الوصف
هل من معلم بشري لمحمد ﷺ؟ إذا كان القول باطلاع محمد على أسفار أهل الكتاب ودراسته لها دراسة نقدية عميقة، فاقدا للمستند التاريخي ؛ لما ثبت من أميته(1) ، وعدم وجود ترجمة عربية في زمنه؛ فلم يبق بعد ذلك إلا أن يفترض المخالف أن محمدا ﷺ و العربي الأمي قد تلقى علوم أهل الكتاب عن غيره، بعد أن ثبت عجزه عن الاطلاع المباشر على أسفار القوم..
مقالة
هل من معلم بشري لمحمد ﷺ؟
إذا كان القول باطلاع محمد على أسفار أهل الكتاب ودراسته لها دراسة نقدية عميقة، فاقدا للمستند التاريخي ؛ لما ثبت من أميته(1) ، وعدم وجود ترجمة عربية في زمنه؛ فلم يبق بعد ذلك إلا أن يفترض المخالف أن
محمدا ﷺ و العربي الأمي قد تلقى علوم أهل الكتاب عن غيره، بعد أن ثبت عجزه عن الاطلاع المباشر على أسفار القوم..
والاحتمالات المتاحة أمامنا لا تخرج عن الآتي:
قد تعلم محمد و على يد علماء أهل الكتاب قبل بعثته
أو تعلم على يد علماء الكتاب بعد بعثته
أو أنه قد تلقى علوم الكتاب المقدس على يد العرب. أو على يد الفتى الرومي (كما قال معاصروه)
الإحتمال الأول في الميزان :
(أستاذية علماء أهل الكتاب قبل البعثة):
أ- إن حياة (محمد ﷺ) معلومة للقاصي والداني مما يجعل الزعم بأنه قد عكف الشهور والسنين في دراسة التوراة والإنجيل قولا مردودا بداهة، ولو أن قومه كانوا قد علموا أنه قد قضى ردحا من عمره يدرس الدين اليهودي والدين النصراني على يد علماء أهل الكتاب لحددوا لنا المكان والزمان اللذين قدمت له فيهما هذه العلوم الكتابية الغزيرة التي أتاحت له أن يجيب ببراعة فائقة على كل الأسئلة التي وجهها له أهل الكتاب حتى إنه لم يتراجع عن إجابة قدمها.
ب – العلم بتفاصيل الأديان لا ينال بالطفرات؛ فإن من يطلب العلم له في ذلك تارات وطبقات ؛ إذ يبدأ أمره طالبا وسائلا المتقدمين في النظر، ثم هو يقرب أهل العلم ويصحبهم ؛ فيترقى على مهل من حال الاستفهام عن بسيط المعارف إلى النظر في مبسوطها، وهي أحوال لا يمكن أن تخفي عمن يخالطه ، فضلا عن يترصد له التهمة. ونبي الإسلام و قد عاش في مكة وسط خصومه ، وكان له من أهله أعداء يسعون لكسر دعوته ، قد علموا مدخله ومخرجه و دقیق خبره، ولم يسمع لهم خبر في كشف مدرسة العلم التي ارتادها اليها من علوم أهل الكتاب، ويتعمق في سير أسرارهم
ت – مقابلة محمد ﷺ العلماء اليهود والنصاری قبل بعثته لم تكن تسمح له بأن يحصل كل تلك العلوم الواسعة والدقيقة لأنه لم يلتق قبل بعثته – كما ورد في كتب السيرة – سوی بالراهب بحيرا وهو في الثانية عشرة من عمره،
وهو لقاء حضره عمه أبو طالب، ومضمون هذا اللقاء هو إخبار هذا الراهب أبا طالب أنه قد رأى في الرسول ﷺ علامات النبوة! وهو لقاء سريع وخاطف، ولم يكشف عن عمل تعليمي من هذا الرجل للرسول .
على أن الراجح – بعد بحث أصالة الرواية متنا وسندا – أن قصة لقاء الرسول (بحيرا) هي قصة مختلفة منكرة تخالف ما ثبت من صحيح السيرة في المرحلة التالية حيث لا يبدو من أبي طالب علم بنبوة الرسول له، بل ما كان الرسول من قبل لقائه بجبريل بن يحسب أنه سيكون من اصطفاهم المولى عز وجل لهذا المقام، كما أنه قد فوجئ بلقاء جبريل الله ، واضطر إلى سؤال (ورقة بن نوفل) عن الذي وقع له في الغار!
وقد كذّب الإمام الحافظ (الذهبي) هذه الرواية، وقال فيها: وهو حديث منكر جدا ! وأين كان أبو بكر؟
كان ابن عشر سنين ؛ فإنه أصغر من رسول الله و بسنتين ونصف ؛ وأين كان بلال في هذا الوقت؟ فإن أبا بكر لم يشتره إلا بعد المبعث، ولم یکن ولد بعد، وأيضا؛ فإذا كان عليه غمامة تظله كيف يتصور أن يميل فيء الشجرة؟ لأن ظل الغمامة يعدم فيء الشجرة التي نزل تحتها، ولم نر النبي ذكر أبا طالب قط بقول الراهب، ولا تذاكرته قريش، ولا حكته أولئك الأشياخ، مع توفر هممهم ودواعيهم على حكاية مثل ذلك؛ فلو وقع لاشتهر بينهم أيما اشتهار، ولبقي عنده : حس من النبوة ؛ ولما أنكر مجيء الوحی إليه، أولا بغار حراء وأتی خدیجة خائفا على عقله …
وأيضا فلو أثر هذا الخوف في أبي طالب ورده ، كيف كانت تطيب نفسه أن يمكنه من السفر إلى الشام تاجرا لخديجة؟
وفي الحديث الفاظ منكرة، تشبه الفاظ الطرقية ، مع أن ابن عائد قد روی معناه في مغازيه دون قوله : وبعث معه أبو بكر بلالا إلى آخره؛ فقال : ثنا الوليد بن مسلم، أخبرني أبو داود سليمان بن موسی؛ فذكره بمعناه .
وقال الإمام المحقق (الذهبي) أيضا في تعليقه على مستدرك (الحاکم): وأظنه موضوع، وبعضه باطل
وممن أشار أيضا إلى نكارة متنه ابن سيد الناس في كتابه العيون الأثره إذ قال فيه: «في متنه نكارة وهي إرسال أبي بكر مع النبي و بلالا . وكيف وأبو بكر حينئذ لم يبلغ العشر سنين فإن النبي أسن من أبي بكر بأزيد من عامين، وكانت للنبي تسعة أعوام على ما قاله أبو جعفر محمد بن جریر الطبري وغيره، أو اثنا عشر على ما قاله آخرون،
وأيضا فإن بلالاً لم ينتقل الى أبي بكر إلا بعد ذلك بأكثر من ثلاثين عاما ؛ فإنه كان لبني خلف الجمحيين، وعندما عذب في الله على الإسلام اشتراه أبو بكررحمة له واستنقاذا له من أيديهم .
وخلاصة البحث في هذه المسألة : هي أن قصة بحيرا لا تثبت أمام النقد الحديثي، ولو افترضنا جدلا أنها وقعت فإن اللقاء بينهما لا يعدو الساعة أو الساعتين، وعمر النبي و اثنتا عشرة سنة. ولو حدثت قصة اللقاء لأثارت جدلا في قريش. لكننا لا نجد صدى لها مما يؤكد بطلانها. وماذا يتحمل صبي في الثانية عشرة من عمره عن بحيرا؟ وقد اجتمع به بحضور قریش ساعة من زمان؟(2) إنه من المحال في مجرى العادة أن يتم إنسان على وجه الأرض تعليمه وثقافته، ثم ينضج النضج الخارق للمعهود فيما تعلم وتثقف؛ ليصبح أستاذ العالم كله، لمجرد أنه لقي – مصادفة واتفاقا – راهبا من الرهبان؛ فقد كان هذا التلميذ مشتغلا عن التعليم بالتجارة، وكان أميا لا يعرف القراءة ولا الكتابة ، وكان صغيرا تابعا لعمه في المرة الأولى، وكان حاملا لأمانة ثقيلة في عنقه لا بد أن يؤديها في المرة الثانية، وهي أمانة العهد والإخلاص في مال خديجة وتجارتها عندما سافر إلى الشام في المرة الثانية.
(ورقة بن نوفل )
ث – لقاء الرسول (بورقة بن نوفل) تم بعد نزول الآيات الأولى من القرآن، ويخبرنا التاريخ بأن (خديجة) قد حضرت هذا اللقاء، كما يخبرنا بأن (ورقة) لما سمع ما قصه عليه (محمد) لا من صفة الوحي؛ وجد فيه من خصائص الناموس الذي نزل على (موسی) ما جعله يقر بنبوته ويتمنى أن يمتد به العمر ليكون ردها له ونصيرا، هذا هو فقط ما كان بينهما. وقد توفي (ورقة) الشيخ الهرم بعد هذه المقابلة بزمن يسير جدا.
ج- لا يمكن أن تكون النصرانية هي المورد الذي كان محمد يرتاده اليم منه صفحات کتابه ؛ إذ لم تكن هناك معالم واضحة للنصرانية في جزيرة العرب. تقول الموسوعة الكاثوليكية الجديدة في هذا الشأن: الم تمس الحجاز بالدعوة إلى النصرانية؛
ولذلك فإن مؤسسة الكنيسة المسيحية لا يتوقع أن تكون قد وجدت كما أنها لم توجد هناك. وقال (بيل): بالرغم من وجود تراث بلغ به الأمر أن زعم اكتشاف صورة لعيسى في أحد أعمدة الكعبة ؛ فإنه لا توجد حجة قوية لأي مكان للمسيحية في الحجاز أو في قرب مكة أو حتى المدينة .
وقد كانت أهم ثلاث (جماعات) تحمل لواء النصرانية العربية زمن ظهورالإسلام :
١- الغساسنة ومقرهم في الشام على مسافة بعيدة عن مكة. وكانوا قد هاجروا في القرن الثالث من اليمن إلى حوران في الشام. وقد كانوا يعيشون حالة من عدم الاستقرار، إبان البعثة النبوية ؛ فقد هدم الفرس دولتهم سنة ۱۱۳م/114م.
۲- أهل نجران في شمال اليمن، ولا يعرف لهم سلطان أدبي أو ديني على أهل مكة .
٣- المناذرة، وقد عاشوا في الحيرة في العراق، وكان تنصرهم في آخر القرن السادس ميلادي.
کیف، إذن، صار لمكة اتصال بالثقافة الدينية النصرانية؟!
ويضيف الناقد (آرثور فوربس) حقيقة تاريخية هامة، في قوله : نلاحظ أن النصارى الذين يدخلون سلك رجال الدين في البلاد العربية يتحولون إلى الهلنستية ويتبنون اليونانية لغة لهم.
لا بد من الإقرار أيضا أنه – كما تشهد على ذلك المخطوطات – في الأراضي الأبعد، جهة الشرق، احتلت اللهجة السريانية نفس المقام، متشربة العنصر العربي
ح – يشهد التاريخ للمعرفة السطحية للنصارى في بلاد العرب بدينهم ؛ إذ لم تعرف لهم نشاطات دينية أو مساجلات لاهوتية أو أدوار واضحة أو بارزة في الصراع بين الفرق النصرانية .. كما أن النصارى العرب بالإضافة إلى هامشبتهم في مجتمع الجزيرة الوثني، كانوا لا يملكون من علوم النصرانية ما يستوقف النظر؛ وفي هذا يقول المستشرق (دوزي): «كانت هناك ثلاث ديانات تقتسم البلاد العربية في زمن محميا.. اليهودية والمسيحية و شكل غامض من الوثنية. ربما كانت القبائل اليهودية هي فقط مخلصة لإيمانها … لم يكن للمسيحية غير قلة من الأتباع العارفين بها؛ إذ إن جل المؤمنين بها ، كانت معرفتهم بها سطحية جدا.
خ- لم يكن بإمكان (محمد ﷺ) أن يطلع بصورة مباشرة على الكتاب المقدس لأميته الثابتة بالقرآن الكريم والسنة.
(مكة التي نزلت فيها أهم السور المخبرة عن قصص الأنبياء السابقين وقومهم هي المكان الأبعد احتمالا للكشف عن مصدر بشري للقرآن الكريم).(3)
الإحتمال الثاني في الميزان :
أستاذية علماء أهل الكتاب بعد البعثة :
هو أن يكون (محمد ﷺ) قد درس التوراة والإنجيل على يد علماء أهل الكتاب، بعد إعلانه نبوته .. وهو احتمال مردود سواء في العهد المكي أو في العهد المدني
في العهد المكي:
ا- كان أهل الكتاب يحتكرون علومهم بینهم؛ فلا يبدون إلا القليل ، مع تقديم صورة عن دينهم غير التي تضمنها أسفارهم
{وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِذْ قَالُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٍ مِّن شَيْءٍ ۗ قُلْ مَنْ أَنزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَىٰ نُورًا وَهُدًى لِّلنَّاسِ ۖ تَجْعَلُونَهُ قَرَاطِيسَ تُبْدُونَهَا وَتُخْفُونَ كَثِيرًا ۖ وَعُلِّمْتُم مَّا لَمْ تَعْلَمُوا أَنتُمْ وَلَا آبَاؤُكُمْ ۖ قُلِ اللَّهُ ۖ ثُمَّ ذَرْهُمْ فِي خَوْضِهِمْ يَلْعَبُونَ } [الأنعام-91]
{ وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقًا يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ لِتَحْسَبُوهُ مِنَ الْكِتَابِ وَمَا هُوَ مِنَ الْكِتَابِ وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } [آل عمران-78]
۲- لم تعرف مكة طائفة يهودية، ويشهد على ذلك ما جاء في والصحيحين عن ابن عباس) أنه، قال: «قدم النبي و المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء؛ فقا”ل : ما هذا؟ قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجی الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسی، قال: فأنا أحق بموسی منکم. فصامه وأمر بصيامه ). فالاحتكاك بطائفة اليهود كان في المدينة لا في مكة.
٣- لا نجد لقاء فعليا بين (محمد ﷺ) وأحد علماء أهل الكتاب في العهد المكي سوى لقائه * (بورقة بن نوفل)، وقد علمت أنه لقاء خاطف يستحيل عقلا أن يترتب عليه كل ما جاء به خاتم النبيين .
4- سيطر الجو الوثني على البيئة المكية فلا يوجد فيها جدل دیني بین اليهود والنصارى أو بين أحدهما والوثنيين، كما أن علوم أهل الكتاب لم تكن متاحة للعامة ولا للخاصة.
ه- لم تعرف مكة نشاطا تنصيرا، ولم يكن للنصارى فيها وجود ظاهر، وحتى لما ألف (لولنج) بحثه حول النصرانية في مكة، وكتابه الآخر: Die Wiederentdeckung des Propheten Muhammad: Eine Kritik am “christlichen) . 1981
م – لم يذكر شخصية نصرانية واحدة في مكة!
والحقيقة هي أن من قيل إنهم نصارى في مكة من معاصري الرسول ﷺ لا يتعدى أمرهم ثلاثة: (ورقة بن نوفل)، و(عبيد الله بن جحش) و(عثمان بن الحویرث)..
ومن أهم ما لوحظ في أمر هؤلاء أنهم :
کانوا الجيل الأول من النصارى، وليس يفترض في الجيل الأول أن يكون مؤثرا، خاصة إذا لم تكن الدعوة لهذا الدين تشغلهم أصلا ، ولم يكونوا من كبرائه .
و كانوا يعيشون في معزل عن بعض؛ فلم يعرف لهم تجمع، ولم يبنوا کنیسة توحدهم
قصص تنصرهم مختلفة ومتباعدة مكانا ؛ بما يرجح الظن أنهم كانوا على مذاهب نصرانية مختلفة .
ولا يعرف لأعيانهم أثر في الثقافة الدينية لأهل مكة
و(ورقة بن نوفل) قد عرفت صلته بالنبي ، وهي عارضة إذ لا تتجاوز لقاء واحدا قصيرا(4) و(عبيد الله بن جحش) أسلم، ثم هاجر إلى الحبشة، وهناك قيل: إنه قد تنصر، والخبر في تنصره لا يثبت من طريق خال من العلل عند المحدثین ؛ ففي ثبوته نظر، وعلى فرض صحته فإنه لا يثبت في هذا الباب شيئا ؛ لأنه لا دليل فيه على أن (عبيد الله بن جحش) قد علم الرسول ﷺ ، ولا أدعى (عبيد) ذلك، وهو ما لم يدعه أيضا أهل مكة!
و أما (عثمان بن الحویرث) فقد:
١- تنصر وغادر مكة إلى الشام حيث أقام، وفيها مات .
۲ – وكانت وفاته قبل البعثة بثلاث سنوات أو نحوها.
في العهد المدني:
يمثل العهد المدني بالنسبة لمحمد ﷺ انتقالا من بيئة جاهلة إلى بيئة تضم طائفة منظمة دينيا لها كتابها المقدس؛ وهي طائفة يهود المدينة ؛ وهو ما تدفعنا إلى إبداء هذا التساؤل: «هل من الممكن أن يكون أتباع التوراة هم الذين أطلعوا محمدا على ما تضمنته كتبهم المقدسة؟
الإجابة ستكون قطعا بالسلب ؛ لأسباب عدة، من أهمها:
ا- لم ينزل من القرآن في العهد المدني غير ۲۸ سورة بعد أن نزل بسكة قبل الهجرة 86 سورة.
۲- أهم نقاط التشابه بين القرآن الكريم والكتاب المقدس – كما يصر على ذلك المشككون – هي قصص الأنبياء، ولو أننا تأملنا في النص القرآني لوجدنا أن السور المكية هي التي تعرض أطول قصص التوراة بتفاصيلها الدقيقة(5) ولم تترك للسور المدنية سوى فرصة استخلاص الدروس منها ، وغالبا في تلميحات موجزة.
٣- توبيخ القرآن لليهود في العهدين المكي والمدني وتقريعه لهم يجعل القول إن (محمدا ﷺ) و قد تعلم على يد أحبار اليهود في المدينة أمرا مرفوضا ببداهة العقل.
في العهد المكي:
{ تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَهُوَ وَلِيُّهُمُ الْيَوْمَ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [النحل-63]
في العهد المدني:
{مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا ۚ بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ ۚ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } [الجمعة-5]
{ فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ (79) وَقَالُوا لَن تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَّعْدُودَةً ۚ قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِندَ اللَّهِ عَهْدًا فَلَن يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ ۖ أَمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (80)} [البقرة79-80 ]
{وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَّا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ }[75-آل عمران]
{أَفَتَطْمَعُونَ أَن يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِن بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ } [البقرة- 75 ]
4-يتحدث القرآن الكريم بلسان الأستاذ لا بلسان التلميذ,فهو يوبخ أهل الكتاب على جهالاتهم ويكشف خرافاتهم ويفنُد مغالطاتهم
{ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تُحَاجُّونَ فِي إِبْرَاهِيمَ وَمَا أُنزِلَتِ التَّوْرَاةُ وَالْإِنجِيلُ إِلَّا مِن بَعْدِهِ ۚ أَفَلَا تَعْقِلُونَ }[آل عمران-65]
{ أَمْ تَقُولُونَ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطَ كَانُوا هُودًا أَوْ نَصَارَىٰ ۗ قُلْ أَأَنتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ ۗ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن كَتَمَ شَهَادَةً عِندَهُ مِنَ اللَّهِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ } [البقرة-140 ]
{كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلًّا لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلَّا مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَىٰ نَفْسِهِ مِن قَبْلِ أَن تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ ۗ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ } [آل عمران- 93 ]
{ وقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ ۚ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِّنْهُم مَّا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا ۚ وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ ۚ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِّلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ ۚ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا ۚ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ } [المائدة-64 ]
{ لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ } [المائدة -17]
{ لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ ۘ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۚ وَإِن لَّمْ يَنتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [المائدة- 73 ]
5- لو أن محمدا عليه السلام كان قد تتلمذ على يد أحبار اليهود؛ لاستغل ذلك أتباع التوراة في حربهم ضده، وضد دعوته الوليدة، وأعلنوا للعالم اسم معلمه، وموطنه، ولطلبوا من هذا المعلم أن يعلن هذه الحقيقة .. ولقالوا .. ولفعلوا.
آمن بنبوة الرسول و أعلام من أهل الكتاب في الجزيرة العربية وذكر القرآن الكريم هذه الحقيقة، تدليلا على أن الإسلام يقر آه وعقائده من عند الله سبحانه لا من لسان (محمد) عليه السلام.
{ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ مِن قَبْلِهِ هُم بِهِ يُؤْمِنُونَ (52)وَإِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ قَالُوا آمَنَّا بِهِ إِنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّنَا إِنَّا كُنَّا مِن قَبْلِهِ مُسْلِمِينَ (53)أُولَٰئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُم مَّرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ (54) } [القصص52-54 ]
{وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَن يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۗ أُولَٰئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ } [آل عمران- 199 ]
{ لَّٰكِنِ الرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ مِنْهُمْ وَالْمُؤْمِنُونَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلِكَ ۚ وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ ۚ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالْمُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أُولَٰئِكَ سَنُؤْتِيهِمْ أَجْرًا عَظِيمًا } [النساء-162]
{ قُلْ آمِنُوا بِهِ أَوْ لَا تُؤْمِنُوا ۚ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولًا (108)وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ۩ (109) } [الإسراء107-109]
{ وَكَذَٰلِكَ أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ ۚ فَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يُؤْمِنُونَ بِهِ ۖ وَمِنْ هَٰؤُلَاءِ مَن يُؤْمِنُ بِهِ ۚ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَا إِلَّا الْكَافِرُونَ } [العنكبوت- 47 ]
{وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَفْرَحُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ ۖ وَمِنَ الْأَحْزَابِ مَن يُنكِرُ بَعْضَهُ ۚ قُلْ إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا أُشْرِكَ بِهِ ۚ إِلَيْهِ أَدْعُو وَإِلَيْهِ مَآبِ } [الرعد- 36 ]
{ لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا ۖ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُم مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَىٰ ۚ ذَٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ } [المائدة- 82 ]
{ قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن كَانَ مِنْ عِندِ اللَّهِ وَكَفَرْتُم بِهِ وَشَهِدَ شَاهِدٌ مِّن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ مِثْلِهِ فَآمَنَ وَاسْتَكْبَرْتُمْ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين } [ الأحقاف- 10 ]