مقالة
(خرافة التطور -افتراض وجود الأعضاء الضامرة) (الجزء الثاني)
الفقرات العصعصية
زعم مؤيدو التطور أن الفقرات العصعصية في الإنسان هي بقايا ذيل، ومن المعروف أن الفقرات العصعصية تقع في نهاية عظام العمود الفقري للإنسان، وهي تحمل خلايا الشريط الأولي أو نوية بدايات تخلق الجنين في آخرها وهو عظمة في حجم الحبة صغيرة، ولأنها الخاصة بنمو الجنين منها وتركز جيناتها في ذلك فإن التشوهات الناتجة عنها تتسبب في اضطرابات في نمو الجنين في شكل زوائد تظهر عادة في ظهر الجنين أو الجسم ومنها ما يظهر كامتداد مضطرد في آخر العمود الفقري فيفسره مؤيدو التطور على أنه بقايا ذيل قصير من سلف الإنسان الحيواني، إذ أن الأطباء يعرفون ما لهذه الفقرات العصعصية من فوائد لا يستغنى عنها[1]، مثلا في ربط عدد مهم من العضلات والأربطة والأوتار مما يجعل الأطباء يترددون كثيرا في حال قرروا استئصاله، حيث له بنية داعمة لحمل وزن الجسم عند جلوس الإنسان وبالأخص عند ميله إلى الخلف يتلقى العصعص الجزء الأهم من الوزن، كما يدعم العصعص من جهته الداخلية اتصال عدد من العضلات المهمة للعديد من الوظائف في أسفل الحوض، فعضلات العصعص تؤدي دورا مهما مثلا في إخراج البراز، كما يدعم العصعص تثبيت الشرج في مكانه، أما من جهته الخلفية فيدعم العضلة الألوية الكبرى التي تمد الفخذ إلى الأمام عند المشي وتتصل الكثير من الأربطة بالعصعص[2]، وقد عايش المرضى الذين صدقوا الأطباء التطوريين أكبر العناء عندما عملوا بكلامهم في أنه لا مضاعفات عند إزالة هذه الفقرات باعتبارها أعضاء ضامرة، وكحل سهل أمامهم لعلاج الالتهاب المزمن لتلك الفقرات الناتج عن السقوط أو الكسر أو الشرخ، فعند إزالته يشتكي المريض، فقد انتشرت عملية إزالته فترة من الزمن، ثم أصبحت الآن سيئة السمعة ومتروكة مرة أخرى[3]، فقد برزت وظائف للأعضاء التي كانوا يصفونها بأنها ضامرة، ففي الماضي مدعوما بفكرة أن هذا العضو عصعص كان ضامرا أو غير مطلوب، كان الجراحون يزيلون هذه العظمة لأي شخص ما بدون استثناء كما كان بشكل روتيني مع اللوزتان، لكن ذلك أدى إلى مشاكل حادة للمريض لأن العصعص يعمل مثل نقطة المرساة الحاسمة للكثير من المجموعات العضلية المهمة، فضحايا استئصال العصعص أو إزالة عظم الذيل كما كانوا يسمونها في الماضي تعرضوا كنتيجة لذلك إلى صعوبة في القعود والوقوف، وصعوبة في إنجاب الأطفال وصعوبة في الذهاب إلى الحمام في وقته[4].
نتوء الأذن في الإنسان
يتحدث التطوريون عن عضلة الأذن التي تربطها بفروة الرأس وتثبتها في جمجمته فيقارنونها بنفس العضلة عند الحيوانات التي تستطيع بها تدوير أذنيها في اتجاه الصوت لقلة التشكيلات الدقيقة في صيوان الأذن بعكس الانسان فلا يحتاج للالتفات إلى اتجاه كل صوت وإنما بالتجاويف المعقدة التصميم في صيوان أذنه يستقبل الصوت ويحدد مصدره من أي اتجاه، وتارة أخرى يتحدثون عن نتوء الأذن وهو نتوء أو منطقة سميكة صغيرة تظهر زائدة في أعلى صيوان الأذن المحيط أو حديبة صيوان الأذن، حيث ذكرها داروين في أصل الأنواع كإحدى الدلالات الباقية على التطور إذ يقابلها في القرود والشمبانزي مثلا النتوء المعروف أعلى الأذن والذي تتحكم فيه عضلات خاصة توجه أذن تلك الحيوانات جهة الصوت، لكن كلامهم لم يكن صحيحا إذ لو كان كلامهم صحيحا لكان ذلك البروز يجب وجوده في كل البشر كصفة غير منقولة من السلف الأقدم على شجرة التطور كما زعموا، لكن الواقع يشهد ويثبت العلم أن هذا النتوء هو تغير خلقي غير ثابت في الإنسان، حيث تبلغ نسبة البشر الذين يظهر فيهم ذلك النتوء أو تلك الحديبة 10.4 في المائة فقط[5]، ولذلك اعتبروه صفة سائدة أي من جين سائد ورغم ذلك فقد اعترفوا بأن المالكين لهذا الجين لا يظهر لديهم النتوء بالضرورة أيضا، وحتى الذين تحدثوا منهم عن عضلة أذن الإنسان وأنها هي العضو الأثري الباقي من عضلة أذن أشباه القرود والشمبانزي فقد فاتهم أن هذه العضلة في الإنسان هي التي تربط صيوان الأذن بفروة الرأس وتثبيتها في جمجمته[6]
المصادر:
1-^ Saladin (2003), p 268
2-.^ Foye (2008), eMedicine
3-.^ Shute, Evan, Flaws in the Theory of Evolution, Craig Press 1961, page 40; cited in Ref. 7, page 34
4-.^ [Bergman, J. and Howe, G., “Vestigial Organs” Are Fully Functional, pages 32–34, Creation Research Society Books, 1990. ]
5-.^ Ruiz، A. (1986). "An anthropometric study of the ear in an adult population". International Journal of Anthropology 1: 135–43. doi:10.1007 /BF02447350
6-.^ نتوء الأذن Vestigial organs: Remnants of evolution ماي 2008 نسخة محفوظة 15 مايو 2015 على موقع واي باك مشين.