تواصل معنا

بيان بطلان عقائد القاديانية

الوصف

مقالة

 سِلْسِلَةُ بَيَانِ الِإيمانِ الحقِّ

 والرَّدُّ على الفِرَقِ الَّتِي انْحَرفتِ عَنْ بعضِ مَعَالمِهِ

  

 الرسالة الأولى : بيان بطلان عقائد القاديانية

تأليف

الدكتور أحمد خضر حسنين الحسن

بسم الله الرحمن الرحيم

المقدمة

الحمد لله رب العالمين أحمده على جميع نعمته ، وأستعينه على ذكره وشكره وحسن عبادته ، وأستغفره استغفار من هو معترف بذنبه نادم على خطيئته ، وأستهديه هداية  أسلك بها الطريق إلى جنته ، وأعوذ به من شر نفسي ومن شر الشيطان ووسوسته ،  وأشهد أن لا اله إلا الله  وحده لاشريك  له شهادة أطمع أن أدخل بها في رحمته ، وأشهد أن سيدنا محمدا عبد الله ورسوله الداعي إلى رضوان الله وجنته،  صلى الله وسلم عليه  وعلى آله وجميع صحابته  وعلى من اهتدى بهديه واستن بسنته ودعا بدعوته .

أما بعد : مما هو معلوم أن أركان الإيمان الستة المعلومة - وهي بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وتُؤمن بالقدر خيره وشره - هي الأسس والرّكائز الأساسيّة التي يقوم عليها بناء المجتمع الإيمانيّ والعقيدة الإيمانيّة الصّحيحة عند المسلم، حيث تتعلّق تلك الأركان باعتقادات المُؤمن، بناءً على ما ورد من أخبار صادقة بخصوصها، حيث جاء الرّسل – عليهم الصلاة والسلام - جميعاً بدعوة الناس إليها وذلك لقوله سبحانه وتعالى: (شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَن يَشَاء وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَن يُنِيبُ). سورة الشورى آية: (13) .

وإيمان المؤمن لا يكون صحيحاً أو كاملاً إلا إذا اعتقد اعتقاداً جازماً لا يدخله أيّ شكّ بجميع هذه الأركان، فإن اعتقد بعدم ثبوت أحدها أو حرفه عن الفهم الصحيح فهو خارج عن ملة الإسلام ،وقد جاء ذكر تلك الأركان في مواضع كثيرة في القرآن الكريم والسنّة النبويّة الصّحيحة، كما سيأتي بيانه .

وننوه هنا في هذه المقدمة أن الله تعالى بين لنا بيانا شافيا أن الإسلام هو الدين الحق الذي لا يقبل غيره وأنه قائم على تلك الأركان التي فيها بيان للإيمان الحق الذي قد ارتضاه الله تعالى لعباده وأن كل من خالف بندا من بنوده يعتبر عن انحرف عن الجادة ولن يقبل الله منه فرضا ولا نفلا كما قال تعالى (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ) سورة آل عمران (19) وقد قال العلماء في تفسيرها : في الآية إخبار من الله تعالى بأنه لا دين عنده يقبله من أحد سوى الإسلام ، وهو اتباع الرسل فيما بعثهم الله به في كل حين ، حتى ختموا بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، الذي سد جميع الطرق إليه إلا من جهة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فمن لقي الله بعد بعثته صلى الله عليه وسلم بدين على غير شريعته ، فليس بمتقبَّل منه . كما قال تعالى (وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) سورة آل عمران (85) .

ومن هنا كان من الواجب الاعتقاد الجازم أن النبي محمدا صلى الله عليه وسلم هو خاتم النبوات والرسالات ، فلا نبي بعده للبشرية كما لا رسالة بعد رسالته ، ومن اعتقد غير ذلك فقد كفر وحجد بنبوته صلى الله عليه وسلم كما بين الله سبحانه ذلك بقوله (مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَلَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ ۗ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا) سورة الأحزاب (40).

قال المفسرون : والآية نص في أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - خاتم النبيئين وأنه لا نبي بعده في البشر لأن النبيئين عام ، فخاتم النبيئين هو خاتمهم في صفة النبوة .

ومن الأحاديث ما رواه أبو سعيد الخدري، رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (كانت بنو إسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وأنه لا نبي بعدي) رواه البخاري ومسلم .

وقد أخبر صلى الله عليه وسلم - محذرا للأمة - أنه سيظهر بعده أدعياء كذابون يزعمون أنهم أنبياء ،فعن ثوبان ، رضي الله عنه، قال: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (وإنه سيكون في أمتي كذابون ثلاثون، كلهم يزعم أنه نبي، وأنا خاتم النبيين لا نبي بعدي) رواه الترمذي وأبو داود وغيرهما .

وبناءا على كل ما سبق أحببت أن أكتب هذه الرسالة لبيان الإيمان الصحيح وذلك بإيجاز شديد ، ثم الرد على من خالف في بعض أركان هذا الإيمان وهم الذين ادَّعوا النبوة في العصور المتأخرة ووجدوا لهم مناصرين ممن جهلوا دينهم ألا القاديانية  .

ومن هنا كانت هذه الرسالة تحتوي على مباحث  :

المبحث الأول : بيان حقيقة القاديانية .

المبحث الثاني: بيان الطقوس الباطلة التي يمارسها القاديانية.

المبحث الثالث : الرد العلمي على ادعاء ميرزا غلام أحمد مؤسس القاديانية النبوة بعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبيان كفره بالله تعالى .

وكتبه أخوكم

د.أحمد خضر حسنين

 المبحث الأول

 بيان حقيقة مؤسس القاديانية

 كان لا بد لنا قبل من بيان حقيقة مؤسس القاديانية - بإيجاز شديد - قبل الدخول في معرفة ما هو الباطل من معتقداتهم فأقول : [1]

مؤسسها هو رجلٌ في الهند يسمَّى: ميرزا غُلامُ أحمد القادْيانيّ، ادَّعى النُبُوَّةَ، بحماية من الحكام الإنجليز، وبمساندتهم، وكان أول ما بدأ به أن كتب كتابًا، سمَّاه: البراهين الأحمدية، يرد فيه على اليهود والنصارى؛ ليوهم الناس أنه من المدافعين عن الدين. وبعد فترة ادَّعى أنه مجدِّدُ القرن. ثم ادَّعى أنه المهدي. ثم ادَّعى أنه المسيح. ثم ادَّعى النبوة بوضوح، وأنه رسول من عند الله.

وأما نبوءاته فما أكثرها وما أسرع تحققها لكن بخلاف ما أنبأ وأخبر، فمن ذلك أنه ناظر نصرانيا فأفحمه النصراني، ولما لم يستطع ميرزا إجابته غضب على النصراني، وأراد أن يمحو عار هزيمته، فادعى أن النصراني يموت - إن لم يتب - بعد خمسة عشر شهرا حسب ما أوحى الله إليه، وجاء الموعد المضروب ولم يمت النصراني، فادعى القاديانيون أن النصراني تاب وأناب إلا أن النصراني عندما سمع تلك الدعوى كتب يكذبهم ويفتخر بمسيحيته!!

ومن ذلك زعمه: أن الطاعون لا يدخل بلده قاديان ما دام فيها، ولو دام الطاعون سبعين سنة، فكذبه الله فدخل الطاعون قاديان وفتك بأهلها وكانت وفاته به، وهو الذي قال " وآية له أن الله بشره بأن الطاعون لا يدخل داره، وأن الزلازل لا تهلكه وأنصاره، ويدفع الله عن بيته شرهما ".

واستطاع أن يجمع حوله شرذمة من الناس، عرفوا بالقادْيانيَّة، والأحمديَّة، نسبة إلى بلدة قاديان في ولاية البنجاب من بلاد الهند، وإلى مؤسسها: أحمد القادْيانيّ. وقد تحمَّس هؤلاء في تأييد صاحبهم؛ لجهلهم بأصول الدين، ولطمعهم في المكاسب من قبل المستعمر الإنجليزي، الذي كان يستعمر الهند. والقاديانية، أو الأحمديَّة هي إحدى فرق الباطنيَّة، وأحدثها عهدًا، وأقربها ظهورًا.

فلما مات عثِر على آثاره، وجمعت كتبه، فوجد فيها رسالة بعث بها إلى الحكومة الإنجليزية، وهي بخطه يقول فيها: (إنني قد كتبت في مدح، وتأييد الحكومة الإنجليزية، وحثِّ المسلمين في الهند على الولاء لها، ما يعادل -لو جمع- أكثر من خمسين خزانة.. وإني قد دعوتهم في كل مكان إلى أن يتركوا الجهاد، وأن يخلصوا الولاء لهذه الدولة حفظها الله، وحرسها) . 

 المبحث الثاني

 بيان العقائد الباطلة التي يعتقدها القاديانية

1/ يعتقد القاديانية بتناسخ الأرواح: حيث زعم ميرزا أن إبراهيم عليه السلام ولد بعد ألفين وخمسين سنة في بيت عبدالله بن عبدالمطلب متجسدا بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم، ثم بُعث النبي صلى الله عليه وسلم مرتين أخريين أحدهما عندما حلت الحقيقة المحمدية في المتبع الكامل يعني نفسه.

2/ يعتقدون أن الله يصوم ويصلي وينام ويخطيء، تعالى الله عن قولهم علوا كبيرا، يقول ميرزا: " قال لي الله : إني أصلي وأصوم وأصحو وأنام " وقال :" قال الله : إني مع الرسول أجيب أخطيء وأصيب إني مع الرسول محيط ". 

3/  يقولون: لا قرآن إلا الذي قدمه المسيح الموعود ( الغلام )، ولا حديث إلا ما يكون في ضوء تعليماته، ولا نبي إلا تحت سيادة "غلام أحمد"، ويعتقدون أن كتابهم منزل واسمه الكتاب المبين، وهو غير القرآن الكريم !!

5/ يعتقدون أنهم أصحاب دين جديد مستقل، وشريعة مستقلة، وأن رفاق الغلام كالصحابة،كما جاء في صحيفتهم "الفضل، عدد 92 " : " لم يكن فرق بين أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وتلاميذ الميرزا غلام أحمد، إن أولئك رجال البعثة الأولى وهؤلاء رجال البعثة الثانية ".

6/ يعتقدون أن الحج الأكبر هو الحج إلى قاديان وزيارة قبر القادياني، ونصوا على أن الأماكن المقدسة ثلاثة مكة والمدينة وقاديان ، فقد جاء في صحيفتهم:" أن الحج إلى مكة بغير الحج إلى قاديان حج جاف خشيب، لأن الحج إلى مكة لا يؤدي رسالته ولا يفي بغرضه " .

7/  يبيحون الخمر والأفيون والمخدرات !!

8/ كل مسلم عندهم كافر حتى يدخل القاديانية: كما أن من تزوج أو زوَّج لغير القاديانيين فهو كافر !!.

9/ ينادون بإلغاء الجهاد، ووجوب الطاعة العمياء للحكومة الإنجليزية التي كانت تحتل الهند آنذاك، لأنها - وفق زعمهم - ولي أمر المسلمين!!

10/  يعتقدون أن النبوة لم تختم بمحمد صلى الله عليه وسلم بل هي جارية، وأن الله يرسل الرسول حسب الضرورة، وأن غلام أحمد هو أفضل الأنبياء جميعاً!! وأن جبريل عليه السلام كان ينزل على غلام أحمد بالوحي، وأن إلهاماته كالقرآن وتأولوا قوله صلى الله عليه وسلم:«لا نَبِيَّ بعدي» بقولهم: لا نَبِيَّ معي. وتأولوا قوله تعالى: ﴿وَلَكِنْ رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ﴾ بأن المعنى: زينة النبيين، وليس آخرهم.

وبالطبع تأويلهم للحديث والآية إنما هو تأويل باطل وهو ما قصدنا الرد عليه كما سيأتي في المبحث الثالث والأخير .

 المبحث الثالث

 الرد العلمي على ادعاء ميرزا غلام أحمد مؤسس القاديانية النبوة بعد سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وبيان كفره بالله تعالى

بادئ ذي بد ينبغي أن تعلم أيها المسلم أن الصحابة رضي الله عنهم قد أجمعوا على أن محمدا سيدنا - صلى الله عليه وسلم - خاتم الرسل والأنبياء وعُرف ذلك وتواتر بينهم وفي الأجيال من بعدهم ولذلك لم يترددوا في تكفير مسيلمة الكذاب مدعي النبوة، والأسود العنسي كذلك، فصار معلوما من الدين بالضرورة فمن أنكره فهو كافر خارج عن الإسلام ولو كان معترفا بأن محمدا - صلى الله عليه وسلم - رسول الله للناس كلهم.

وأما من أوَّل النصوص الواردة في ذلك وزعم أنها لا تفيد ختم النبوات والرسالات بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فجوابه في محورين :

المحور الأول : بيان بطلان تأويل القاديانية لقوله تعالى (وَلَكِنْ رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) بأن المعنى: زينة النبيين، وليس آخرهم.

التأويل الصواب أن يقال[2] : الخَاتَمَ، بفتح التاء وكسرها، اشتقاقهما من الخَتْمِ. والختم- في اللغة- ينبئ عن إتمام الشئ، وبلوغ آخره. يقال: فلانٌ خَتَمَ عليك بابه، إذا أعْرَض عنك. وخَتَمَ فلانٌ لك بابَهُ، إذا آثرَك على غيرك. وخَتَم فلانٌ القُرآن، إذا أتمَّ قراءته، أو حفظه إلى آخره. وخاتِمة السورة: آخرها. واخْتَتَمَ الشيء نَقيض افتَتَحه. وخاتَم كل شيء، وخاتِمه، وخِتامه: عاقبتُه وآخرهُ. وخِتامُ الوادي: أقصاه.

وحقيقةُ الخَتْمُ: السَّدُّ على الإناء، والغَلْقُ على الكتاب، بطينٍ ونحوه، مع وضع علامة مرسومة في خاتَم؛ ليمنع ذلك من فتح المختوم. فإذا فُتِح علم صاحبه أنه فتِح، لفسادٍ يظهر في أثر النقش. وقد اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتَمًا لذلك. وقد كانت العرب تختم على قوارير الخمر؛ ليصلحها انحباس الهواء عنها، وتسلم من الأقذار في مدة تعتيقها. والخَتْمُ: أَفواه خَلايا النَّحْل. والخَتْمُ أَن تَجمع النحلُ من الشَّمَع شيئًا رقيقًا، أَرقَّ من شَمَع القُرْص، فَتَطْلِيَه به.

والخاتَم، بفتح التاء، الطين الموضوع على المكان المختوم. وأطلق على القالَبِ المنقوش فيه علامة، أو كتابة، يطبَع بها على الطين، الذي يُختَم به، بحيث لا يخرج منه شيء، ولا يدخل فيه شيء. والخِتام: الطين الذي يُخْتَمَ به على كتابٍ. ويقال: هو الخَتْم، يعني: الطين الذي يُختَم به. والخِتَامُ هو أن تُثار الأرضُ بالبَذرِ حتى يصير البذرُ تحتها، ثم يسقونها. وخَتْمُ البَذر: تغطيته؛ ولذلك قيل للزَّارِعِ: كافرٌ؛ لأنه يغطِّى البَذْر بالتراب. قال الله تعالى:(خَتَمَ اللّهُ عَلَى قُلُوبِهمْ وَعَلَى سَمْعِهِمْ وَعَلَى أَبْصَارِهِمْ غِشَاوَةٌ)(البقرة:7)، فجعل على قلوب الكافرين، وأسماعهم خَتْمًا؛ كختم الطين على الجرَّة؛ ليكون لها مانعًا، يمنعها من ألَّا يدخل فيها شيء، أو يخرج منها شيء.

ولذا كان من معجزاته صلى الله عليه وسلم وجود خاتم على ظهره : ففي الصحيحين عن السائب بن يزيد قال: (ذهبت بي خالتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: يا رسول الله، إن ابن أختي وجعٌ، فمسح رأسي ودعا لي بالبركة، ثم توضأ، فشربت من وَضوئه، ثم قمت خلف ظهره، فنظرت إلى خاتم النبوة بين كتفيه، مثل زر الحجلة). وزر الحجلة: بيضتها. والحجلة طائر كالحمام.

وأما تأويلهم لقوله صلى الله عليه وسلم:«لا نَبِيَّ بعدي» بقولهم: لا نَبِيَّ معي. فاعلم أنه لا يوجد في اللغة العربية (لا) بمعنى معي ، وإنما هذا شئ من عند أنفسهم ليروجوا لباطلهم .

المحور الثاني : بيان كيف أهلك الله تعالى ميرزا غُلامُ أحمد القادْيانيّ الذي ادَّعى النُبُوَّةَ :

قال غلام أحمد القادياني في كتابه:(مجموعة الإعلانات ج3 ص 578)[3]:

بســــــم الله الرحمن الرحيم نحمده و نصلي على رسوله الكريم :يستنبؤنك أحق هو. قل إي وربي إنه لحق :حضرة المولوي ثناء الله، السلام على من اتبع الهدى.

إن سلسلة تكذيبي جارية في جريدتكم "أهل الحديث" منذ مدة طويلة، أنتم تشهدون فيها أنني شخص مفتر و كذاب و دجال وأن دعواي للمسيحية الموعودة كذب وافتراء على الله.

إنني أوذيت منكم إيذاءً وصبرت عليه صبراً جميلاً، لكن لما كنتُ مأموراً بتبليغ الحق من الله وأنتم تصدّون الناس عني فإنني أقول بإنني إن كنت كذاباً ودجالاً كما تقول أنت عني باستمرار إذاً سيكون موتي خلال فترة حياتك، وذلك لأنني أعلم أن مدى حياة الفاسد والدجال ليست طويلة، ففي النهاية لا يلبث أن يموت مخزيا يائساً خلال فترة حياة أعدائه. فمن الأفضل له أن يموت حتى لا يـُهلك عباد الله. وإن لم أكن أنا كذاباً ودجالاً بل كنت مشرّفاً بكلام الله وخطابه وكنت أنا المسيح الموعود فإنني أرجو أنه بفضل الله وحسب سنّته أن لا تفلت من العقوبة التي يستحقها الكذابون.فإن لم تكن أنت خلال حياتي ضحية عقاب ليس بأيدي الناس بل هو كلياً بيد الله مثل الإصابة بمرض فتاك كالطاعون أو الكوليرا وغيره فإنني لا أكون من عند الله تعالى. هذه ليست نبوءة عن طريق الإلهام لكنها عبارة عن تضرع  لله سبحانه كنت قد دعوت الله تعالى به ليفصل بيننا.

ثم قال ميرزا غُلامُ أحمد القادْيانيّ : فأنا أدعو الله: يا مالكي البصير القدير العليم الخبير أنت تعلم ما في نفسي، إن كانت دعواي للمسيحية الموعودة افتراء عليك وأنا في نظرك مفسد كذاب والافتراء في الليل والنهار شغلي فيا مالكي أنا أدعوك بالتضرع والإلحاح أن تميتني قبل المولوي ثناء الله وأن تجعله وجماعته مسرورين بموتي، آمين. لكن يا إلهي الكامل الصادق إن لم يكن المولوي ثناء الله على حق في اتهامه لي فإنني أدعوك بتضرع أن تميته خلال فترة حياتي، لكن ليس بأيدي الناس بل بمرض فتاك مثل الطاعون أو الكوليرا و غيره إلا في حالة أنه أعلن توبته - بمواجهتي و حضور جماعتي– عن كل تلك التوصيفات الحقيرة و كل تلك الألفاظ المسيئة التي اتخذها وظيفته الرسمية والتي سببت لي الألم دائماً. آمين يا رب العالمين آمين.

ثم قال ميرزا غُلامُ أحمد القادْيانيّ : إنني أرى أن المولوي ثناء الله يريد أن يقضي على جماعتي من خلال تلك الإفتراءات وأن يهدم ذلك الصرح الذي صنعته بيديك يا إلهي يا مرسلي. لهذا السبب أنا أتضرع إليك مستمسكاً بعظمتك ورحمتك أن تفصل بيني وبين ثناء الله بالحق، فمن كان في نظرك دجالاً وكذاباً فاجعله يغادر هذه الدنيا في حياة الصادق، أو أصبه ببعض المحن التي تكافيء الموت، يا إلهي الحبيب إفصل بيننا بهذه الطريقة. آمين ثم آمين. ربنا افتح بينا وبين قومنا بالحق و أنت خير الفاتحين. آمين.

ثم ختم بقوله : وأخيرا أرجو من المولوي صاحب أن ينشر هذا الموضوع في دوريته وأن يكتب ما يشاء تحته، والآن الحكم بيننا بيد الله.

ثم ختمها بقوله : الراقم: عبد الله الصمد ميرزا غلام أحمد المسيح الموعود عافاه الله و أيده بتاريخ : 15 إبريل 1907م.

وكان الفصل من عند الله تعالى أن مات غلام أحمد القادياني في حياة الشيخ ثناء الله تسري بالكوليرا، أي كما دعا في المباهلة التي هو أصلا طلبها من الشيخ ثناء الله تسري.

هذا وقد تم ما أردت بيانه حول الانحراف الذي وقع من بعض الفرق في عقيدة ختم النبوة، ونسأل لله تعالى أن يهديهم إلى الصواب وأن يبصرهم بالحق .

 وأرجو الله تعالى أن تكون هذه الرسالة سببا في ذلك والحمد لله أولا وآخراً

أهم المراجع التي كتبت في الرد عليهم والكشف عن زيفهم وباطلهم :

1/ القاديانية دراسات وتحليل – تأليف الاستاذ إحسان إلهي ظهير.

2/ القادياني والقاديانية دراسة وتحليل – تأليف ابو الحسن علي الحُسني النَدوي.

3/ موقع الـقـاديـانـيـة دراسات وتحليل .

المرفقات

التصنيفات العلمية

أضف تعليقا