تأليف
الوصف
مقالة
الجواب التفصيلي
الحمد لله، أولًا: التفرق موجود في سائر الأديان، وهذا لا يعني بطلان الدين كلِّه لاختلاف بعض الناس فيه، ثانًيا: أن من الاختلاف ما هو سائغ في الإسلام، ولا يعتبر المخالف فيه ضالًّا أو منحرفًا، وذلك كالخلاف في بعض المسائل الفقهية، أي الأحكام الفرعية العملية، كمسائل الطهارة والصلاة والبيوع والقضاء، وأما ما يدخل في الافتراق فهو الاختلاف في المسائل الكبرى من مسائل الاعتقاد، كالنبوة والإيمان والقدر والصفات والصحابة، فمن الفرق ما يعتبر خلافهم مخرِجًا لهم من دائرة الإسلام؛ لمناقضته إجماع السلف، ومنها ما لا يعتبر كذلك، ومن الفرق ما وافق في أغلب المسائل، ثالثًا: أن أسباب الافتراق كثيرة، فمنها الجهل، وعدم معرفة سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأقوال السلف، والاقتصار على الفهم الخاطئ لبعض النصوص، ومنها حب الظهور والانفراد عن السواد الأعظم، والرئاسة على الآخرين، ومنها الغلو، والتفرق المذموم منهي عنه في الإسلام، قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [الأنعام: 159] وقال سبحانه: {وَلَا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ (31) مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ (32) } [الروم: 31، 32]، في أدلة أخرى، رابعًا: أن هذا الافتراق قد أخبره عنه النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا من أعلام النبوة، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.