الوصف
يزعم بعض مثيري الشبه أن الإسلام حكم على المرأة بالشيطنة (1)، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ” إن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان، فإذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته فليأت أهله فإن ذلك يرد مما في نفسه”.
مقالة
يزعم بعض مثيري الشبه أن الإسلام حكم على المرأة بالشيطنة (1)، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ” إن المرأة تقبل في صورة شيطان وتدبر في صورة شيطان، فإذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته فليأت أهله فإن ذلك يرد مما في نفسه”. (2)
ولكن هذا الإعتراض خطأ ظاهر لكونه مبني على فهم خاطيء للحديث / فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يقل أن المرأة شيطان وإنما غاية ما فيه الإخبار على أن الشيطان يستغل صورة المرأة ومشيتها ويثير الفتنة بها في صدور الرجال ليوقعهم في الزنا والخيانة الزوجية وهذا ما يدل عليه الحديث الآخر الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم ” المراة عورة فإذا خرجت اسشترفها الشيطان (3) ، أي يرفع بصره إليها ليستغلها ويزينها للرجال الأجانب ويغويها او يغوي بها “ (4).
وهذا المعنى هو المراد الذي فهمه منه علماء الإسلام من الحديث/ يقول القرطبي “وقوله: إن المرأة تقبل في صورة شيطان، أي: في صفته من الوسوسة والتحريك للشهوة، بما يبدو منها من المحاسن المثيرة للشهوة النفسية والميل الطبيعي ، وبذلك تدعو إى الفتنة التي هي أعظم من فتنة الشيطان، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: ما تركت في أمتي فتنة أضر على الرجال من النساء، فلما خاف النبي صلى الله عليه وسلم هذه المفسدة على أمته ، أرشدهم إلى طريق بها تزول وتنحسم، قال “إذا أبصر أحدكم المرأة فأعجبته فليات أهله” ثم أخبر بفائدة ذلك وهي قوله “فإنه يرد مما في نفسه”. (5)
ويقول ابن الجوزي : ” وقوله : في صورة شيطان أي : أن الشيطان يزين أمرها ويحث عليها, وإنما يقوي ميل الناظر إليها على قدر قوة شبقه, فإذا جامع أهله قل المحرك وحصل البدل ” (6)
وسياق الحديث وتركيبه يدل على أنه جاء لقطع سبل الوقوع في جريمة الزنا والوقوع في الخيانة الزوجية, والغريب حقًا أن المعترضين على الإسلام لم يعتبروا التوجيه النبوي في الدعوة إلى الترابط بين الزوج وزوجته وحثه للرجل الذي وجد فتنة بامرأة أجنبية عنه على المبادرة إلى زوجته حتى لا يتعلق قلبه بغيرها, وإنما نظروا إلى بيانه لاستغلال الشيطان لها فقط, فالحديث إذًا لم يأت فيه وصف المرأة بالشيطان, وإنما الذي جاء في أن الشيطان من حرصه على إغواء الناس وإيقاعهم في الحرام وتخريب بيوتهم وعلاقاتهم الزوجية يستغل المرأة ويزينها في أعين الرجال الأجانب فالقول أنها تقبل في صورة شيطان أسلوب من أساليب اللغة العربية في التحذير من فتنة النساء الأجنبيات.
ثم على التسليم بأن المرأة وُصفت بالشيطنة في الحديث فهذا الأمر ليس خاصًا بالمرأة فقد وُصف الرجل أيضًا بذلك, فقد قال النبي: ” إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان “ (7).