تواصل معنا

لماذا التطور عباره عن خرافه!؟ (مقالة)

الوصف

مقالة


لماذا التطور عباره  عن خرافه!؟

منذ أن وضع تشارلز داورین  Charles Darwin  كتابه الشهير "في أصل الأنواع  "On the Origin of Species  في العام  ، 1859والجدال لم یتوقف
لدواع تتجاوز حیز العلم بكثیر وتّمس عقائد وأدیولوجیات لدى
ٍ
بشأن صحة "الداروینیة" أو الصیغة الأحدث "التطور"، وقد لا یتوقف الجدال في المستقبل المنظور
الطرفین.
فالملحد یریدها تطور؛ لأن الكائنات على وجه الأرض إما جائت عبر تطور وارتقاء وإما خلق مباشر ولا بدیل ثالث. وبالتالي إذا سقط التطور سقط الإلحاد
وسقطت مدارس المادیة قوًلا واحًدا.
لكن الطرف الآخر قد یكون أقل حماسًة؛ فالتطور لا یشكل خطًرا على الدین كما یشكل نفیه نسًفا للإلحاد.
لكن في وسط هذا الجدال الذي لا یرحم قلیل َمن یلتفت إلى أصل الموضوع وهو النشوء- أي بدایة ظهور الحیاة- قبل الحدیث عن الارتقاء-أي تطور الأنواع-.
فالأولى أن یتم التنظیر للأصل قبل الفرع، وللجذع قبل الغصن. لكن سارت السفن بما یشتهي الملحد، فنحن لو انطلقنا من الأصل –النشوء- ما َسِلم للملحد فرع –
الارتقاء- لأن الأصل یقع خارج ُأطر العلم الرصدي والتجریبي حتى الساعة.
فقلیل َمن یدرك حتى من المتحمسین من كلا الطرفین أن النشوء باعتراف كبار الملحدین یستحیل تفسیره في إطار المادة أو العشوائیة أو الرؤیة التطوریة.
وإلى الیوم یبقى سؤال كیف بدأت الحیاة على الأرض باتفاق كل َمن ُیعتد برأیه من البیولوجین وعلماء الكیمیاء الحیویة بلا إجابة. --1
فإذا كان السؤال الأول في الداروینیة بلا إجابة فكیف نتطلع إلى القطع بما بعده ؟
لكن قد یرى متفائل أن القضیة قصور في أدوات البحث سیجد لها العلم جواًبا ذات یوم، وهذا لیس تفاؤًلا وإنما جهل بأبجدیات علمي البیولوجیا والكیمیاء الحیویة،
فطبًقا لحسابات عالم الفلك الإنجلیزي الملحد فرید هویل  ،Sir Fred Hoyleفإن فرصة الحصول على فقط مجموعة الإنزیمات لأبسط خلیة حیة تصل إلى 10
أس  40,000مع أن عدد الذرات في الكون كله لا تتجاوز  10أس-2- .80
وفي هذه اللحظة یستنتج فرید هویل أن مجرد طرح احتمالیة ظهور البرنامج المنظم للخلیة الحیة، بالمصادفة في الحساء البدئي لبیئة الأرض الأولى على أنه نوع
من الهراء على أعلى مستوى ممكن
‏-Is evidently nonsense of a high order. -3
وفرید هویل لمن لا یعرفه هو عالم فلك بریطاني شهیر وصاحب مصطلح الانفجار العظیم  Big Bang  وكان ملحًدا، إلا أن أبحاثه في فرضیات نشأة الحیاة على
الأرض جعلت إلحاده یهتز بشدة " "greatly shaken  كما یقول عن نفسه. --4
وقد اعترف هویل صراحًة أن أبسط بدیهیات العقل حین تتحرى لحظة الظهور الأولى للحیاة فإنها ُتسلم لحقیقة التصمیم والإبداع كونها بدیهة ماثلة أمام الأعین،
یقول هویل: "ولو تابعنا بشكل مباشر ومستقیم في هذه المسألة ، ودون أن نبالي بالخوف من مخالفة الرأي العلمي السائد، نصل إلى استنتاج مفاده أن المواد
البیولوجیة بما تحویه من قیاس ونظام یجب أن تكون ثمرة تصمیم ذكي ، ولا توجد أي احتمالیة أخرى یمكنني التفكیر بها". --5
أما دیفید بیرلنسكي  David Berlinski  عالم الریاضیات والبیولوجي الأمریكي الشهیر، فیؤكد أن مسألة النشوء وكل ما ُكتب فیه ِمن قبل المادیین مجرد خیال
علمي لا أكثر! --6
ودیفید بیرلنسكي شخص لا أدري  agnostic  ظهرت رؤیته لخرافیة ما ُكتب عن نظریات نشأة الحیاة في إطارها المادي أثناء عمله كمساعد باحث في البیولوجیا
الجزیئیة  molecular biology  بجامعة كولومبیا  ،Columbia University
 وتبین له كما تبین لفرید هویل من قبل أن احتمالیة الظهور العشوائي لأبسط
خلیة خلیة ممكنة، هو نفس القدر من احتمالیة تشكیل طائرة بوینج  747بعد إعصار یجتاح كومة من الخردة . --7
فأبسط خلیة ممكنة هي منظومة معلوماتیة تحتوي على تشفیر داخل الجینوم الخاص بها، وحین یتم فك هذا التشفیر تظهر خصائص الخلیة ووظائفها، ولا یمكن أن
تقوم الخلیة بتشفیر ما ستحتاج إلیه لأنها أص ًلا لا تعرف ما تحتاجه قبل أن تظهر، وهي لن تظهر بدون تشفیر مسبق، هذه أبسط بدیهیات العقل التي إن تجاهلناها
تجاهلنا بعد ذلك كل شيء!
فالتشفیر هو عملیة خلق متقنة مبدعة لا یوجدها إلا خالق موجد –سبحانه وتعالى-، ولذا حین اكتشف فرانسیس كریك  Francis Crickجزيء ال DNA  المعجز،
اعترف كریك وكان ملحًدا أن نشأة حیاة على الأرض شيء مستحیل تلقائًیا ووضع من أجل ذلك كتابه "الحیاة نفسها نشأتها وطبیعتها Life Itself: Its Origin
‏-and Nature". -8
فنشأة الحیاة –النشوء- هي القضیة التي إن صلحت وفق النسق الدیني صلح ما بعدها وتهاوت كل دعاوى الملحدین، وإن تجاوزناها دخلنا مع الملحد جداًلا لا یرحم
وفرو ًضا لا تنتهي.
ومؤخًرا وتحدیًدا في  9  دیسمبر عام  2004  كتب الملحد الشرس في ذلك الوقت أنتوني فلو  Antony Garrard Newton Flew  كتب یقول: "إن الحجج
الأكثر إثارة للإعجاب على وجود االله هي المدعومة بالاكتشافات العلمیة الحدیثة، وتلك الحجج الخاصة بالخلق المبدع للحیاة أقوى بكثیر عما كنت قد رصدتها من
قبل." --9
فالسؤال الفلسفي الذي لم تتم الإجابة علیه حتى الآن طبًقا لأنتوني فلو هو بشأن نشأة الحیاة إذ كیف للكون الذي یتشكل من مادة عمیاء بلا عقل أن ُینتج كینونات
تحكمها الغائیة، والمقدرة على التكاثر والكیمیاء المشفرة، إننا الآن لا نتعامل مع بیولوجیا إنها فئة مختلفة تماًما من المشكلة. --10
فحتى تشارلز داروین نفسه كان یؤمن أن الحیاة قد "ُنفخ فیها بإعجاز ِمن قبل الخالق" وهي الكلمة الشهیرة لداروین في آخر كتابه أصل الأنواع   The Origin of
‏ Species في طبعاته الأولى.
وبعد اكتشاف الجزيء المعجز  DNA الذي ُیشكل جینوم الخلیة الحیة ویشفر وظائفها، لم یعد بالإمكان الحدیث عن ترف الصدفة أو الحساء البدئي لبیئة الأرض
الأولى أو كل تلك الفروض التي كان یعبث الملحد یوًما ما من خلالها في بدیهیاتنا العقلیة.
یقرر اللادیني فرانسیس كریك  Crick Francis مكتشف جزيء ال DNA سابق الِذكر أن نشأة بروتین واحد وظیفي بسیط بالصدفة هو ضرب من الاستحالة
یكاد یفوق  10أس  260مع أن عدد ذرات الكون ككل لا تتجاوز  10أس  ،80هذا في بروتین وظیفي بسیط مع أن أدنى الكائنات به آلاف البروتینات، وفي
النهایة یعترف فرانسیس كریك قائ ًلا: "كرجل منصف، وُمسلح بالعلم المتاح لنا الآن، أستطیع أن ُأقرر بشيٍء من المنطق، أن نشأة الحیاة معجزة." --11
لكن وقبل أن نختم لابد وأنه قد قفز إلى ذهنك سؤال: كیف بقي كل هؤلاء العلماء الملحدین على إلحادهم مع قطعهم بوجوب التدخل والإبداع والخلق؟
ستبقى إجابة هذا السؤال إلى مقالنا التالي بمشیئة االله تعالى.
هوامش المقال

-------------------

‏Today as we leave the 20th century, we still face the BIGGEST PROBLEM that we had when we entered the -1

‏20th century : how did life originate on earth

‏source:Jeffrey Bada, Earth, February 1998, p.40

‏the chance of obtaining the required set of enzymes for even the simplest living cell without panspermia was -2

‏.(one in 1040,000. Since the number of atoms in the known universe is infinitesimally tiny by comparison (1080

‏The notion that not only the biopolymer but the operating program of a living cell could be arrived at by chance -3

‏.in a primordial organic soup here on the Earth is evidently nonsense of a high order

‏Sir Fredrick Hoyle and Chandra Wickramasinghe, Evolution from Space (New York: Simon & Schuster, 1984), p.

.148

‏/http://www.uncommondescent.com/intelligent-design/fred-hoyle-an-atheist-for-id -4

‏Hoyle, Fred, Evolution from Space, Omni Lecture, Royal Institution, London, 12 January 1982; Evolution from -5

‏Space (1982) pp. 27–28

‏/https://web.archive.org/web/20080420082802/http://www.slate.com/id/2189178/entry/2189179 -6

‏http://www.jstor.org/discover/10.2307/2024776?uid=3737928&uid=2&uid=4&sid=21104849695011 -7

‏.Crick, F. H. C. and Orgel, L. E., 1973, Icarus, 19, 341 -8

-9

‏Habermas, Gary R. (9 December 2004), "My Pilgrimage from Atheism to Theism: An Exclusive Interview with

‏"Former British Atheist Professor Antony Flew

-10

‏The philosophical question that has not been answered in origin-of-life studies is this: How can a universe of"

‏mindless matter produce beings with intrinsic ends, self-replication capabilities, and 'coded chemistry'? Here we

‏".are not dealing with biology, but an entirely different category of problem

‏There is a God: How the World's Most Notorious Atheist Changed His Mind, New York: Harper One, p. 124

‏?If a particular amino acid sequence was selected by chance, how rare an event would this be" -11

‏This is an easy exercise in combinatorials. Suppose the chain is about two hundred amino acids long; this is, if"

‏anything rather less than the average length of proteins of all types. Since we have just twenty possibilities at

‏each place, the number of possibilities is twenty multiplied by itself some two hundred times. This is conveniently

‏.written 20200 and is approximately equal to 10260, that is, a one followed by 260 zeros

‏Moreover, we have only considered a polypeptide chain of rather modest length. Had we considered longer "

‏ones as well, the figure would have been even more immense. The great majority of sequences can never have

‏been synthesized at all, at any time." pp. 51-52

‏2/3An honest man, armed with all the knowledge available to us now, could only state that in some sense, the origin"

‏of life appears at the moment to be almost a miracle, so many are the conditions which would have had to have

‏".been satisfied to get it going

‏Life Itself: Its Origin and Nature, P.8

المرفقات

أضف تعليقا