تأليف
الوصف
منظمات الردة الحديثة لعنة خرجت من رَحِم المنظَّمات الإنسانية! للأسف الموضوع ليس حديثًا، من المرعب أننا بِتْنا نشهد في أيامنا هذه أحاديثَ مُكثَّفةً عن حوادث متتالية لتحوُّل مسلمين/ مسلمات، من الالتزام إلى الإلحاد، وبالمصطلح الشرعي "ارتدادهم عن الإسلام"، أحاديث لا تخلو من دهشةٍ وحيرةٍ وألمٍ ومرارةٍ يعلوها سؤال: لماذا؟ وكيف؟
مقالة
الحلقة السابعة وفيها:
منظمات الردة الحديثة لعنة خرجت من رَحِم المنظَّمات الإنسانية!
للأسف الموضوع ليس حديثًا، من المرعب أننا بِتْنا نشهد في أيامنا هذه أحاديثَ مُكثَّفةً عن حوادث متتالية لتحوُّل مسلمين/ مسلمات، من الالتزام إلى الإلحاد، وبالمصطلح الشرعي "ارتدادهم عن الإسلام"، أحاديث لا تخلو من دهشةٍ وحيرةٍ وألمٍ ومرارةٍ يعلوها سؤال: لماذا؟ وكيف؟
• أولًا، جواب "لماذا"؟ هو: لأننا "نحن" من سمحنا بهذا، والحديث هنا يطول جدًّا؛ لكن يمكننا أن نقول باختصار: إننا نحن مَن أسلمنا زمامَ عقولنا وعقول أبنائنا لأعدائنا بحجة اللحاق بركب التطوُّر، ربطنا العلم والتفوُّق بالتحرُّر والانغلاق والتخلُّف بالدين، تمامًا كما أرادوا، فأصبحنا ملكيين أكثرَ من الملك.
نسينا الله فأنسانا أنفسنا، ضربنا صفحًا عن كل مشوهات ومميعات العقيدة التي كان/ ولا زال يُحقن بها أبناؤنا، ووقفنا موقف الأبله الذي يُهدَم بيتُه أمام عينيه وهو مشغول برباط حذائه.
• أما جواب كيف؟ هو: بجهود أعداء الإسلام الذين يعملون ليلًا ونهارًا بجهود استهَنَّا بها، على نقض عُرى الإسلام وهدمه من الداخل، وهنا سنقف قليلًا لنعرض شيئًا ممَّا قد يُبدِّد بعضَ الحيرة التي تتملَّك البعض فلا يجدون تفسيرًا لحالات الإلحاد المؤلمة التي يعيشها أبناءُ الأُمَّة من مختلف الشرائح الاجتماعية:
المنظمات الراعية للردة عن الإسلام:
ربما سمِعَ البعض مِنَّا عن هذه المنظمات فيما مضى لكن بصورة باهتة، اعتُبِرتْ في حينها هرطقات شُذَّاذ آفاق، منفصمين نفسيًّا، وهذا الخطأ لطالما ارتكَبْناه في الاستخفاف بمستصغر الشَّرَر.
المرعب أنك عندما تتصفَّح محركات البحث الآن بعنوان "منظمات الرِّدَّة عن الإسلام" ترى مصائب وخاصة في مواقع اليوتيوب.
The Central Council of Ex-Muslims
المجلس المركزي للمسلمين السابقين، وأنا أحب أن أضعها موضعها فأترجمها: "المجلس المركزي للمرتدين عن الإسلام"، ففي الإسلام لا يوجد مسلم سابق ومسلم لاحق، يوجد مسلم ومرتد.
والمجلس عبارة عن جمعية ألمانية من غير المتدينين، والأشخاص العلمانيين الذين كانوا مسلمين أو من بلد إسلامي، أُسِّسَت في 21 يناير 2007، وبحلول شهر مايو من ذات العام وصل عدد الأعضاء فيها إلى 200 عضو.
وخلال مدة وجيزة افتَتَحَتْ هذه الجمعية فروعًا لها في عدد من البلدان، كان أوَّلها في بريطانيا وهولندا والدول الإسكندنافية، ومن ثمَّ في أمريكا الشمالية.
طبعًا هدف القائمين على هذه المنظَّمات والأعضاء المنتسبين لها على حدٍّ سواء، هدفهم "مساعدة كل من يريد/ تريد الارتداد عن الإسلام" باعتبار الإسلام دينًا راديكاليًّا إرهابيًّا غير قابل للتغيير من جهة، وبدعوى حرية الدين والرأي، أي "التمتُّع" بالحرية المطلقة في نقد كل ما يعتبر "مقدسًا" في الإسلام.
يعتبر "أبناء" هذه المنظمات أنفسهم سُفراء "الإنسانية"، أو المذهب أو "الدين الإنساني" في تطبيق مبادئه التي تقوم على اللادين، وحرية المعتقد والرأي والتعبير المطلقة.
هذا المجلس أو المنظمة وفروعها يعيثون في الأرض فسادًا وبدعم من جهات لا يخفى هدفُها على أحد.
الجدير بالذكر أن مجموعات المرتدين عن الإسلام في أمريكا الشمالية Ex-Muslims of North America، قامت بشكل مستقل في كل من كندا وأمريكا الشمالية، ثم ألحقت نفسها بالمجلس المركزي للمرتدين عن الإسلام.