الوصف
ما هو الغرض من خلقنا؟
مقالة
الجواب التفصيلي
لا يستطيع غير المؤمنين تقديم أي سبب مقنع لوجود هذا الكون أو الحياة البشرية. الناس الذين يعتقدون أن هناك خالقًا يفترضون أن الخلق حدث بإرادته. لكن في عالم كل شيء فيه له هدف، من الطبيعي أن يتساءل الإنسان عن الغرض من خلقه. من المؤكد أن هناك ما يبرر توقع المرء أن الخالق الذي خلقنا على هذه الأرض سوف يُعْلِمنا لماذا فعل ذلك، وما الذي يتوقعه منا.
يخبرنا القرآن أن الله فعل ذلك بالضبط. يقول إن الله خلقنا هنا في الأرض كاختبار:
"أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ".
قد يقرر الشخص غير المؤمن أن الهدف من حياته سيكون جمع الثروة أو الحصول على الوظيفة أو السعي لتحقيق المتعة إلى أقصى حد ممكن. لكن أيًا من هذا لن يفيده على المدى الطويل. فكما يقول الله في الوحي الخاتم، لقد خلق الله الإنسان لاختباره ببعض المسؤوليات المحددة..
كما ذكرنا سابقًا، فإن معظم الخلق "مسلم" من ناحية أنه مبرمج لامتثال القوانين المادية التي وضعها الله، ولهذا السبب يعمل الكون بتوازن. ومع ذلك فقد أُعطي الإنسان إرادة حرة والقدرة على الطاعة أو العصيان. لكن الله لن يسمح باختلال التوازن الذي وضعه في العالم إلى أجل غير مسمى على يد العصاة المفسدين، لذلك يمنح البشر فقط قدرًا من الحرية في عالم مؤقت. إن مساق الولادة والنمو والشيخوخة والموت يوفر الفرصة لكل شخص ليثبت لنفسه دون أدنى شك ما يستحقه في يوم القيامة الذي خلقه الله ليتجلى فيه عدله التام.
هذه الحياة ذات مغزى كبير للمسلم المؤمن لأنه يدرك أنها ستحدد نتيجته ومكانته الدائمة في الحياة القادمة، فيعيش للحصول على رضا خالقه استعدادًا للعودة النهائية إليه.
ندرك جميعًا أن الأشخاص يصنعون الأشياء لأداء وظائف محددة لهم، وبعبارة أخرى، لخدمتهم.
لقد خلقنا الله لخدمته، ولكن بفارق كبير واحد: هذه الخدمة ليست لصالح الخالق نفسه، ولكن لمصلحتنا نحن الخليقة.
وهكذا فالغرض من وجودنا مذكور في القرآن:
"وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ"
لكن عبادة الإنسان لله ليست آلية مثل الغالبية العظمى من الكائنات المخلوقة، لأنه يعبده باختياره وجهده، وهذا ما يجعله مستحقًا للتكريم والمكافأة.
كيف يجب على المرء أن يعبد الله من أجل تحقيق هذا الهدف؟ لا شك في أن أفضل إجابة عن هذا السؤال ستكون الإجابة التي قدمها الله. لقد وفر الله لكل مخلوق من مخلوقاته الهداية، سواء كان حيًا أم جمادًا. ويمكننا بالتالي أن نتوقع أنه سيقدم لنا التوجيه كذلك، فإن الوحي الذي أرسله يُعلِّم الإنسانية ما يجب عليها القيام به، وما يجب تجنبه، والسبب وراء ذلك، ويُعلِم الإنسان بما هو متوقع منه، وكيفية تحقيقه ونتائج الجهد الإيجابي المستمر. لقد علّم الله الإنسان من خلال رسالة نبيه محمد طرق العبادة المناسبة لطبيعته الجسدية والنفسية ومواهبه الفردية، التي تنسجم مع دوره الخاص على الأرض، وهذا كله يمكّنه من تحقيق الغرض من خلقه.