تأليف
الوصف
مقالة
الجواب التفصيلي
الحمد لله،
خلق الله البشر وهو أعلم بما يُصلحهم، فمن أطاعه حصَّل المنافع المقدَّرة في الطاعة ونجا من المضارِّ التي في مخالفته، سواءٌ علم تلك المنافع والمضار أو لم يعلمها، فمعرفة الحكمة أو الاقتناع بها ليس شرطًا في امتثال الأوامر الشرعية واجتناب النواهي في دين الإسلام، ومع ذلك فكل شيء منها له حكمةٌ بالغةٌ، قد نعرفها وقد نجهلها،
فالمتأمِّل في العلاقة الزوجية يعلم أن المرأة تابعة والرجل متبوع، ولا يمكن أن تتبع أكثر من رجل، فالمرأة تحمل وتلد وترضع، فلا يمكنها أن تفعل ذلك في بيتين لرجلين، وكيف سيعرف كل زوج ولده من هذه المرأة المشتركة، والمرأة تربي أولادَها ولا بد أن تكون معهم طيلة الوقت وهم صغار، ولا يمكن أن تكون في بيتين أو ثلاثة في الوقت نفسه، والمرأة مطالبة بطاعة الزوج في غير معصية الله تعالى وبالقرار في بيت الزوج وعدم الخروج إلا بإذنه، ولا يمكن أن تفعل ذلك لأكثر من شخص، مثل المشرك الذي يعبد ثلاثة آلهةٍ مثلًا والموحِّد الذي لا يعبد إلا ربًّا واحدًا،
قال تعالى:
{ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا رَجُلًا فِيهِ شُرَكَاءُ مُتَشَاكِسُونَ وَرَجُلًا سَلَمًا لِرَجُلٍ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلًا الْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (29)}
[الزمر: 29]،
إلى غير ذلك من نواحي القصور في طبيعة الأنثى، وفي المقابل يستطيع الرجل أن يدير شؤون منازل متعددة، لكن لا بد من حدٍّ لهذا التعدد بحيث لا يخرج عن طاقة البشر، والذي يعلم ذلك حدَّده لهم بأربع زوجات فقط، وهو الله عز وجل، والرجل لا يلزم بقاؤه في البيت للتربية؛ لأنه مطالبٌ بالسعي وطلب المعيشة، فيستطيع أن يعول أكثر من بيت، وفي المعاشرة الزوجية يستطيع أن يكفي أكثر من امرأة، فهو لا يكون مشغولا بحيض ولا بحمل ولا بإرضاع، ومن الحلول لكثرة النساء وقلة الرجال تعدد الزوجات، وليس العكس،
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.