الوصف
تعرضنا من قبل إلى نقاط ضعف الملحد باختصار – ولفتنا النظر إلى أهمية نقطة إثبات (كمال) الخالق وصفاته وليس مجرد وجوده فقط وقلنا أن إثبات (كمال) الخالق سيفيدنا كثيرا في حوارنا مع أي لاديني – وسنرى الآن كيف – فمن الكمال أن يكون الخالق حكيما – عليما – خبيرا – قادرا – لا يكذب – وهكذا – وعلى بركة الله نبدأ في شكل نقاط ولنتمكن من استيعاب أنواع اللادينيين قدر الإمكان
مقالة
نسبية العقل الإنساني
عادة ما نجد اللاديني الذي يسلم بوجود خالق ولكنه يصرح برفضه للأديان يقول لك : أنه في ظنه أن الخالق ترك العالم للعقل الذي خلقه للبشر ليديروا به حياتهم (ومنهم جماعة الإنسانية) – وهنا يجب عليك أن تظهر له عوار هذه الفكرة ومدى خطأها على أرض الواقع بعيدا عن المثالية الخيالية التي يتحدث بها إذ : وكيف تستطيع تخطئة أي عقل من العقول في أفكاره إذا لم يكن لديك معيار تحاكمه إليه أو نص إلهي ترجع إليه ؟ فالعقل الإنساني نسبي في أحكامه من شخص لآخر !! فأنت مثلا ترى أن تعري المرأة هو سبب للفساد الأخلاقي في المجتمعات والزنا والإجهاض الذي هو قتل الأنفس البريئة بغير ذنب ولا ضرورة : في حين آخر يرى أن تعري المرأة هو حرية شخصية بكل ما يترتب عليه !! أنت ترى أن هناك خطوطا حمراء لأي مجتمع لا يجب المساس بها وإلا تجرأ التافه والسفيه على أمن المجتمع المادي والمعنوي : في حين يرى آخر أن تضييق ذلك هو من التسلط المذموم وسحب الثقة من عقول الناس التي تعرف الصواب والخطأ !! وكذلك تجد الشيء مباح ومقبول عند هؤلاء – ثم تجده نفسه شاذ وغير عادي ومرفوض عند هؤلاء !! وعلى هذا قس أشياء كثيرة – والخلاصة : أن أي لاديني يزعم هذا الزعم (ان الإله تركنا لعقولنا) فقل له : أنت باختصار (تصنع إلهك لنفسك) !! أو (تجعل من هواك إلها) !! :
” أفرأيت مَن اتخذ إلهه هواه ” الفرقان 43
فيكون لدينا بذلك ملايين الآلهة بعدد ملايين اللادينيين !! وكل منهم قد صنع إلهه وفق عقله ومعه ما يراه صوابا أو خطأ ليفعله !! والمشكلة هنا لم تعد فقط في نسبية كل تلك العقول وإنما : كيف ستحكم عليها بالخطأ أو الصواب أصلا ؟! فإذا قلت أن المقياس هو عقل فلان الفلاني : فلماذا هو وليس غيره ؟! وعليه : فأكبر مجرمي العالم والبشرية وحشية على مر التاريخ : قد كان له (إلهه الخاص) أو بالأصح (رؤيته العقلية الخاصة) أيضا فيما يفعل !! فعلى أي أساس تستطيع تخطئته ؟! هل على مجرد القتل أو التعذيب فقط ؟! لا يمكن – لأنك ستجد لديه مبرراته لذلك كما تجد أنت مبرراتك لقتل المجرم أو المعتدي !! الأمر نسبي بحت – ولن يتجرأ أحد أن ينسب صوابا أو خطأ في عالم مثل هذا – ولا حتى يستطيع أن ينسب حسابا إلهيا بعد الموت !! فعلى ماذا سيحاسب الإله الناس بعد الموت إذا لم يكن قد أنزل لهم أصلا كتابا أو نصا مرجعيا يحتكم الناس إليه ؟؟
” رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما ” النساء 165
” وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا ” الإسراء 15
مثال :
تخيل أنك دخلت بسيارتك بلدة جديدة عليك ثم سلكت بها في أحد الشوارع وبعد فترة : استوقفتك الشرطة وفوجئت بأنه محكوم عليك بالقتل !! والسبب : أنك مشيت في هذا الشارع !! فترجع ببصرك إلى الشارع وتنظر : فإذا به لا يحوي يافطة واحدة ولا تحذيرا يتيما ينبه من السير فيه أو يخبر بالعقاب !! فهل ذلك من العقل أو الحكمة بمكان ؟!
وعلى هذا :
لن يجد أمثال هؤلاء بعد أن تضيق عليهم الخناق في نقطة الضعف هذه إلا أن يزعم أنه : لا دليل على أن الخالق سيحاسب أحدا بعد الموت !! بل هو خلقنا وتركنا وانتهى الأمر – وهذا يقودنا إلى نقطة الضعف التالية :
كمال الحكمة
وهنا أول استخدام لصفات (الكمال) التي تحدثنا عنها وأثبتناها لـ (واجب الوجود الأزلي) في منشور الإلحاد السابق – لأنه من صفات هذا الكمال : ألا يكون الخالق جاهلا عما يحدث في مخلوقاته التي خلقها !! ومن هذا الكمال أيضا : ألا يكون الخالق قد خلق الخلق بلا حكمة !! فإن غياب الحكمة هو ضد الكمال – أيضا من هذا الكمال العدل المطلق – والاقتصاص من الظالم – وتعويض المظلوم – فالدنيا إما أن يكون الله حاضرا مباشرا لمخلوقاته فيمنع كل شر فيها من قبل أن يوجد دوما – وإما أن يترك الفرصة لخير أو لشر مخلوقاته المختارة (أي التي لديها حرية اختيار) للظهور لكي يقيم عليها الحجة فيكون منهم أهلا لجنته أبدا ويكون منهم أهلا لناره أبدا – وهو ما نصفه بالتعويض – فادعاء اللاديني هنا أنه لا حساب بعد الموت : هو (انتقاص) لكمال الخالق لا يصح ولا يستقيم مع ما أثبتناه سابقا
مثال :
تخيل شخصا صنع جهازا ما بوظيفة معينة – ولكنه لم يعلن عنها ولم يعلن أيضا عن كيفية عمل الجهاز !! ولكنه وضعه وتركه للناس تعبث به ويقلبونه ويفسدونه والسؤال : هل يستطيع أن يحاسب أو حتى يلوم أحدا ممَن أفسد الجهاز أو كسره أو حطمه ؟ بل : هل يمكن لأحد أن يصف هذا الشخص هنا بأنه (حكيم) إذ صنع ما صنع ثم تركه هكذا ؟! فإذا كان هذا في حال الإنسان والشخص العادي : فكيف يريد هؤلاء نسبته إلى الإله (الكامل) سبحانه ؟!
مشكلة الشر
وهي دليل على الخالق والدين أكثر من كونها شبهة – ويمكن أن نضم إليها الأخلاق أيضا : إذ كل ذلك يتعارض مع (نسبية العقل) التي تحدثنا عنها في النقطة السابقة – أما مشكلة الشر لمَن يؤمن بوجود الله فلن تخرج عن :
إما الخالق يجهل بوجود الشر (وذلك مرفوض لتعارضه مع الكمال)
وإما أنه يعلم بالشر ولا يستطيع وقفه (وهذا ضعف ونقص مرفوض)
وإما أنه أصلا شرير (والشر نقص يتعارض مع الكمال)
وإما أنه يسمح بالشر لحكمة الابتلاء والامتحان (وهذا الوحيد المقبول)
وهكذا (وبهذه البساطة) :
يتم الرد على أعتى شبهة (حقيقية) تعصف بعقل اللاديني أو التارك للإسلام بسبب وجود الشر وعدم ملاحظته لحكمته !! بل : معرفته للخير من الشر تدل على وجود الخالق الذي زرع فيه هذه المعرفة (راجع منشور الإلحاد) ويستحيل عقلا أن يكون لديه الخيرية (التي هي كمال) في حين يكون إلهه هو (الشر) الذي هو النقص !! فيكون هو كمخلوق : أكمل من الإله الخالق !!
إذن : هو الابتلاء والامتحان في الدنيا شئت أم أبيت
ولم يمسك أحد لسانك عن الدخول في الدين ولم يجبرك أحد على الكفر
وحتى علم الله المسبق لأفعالنا فهو علم وليس جبر !!
يقول الله تعالى مؤكدا على هذا الهدف من الدنيا وما فيها :
” أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون ” العنكبوت 2
” ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثمرات وبشر الصابرين ” البقرة 155
غياب المثال الخيالي للاديني
ويتفرع عن النقاط السابقة نقطة ضعف أخرى وخاصة عند العلمانيين والليبراليين الذين هدفهم (كل هدفهم) تسفيه الشرع الإسلامي أو التهرب منه ومن تطبيقه وتشويه ذلك بكل السبل – حيث بسؤال واحد بسيط فقط تكشف به خيالهم ومثاليتهم الزائفة !! ألا وهو : أعطونا مثالا واحدا لدولة لادينية أو علمانية أو ليبرالية ترون أنها تمثل ما تدعوننا إليه ؟؟
وهنا …..
سيفيدك جدا كثرة الاطلاع على الإحصائيات للوجه الخفي للحال الاجتماعي المزري في الغرب والشرق ممن لا يحكمهم دين – ومهما تتخيلون من بلاد يصورها العلمانييون والليبراليون واللادينييون على أنها الحلم والمثال المقتدى (مثل اليابان وهولندا وفنلندا وسويسرا أو الدنمارك أو أمريكا إلخ) : فمَن لديه أدنى اطلاع يعرف الجانب الخفي للحال المزري في تلك البلدان خلف قناع التقدم والحرية وارتفاع مستوى دخل الفرد !! يكفيك معدلات الانتحار ووضع المرأة الحقيقي في (الرقيق الأبيض) والتحرش والتفكك الأسري وجرائم العائلة وحوادث الاغتصاب وحوادث القتل بالإجهاض وحوادث السكر – وهي أمثلة قليلة فقط مما يمكن سرده بمراجعه (وسنخصص لذلك منشورات قادمة بإذن الله) في مقابل السمو الذي سنعرضه من التشريع الإسلامي حتى في السبي وملكات اليمين وحد الردة (ذلك الثلاثي الذي يحفظه كل لاديني عن ظهر قلب) حيث سنقرأ معا ما لا يخطر لهم على بال – والشاهد : أننا لن نجد هذا الخيال (اللاديني) المثالي المزعوم الذي يكلمنا عنه ويصدع رؤوسنا به !! بل مجتمعات المسلمين اليوم على ما بها من مساويء فهي أفضل في هذا الجانب بل : يقاس أنهيارها الاجتماعي الحقيقي بنسبة مدى تشبهها الىن بالدول العلمانية والليبرالية من فسق وفساد وفجور !! ولا يغررك تقدمهم العلمي حاليا – فهم يأخذون من دول الإسلام والدول التي يفقرونها بالحروب والمؤامرات : أفضل مَن فيها من علماء وباحثين ومفكرين – أو يسافر هؤلاء إلى تلك الدول لاختناق مواهبهم وملكاتهم وقدراتهم في بلادهم – وهذا أحد الفيديوهات التي نشرناها من قبل توضح ذلك في أمريكا (أكبر دولة في عدد الباحثين في العالم) : وحتى تعرفوا أن فساد التعليم مرتبط بفساد الأخلاق هناك ولا دخل له بتقدمهم العلمي – لأن ذلك التقدم نظام منفصل عن البنية الفاسدة للمجتمع العلماني والليبرالي (ملحوظة : ميشيل كاكو من زمرة العلماء المحسوبين على اللادينيين حتى لا يظن البعض أنه ينطلق في نقده من منطلق عقيدي أو ديني)
:https://www.youtube.com/watch?v=c1eewiUhh6E&t=1s
الوجه المضيء للحضارة الإسلامية
وهذه النقطة هي من أكبر نقاط ضعف اللادينيين لأنهم بسبب جهلهم الشديد أو بسبب خبثهم في إخفاء هذا الوجه المضيء واستغلالهم لجهل معظم الشباب والناس به : فإنهم يستخدمون ذلك كنقطة ضغط تساعدهم في تسفيه الأديان عموما والدين الإسلامي خصوصا !! ومن هنا : كان كلما اتسعت ثقافة المحاور لهم لتشمل أسماء وإنجازات العلماء المتدينيين (من مختلف الديانات في العالم) قديما وحديثا : كلما صار ذلك حجة تقصم ظهورهم – وخاصة الأمثلة من حضارة الإسلام باعتبار أن اللادينيين العرب لا هم لهم إلا الطعن في الإسلام وتصويره أنه (كدين) هو سبب تخلفنا اليوم وسبب كل المصائب التي نحن فيها !! ولكن مع إظهار الحقائق المثبتة عن الوجه المضيء لحضارتنا وقوتها الحربية والعسكرية وإنجازاتها العلمية في كل مجال : تدحض هؤلاء كلهم وتظهر مدى تهافتهم أمام أنفسهم وأمام الناس – ولن يعد لهم ساعتها إلا الشبهات الممجوجة المحفوظة مثل قولهم أن : علماء الدين كفروا هؤلاء العلماء – أو هؤلاء العلماء كانوا ملحدين – وبالطبع شبهاتهم لا تعد شيئا في الحقيقة لكل قاريء
فأولا :
علماء الدين عندما يكفرون أحدا فهم يكفرونه لضلاله في الدين وليس لاشتغاله في العلوم الطبيعية – وحتى التلاعب بأسماء العلوم الطبيعية ومسمياتها بين الماضي والحاضر : لن ينفعهم طويلا – فمثلا عندما نقرأ تحذير علماء الدين في الماضي ممَن يعمل في الكيمياء : فيجب أن نرجع للقراءات في ذلك الوقت لنعرف ما كان المقصود بالكيماء وقتها !! فنجد أنها (السمياء) و (الخيمياء) وكلاهما مما له علاقة بالسحر وتحويل التراب إلى ذهب إلخ – وأيضا ذم العلماء للفلسفة : سنجد أنهم يستثنون منها المنطق لأنه أصل في التفكير السليم !! وأيضا تحذير العلماء من علم النجوم : نجد أنهم يقصدون به التنجيم (أو الكهانة والأبراج ومزاعم معرفة المستقبل والغيب) !! وبذلك نجد كل شبهة للاديني الجاهل أو الممثل تتهاوى وتسقط أمام سعة العلم والثقافة
ثانيا :
وحتى دعوى أن هؤلاء العلماء المشاهير المسلمين كانوا ملاحدة : فأولا : كلامهم كله لا يتعدى 5 علماء تقريبا معروفين بالاسم والسؤال : هل كل علماء المسلمين في كل مجالات العلوم طيلة 8 أو 9 قرون : كانوا هؤلاء الـ 5 فقط ؟!! ثانيا : ما معنى كلمة (إلحاد) التي وصفهم بها بعض رجال الدين ؟ هل كانت إنكار الخالق ؟ لا والله – فهذا لا يقل به إلا مخبول أو سفيه العقل أو صاحب الهوى المكابر الجاحد والمعاند !! بل وصفهم رجال الدين بذلك لأنهم بجانب تخصصاتهم في العلوم الطبيعية : اشتغلوا بعلوم الفلسفة الوثنية التي تخوض في ذات الله بالافتراءات والكذب بلا وحي ولا علم !! والتي تنكر معلومات من الدين بالضرورة مثل إنكار عودة الأرواح إلى الأجساد بعد الموت !! أو إنكار وحي الأنبياء – وغير ذلك مما تم وصفهم لاجله بالإلحاد : وليس لاشتغالهم بالعلوم الطبيعية !!
إذن الخلاصة :
سعة الاطلاع والمعرفة بالحضارة الإسلامية ومشاهيرها بالعشرات في كل قرن : تهدم الصورة السوداء التي يحاول اللاديني إلصاقها بالإسلام أو الدين – والعجيب أن أكثر علماء العالم قديما وحديثا كانوا من أهل الأديان ولم يزل (حتى في جائزة نوبل أكثر من 70 بالمائة من الفائزين بها منذ نشأتها وإلى الآن هم من اهل الاديان) !!
لماذا لا يعلن الله عن نفسه ؟!
وهذه ليست شبهة على قدر ما هي نقطة ضعف للاديني – لأن مجرد طلبه ذلك يدل على إيمانه بأنه من كمال الخالق ألا يخلق خلقا ويتركهم – وهذا بالفعل ما فعله الله عز وجل :
” إن علينا للهدى ” الليل 12
إذ أرسل الرسل والأنبياء وأنزل الوحي والرسالات – ولكن الذي فات المعترضين هنا هو معرفة أو تقبل حكمته من خلق الدنيا على أنها (دار ابتلاء وامتحان) ولم يخلقها على أنها جنة أو أن المؤمنين به فيها سيستخدمونها كمصباح علاء الدين يفركونه في كل مرة ليحصلوا على أمنياتهم وما يريدونه بحجة أنهم (تابعين لله أو مؤمنين به) !! فهذه النظرة منهم بعدما تبين لهم : تؤكد أنهم من أهل الدنيا والطين والتراب – ولا تستحق نفوسهم الترقي لجنة الخلد !! فهم كمن يعبد الله على حرف – إن أصابه ما يحب استمر ورضي – وإن أصابه ما يكره انقلب على عقبيه خسر الدنيا والآخرة !!
فالله خلق لنا عقولا ومنحها حرية اختيار وإرادة حرة ميزنا بها عن غيرنا من مخلوقاته – فكان لزاما علينا إثبات استحقاقنا لهذه الهبة الربانية بالتوصل إليه وعبادته وطاعته كل منا وفق ما يقدر ويستطيع – وعلى هذا يتبين غباء الذين يسألون : لماذا لا يظهر الله لنا نفسه !! يصورون الخالق القدير على أنه يريد أن يظهر لنا ولكنه لا يستطيع وحاشاه !! يقول تعالى :
” ولو شاء ربك لآمن مَن في الأرض كلهم جميعًا ” يونس 99
” ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ” السجدة 13
” إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت أعناقهم لها خاضعين ” الشعراء 4
ولذلك :
فحتى المعجزات التي يخرق بها الله عز وجل الطبيعة وقوانينها لرسله وأنبيائه : فليست لجبر الناس على الإيمان به أو لحملهم على ذلك قسرا وكرها – وإنما هي علامات وآيات على أن هذا الرسول أو ذاك النبي هو من عند الله خالق هذا الكون والمتحكم فيه – تماما كما لنا القرآن بين أيدينا اليوم علامة وآية – ولهذا لا نجد وبنص القرآن نفسه أن كل مَن شاهد تلك المعجزات كان يؤمن !! بل العكس : القليل هو مَن كان يؤمن !! فالله تعالى لا يقبل إيمان مجبور على الإيمان ولكن : يقبل إيمان نابع من القلب بإرادته الحرة واختياره :
” أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين ” يونس 99
الدين الحق من بين 4000 دين !!
وهذه أيضا ليست شبهة على قدر ما هي دليل للإيمان – إذ أنه لو لم يكن الدين الحق ظاهر : لما كان عاداه شياطين الإنس والجن بمحاولة التشويش عليه – وأما عند التحقيق : فلا صحة لكل هذا العدد إذا استبعدنا المتشابه !! لأن أغلب الديانات البسيطة في أدغال أفريقيا وقبائل الغابات في أسيا وأمريكا واستراليا وأوروبا : هي ديانات بسيطة جدا قائمة على التوحيد (إله واحد أو إله واحد كبير) – فما وافق منها دين التوحيد الحق بغير تجسيم لهذا الإله أو عبادته في صورة صنم أو وثن أو نجم أو شمس إلخ : فيكون موافقا لدين الفطرة – وما خالفه فهو من الأوثان التي لا يصدقها عقل واعي يرفض السجود لصنم أو حجر أو شجر أو إنسان !! وهذا يختصر العدد إلى بضعة أديان كبيرة لا غير – فأما الإسلام : فهو الدين الوحيد الذي يعظم الإله ويصفه بالكمال وينزهه عن النقص – وأما الأديان الأخرى (نصرانية – يهودية – هندوسية – بوذية إلخ) : فهي كلها تنتقص منه وتضعه في صورة مخلوقاته نفسها وتشركه بها (مثل ثالوث النصارى) أو تزعم اتحاده بها أو حلوله فيها أو تزعم له الولد والزوجة إلخ .. أو تزعم القومية وكأنه لا بشر إلا هم (اليهود) وكل من عاداهم هم في مكانة الحيوانات او التابعين – وهذا عكس ما جاء به الإسلام ليساوي بين الجميع ثم يفاضل بينهم بالتقوى
وهنا سؤال :
إذا كان هناك شخص ما يبحث عن بطاقته الضائعة ولديه أمارات وعلامات يعرفها – ثم ذهب إلى القاضي يطلبها : فهل يقول له القاضي أنه لن يعطيها له لأن هناك أكثر من واحد يزعم أنها له ؟ هل مجرد وجود أكثر من واحد يدعي أنها له : فهذا يضيع حقها دون النظر أو الاستماع للأمارات والعلامات ؟
فهكذا هو أيضا الدين الحق
له أمارات وعلامات يعرفه العاقل بها – ولله الحمد دين الإسلام هو الأسرع انتشارا على وجه الأرض – ويدخله كل فئات الناس عن علم وليس عن جهل واستغلال حاجة الفقراء واللاجئين وخداعهم كما يفعل النصارى وغيرهم
شيء أخير :
هل يقال للمسلم أنك يجب أن (تعيد البحث) في الأديان الأخرى لتعلم إذا كنت على حق أم لا ؟ والجواب : أن ذلك من الغباء إذا كان يعرف علامات وأمارات دينه الحق بالفعل !! فيكون مثله في هذه الحالة مثل الذي معه مجموعة من المفاتيح وفيها مفتاح يفتح الباب بالفعل : ولكن يأتيه مَن يقول له يجب أن تجرب كل المفاتيح !!
اللاديني الملحد أو النصراني
وهما الصنفان الذان يعرفان مدى تهافت أفكارهما وأنها لا تصمد في نقاش مع أي أحد متمكن وعلى اطلاع بنقاط ضعفهما – ولذلك فهما يريدان الوصول إلى الجزء الوحيد الذي يجيدونه والذي يتقمصون اللادينية من أجله ألا وهو : إلقاء الشبهات الخاصة بالإسلام ونشرها في الصفحات والمنتديات والحوارات – سواء كان ذلك يريحهما نفسيا ليوهموا أنفسهم أنهم على شيء – أو سواء كانوا مدفوعين الأجر لنشر الشبهات بين الشباب المسلم (وما أكثر هؤلاء المرتزقة للأسف كما سنكشف ذلك بأمثلة عديدة فيما بعد) المهم : أن المسلم (كيس فطن) – وعليه أن يعرف كل من هذين النوعين بعلاماته الدالة عليه – بل كلما توغل الواحد في نقاشات هؤلاء سيتضح له مفاجآت أكثر وأكثر وهي أن (من) منكري السنة والرافضة والنصيرية والدروز وغيرهم مَن يتقمص دور اللاديني أيضا ليتمكن من إلقاء شبهاته ونشرها بين المسلمين : ظنا منه أن اللادينية تعني أنه ليس على شيء يمكن أن ينتقده عليه المسلم في المقابل (أي ليس له نقاط ضعف لأنه يمثل أنه بلا دين) – وكل ذلك يظهر جليا إذا تطرق الحديث بعمد أو بدون قصد إلى إحدى النقاط الحساسة عندهم – مثلا : كلما ناقشته في كمال الخالق قبل أن تدخل معه إلى الحوار في اللادينية : وجدته يمتعض من ذلك ويتهرب (وهذه علامة من علامات الملحد) – وإذا ذكرت شيئا عن الصحابة أو سيدنا علي رضي الله عنه وجدت منه رافضيته ظاهرة (وهذا رافضي لم يستطع التحكم في مشاعره) – وكذلك إذا تطرقت بالحديث إلى بعض خرافات النصرانية ومستحيلاتها العقلية أو تحريفاتها ستجد منه حماسة عجيبة في الدفاع (رغم أنه لاديني من المفترض !!) – وكذلك منكر السنة ستجده يركز شبهاته في الأحاديث التي لم يمسك في عمره كتابا منها ولا ردود العلماء فيها على شبهاتهم – فإذا استعملت ذكاءك وتحدثت عن القرآن تجده يدافع عنه (رغم أنه من المفترض رافض للقرآن والسنة معا) !! وهكذا الأمر يُعرف بالخبرة وطول المراس مع هؤلاء
وفي النهاية – هذا كان منشورا (مختصرا)
ليس الغرض منه عرض (الشبهات) أو الرد عليها – فذلك كله سنأتي إليه فيما بعد – لذلك سيتم حذف أي خروج عن هذا السياق في التعليقات كما نوهنا بالأمس
فتابعونا ….