تأليف
الوصف
مقالة
الجواب التفصيلي
الحمد لله، ربُّنا سبحانه وتعالى حكيمٌ، وهذه الحكمة في قضائه وقدره وفي أحكامه وشرعه، فلا يأمر بشيء إلا وفيه النفع اللازم للإنسان، في دنياه وآخرته، ولا يأذن بشيءٍ فيه ضررٌ على الإنسان، ولا يحرِّم شيئًا إلا وفيه ضررٌ في دينه أو دنياه، فالمصلحة كلها في اتباع الشرع، لكن لقصور علم البشر وإدراكهم لم يكلفهم الله الإحاطة بالأسباب والعلل، ولم يجعل الأحكام معلَّقة بعقولهم وفهمهم، وإنما تكفَّل لهم بما فيه مصلحتهم وأراحهم من هَمِّ البحث عنه، فالمسلم يؤمن بوجود الحكمة وإن خفيت عليه، والخمر ضرره ظاهر، فإن العقل الذي يميز الإنسان من البهائم يزول بشرب الخمر، ويسبب تقرحات وعفونات للمعدة، ويؤدي الإدمان عليه إلى إتلاف أجزاء من الدماغ بحيث يصاب المدمن بالجنون أو غير ذلك من الأمراض الدماغية والعصبية، ويكفي أن من شربه ولو مرةً واحدةً إذا فقد عقله فإنه يتصرف تصرفات يندم عليها، مثل القتل وإتلاف الأشياء والتعدي على الآخرين، ولا زال الناس في قديم الزمان وحديثه يفتخرون بالتنزه عن شربه، وإن افترض أن إنسانًا لا يشرب منه إلا القليل الذي لا يصل لدرجة حصول مفاسد منه فإن الإسلام يحرم ذلك؛ لأمور منها: أن القليل قد يقود إلى الكثير، وأن غالب من يشربها لا يقتصر على هذا القدر، وأنها نجسة والإنسان مأمور باجتناب النجاسات، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.