تواصل معنا

الإلحاد والخرافة (مقالة)

الوصف

ولا يخفى أن كلًّا من العهدين القديم والجديد قد خضع لحركاتٍ نقديّة، سواء ممَّن يقدسهما، أو ممن يوقِن بتحريفِهما، فأمّا الأول: فينقد النصَّ ليحفظ قداسته، ويُثبِّتَ المؤمنين به، وأما الآخر: فلِيثبِت تحريفه، وينزِّه الوحي الإلٰهي عن الخرافة والأباطيل.

مقالة

الحمد لله ربِّ العالمين، والصَّلاةُ والسَّلام على المبعوثِ رحمةً للعالمين، سيّدنا محمّد، وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:

  • الخرافة:

هي الكلام الذي لا يصدِّقه العقل، ولا يستطيع قائلُه أن يُقيم عليه دليلًا، وهي في لغة العرب: من الخَرَفِ، بالتحريك وهو: فَسادُ العَقْلِ من الكِبَرِ، وقد خَرِفَ الرجُل، بالكسر، يَخْرَفُ خَرَفًا، فهو خَرِفٌ: فَسَدَ عَقْلُه من الكِبَرِ، وقيل: إن أصلَها أن رجلًا من العرب اسمه “خُرافة” أَسَرَتهُ بعض قبائل الجنِّ، فبقي فيهم حينًا، فرأى أعاجيبَ لا يصدّقها العقل، فكان يقصُّ على الناس ما رأى.

وفي القواميس الإنجليزية: “Delusion” الوهم أو الانخداع، ويرادُ به الاعتقادُ، أو الانطباع الخاصُّ الذي يعتنقُه شخصٌ ما بقوّة، على الرغم من تناقضِه مع ما هو مقبولٌ عمومًا؛ كحقيقةٍ أو حُجَّة عقلانية، وعادة ما يكون أحدَ أعراض الاضطرابِ العقلي.

ومن المصطلحات المرادفة له: Fiction” “، وهو: بناء منطقيٌّ لا يُعرف له شيءٌ يقابله في الواقع[1].

ومنها أيضًا: ”Myth” بمعنى الأسطورة أو الخرافة، وتُطلق على القصص التقليديةِ التي تتعلَّق بالتاريخ المبكر لشعبٍ ما، أو بشرح بعضِ الظواهر الطبيعية أو الاجتماعية، وعادةً ما تنطوي على كائناتٍ أو أحداث خارقة للطبيعة، وبخاصةٍ تلك التي تنتمي إلى تقاليدَ دينيةٍ أو ثقافية معيّنة، وهذا الذي يُعرَف بعلم الأساطير “Mythology”، وهو مختصٌّ بالأساطير الدينية، والبعضُ يتصالحُ مع “الأساطير”؛ حتى يجعلها من التراث الشعبي، ويعاملها معاملةَ الفنون تحت اسم: الفولكلور [2]Folklore

 وعلى أيّةِ حال؛ فإن الخرافاتِ أو الأساطيرَ تنتج عن جهلٍ وفساد في العقل، ولِكون الخرافات والأساطير خارقة لما ألِفه الناس، فقد خلط كثيرٌ من الجهلاء بينَها وبين الإيمانِ بالغيب، أو ما وراءَ الطبيعة (الميتافيزيقا)، فالعقلُ -بعيدًا عن الإيمان- لا يمكنه إدراكها أو معرفتها، لذلك فقد سطَّرَ القرآنُ موقف المكذبين للأنبياءِ أوِ الناصحين حين حدَّثوهم عن الله تعالى، وعنِ اليوم الآخر، والجنَّةِ والنارِ والملائكة والجنِّ والشياطين، حيثُ وصفَ المكذِّبون ما جاءت به الرسلُ بالخرافاتِ والأساطير، {وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَآؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ} (الأنعام: ٢٥)، قال تعالى: {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَّكُمَا أَتَعِدَانِنِي أَنْ أُخْرَجَ وَقَدْ خَلَتْ الْقُرُونُ مِن قَبْلِي وَهُمَا يَسْتَغِيثَانِ اللَّهَ وَيْلَكَ آمِنْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَيَقُولُ مَا هَذَا إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ} (الأحقاف: ١٧)، كما درجَ الملحدون من بعدُ -خاصةً المنظِّرين منهم- على اتِّهامِ الأديان بأنها أساطير وخرافات، ينخدعُ بها البسطاء الجهلاء، وأن المؤمنين بها هم “أتباع الخرافة” ، كما يفعل دائمًا “ريتشارد دوكينز”[3] صاحب كتاب: “وهم الإله [4] The God Delusion” ، وكما يفعلُ “العِلمويون”  الذين لا يؤمنون إلا بما يدلُّ عليه العلم ويحكُمون على كلِّ ما لم يدركْه العلم بالخرافة والعدم، يقول الملحد ستيڤن هوكينچ -الفيزيائي المعروف- في حوارٍ له مع صحيفةِ الجارديان؛ حين سُئل عن الجنة: “هي حكايةٌ خرافيّة لهؤلاء الذين يخافون من الظلام”، وهذا لكونِ العلمِ لا يمكنُه رصد الجنّة، يقول البروفيسور جون لينكس تعقيبًا على هوكينج: “والإلحادُ حكاية خرافيةٌ لأولئك الذين يخافون من النُّور”[5].

وهكذا قد وقعَ التراشقُ بالاتِّهام بالتخريف بين أهلِ الإيمان وأهلِ الإلحاد، وأقصدُ بأهل الإيمان؛ كلَّ من يؤمن بوجودِ الله وبالغيب واليوم الآخر، فهل -حقًّا- هناك علاقة بين الدِّين والخرافة؟، أم أنَّ الخرافة أليق بالإلحاد؟.

على أنَّنا لا نستطيع أن ننكرَ انتشارَ الخرافاتِ في أوساط المؤمنين، وأنَّ عواملَ انتشارِها متوفرة لدى الكثير منهم، ومِن هذه العوامل: الجهل؛ فكثيرٌ من المؤمنين يرتضون لأنفسِهم أن يبقَوا مقلِّدين، ولا يشغلون أنفسَهم بالتَّفقه في الدين فضلًا عن الدفاع عنه، وربّما كان ذلك اكتفاءً منهم باعتناقِ الدين، والقناعةِ به، وهذا لا يعصِمُهم من رواجِ الأساطيرِ بين أمثالهم، لا سيّما إذا توافرَ العامل الثاني، وهو: قوة العاطفة؛ التي إذا لم يكنْ معها التحصُّنُ بالعلم؛ كانت مدخلًا لقَبول كُلِّ ما يُقال، وهذا الأمر -ولا شك- يوجدُ لدى كلِّ طوائفِ البشر، وثمّة عاملٌ ثالث؛ وهو كثرةُ أعداء الدين الذين يختَلقون الأساطير وينسِبونها إلى الدين، حيث لا أجد غضاضةً في أن أزعم أنَّ هناك محاولاتٍ حثيثةً لإلصاق تهمة الخرافة بالدين، خاصّةً دين الإسلام. ولكنّ الأمر من جانب الملحدين لم يسلَم من مخالفةِ المنهج العلمي الذي يقتضي النظرَ في المصادر الدينية، لا إلى الأتباع، فنجد مَن يحكمُ على الأديان بالخرافات يُعمِّم، ولا يفرِّق بين الدِّين وبين المؤمنين به، بل لا يُفرِّق بين دينٍ وآخر، ولربَّما سلَّم لهم الأمر مع اليهودية والنصرانية -بسبب ما وقع فيهما من تحريف-، فالعقل مثلًا؛ لا يقبلُ ما جاء من مصارعةِ الإله ليعقوب، بل وأن يهزمه يعقوب، أضِف إلى ذلك عقيدةَ الخلاص وأمثالها.

ولا يخفى أن كلًّا من العهدين القديم والجديد قد خضع لحركاتٍ نقديّة، سواء ممَّن يقدسهما، أو ممن يوقِن بتحريفِهما، فأمّا الأول: فينقد النصَّ ليحفظ قداسته، ويُثبِّتَ المؤمنين به، وأما الآخر: فلِيثبِت تحريفه، وينزِّه الوحي الإلٰهي عن الخرافة والأباطيل.

لكن مع الإسلامِ فالأمر يختلف؛ فالقرآن الكريم -وهو المعجزة الخالدة في دين الإسلام- لا يزالُ محفوظًا من التحريف، وهو خالٍ تمامًا من الخرافاتِ والأساطير، وأمَّا عن ما يخبرُ اللهُ تعالى به عبادَه المؤمنين بما يجب عليهم الإيمان به، من الغيبيات التي لا تدركُها عقولُهم، فهو أمرٌ مقبولٌ ومعقول لدى من يؤمن بوجود إلٰه خالقٍ للكون، مستحِقٍّ للعبادة، بل على العكس: وهو في ذات الوقت يعصِمهم من الزَّلل الفكري، والانزلاقِ نحو الخرافاتِ والأساطير، فيدعو إلى النظرِ والتأمّل والتفكر، وإلى التَّثبُّت من الأخبار، وذم الخَرص والظن والقولِ على الله بغير علم، قال تعالى: {وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللَّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ أَتَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} (الأعراف ٢٨)، وينهى عن تلقُّف الأخبار بالألسنةِ دون تمريرها على العقول، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ} (الحجرات ٦) ويُطَالِبُ من يدَّعى قَولًا أن يأتيَ عليه ببرهان، قال تعالى: {قُلْ هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} (البقرة: ١١١)،  وهذا يبيِّن أن المسلم مأمورٌ بالتثبت، وبالجملة فقد حاربَ الإسلامُ الدجلَ والتنجيم والسِّحر والكهانة والعرافة، وأما ما قد يقع من ترويجِ بعض المسلمين للخُرافاتِ أو الأباطيل الواردة عليه عن جهل، فإنهُ لا يقدح في الإسلام بحال.

في الوقتِ الذي نجدُ فيه الترويجَ لأوهام الإلحاد -وهي الخرافة الحقيقة- يمضي بطريقةٍ ممنهجة، وعلى أوسعِ نطاق، وفي مختلِف وسائلِ الإعلام والتواصل، مستهدِفًا الناشئة والشباب، ومن الشواهد على ذلك: إغراقُ الأفلام الكرتونيةِ للأطفال بالحديث عن الديناصورات المجنَّحة منها وغير المجنَّحة، ومناقشةِ مسائلهم الخلافية: هل يمكن للديناصور المجنَّح أن يطير؟، وهل يمكن إنكار ذلك؟، والكائنات الفضائية ذات الوجوه الطويلة، بأصواتها المربعة، والأطباق الطائرة، والفقاعاتِ المسافرة…

 جاء في أحدِ المسلسلاتِ الكرتونية المدبلجة إلى العربية: “مَن الذي نفى العالمَ الفلانيَّ إلى الكون المتوازي في القرن الماضي؟”، فهذه عبارة فيها ترسيخ لفَرَضيةِ الأكوان المتعددة، وفي حلقات “فتيات القوة”: أن “بروفسورًا” -أستاذًا- كان يقوم بإحدى التجارِب في معمله فانفجرَ، فخرجت منه فتياتٌ ذوات قوة خارقة…، وهذا ممِّا يحسَبه الأطفال مسليًّا، ويحسبه الآباء لهوًا ولعبًا، ولكن لا يخفى على المهتم أن لكل ذلك دلالاتٍ مقصودة، من شأنها أن ترسِّخ في أذهان الأطفال أطروحاتٍ خاصَّة، كوجود فقاعات كونية لها علاقةٌ بالبشر، ويمكن السّفَر عن طريقها، ليصدق الفرضية القائلة: إن الكون كان ملتصقًا بمثلها قبل الانفجار ونشوء الزمان والمكان -كما زعم ستيڤن هوكينچ-، أو على أقل تقدير الاعتقاد في إمكانية حدوثِ ذلك دونَ الحاجة إلى التأصيل العلمي لتلك الفرضِيات، حيث ستكون تلك الأوهامُ مستقرةً في أذهان الأجيال المُولعة بالخيال العلمي على أنّها حقائق، وهذا أمرٌ يوازي -مع الفارق- الإيمانَ الذي يحاربونه ويُجَهِّلون أهلَه، وبالفعل يتم التعويلُ الآن على أفلام خيالية، ففي حلقة بعنوان : “نظرية الأوتار”؛ يتحدث الدكتور/ ميتشو كاكو[6] عن السفر من كون إلى آخر، فيقول: “إذا كان هناك أكوانٌ أخرى، فهل يمكن أن نسافرَ بين هذه الأكوان؟، حسنًا، ذلك بالطبع صعبٌ جدًّا، ومع ذلك، “ألِيس في بلاد العجائب Alice Wonderland” تعطينا الطريقة، وأمَّا عن وسيلة السفر؛ فقد أحال إلى فيلم: “العودة إلى المستقبل” والسيارة التي تعمل بالبولينيوم!.

 فهل هذا نشرٌ للعلم؟، أم استخدامٌ للمنهج الخرافي ليترسّخ في العقول ما يصعب إثباته علميًّا؟، ولنا أن نسأل: هل العلمُ الثابت بالتجارِب والبحوث المستفيضة بحاجة إلى الترويج لمقدماتِه وفروضه، وإشراك عامَّة الناس في إرساءِ قواعدِ البحث عنه؟، للأسف الشديد، هذا ما يحدث حاليًّا بفعل الملحدين!، يقول الفيزيائي الشهير راسل ستانارد في مقاله في الجارديان:

“نظريةُ الأوتارِ تحتاج لمصادم هيدروني بحجم مجرة لاختبارها وهذا غير ممكن، حسنًا لو قلنا -طبقًا للنظرية M- إن الكونَ خَلق نفسَه؛ فمَن أوجد النظرية M؟، ومَن أوجدَ القوانين الفيزيائية الخاصة بها؟، ورغم ذلك؛ فلا توجد لها معادلةٌ فيزيائية حتى الآن!، اطلب منهم أن يكتبوا معادلةً فيزيائية، لن يفعلوا لأنهم ببساطة لا يمتلكونها!”.[7]

وكما قال القائل: “رمتني بدائها وانسلَّت”، فهذه الداروينية -مثلًا- يرفضُ معتقدوها التفسيرَ الدينيّ في أي حقل معرفي؛ بحجةِ أنها “تفسيرات خُرافية”، وفي الوقت نفسه يفرضون “نظريةَ التطور” على كل الحقولِ المعرفية بحجة أنها: “نظرية علمية”[8]، ففي الوقت الذي يرفضون فيه الإقرارَ بوجود خالقٍ للكون قديرٍ مريد، يثبتون للطبيعة الصَّمّاء صفة الخَلق والقدرة على الانتخاب، وإرادةَ البقاء للأصلح، ألم يكن الأجدر بهم أن يؤمنوا بالله تعالى؟، أو أن يكفوا عن وصمِ غيرهم بالخرافة!، أم أنهم ارتضوا الخضوع للخرافة الكبرى، والتحنّث في معابدها، سعيًا للبرهنة على صدق أساطيرهم المتوهمة!.

وختامًا أقول: إن الاستغناءَ بالعلم التجريبي عن الإلٰه الخالق لهذا الكونِ المنزَّه عن النقائص؛ أودى بعقول الملاحدة والعلمويين، وأوقعَهم في التَّناقض الفجّ، وفي براثِن الخرافة، فهم يرفضون إرجاعَ نشأة الكون أو الحياة إلى خالقٍ واحدٍ عالم قدير مريد، لإيمانهم بأنَّ العلم سيكشِف ما غاب عنهم علمه، ويتهمون أهلَ الإيمان بأنهم ما اعتقدوا في الخالق إلا لأنَّهم عجزوا عن معرفةِ أسرار الكون، ويُسمُّونه بـ “إله الفراغات”، أي: الإلٰه الذي يملأ المؤمنون به الفراغ الذي أحدثه جهلُهم بالعلمِ التجريبي، وهذا يدعو للعجب؛ أليس هذا ما تفعلونه -أيها التجريبيون- حين تؤمنون بغيبِ العلم التجريبي، وتتّخذون من العلم إلٰهًا تملؤون به فراغَكم الإيماني، وتجيبون به على دافع الفطرة داخلكم بضرورة الإله لإيجاد وتسيير الحياة والنظام في ذلك الكون الهائل الفسيح المُعقَّد!.

ومن جهةٍ أخرى: فعلى الرغم من أنّ (إمكانيّة التّحقق والتجريب) هو من شروطِ العلم التجريبي للتّصديق بوجودِ الشيء؛ إلا أنَّ هذا الشرط يصيبهم بمفهومِهم المادي الإلحادي في مقتل؛ فالعلم التجريبي قائمٌ على ركن هامٍّ في مراحلِه، وهو ركن (الفَرَضية)!، ذلك الركن الذي لو تمّ حذفه لانهار العلم كلّه، وأول ما يُهدَم: أشهرُ فرضياتهم التي يلوكُها المتعالمون منهم دومًا، مثل: (الأكوان المتعددة) و (التطور) و (الأوتار الفائقة) إلخ..!، إذ كلها (فرضيات) لم تقم على شيٍء مادي يمكن التحققُ منه!، فكيف ينكرون بعدَ ذلك على أصحابِ الإيمان بالخالق إيمانَهم بالغيبيات؟![9]، فإن لم يكنْ هذا هو الكيل بمكيالين عند الملاحدة والماديين؛ فماذا يكون؟!، فالحمد لله على نعمةِ الإسلام.

المرفقات

التصنيفات العلمية

المصدر

أضف تعليقا