تأليف
الوصف
وفي الجملة هناك (كِبْرٌ على الحق) و(بَطَر الحق)، ولعل أفضل المداخل وأسرعها: الإعجاز العلمي في القرآن والسنة؛ لأنه يأتي في صميم أفكار هؤلاء الملحدين، فالعلم خادم للإسلام وحُجَّة من حججه، وبرهان من براهينه، وأنصح بالاستعانة بعالِم في ذلك.
مقالة
* ما سبب انحراف الإنسان إلى طريق الإلحاد؟ - سواء كان طفلًا أم شابًّا أم شيخًا كبيرًا - مع أن الحجة والبينة واضحتان؟
الشيخ عبدالمجيد: قد يكون السبب عائدًا إلى شخصية الإنسان، وهناك أسباب قد تكون ممن حوله، وأما الأسباب الشخصية فتأتي من: الغفلة، وعدم الاهتمام بالآخرة، والإخلاد للدنيا، فلا يفكر في أمر الدين وحقائقه، وحجج الإيمان، ولا يهتم بها، ويمكن أن يُقبل هذا وذاك، وكأن مسألة (الكفر والإيمان) عنده مثل المباراة بين فريقين، وهناك سبب آخر وهو الجهل بالدين وتعاليمه .. وكذلك الشبهات التي تأتي من جهات متعددة، فإذا كان هناك غفلة، وجهل وزاد عليها شبهات تفاعلت مع بعضها، وأوجدت حالة من الإلحاد.
* نود لو نسمع منك حوارًا أو نقاشًا وتجربة حدثت بينك وبين ملحد.
الشيخ عبدالمجيد: قابلت مرة البروفيسور (روبرت) وهو من أشهر علماء (أمريكا)، وكان يدير معهدًا تشترك فيه 57 جامعة!! وكان موضوع بحثنا ولقائنا (الإعجاز العلمي في القرآن والسنة)، وعندما عرضت عليه ما عندنا في ذلك من إعجاز، سَلَّمَ بكل سَهولة!! أقول له: الحقيقة العلمية كذا، والآية القرآنية تقول: كذا فيسلِّم، ثم لما رأيت تسليمه بكل ذلك طمعت في إسلامه، فسألته عبر المترجم: هل هذا الرجل عنده استعداد أن يواصل البحث حول الإيمان بالله، فإني أراه قد أنصفنا في أبحاث الإعجاز العلمي؟
قال: إن له قصة طويلة، وتصنيفه بين العلماء من (اللاأدرياء)، فهناك متدينون وعلماء ملحدون، وعلماء ما بين بين، في خانة (اللاأدري)! فقلت له: لماذا ذلك؟
قال: قبل 15 سنة ذهب إلى الكنيسة، وهو متخصص في الأرصاد والفلك، وقد أحس أن له ربًّا وخالقًا يريد عبادته وشكره، فذهب إلى الكنيسة، وقال: أرجو أن تقبلوني عندكم، فرحبوا به، ثم قالوا له: تفضل اشرب هذا الشراب.
فقال: حاضر.
قالوا له: ويجب قبل أن تشربه أن تعتقد أنه دم المسيح!
قال: لعله رمز لدم المسيح.
قالوا: لا، بل هو دم المسيح، أخذ شكله ولونه وطعمه من دم المسيح.
فقال لهم: أنا عمري 60 ولا أخوض قضية إلا بدليل، واليوم تريدون مني أن أسلِّم لكم بدون دليل، لا، سأعود لعقلي كما هو، ولا حاجة لي بما أنتم عليه.
فبدأت هنا أناقشه، ورأيت أن أساسه مهزوز؛ قلت له: هل العدم يفعل شيئا؟ قال: لا يفعل.
قلتُ: فعلى ذلك رِجلُك ويدك لم تكونا موجودتين ثم وُجدتا، فمن أوجدهما؟ ولا تقل لي: العدم!! فقال: لا، ليس العدم.
قلت: بل الجنس البشري نفسه لم يكن موجودًا في وقت من الأوقات، كما يقرر علماء الجيولوجيا ذلك، وكذلك مر وقت لم تكن فيه بحار ولا جبال ولا نبات، فهل العدم أوجدها؟
قال: لا.
قلت: النجوم والكواكب والانفجار العظيم والذي بدأ علماء الكون بعد عام 1964 يتجهون إلى هذه الفكرة: بأن الكون ليس أزليًّا - كما كان يدعي (الشيوعيون) - فمن أوجد كل ذلك.
قال: الطبيعة.
فقلت له: آتيك بمصباح .. هل فيه زجاج؟
قال: نعم، والدليل أننا نراه، قلت: فهل عند صائغه غطاء معدني؟
قال: نعم.
قلت: وهل عنده قدرة على جعل هذا الغطاء المعدني محكمًا مع فتحة الزجاج؟
قال: نعم.
قلت: وعنده عِلم بأن التيار الكهربي إذا مر على هذا السلك يضيء؟
قال: نعم.
قلت: فأنت إذن تشهد ببعض صفات مَنْ صَنَعَ، فهل رأيته؟
قال: لا.
قلت: فكيف تصدق بصفاته وما تشاهده وأنت لم تره؟!
قال: مِنْ صُنْعِهِ الذي بين يديك.
قلتُ: فكذلك الله، وأنت مَن صنعه، ونستطيع أن نعرف بعض صفات الله، فهو عليم وخبير وحكيم، وأخذت أضرب له الآيات والأمثلة، وأخذ النقاش يومًا كاملًا.
* ما الدوافع التي تدفع المؤمن الصالح لكي ينكر وجود الله ويلحد؟
الشيخ عبدالمجيد: الرسول - صلى الله عليه وسلم - يقول: «كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو يمجسانه أو ينصرانه»، والأصل أن الفطرة: الإيمان بالله ورسله عند قدوم معجزاتهم هي الأساس، ونقول: (إن الإيمان بضع وسبعون شعبة)، فإذا كان الإيمان ضعيفًا يعتريه الوهن والأمراض، ويوجد (الران) على القلوب، وعندما يفعل المؤمن المعاصي يشعر بالضيق والكآبة، وإذا تراكمت هذه المعاصي حجبت نور الطاعة عن القلب، فلا يعتبر ولا يتعظ ولا يسمع، .. ثم الغفلة، ألا يتذكر الموت ولقاء الله، فهذه كلها دوافع لذلك الطريق.
* وهل للوالدين دور في هذا؟
الشيخ عبدالمجيد: بلا شك كما جاء في الحديث، ثم يأتي بعد ذلك شبهات من المجتمع، فإذا اجتمعت المعاصي مع الغفلة والشبهات، تراكمت في نفس الإنسان، وعندها قد ينسى حقائق الإيمان، ولهذا شرع لنا الذكر والتذكر والذكرى.
* ما هو تعريف الإلحاد؟ وما أثره السلبي على الإسلام؟ ولماذا من ألحد يُقتل؟ أليس هو حرًّا في اختياره؟
الشيخ عبدالمجيد: الإلحاد أصله التحريف لأسماء الله عز وجل: {وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ} [الأعراف:180]، حرَّفوا اسم الله فقالوا: اللات، والعزيز فقالوا: العُزَّى، فالإلحاد: المَيل، وهذا هو الأصل فيه، لكنه أصبح في زماننا يُطلق على الذين لا يؤمنون بشيءٍ ولا بإله .. (الطبيعون) أو (الدهريون) كما يسميهم العلماء في القِدَم.
أما قضية (المرتد) ولماذا يُقتل؟
فأسأل: هل يملك الأمريكي أن يدوس عَلَمَ بلاده؟
وهل يملك الإنسان .. أي إنسان .. أن يتمرد على دستور بلاده؟
إذن القضية تنشأ من طبيعة المجتمعات، والمجتمع يحدد ما هي الخطوط الحمراء التي يتجاوزها أحد وكيف يتعامل مع ذلك، وكيف يحمي نفسه، وهذه الخطوط الحمراء تكون لحماية المجتمع وحفظه.
والمجتمع الإسلامي ليست فيه العقيدة قضية فكرية شخصية فردية فقط - صحيح أنها تظهر كذلك - لكن لها أثرها على المجتمع ككل، والإسلام جاء ليضمن ويحفظ الأعراض والأموال والنفوس، وهذه كلها قائمة على الإيمان، وعلى هذا المعتقد، فإذا سَمح المجتمع بالتمرد على هذا والقضاء عليه فإنه يسمح بالقضاء على هذا الكيان، لذا فهو خط أحمر، ومن كان عنده أي شيء - شبهة فكرية - فالواجب في الإسلام (المناظرة) (المرتد يناظر) ويراجع ويناقش، فإن بقي على إصراره فهو يهدم مقومات المجتمع.
* كيفية التعامل مع الملحد ودعوته للإسلام؟
الشيخ عبدالمجيد: لكل شخص مداخله، ولذلك يجب على الداعية معرفة الشخص الذي يدعوه، ومن أي جهة يأتيه، على أن هناك قواسم مشتركة، فأولًا: لابد من إيقاظ الغافل من غفلته، والكثير من الناس يعيشون وكأن الله غير موجود، أو كانه لن يموت، وثانيًا: أنت محتاج للعلم، وإذا أردت أن تجعله مستيقنًا فلا يقين إلا بعلم، ولا علم إلا بدليل، فعليك أن تدرس حُجج الإيمان وبراهينه، وأن تتعود كيف تقدمها للطبقات المختلفة.
* هل من الممكن أن يكون الشخص مسلمًا وفي نفس الوقت له تصرفات إلحادية وهو لا يدري؟ وهل التعمق في العلوم الدينية أو الغيبية يؤدي بالمرء إلى الإلحاد؟
الشيخ عبدالمجيد: بعض الناس من شدة جهله بالإسلام يقع في أخطاء كبيرة وهو لا يدري، فهو لا يعرف ما هو الصواب وما هو الخطأ؟ ولذلك عليه أن يسأل: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [النحل:43].
والسؤال الثاني: لا يؤدي التعمق إلى الإلحاد؛ لأن الأمور الغيبية لا نؤمن بها إلا بعد أن قام الدليل على صدق الرسول، وأنت كمثال إذا ذهبت إلى الطبيب وقال لك: افعل كذا وكذا فإنك سوف تتصرف كما يقول، وليس بالضرورة أن تعرف ماذا يقصد، المهم أن السر الأكبر أنك تعرف أنه يعرف مرضك ويريد شفاءك، ثم إن كثيرًا من أمور الغيبيات تتعلق بالآخرة لا الدنيا، وهي ليست مشاهدة للناس الآن كالدنيا، ولكن الثقة عن طريق الرسول الناصح صلى الله عليه وسلم والذي تأكدنا من ثقته وصدقه.
* إن الأفكار الملحدة تدخل بعض البيوت، مع أن الأبوين قد يكونا صالحين، وينقسم الأبناء في ذلك، ما العمل معهم، وهل يجب مقاطعتهم؟
الشيخ عبدالمجيد: العلاج الحقيقي هو تقدير الأدلة والحُجج وتقديمها في قالب محبوب ومقبول لدى السامع.
وللأسف بعض الأسر تستخدم أسلوب العنف والضرب والشدة فيفتن السامع والناس!! والله يأمر موسى - عليه السلام -: {فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه:44] ومع من؟ مع فرعون، والرسول - صلى الله عليه وسلم - أوصى معاذ بن جبل وأبا موسى الأشعري عندما بعثهما إلى اليمن: «يَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا، بَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا»
ونحن بحاجة إلى الحكمة .. خاصة في مجتمعات يغلب عليها الكُفر كأمريكا، وفي الإسلام جُعِلَ بندٌ خاص للمؤلفة قلوبهم في الزكاة، ويجب محاولة كسب الطرف الآخر، وفي الغالب هؤلاء عندهم غفلة أو أزمة أو مشكلة، فيجب البحث عما في رأسه.
وفي الجملة هناك (كِبْرٌ على الحق) و(بَطَر الحق)، ولعل أفضل المداخل وأسرعها: الإعجاز العلمي في القرآن والسنة؛ لأنه يأتي في صميم أفكار هؤلاء الملحدين، فالعلم خادم للإسلام وحُجَّة من حججه، وبرهان من براهينه، وأنصح بالاستعانة بعالِم في ذلك.
* لو تحدثنا عن قصة (الإعجاز العلمي في القرآن والسنة)، وكيف دار حوار بينك وبين بعض الملحدين بشأن هذه القصة أو الآية؟
الشيخ عبدالمجيد: العلم معجزة العصر، والقرآن الكريم فيه ذلك الإعجاز، كما قال تعالى: {سَنُرِيهِمْ آَيَاتِنَا فِي الآَفَاقِ وَفِي أَنْفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الحَقُّ}[فصِّلت:53]
وفي مؤتمر دولي عقد في "الدمام" وكنت أنا مسئولًا عن لجنة تسمى (الإعجاز العلمي في القرآن والسنة) جاءنا عالم من أمريكا اسمه (مارشال جونسون) من مشاهير علماء أمريكا، فدخل وقال: ما هو عمل هذه اللجنة؟
قلنا: الإعجاز في القرآن والسنة.
قال: ما معنى هذا؟
قلنا: القرآن ذكر أشياء قبل 1400 عام وكشف عنها العلم الحديث .. بما في ذلك الطب.
قال: مثل ماذا؟
فذكرت له مثالًا يعرفه جيدًا: كانت أوروبا وأطباؤها طوال القرن السابع عشر وبعد اكتشاف الميكروسكوب يقولون: إن الإنسان يخلق خلقًا كاملًا من رأس ورجلين وجسم كامل في رأس المنوي، ولذلك صوروه في رأس المنوي وهو جالس القرفصاء!! وبقيت الفكرة هذه طوال القرن السابع عشر، وفي القرن الثامن عشر اكتشفوا البويضة الموجودة عند المرأة، فوجودها أكبر، فقالوا: هو ليس مخلوقًا خلقًا كاملًا في المنوي، إنما هو مخلوق خلقًا كاملًا في البويضة.. وصورة في البويضة، وكتب الطب تحمل هذه الصور، وتعتبر من تاريخ أوروبا إلى منتصف القرن التاسع عشر، حيث قالوا: لا يوجد خلق كامل، وإنما المسألة أطوار، يبدأ خلية واحدة، ثم عدة خلايا ثم يأخذ شكلًا، فشكلًا آخر، فأشكال أخرى حتى يصل إلى شكل إنسان متكامل.
فقلت للعالم (مارشال جونسون): هذا الذي تخبطتم فيه مدة قرنين ونصف ثم وصلتم إلى الحقيقة .. القرآن قررها منذ أكثر من 1400 عام، يقول تعالى:
{مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ للهِ وَقَارًا * وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا} [نوح:13-14]
وقال تعالى: {يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقًا مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلَاثٍ}[الزُّمر:6]
وقال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ * ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا العَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا المُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا العِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آَخَرَ} [المؤمنون:12-14]
فاستغرب العالم الأمريكي أشد الاستغراب، ثم قال: أنا عندي ثلاثة تفسيرات لهذا الذي قلتموه..!!
قلت: ما هو أول تفسير لك؟
قال: محمد قال هذا صدفة.
قلنا: أمامنا 25 نصًّا من الكتاب والسنة كلها تتكلم عن هذه الأطوار، ولها أسماء.. الأول نطفة، والثاني علقة، والثالث مضغة، كل هذا صدفة؟ وكيف تكون الأسماء صدفة مع دقتها وصدقها؟
قال: إذن فمحمد قصد هذا، ولكن كان عنده ميكرسكوبات ضخمة!!
قلنا: إذا كان عنده هذه الميكروسكوبات الضخمة فهذا يعني تقنية عالية في الآلات البصرية، وفي العدسات، وهذا يعني مصانع زجاج ومصانع مطورة عمن قبله، فأين هذا كله؟
ثم قلت له: سأذكر لك شيئًا .. القرآن قرر في طور النطفة أمورًا لم تكتشفوها إلا بعد عام 1945.
قال: مثل ماذا؟
قلت له: عندما اكتشفتم (الكروزومات) كنتم تقولون: الخلية الأولى عندما تأتي من الرجل والمرأة تكون حاملة للبرنامج الوراثي، والبرنامج الوراثي عبارة عن جينات لا ترى إلا بأضخم الآلات والميكرسكوبات، وهذه الجينات هي التي تحكم الجنين، وهذا هو الذي قرره القرآن: أن الإنسان أول ما يخلق باجتماع النصفين يكون خلقه، ثم يقدر ما سيرث من أبيه، وما سيرث من أمه, ويكون الخلق وفقًا لهذا التقدير، يقول تعالى:
{قُتِلَ الإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ * مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ} [عبس"17-19]
خلقه في النطفة، ثم قدره (البرنامج الوراثي) ثم كذلك أهو ذكر أم أنثى؟
إننا نعرف الآن أن حامل الكروزوم إذا كان حرف (Y) ذكر أو (X) أنثى، وهذا لم يعرف إلا في عام 1945، والقرآن قال قبل ذلك:
{وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى * مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى} [النَّجم:45-46]
فقال العالم (مارشال جونسون): فلم يبق سوى تفسير واحد وهو أن محمدًا رسول الله.
* كيف يتجنب المسلم في الغرب الإلحاد؟
الشيخ عبدالمجيد:
- أولًا: العلم .. أن نتعلم حقيقة وجود الله، وبراهين الإيمان، وحُجج الإثبات، والعلم يقودنا إلى المعرفة، وعدم الاغترار بالشبهات كما قال تعالى:{فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ} [محمد:19]
- وثانيًا: الصُّحْبَة الصالحة، وتَذَكَّر قوله تعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا * لَقَدْ أَضَلَّنِي عَنِ الذِّكْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِي} [الفرقان:27-29]
ومن باب التعريف فإن لي شريطًا بعنوان (إنه الحق)، وهو عبارة عن محاورات مع 14 بروفيسور حول العالم، وفي الإعجاز العلمي في القرآن والسنة، لعل الله يجعل فيه نفعًا واستعانة وتقوية.
* هل يمكن مصادقة الملحد؟
الشيخ عبدالمجيد: هذا يختلف باختلاف الأحوال .. عندما يكون المسلمون في حالة ضعف، فلا تنفع القطيعة والإغلاظ والجفاء؛ لأنك في الحقيقة تقاطع نفسك؛ لأن الغلبة والسيادة لهم، والمجتمع معهم، ولذا كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصبر على جفاء المشركين، ويبحث عنهم في المنتديات والقوافل .. أما في قوة الإسلام والمسلمين فتنفع عندئذ المقاطعة والزجر والهجر.
* بعض الناس يَدَّعِي أن الشيطان أولى بالاتباع من الله، ويسوق أدلة على ذلك:
أ.الشيطان أقوى من الله؛ لأنه عصاه ولم يعاقبه الله.
ب. أحق بالاتباع وإلا لماذا اتبعه آدم وأكل من الشجرة.
جـ. الذين يتبعون الله فقراء مرضى، والذين يتبعون الشيطان أغنياء وأفضل صحة! فما ردكم فضيلة الشيخ على هذا ؟
الشيخ عبدالمجيد: هذه من الشبهات، والتي تدل على ارتباك في عقل الإنسان، وما قال عنه أدلة ليس في الحقيقة كذلك، وهو هذا الدجال المشعوذ - يقر بأن الشيطان مخلوق من مخلوقات الله، فمن أقوى المخلوق أم الخالق؟! شيء عجيب والله!
وأما لماذا لم يقتله الله فلأن الله أراده سببًا وامتحانًا لبني آدم، وجعله من دواعي الشر.
وأما اتباع الشيطان فهذا من العجز، والمسألة لا علاقة لها بالأكثرية والغلبة، والحمد لله أن الغالبية في المجتمعات الإسلامية مؤمنة، ومسألة المال والرزق هذا من الله ولا علاقة لمخلوق به، وقد قال الله تعالى: {وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} [آل عمران:140]، وقد قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القُرَى آَمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ} [الأعراف:96]، وهكذا فالله هو الذي يقرر الرزق.