تواصل معنا

الماسونية (مقالة)

الوصف

"‏إن القُوَى الخفيَّة اليهودية العالمية التي بدأ تأسيسُها منذ عام 37م تقريبًا - أو عام 43م - وذلك لمحاربة دعوة السيد المسيح - عليه السلام - وللمحافظة على الهيكل بعد أن أنذرَهم المسيح بهدمِه، ثم صارت هذه القوة الخفية تضربُ جميع شعوب العالم في الظلام بخنجر مسموم تحت العباءة، منذ شتات اليهود في العالم بالسَّبْي الروماني الثاني عام 70م حتى يومِنا هذا، بزعم أن جميع شعوب العالم مجرمون في حق اليهود؛ لأنهم تسبَّبوا في سَبْيهم وملاحقتهم واضطهادهم‏.‏

 

مقالة

‏"‏إن القُوَى الخفيَّة اليهودية العالمية التي بدأ تأسيسُها منذ عام 37م تقريبًا - أو عام 43م - وذلك لمحاربة دعوة السيد المسيح - عليه السلام - وللمحافظة على الهيكل بعد أن أنذرَهم المسيح بهدمِه، ثم صارت هذه القوة الخفية تضربُ جميع شعوب العالم في الظلام بخنجر مسموم تحت العباءة، منذ شتات اليهود في العالم بالسَّبْي الروماني الثاني عام 70م حتى يومِنا هذا، بزعم أن جميع شعوب العالم مجرمون في حق اليهود؛ لأنهم تسبَّبوا في سَبْيهم وملاحقتهم واضطهادهم‏.‏

 

لقد غيَّرت القوة الخفية عبر عصور التاريخ المختلفة من جلودِها وأساليبها، ولكنها لم تغيِّر من أهدافها، حتى وصلتْنا في مطلع القرن العشرين - حيث كان مولد الدولة اللقيطة - بما يعرف بالماسونية‏".‏

 

وما الماسونيةُ - وما تفرَّع عنها من هيئات ومنظمات وأندية - سوى الوجه الحديث للقوة الخفية تلك، لقد اتَّخذت القوة الخفية منذ أن تأسَّست شعارَ ‏"الحية النُّحَاسية‏"‏ شعارًا لها، واضعة ذيلَها في فلسطين، وتاركة الرأس والجسد يَعِيثان في العالم فسادًا وإفسادًا، ولم ولن يهدأ لها بال إلا إذا التقى الرأس بالذَّنَب، وقامت دولة إسرائيل من الفرات إلى النِّيل، تحكم العالم، وتتحكم في مصيره ومقدراته‏"؛‏ ‏[‏القوى الخفية اليهودية الماسونية ‏(المقدمة‏)‏ بتصرف‏].

 

‏"‏لقد قضى السَّبْي الروماني على آخر كيان سياسي شبه مستقلٍّ لليهود، ولكنه لم يقضِ على إصرارِهم في العمل الدائب المستمرِّ للرجوع إلى أرض الميعاد، وتنفيذ مقررات العريش الخمسة، فكيف استطاع اليهود - على قلتهم، وضعفهم، وجبنهم، وشتاتهم - أن يصمدوا للاضطهاد والملاحقة، فلا يذوبوا كما ذاب غيرهم في الإمبراطوريات الواسعة، ويَضِيعوا في الشعوب القوية التي عاشوا في كنفها، وإنما تَحَوصَلوا في كُلْيَتي التاريخ، ينشرون دسائسهم ومؤامراتهم، لقد استطاعوا ذلك بالحيلة، والمكر، والخداع، والمراوغة، وبتلك الجمعيات والتكتلات السرية التي مكَّنَتهم من رفع لواء المبدأ اللاإنساني في السلوك البشري ‏"الغاية تبرِّر الوسيلة‏"، ‏وكل ما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب‏.‏

 

لقد أنشأ اليهودُ لتنفيذِ أغراضهم ومخططاتهم جمعياتٍ ومنظمات سرية، اتَّخذت لها عبر تاريخهم الطويل أسماءً وأشكالاً مختلفة؛ لتلائم الزمان والمكان والناس، وهي اليوم تعرف‏ "‏بالماسونية‏"؛ ‏‏[‏المرجع السابق‏: ص 7، بتصرف‏].‏

 

ونحن لا نغالي إذا قلنا بأن الماسونية منذ أن عرفت بشكلها الحالي الجديد، إنما هي الأم الرؤوم لكل تنظيمٍ أو جمعية يهودية، ومنها تفرَّعت ‏"‏بنات الماسونية‏"؛‏ مثل‏: البهائية، الدونمة، نوادي الليونز، جماعة شهود يهوه، جمعية بناي برث، عبدة الشيطان‏.‏‏.‏‏. ‏إلخ؛‏ [‏راجع بتوسع‏: المرجع السابق، ص 117 - 166‏].‏

 

‏"‏ويعتقد بأنه يوجد في العالم ما يقرب من ثلاثمائة عضو، من كبار الرؤوس اليهودية، منبثِّين في تنظيمات يهودية سرية، وفي تنظيمات سرية وعلنية أيضًا، يحرِّكها اليهود من وراء ستار، ويعرف هؤلاء بعضهم تنظيميًّا وحركيًّا، وهؤلاء هم - بحسب تقديرات مَن يعرفون بواطن الأمور - الذين يضعون المخطَّطات السرية لجميع يهود العالم وأنصارهم وعملائهم؛ ليتحركوا بها ضمن أهداف مرحلية، وأهداف بعيدة المدى، ويشكِّل هؤلاء بمجموعهم ما يشبهُ حكومة سرية عالمية لا يُعرَف لها عاصمة، ولا وزراء، تَرى ولا تُرى، تَضرب ولا تُضرب، وتتلاعب بمقدَّرات العالم ومصيره، بشكل سري مخطط مدروس‏.‏

 

أهدافها القريبة‏:

قيام إسرائيل، وجعل العالم كله في حالة ضياع وفوضى، تمهيدًا لاستغلاله واستذلاله‏.‏‏

 

وأهدافها البعيدة‏:

قيام مملكة يهوذا، عليها مَلِك من نسل داود - حفيد يهوذا - تقوم على أنقاض عالَم متهدِّم، ضائع، جائع، تفسَّخت فيه الأديان والأقوام والأُسَر‏.‏‏.‏ وتلاشت فيه الحكومات والأخلاق والقيم ‏.‏‏.‏ ومن ثَمَّ يحكمه من أقصاه إلى أقصاه، حكمًا إرهابيًّا دكتاتوريًّا، لا صوت فيه يعلو على صوت يهوذا، ولا إله يعرف فيه غير يهوذا‏.‏‏‏.‏ وليس على اليهود سوى أن يقدِّموا لهذا العالم الضائع الجائع علفًا يوميًّا مقيتًا، لا يُسمِن ولا يغني من جوع، وسخافات توراتية تلمودية لا تخاطب عقلاً، ولا تُحْيِي ضميرًا‏.‏

 

لقد عاشت الماسونية منذ تأسيسها حتى اليوم بجناحين؛ هما‏: ‏السرية التامة، وشعارٌ إنساني ذو ثلاث شُعَب؛ هي: "الحرية - الإخاء - المساواة‏".‏

 

ولا ندري - وايم الحق - سببًا لمثل هذه السرية، إذا كانت الماسونية قد أنشئت فعلاً لخدمة الإنسانية كما يزعم دَهَاقِنتُها‏‏‏!‏

 

لقد تلفَّحت الماسونية بالأقسام المغلَّظة، والتهديد بقتل مَن يُفشِي أسرارَها من الأعضاء، أو فضح جرائم المرتدِّين عنها وسخائمهم، كما بادرت - في الجهة المقابلة - لخدمة الأعضاء الذين يبقون سائرين في رِكَابها، كما تلفَّحت أيضًا بالدعاية المتقنة، والمراوغة الذكية‏.‏‏.‏‏ ‏إلا أن الحقائق قد بدأتْ تتكشَّف، وبخاصة في الآونة الأخيرة بعد أن انتشر الوَعْي بين الناس، عن زيفِ الماسونية وضلالها، لقد فضحها كبار أساتذتها العظام المرتدُّون عنها، فما عاد لها ذلك البريق الأخَّاذ المخادع، وما عادتْ لها تلك القدسية المغلَّفة بالأسرار والألغاز، بعد أن تهاوت محابسها من أصابعِ أنصارها، وتساقطت شعاراتها وقلائدها وإزارتها من على ياقاتهم وأجسامهم، ولو أنها ما زالت تنفِّذ عن طريق بناتها ما عجزتْ عن تنفيذه بنفسها، بعد أن تغضَّن وجهُها، وشاه منظرها، إنها الأفعى تتلوَّن بكل لون، والحرباء تتزيَّا بكل زي‏"؛‏ ‏[‏القوى الخفية اليهودية العالمية ‏(‏الماسونية‏)‏ ص 12 - 14، بتصرف‏,‏ وانظر‏: خطر اليهودية العالمية، عبدالله التل، ص 136 - 138، والماسونية والصهيونية والشيوعية، صابر عبدالرحمن طعيمة، ص 145، حكومة العالم الخفية، ص 8، ‏(‏المقدمة‏)‏‏].‏

 

فما هي الماسونية‏؟‏

‏"‏الماسونية حركة تنظيمية خفية قام بها - على الأرجح - حاخامات التلمود، وخاصة في مراحل الضياع السياسي الذي تعرَّض له يهود التوراة، فأخذ الحاخامات على عاتقهم إقامة تنظيم يهودي، يهدف إلى إقامة مملكة صهيون العالمية‏"؛‏ ‏[‏الماسونية ذلك العام المجهول، صـ 15، بتصرف‏].‏

 

ومن هذا التعريف يتَّضِح أن الماسونية عبارةٌ عن حركة ذات هدف يهودي بَحْت، وذات طابع عالمي، تَلبَس من أجل تحقيقِ أهدافها كلَّ صور وأدوات العصر الذي تمرُّ به، وطقوس وشعائر المجتمع الذي تَكِنُّ فيه؛ لإمكانية تحقيق هدفها الماسوني في خاتمة المطاف‏؛ ‏[‏أوقفوا هذا السرطان، د/ سيف الدين البستاني، نقلاً عن الماسونية ذلك العالم المجهول، ص 15‏].

 

والدلالة اللغوية للفظ ‏"‏الماسون‏"‏ أنه مشتق من لفظة ‏"‏فرماسون‏"‏، المركبة من لفظتين فرنسيتين، من ‏"فرانك‏"‏ التي تعني في اللغة الفرنسية ‏"‏الصادق‏"‏ و‏"‏ماسون‏"‏ التي تعني "‏الباني‏"،‏ وتصبح الدلالة اللغوية للفظ الماسون‏: الباني الصادق، والجماعة الماسونية؛ أي: ‏"‏البناة الصادقون‏"،‏ أو ‏"‏البنَّاؤون الأحرار‏"‏؛ ‏‏[‏المرجع السابق، ص 20، بتصرف‏]‏.

 

وناهيك بهذا الاسم شاهدًا على كذب الملقَّبين به؛ إذ ليسوا ببنَّائين ولا بصادقين، أما كونُهم ليسوا ببناةٍ، فالأمر واضح ما لم يَقُل "الماسون": إن الخراب والبناء متلازمان، أو مترادفان‏‏‏!‏ وهم يشتغلون بخراب بناء العمران، وأما عدم صدقِهم، فيتضح من تضاربهم في أقوالهم، وتباينهم في مزاعمهم، فينكر هذا علانية ما يعلمه ذلك سرًّا، ويجاهر الواحد في بلدٍ بما يكتمه أخوه في بلد آخر‏.‏

 

يقول الأب "لويس شيخو اليسوعي‏":

"من غريب الأمور أن الماسون مع رضاهم بهذا الاسم الكاذب لا يحبون أن يجاهروا به، وإذا كانت الشيعة الماسونية كاذبة في تعريف أصلها، وكانت أقوالُها متضاربة في بيان تاريخها، ترى ما هو تاريخها الصحيح، فهل يعرف منشئها‏؟"؛ ‏‏[‏المرجع السابق، ص 21، 22، بتصرف‏].‏

 

الجذور التاريخية للتنظيم الماسوني‏:

"‏ليس من اليسير أن يعثرَ الباحثُ على جملة منطلقات تاريخية في مرحلة محددة من عمل واضعي الأسس العقائدية الماسونية، بحيث تعتبر هذه المرحلة هي الجذرَ التاريخي في مختلف بلدان العالم القديم والحديث، وبالتالي لأنها جمعية ذات فروعٍ، ومجالات، وميادين متعددة، ومتشعبة في مختلف بلدان العالم القديم والحديث؛ فإنه ليس من السهل أيضًا تحديد طبيعة الظروف والمؤتمرات الاجتماعية والاقتصادية، التي يمكن أن تكون التنظيمات الماسونية عملاً إنسانيًّا يتوجَّه بها إلى الجماعة الإنسانية، على ضوء العرض الادعائي القائل بأن الماسونية تنظيم إنساني كان في خدمة الجماعة الإنسانية بأسلوب التستر والخفاء، وشأنه في ذلك أنه تطور بالأعمال الإنسانية السرية التي كانت في المجتمع الإنساني القديم في مراحل تناقضاته وصراعاته‏‏!‏

 

وعلى هذا، فإنه ليس لدى الباحث ما يعاون على الوقوف الموضوعي في هذه القضية حين يتناول الجذور التاريخية للحركة الماسونية، سوى ما يمكن ترجيحه بالدراسة المقارنة بين مختلف المصادر التي تحدَّثت عن الماسونية ما بين مؤمنة بها مدافعة عنها، وما بين متنكرة لها محاربة لكل ما تمثله‏؛ ‏[‏المرجع المسابق، ص23، بتصرف‏].‏

 

والذي يمكن ترجيحه - كما ذكره صاحب كتاب‏ "‏القوة الخفية‏"‏ - أن الجمعية الماسونية تأسَّست باسم ‏"‏القوة الخفية‏"‏ في السنة الثالثة والأربعين بعد يسوع، وأن مؤسِّسيها هم من اليهود‏"، وقد سمَّوها بذلك لأن القوَّة ولدت فيها - على زعمِهم - منذ إنشائها، وتبقى مخفية فيها؛ بحيث تنمو رويدًا رويدًا إلى حين نفوذها‏.‏

 

 

المرفقات

التصنيفات العلمية

أضف تعليقا