تواصل معنا

المحكمات بين ثبات المؤمن وارتباك الملحد (مقالة)

الوصف

تنعكس النظرة التي نرى بها الكون والإنسان على القرار الوجودي المتعلق بالدين والإلحاد، وينطلق كل من المؤمن والملحد من مجموعة من الأطروحات لإثبات صحة دليله، وصحة ما يعتقد مستخدمًا جميع الأدوات الوصفية والتحليلية وغيرها، كي يصل إلى نتيجة سليمة تصب في قرارته وأحكامه وفلسفة الحياة عنده.  ولأهمية مفهوم المحكمات في بناء كلتا الوجهتين سأطرح في هذا المقال محاولة تبيان المقدرة التفسيرية لكل من الدين والإلحاد لمفهوم المحكمات والثوابت، وضمنًا مفهوم المتشابه حتى تكتمل الصورة.

مقالة

تنعكس النظرة التي نرى بها الكون والإنسان على القرار الوجودي المتعلق بالدين والإلحاد، وينطلق كل من المؤمن والملحد من مجموعة من الأطروحات لإثبات صحة دليله، وصحة ما يعتقد مستخدمًا جميع الأدوات الوصفية والتحليلية وغيرها، كي يصل إلى نتيجة سليمة تصب في قرارته وأحكامه وفلسفة الحياة عنده.
 ولأهمية مفهوم المحكمات في بناء كلتا الوجهتين سأطرح في هذا المقال محاولة تبيان المقدرة التفسيرية لكل من الدين والإلحاد لمفهوم المحكمات والثوابت، وضمنًا مفهوم المتشابه حتى تكتمل الصورة.
 يعرف الدكتور حاتم العوني المُحكمات بأنها: "كل ثابت بأدلة يقينية، يكون عاصمًا للفكر من الانحراف لشدة اتقانه وقوة بنائه الفكري، ويكون الخلل فيه سببًا في الخلل في التفكير       
مسوغات التعريف:
- تشكل الحقيقة (أي مفهوم الحق) أهم محور ومنطلق في حياة البشر، فبدون نظامٍ محكمٍ يقيني لن تستوي المعرفة، ولن تقر أخلاق، ولن يُعرف صحيح من سقيم.
 - القول المضاد لليقين، الذي هو انعدامها أو ما يُسمى نسبية الحقيقة قولٌ يُدخل صاحبه في إشكال عميق، حيث أنه قول متناقض بذاته؛ فلو سألنا هل قولكم (كل شيء نسبي) هذه المقولة التي بين أقواس هل هي يقينية أم نسبية؟ فإن قالوا: يقينية فقد نقضوا مذهبهم لأنهم لا يعترفون باليقين في الأصل، وإن قالوا: نسبية فقد أبطلوا مقولتهم ذاتها!
 - "إن المغالاة في النسبية يقود إلى العدمية، بما يترتب عليه من خسارة فضيلة اليقين ومنزلة الإحسان، والإغراق في الارتياب والحيرة واللاحسم         
 و لهذا كان اليقين والحقيقة هما سيدا الموقف، ومنطلق البشر السليم.
 المحكم الكوني: (الكون المعد بعناية (The fine Tuning universe )
هناك مجموعة من الثوابت الكونية تحكم سير عمل الكون، فلو اختلت بمقدار بسيط جدًا يصبح الكون غير صالح للحياة ولا للفهم، وفي هذا الصدد يقول أينشتاين مقولته الشهيرة:
"إن أكثر الأمور غير المفهومة في الكون، أنه قابل للفهم"!
 The most incomprehensible thing about the world is that it is comprehensible
  يقول عالم الأحياء البيولوجية (Michael Denton
"مثلاً: إذا كانت قوة الجاذبية الثقالية أقوى بتريليون مرة، فالكون سيكون غايةً في الصغر وتاريخ حياته قصيراً جداً! فمن أجل نجم متوسط ​​كتلته أقل بتريليون مرة منها للشمس! فلن تمتد حياته لحوالي سنة، ومن ناحية أخرى إذا كانت الجاذبية الثقالية أقل طاقة، فلن تتشكل نجوم ولا مجرات إطلاقاً، وكذلك فإن العلاقات الأخرى والقيم ليست أقل حدّية من ذلك.. فإذا ضعفت القوة القوية بمقدار قليل جدًا فسيكون العنصر الوحيد المستقر هو غاز الهيدروجين، ولن توجد ذرات لعناصر أخرى في هذه الحالة، وإذا كانت أقوى بقليل بعلاقتها مع الكهراطيسية عندئذ: فستحتوي نواة الذرة على بروتونين، وسيكون ذلك مظهرًا لاستقرار الكون عندئذ، وأنه لن يحتوي على غاز الهيدروجين، وإذا تطورت نجوم أو مجرات فيه فسوف تكون مختلفة تماماً عن طبيعتها الحالية.
 واضح أنه إذا لم يكن لتلك القوى المختلفة وثوابتها؛ القيم التي أخذتها بالضبط فلن يكون هناك نجوم ولا مستعرات ولا كواكب ولا ذرات ولا حياة    
ويقول البروفسور Gerard F Gilmore:
"الطاقة السوداء هي التي تجمع كوننا، ودون هذه الكمية من الطاقة السوداء فإن الشمس ستبتعد عن مجرتنا، وعليه لن يكون هناك  حياة                      
المحكم الكوني في خلق الإنسان:
يقول الكاتب العلمي Carl Zimmerفي إجابة له على موقع (Nationalgeographic بخصوص عدد الخلايا في جسم الإنسان
"إن تقدير عدد الخلايا في جسم الإنسان صعب؛ ذلك بسبب موت عدد كبير جداً من الخلايا في كل ثانية، بالإضافة إلى تفاوت أحجام البشر، ويمكن تقريب القول إن في جسم الإنسان الذي يبلغ وزنه 70 كيلو جراما هناك 70 ترليون خلية"
 ويقول الدكتور منصور أبو شريعة العبادي في مقاله (وفي أنفسكم أفلا تبصرون القلب):
"تتفرع الشرايين والأوردة الرئيسية تفرعات كثيرة بحيث يمكنها الوصول إلى جميع خلايا الجسم، وهي أشبه ما تكون بشبكة توزيع المياه في المدن باستخدام الأنابيب أو المواسير التي تبدأ بمواسير كبيرة، قد يزيد قطرها عن المتر، وتنتهي بمواسير قطرها نصف بوصة عند المنازلويبلغ معدل مجموع أطوال الأوعية الدموية في جسم الإنسان 97 ألف كيلومتر! وللمقارنة مع شبكات المياه فإن مجموع طول المواسير في شبكة مياه مدينة القاهرة على سبيل المثال يبلغ 20 ألف كيلومتر تؤمن الماء لخمسة عشر مليون نسمة "
 فانظر إلى الدقة والإعجاز بين الشرايين والخلايا وهذه الأعداد العظيمة وكيفية الربط المتقن لها، ولهذا تعتبر هذه من المُحكمات الكبرى للحفاظ على حياة الإنسان واستمرار نظامه.
 وانظر إلى هذه الدقة الكونية التي تحفظ سير الكون من الدمار، في معادلات (تُحكم) سير الكون، حيث لو اختلت بشكل بسيط جداً يختل نظام الكون كلياً، ويصبح غير قابل للحياة..
 نظرة الملحد للكون والإنسان:
يكثر في نظر الملحد البحث عن الثغرات في النظام الكوني (فساده، العشوائية فيه)، ومثله في جسم الإنسان، يقول التطوري Jay Stephen Gould
"ما كانت نظرية الانتخاب الطبيعي لتحل محل مذهب الخلق الإلهي لو كان هناك تصميم واضح رائع منتشر في كل الكائنات، لقد فهم تشارلز دارون ذلك فركّز على المعالم التي لم تكن لتوجد في عالمٍ أُسس وفق الحكمة البالغةوهذا المبدأ ما زال صحيحاً اليوم"
 ويكثر كلامهم عن الأعضاء الأثرية والضامرة، وبخصوص الكون يكثر الكلام عن (لماذا كل هذا الكون بكبره لخدمة هذا الإنسان وتسخير كل شيءٍ له، وهو نقطة مهملة لا قيمة لها في الكون؟!.. إلى آخر هذه المتشابهات التي يسوقها الملحد.
 وأكبر إشكال عند الملحد أنه يعتقد أن المؤمن لا يُسلم بالفساد من حيث الأصل، وهذا غلط وخلل في تمحيص وجهة النظر الإيمانية.
 حيث تنطلق وجهة النظر الإيمانية من باب المُحكموهو النظام الدقيق في الكون كما سقت بعض دلائله في أول المقال، وأما ما يتشابه من النظام الكوني أو الخلق الإنساني فنظرة المؤمن ترده للمُحكم، وحتى يستقيم الفكر والعقل وإلا لكان الشاذ هو القاعدة ولما قام حكم عقل قط!
 ثمّ إن الصورة عند المؤمن تتكون من ظل وأصل، وأي نظر لواحد منهما بمعزل عن الآخر يَنتج عنه خلل في التصور، فنحن نرى السواد الذي في الصورة كعامل إبداع ليكتمل ظلها وجمالها، ونرده إلى تلك الشمس والبحار التي تزين المنظر، وهذا أساس يقام عليه أصل الفكر ومتانة المنطق ولا يُنكر.
 يقول الدكتور عبد الكريم بكار في آية ﴿ وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ الذاريات

"إن فَطْر الله (جل وعلا) للكون على المزاوجة دليل إضافي على المغايرة بين المخلوق والخالق المتفرد في ذاته وصفاته وأفعاله، حيث إن ما يترسخ في الخبرة البشرية على الدوام من أن الخلق واحد، ويخضع لقوانين واحدة، وتحكم حركتَه ونموه وانهياره قواعدُ واحدة، إن كل ذلك يدل على توحد الخالق (جل ثناؤه) الذي أوجد كل ذلك التنظيم الدقيق   المعجز 
وعليه فالمؤمن لا ينفي جهله ببعض مظاهر الكون التي لم تتجلى حكمتها له بعد، بل هو يدمجها في المُحكم الكوني المتمثل بالدقة حتى تكتمل جمالية الصورة التي سلبت عقول العلماء والأدباء.
 المُحكم ونقد أطروحة سام هاريس في الحكمة الإلهية:
يبدأ سام هاريس مقاطعاً له على ذكر عدد الأطفال الذين يموتون قبل سن الخامسة، ويقول إنهم بالملايين، ثم ينسج على هذه المقولة حججاً (عاطفية) في ظلم الإله وكيف يتركهم للموت؟ إلى أن يصل إلى أن الإله غير موجود!
 لنستعرض في البداية حسابًا بسيطًا قمت به في يوم 30/3/2014م في الساعة 10.40 دقيقة لعدد المواليد والوفيات في العالم معتمدا على موقع "إحصاءات العالم" وكان الحساب كالتالي:
عدد المواليد  33686607 * 100 / 7000000000 = 0.48%
عدد الوفيات  13899903 * 100 / 7000000000 = 0.19 %
 حساب بسيط يرشدك إلى أن المحكم هنا نعمة الحياة، حيث تساوي تقريباً ثلاث أضعاف نسبة الوفيات!
 والسؤال المطروح بعدها هو: لماذا لا ينظر الملحد إلى هذه النسبة المحكمة وما يتبعها من: فرحة ونعمة وخَلق وترتيب ونظام، ويترك نفسه لمتشابه الأمر الذي لا يدري حكمته!
 وكما سأل الدكتور هيثم طلعت في مقال له: كيف يفسر الملحد معضلة الخير في الأرض وهي الأصل والأساس
 فانظر فيمن حولك أغلبهم): هل الأصل فيهم الصحة أم المرض لا شك أن الصحة هي الأصل والحياة هي الأصل، إذًا لماذا هذه النظرة من الملحد وكأنه يريد أن يقول أن الأصل هو المرض والموت؟!

ولتفسير عميق لهذه الظاهرة انظر في قول الله تعالى
﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ ﴾ [ آل عمران: 7.
 ويُهمل هاريس قضية في غاية الأهمية في المبحث الوجودي، ألا وهي (مُحكم الحكمة والإتقان)، فالشخص المتسم بشدة الإتقان والبناء الفكري - كما أشرت بالتعريف - سيجعل موت الأطفال لحكمة وعلم: لا عن عبث وعجز!
 ولنبين القضية بشكل أوضح: فلنتكلم عن الميزان الكوني في ظل واقعة شهيرة حدثت في ولاية أريزونا الأمريكية، حيث كان يوجد بها في عام 1907م عدد 4000 أيل -أي غزال- بسلام، ووفق التوازن الطبيعي المُحكم الذي وضعه الله، فسمحت السلطات الأمريكية للصيادين بأن يصطادو مفترِسات تلك الأيائل في تلك المنطقة -مثل الكوجر والذئاب- ظناً منهم بأنهم سيكونون أرحم من الله بتلك الأيائل! فشرع الصيادون في الاصطياد بالفعل وقتلوا الكوجر والذئاب إلى أن تناقصت أعدادها بشكل ملحوظ، فماذا حدث بعد ذلك؟؟ في عام 1916م أصبح عدد الأيائل 100000!! نعم: مئة ألف! ولكن.. كيف ستتغذى كل هذه الأيائل؟ بعد عدة أعوام: هلك نصفها لعدم توافر الطعام الكافي! وبعد أن توقف الصيادون عن اصطياد الكوجر والذئاب: عاد عدد الأيائل إلى قريب من العدد السابق 4000 حيث وصل في آخر رصيد سنة 1939م 10000 أيل، وهذا تم وفق التوازن الطبيعي الذي فرضه الله، ووفق حكمته!.
 فكيف غاب عن الملحد أن موت الأطفال أو أي روح على الأرض تكون عبثاً، ولماذا لم يُرجعها للأصل المُحكم في الكون وهو الحكمة؟ والتي هي هنا التوازن الدقيق العجيب في نظام الكون، وخاصة أن علة القياس واضحة في قياس الأيائل على الأطفال.
مع التنويه على أن موت الأطفال يتبعه اختبار لهم في الآخرة، كما جاء في الأحاديث الصحيحة   ومثلهم مثل كل مَن لم تبلغه رسالات الله في الدنيا، وإنما كان امتحاناً وابتلاءً لغيره.
 وفي نهاية الرد على أطروحة هاريس:
ماذا يقدم الإلحاد لأهل مَن يموت مِن الأطفال، وماذا يقدم للأطفال هؤلاء، مِن منطلق ما يكرره مِن أن الطبيعة جبرية؟ لأنه حين تقول ما ذنب فلان أن يترعرع في بيئة لا تؤمن بالدين الصحيح –و هذا يرشد إلى قوله بتأثير البيئة المباشر على البشر- فلماذا تعترض في الأساس على فعلها بالقتل؟ مَن أعطى الملحد هذا الحس الإنساني ليعترض على الفعل المادي الذي هو الأصل عنده؟و عليه فالإلحاد لا يقدم شيئًا في الحقيقة إلا العدم..
محكم النطق:
قال تعالى﴿ فَوَرَبِّ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَالذاريات: 22.
 يقول ابن كثير في تفسير الآية: يُقْسِم تعالى بنفسه الكريمة أن ما وعدهم به مِن أمر القيامة والبعث والجزاء، كائن لا محالة، وهو حق لا مرية فيه، فلا تشكو فيه كما لا تشكون في نطقكم حين تنطقون.
 النطق هو هذا الظاهر الذي لا خلاف عليه بين عقلاء أهل الأرض، وهو مِن أحكم الصفات بين بني البشر، ومِن أميزها لهم عن الحيوان! ومع هذا فمسألة النطق واللغة هي مِن أصعب ما يكون على مستوى التفسير والماهية، فهي معجزة وآية مِن آيات الله، ويفسر كارل بوبر (karl popperاللغة استنادًا إلى تفسير أستاذه (Karl Bühler
 بناء على ثلاث وظائف:
- الوظيفة التعبيرية:
عبارة عن تعبير خارجي عن حالة داخلية، وهذه حتى أجهزة الراديو أو إشارات المرور تستطيع أن تطلق تعبيرات بسيطة، الحيوانات كذلك والإنسان أيضاً، بل حتى أي فعل تفعله هو شكل مِن التعبير الذاتي.
 - وظيفة الإشارة أو النشر:
عندما يؤدي تعبيرنا الذاتي (سواء اللغوي أو غيره) إلى رد فعل في الحيوان أو الإنسان: يمكننا أن نقول أنه أخذ مأخذ الإشارة.

 - الوظيفة الوصفية:
تتضمن النوعين السابقين، ولكن ما يميز هذه الوظيفة علاوة على التعبير والتواصل (اللذين قد يصبحان جانبين للموقف غير مهمين على الإطلاق) فإنها تصنع عبارات يمكن أن تكون صادقة أو كاذبة: أي تدخل معيار الصدق والكذب.
 - وأضاف إليهم بوبر الوظيفة الجدلية (argumentative) :لتضيف الحجة إلى الوظائف الثلاث مع إدخال قيمتيها: الخطأ والصواب.
وعلى هذا.. فالمادي أو الفيزيائي على رأي بوبر: لا يستطيع التعامل إلا مع الوظيفة الأولى والثانية فقط، حيث إن الفيزيائي سيجعلها مقابلة لحالة المتكلم لها وظيفة تعبيرية فقط، وأما السلوكي فسيعتبرها جزء مِن التواصل ورد الفعل لا أكثر! وما يترتب على قول هؤلاء كارثي (كما يسميه بوبر نفسه) حيث إن هذا الرأي "يغفل كل ما هو مميز للغة البشرية ومفرق لها عن لغة الحيوان: أي قدرتها على صنع عبارات صادقة وكاذبة، وإنتاج حجج صائبة تقوم عليها النظريات العلمية والمناظرات الحجية، وحجج كاذبة يتم تفنيدها بالفحص العلمي، وهذا الإغفال مِن شأنه بالضرورة أن يحجب عنا رؤية الفرق بين الدعاية والترهيب القولي والحجة العلمية!  و قد أشار بوبر إلى نظرية نعوم تشومسكي في اللغة "التي يتحدث عنها باعتبارها معجزة، وباعتبارها ظاهر   
ة لا يمكن تفسيرها مادياً، وإنما في إطار نموذج توليدي يفترض كمون القدرة اللغوية في عقل الطفل. وهذا الكمون يعني أن العقل ليس مجرد المخ أو مجموعة من الخلايا والإنزيمات" .
 انظر إلى هذا الشاهد الواضح الخفي، فالميعاد والقيامة هي أمور واضحة كالنطق، وإن كانت تخفى مثله (أي النطق) مِن حيث التفسير والماهية!
 فهل يجوز لنا أن نحتج بالخرس الذي هو (متشابه) على المُحكم الذي هو النطق، ثم نقول النطق عملية لا أهمية لها لأن هناك مَن لا ينطق، وعليه لا فائدة مِن هذه العملية ثم الإله لا حكمة له فيها ثم الإله غير موجود!.
 وفي النهاية:
أيهما أقدر - بعد هذا التحليل - على تفسير المُحكم والمُتشابه، الإيمان أم الإلحاد؟


المرفقات

أضف تعليقا