو مُسبب أو علة !!!..
وبذلك تسقط حجة الملحد الأولى !!!..
ونعرف أن الله تعالى لم يطلب منا أكثر من الإيمان بوجوده بالنظر في مخلوقاته وآياته المنظورة في الكون وفي أنفسنا ومن حولنا !!!..
ولكن الملحدون يأبون ذلك وخصوصا : وأن الغاية ليست معرفة وجود الله فقط - وإلا لكان إبليس مؤمنا - وإنما :
طاعته وعبادته اعترافا منا بقصور المخلوق وفقره وحاجته إلى الخالق ..
وثقة منا بأنه عز وجل لن يامر إلا بخير .. وإلا بما فيه عمارة الأرض وصالح الناس !
يتبع حين يتيسر إن شاء الله ..
---------------------------------
24...
لقد قلت في بداية النقطة السابقة :
(( لعل أشهر حجة من حجج الملحدين - وأسخفها في نفس الوقت - هي ادعائهم أنهم لا يؤمنون إلا بما يرونه بأعينهم أو يلمسونه بأيديهم !!..
يريدون بذلك نفي وجود الله عز وجل لأنه خارج دائرة حواس الإنسان ! ))
ثم بدأت في تفنيد هذه الرؤية القاصرة للعلم والإدراك الإنساني ..
ولكن في النقطة التي سنتحدث فيها الآن : سنقوم بقلب المائدة على رؤوس الملحدين : وسوف ترون بأنفسكم كيف سيتحول أكثرهم غرورا وانتفاخا وعجرفة وادعاء قوة الإلحاد (أو الإلحاد القوي الذي يملك أدلة على عدم وجود إله) :
سترون معي كيف سينقلب بقدرة قادر إلى (لا أدري) لحفظ ماء الوجه فقط : أو ((ربوبي)) على أقصى تقدير !!..
والطريقة التي سنتبعها لقلب المائدة على رؤوسهم هنا هي طريقة : مجاراة الباطل في نفس منهجه الذي يُبطل نفسه بنفسه !!!..
وذلك :
لأنه - وقد لا ينتبه الكثيرون للأسف لهذا - : الإلحاد هو أيضا يقوم على ((إيمان)) بغيب وميتافيزيقا لم تعاينها حواسه !! - أي نفس ما يعيب عليه المؤمنين والمسلمين تماما -
فهو من جهة :
لم يرى الانفجار الكبير أصلا !!!..
وإنما يستدل على وقوعه من خلال تسلسل آثاره الفلكية والموجية الإشعاعية في فضاء الكون من حوله !!!.. < هذا بالنسبة لخلق الكون >
ومن الجهة الأخرى :
لم يرى ظهور حياة عضوية من مواد غير عضوية ولم يرى تطور أي كائن من كائن حي آخر أبدا !!!!.. بل :
ولم يرى حتى ظهور عضو جديد لكائن : لم يكن يحمل ذلك العضو من قبل !! < هذا بالنسبة لخلق الحياة والكائنات الحية >
يعني باختصار :
كل ما يستند إليه الملحد ((القوي)) أصلا : لا دليل عليه البتة !!!..
وكل ما يعيبه على المؤمنين بأنهم يؤمنون بالخالق رغم أنهم لم يروه وإنما استدلوا عليه بآثاره :
هو نفسه يؤمن بغيب خاص به مثل المؤمن تماما !!!..
< والغيب هو كل ما غاب عن حواس الإنسان >
فإن وصف المؤمنين بأوصافه الجاهزة عنده في اسطوانته :
أنتم كذا وكذا وكذا ومتخلفون علميا وضد العلم التجريبي والعلم المادي و و و :
فقل له أن كل علماء العالم كذلك أيضا : بما فيهم العلماء الملاحدة أنفسهم : بدءا من دوكينز وانتهاء بهوكينج !!!..
وفي نهاية هذه النقطة أقول :
ورغم أنه ظهر لنا استناد الملحد إلى غيب أيضا : فإنه شتان بين الغيب الذي يؤمن به المسلم أو المؤمن : وهو الذي تسانده كل الممكنات العقلية وليس فيها مستحيل عقلي واحد !!!..
وبين غيب الملحد الذي يقوم كله على مستحيلات عقلية : بل وفيزيائية أيضا !!!.. مثل قولهم أن العدم (وهو اللاشيء) يخرج منه جسيمات ومادة (ويستغلون جهل الناس بفيزياء الكم ومعنى الفراغ الكمي واستحالة خلو أي فراغ من الطاقة) !!!..
ومثل قولهم بإمكانية تسلسل المسببات إلى ما لا نهاية !!!..
أو قولهم أن الصدفة والعشوائية (التي هي طريقة فعل أصلا وليست فاعل) : تخلق لنا الكون وما فيه !!!..
أو أن الصدفة والعشوائية تخلق لنا نظاما وقوانينا !!!..
أو قولهم بأن فاقد الشيء يعطيه !! (وذلك نراه في زعمهم خروج الشيء من العدم والذي هو لا شيء !!) ومثل قولهم بأن المادة والتي لا حرية اختيار لها : أنتجت لنا كائنات وحياة لها حرية اختيار !!!.. فصح في فكرهم البليد الساقط أن : فاقد الشيء يعطيه !!!.. تماما مثل قولك أن امرأة ليس لديها رحم : ثم هي حملت وأنجبت !!!
والله المستعان
(( لعل أشهر حجة من حجج الملحدين - وأسخفها في نفس الوقت - هي ادعائهم أنهم لا يؤمنون إلا بما يرونه بأعينهم أو يلمسونه بأيديهم !!..
يريدون بذلك نفي وجود الله عز وجل لأنه خارج دائرة حواس الإنسان ! ))
ثم بدأت في تفنيد هذه الرؤية القاصرة للعلم والإدراك الإنساني ..
ولكن في النقطة التي سنتحدث فيها الآن : سنقوم بقلب المائدة على رؤوس الملحدين : وسوف ترون بأنفسكم كيف سيتحول أكثرهم غرورا وانتفاخا وعجرفة وادعاء قوة الإلحاد (أو الإلحاد القوي الذي يملك أدلة على عدم وجود إله) :
سترون معي كيف سينقلب بقدرة قادر إلى (لا أدري) لحفظ ماء الوجه فقط : أو ((ربوبي)) على أقصى تقدير !!..
والطريقة التي سنتبعها لقلب المائدة على رؤوسهم هنا هي طريقة : مجاراة الباطل في نفس منهجه الذي يُبطل نفسه بنفسه !!!..
وذلك :
لأنه - وقد لا ينتبه الكثيرون للأسف لهذا - : الإلحاد هو أيضا يقوم على ((إيمان)) بغيب وميتافيزيقا لم تعاينها حواسه !! - أي نفس ما يعيب عليه المؤمنين والمسلمين تماما -
فهو من جهة :
لم يرى الانفجار الكبير أصلا !!!..
وإنما يستدل على وقوعه من خلال تسلسل آثاره الفلكية والموجية الإشعاعية في فضاء الكون من حوله !!!.. < هذا بالنسبة لخلق الكون >
ومن الجهة الأخرى :
لم يرى ظهور حياة عضوية من مواد غير عضوية ولم يرى تطور أي كائن من كائن حي آخر أبدا !!!!.. بل :
ولم يرى حتى ظهور عضو جديد لكائن : لم يكن يحمل ذلك العضو من قبل !! < هذا بالنسبة لخلق الحياة والكائنات الحية >
يعني باختصار :
كل ما يستند إليه الملحد ((القوي)) أصلا : لا دليل عليه البتة !!!..
وكل ما يعيبه على المؤمنين بأنهم يؤمنون بالخالق رغم أنهم لم يروه وإنما استدلوا عليه بآثاره :
هو نفسه يؤمن بغيب خاص به مثل المؤمن تماما !!!..
< والغيب هو كل ما غاب عن حواس الإنسان >
فإن وصف المؤمنين بأوصافه الجاهزة عنده في اسطوانته :
أنتم كذا وكذا وكذا ومتخلفون علميا وضد العلم التجريبي والعلم المادي و و و :
فقل له أن كل علماء العالم كذلك أيضا : بما فيهم العلماء الملاحدة أنفسهم : بدءا من دوكينز وانتهاء بهوكينج !!!..
وفي نهاية هذه النقطة أقول :
ورغم أنه ظهر لنا استناد الملحد إلى غيب أيضا : فإنه شتان بين الغيب الذي يؤمن به المسلم أو المؤمن : وهو الذي تسانده كل الممكنات العقلية وليس فيها مستحيل عقلي واحد !!!..
وبين غيب الملحد الذي يقوم كله على مستحيلات عقلية : بل وفيزيائية أيضا !!!.. مثل قولهم أن العدم (وهو اللاشيء) يخرج منه جسيمات ومادة (ويستغلون جهل الناس بفيزياء الكم ومعنى الفراغ الكمي واستحالة خلو أي فراغ من الطاقة) !!!..
ومثل قولهم بإمكانية تسلسل المسببات إلى ما لا نهاية !!!..
أو قولهم أن الصدفة والعشوائية (التي هي طريقة فعل أصلا وليست فاعل) : تخلق لنا الكون وما فيه !!!..
أو أن الصدفة والعشوائية تخلق لنا نظاما وقوانينا !!!..
أو قولهم بأن فاقد الشيء يعطيه !! (وذلك نراه في زعمهم خروج الشيء من العدم والذي هو لا شيء !!) ومثل قولهم بأن المادة والتي لا حرية اختيار لها : أنتجت لنا كائنات وحياة لها حرية اختيار !!!.. فصح في فكرهم البليد الساقط أن : فاقد الشيء يعطيه !!!.. تماما مثل قولك أن امرأة ليس لديها رحم : ثم هي حملت وأنجبت !!!
والله المستعان