مقالة
(يُحتمل جداً ان يكون تولستوي قد اعتنق الاسلام!)
لم يكن الأديب الروسي ليو تولستوي مجرد روائي اشتهر بروايته الحرب والسلام بل كان فيلسوفا ومصلحا اجتماعيا وداعية سلام ومفكرا أخلاقيا ، واقترب في كتاباته عن الإسلام ورسوله من أعمال المستشرقين المنصفين ،حيث أظهرت أعماله اهتماما كبيرا بالأخلاق التي تدعو إليها الأديان ، وعرض لتعاليم الإسلام وقيمه الحضارية في العديد من أعماله ومنها كتابه (حكم النبى محمد)
لتحميل الكتاب بالعربيه
https://upload.wikimedia.org/wikisource/ar/b/b6/حكم_النبي_محمد.pdf
وساعده في ذلك دراسته للغتين العربية والتركية· والكتاب عبارة عن أحاديث شريفة للنبى محمد صلى الله عليه وسلم نقلها تولستوي عن كتاب لعبدالله السهروردى
ولتولستوي مقالات ورسائل كلها تمدح الاسلام والرسول محمد صلى الله عليه وسلم فمن أقواله :"لا ريب أن هذا النبى من كبار المعلمين الذين خدموا الهيئة الاجتماعية خدمة جليلة".
"ويكفيه فخرا أنه هدى أمة برمتها إلى نور الحق، وجعلها تجنح للسلام، وتكف عن سفك الدماء! وفتح لها طريق الرقى والتقدم. وهذا عمل عظيم، لا يفوز به إلا شخص أوتى قوة وحكمة وعلما. ورجل مثله جدير بالإجلال والاحترام".
ومما قاله أيضا:"إن العرب المعاصرين لمحمد عبدوا أربابا كثيرة، وبالغوا في التقرب إليها واسترضائها، فأقاموا لها الضحايا المختلفة، ومنها الضحايا البشرية، ومع تقدم محمد في السن كان اعتقاده يزداد بفساد تلك الأرباب، وأن ديانة قومه ديانة كاذبة، وأن هناك إلها واحدا حقيقيا لجميع الشعوب".
"وخلاصة هذه الديانةالتي نادى بها محمد صلى الله عليه وسلم هي أن الله واحد لا إله إلا هو، ولذلك لا يجوز عبادة أرباب كثيرة، وأن الله رحيم عادل، وأن مصير الإنسان النهائى متوقف على الإنسان نفسه..".
"ومحمد لم يقل عن نفسه: إنه نبى الله الوحيد، بل اعتقد أيضا بنبوة موسى والمسيح. وقال: إن اليهود والنصارى لا يكرهون على ترك دينهم، بل يجب عليهم أن يتمموا وصايا أنبيائهم".
دلائل إسلام تولوستوي :
هناك دلائل ترجح أن تولستوي دخل في دين الإسلام في آخر حياته، مثل بعض كلماته: "إن كنت موجودا فلابد من وجود سبب ما لهذا الوجود، ومسبب له، وهو ما يدعوه الناس الله".
"سوف تسود شريعة القرآن العالم، لتوافقها مع العقل، وانسجامها والحكمة. لقد فهمت وأدركت أن ما تحتاج إليه البشرية، هو شريعة سماوية، تحق الحق، وتزهق الباطل.. ستعم الشريعة الإسلامية كل البسيطة؛ لائتلافها مع العقل، وامتزاجها بالحكمة والعدل..
ويكفى محمدًا فخرًا أنه خلص أمة ذليلة دموية من مخالب شياطين العادات الذميمة، وفتح على وجوههم طريق الرقى والتقدم، وأنا واحد من المبهورين بالنبى محمد الذي اختاره الله الواحد، لتكون آخر الرسالات على يديه وليكون هو أيضا آخر الأنبياء".
ومن الثابت أن تولستوي كتب في بعض آخر رسائله للإمام محمد عبده ما ترجمته:"بقيت لى ثلاثة أسئلة، إن أجبت عليها إجابة مرضية، اتخذت الإسلام دينا".
ويبدو أن ليو تولستوي حتى انقطعت المراسلات بينه وبين الإمام محمد عبده لم يكن قد اعتنق الإسلام، إلا أنه في أواخر حياته تطفو على السطح بعض الرسائل التي تدفع إلى الاعتقاد بأن تولستوي اعتنق الإسلام:
"أصدقائي يديرون ظهرهم لي، وبعض الليبراليين يعتبرونني مجنونًا، أو قليل العقل كجوجل، والثوار والراديكاليون يعتبرونني ثائرًا مفسدًا، أما المسيحيون
الأرثوذكس فيعتبرونني شيطانًا.
أعترف بأن هذا صعب علي، لذلك اعتبروني من فضلكم محمديًا طيبًا، عندها سيكون كل شيء على ما يرام".
إيلينا ويكيلفيا امرأة مسيحية تزوجت من مسلم وأنجبت منه أطفالًا، كبر الأطفال ويريدون باستقلالية اعتناق دين، وتحديدًا الدين الإسلامي، إيلينا كامرأة روسية توجهت لكاتب كلاسيكى له مكانته تستشيره حول هذه المسألة، رد عليها تولستوي بهذه الرسالة:
"بالنسبة لتفضيل المحمدية على الأرثوذكسية، أستطيع فقط أن أبدى تعاطفى وألمى من هذا الانتقال، فمع غرابة الأمر، بالنسبة لي، كإنسان يبجل المثل والقيم المسيحية في معناها الحقيقى، لا يوجد أى شك بأن المحمدية بأشكالها الخارجية أعلى بكثير من الأرثوذكسية.
المصدر بالانجليزيه في صفحه ٢٧-٢٨
( بعد تنزيل صيغة ال pdf)
https://www.academia.edu/1069168/Tolstoy_the_Treatise_of_Famous_Russian_Writer_about_the_Messenger_of_Islam_Muhammad_PBUH_Hidden_Book
والثابت كذلك أن تولوستوي وصى ألا يصلى عليه قسيس، وأن يدفن بهيئة معلومة، ومكان محدد في ضيعته، وألايوضع عليه صليب. وحال قبره اليوم يشهد على ذلك، فهو لا يختلف عن حال قبور المسلمين.
ومن المفيد أن نعلم كذلك أن الكنيسة قد نبذته، وتبرأت منه.
وهناك احتمال تستر زوجته على إسلامه الذي سبق موته بقليل. يقول الدكتور محمود على التائب:"كنت أعلم أن ثمة مراسلات بين تولستوي أديب روسيا الأكبر، وبين الإمام محمد عبده، لكننى لم أكن أعلم أن هذا الأديب قد دفعه إحساسه العميق بالبطولة الشيشانية إلى أن يضمن روايته "الحاج مراد" أولى نبضات قلبه بدين الإسلام، وأنه قد أسلم قبيل وفاته، وأن زوجته قد جهدت في إخفاء هذا التحول الروحى عنده، وأن ابنه الأصغر ميخائيل عاش سنوات عمره الأخيرة في المغرب، وأن هناك من يقطع بإسلامه أيضا".