الوصف
يعترض بها دعاة محاربة الذكورية على الإسلام أنه ساوى بين المرأة والحمار والكلب الأسود في الحكم بقطع الصلاة ، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ” يقطع صلاة الرجل إذا لم يكن بين يديه كآخرة الرحل المرأة والحمار والكلب الأسود ”
مقالة
يعترض بها دعاة محاربة الذكورية على الإسلام أنه ساوى بين المرأة والحمار والكلب الأسود في الحكم بقطع الصلاة ، حيث يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ” يقطع صلاة الرجل إذا لم يكن بين يديه كآخرة الرحل المرأة والحمار والكلب الأسود ”
ولكن هذا الاعتراض غير صحيح؛ لكونه مبنيًا على مقدمة باطلة ، وهي أن الجمع بين الأمور الثلاثة في سياق واحد يستلزم الحكم بالمساواة بينهما من كل الجهات ، وهذا تصور عار عن الصحة ، فإن الجمع بين تلك الأمور إنما كان لأجل اشتراكها في شيء واحد فقط ، وهو قطع الصلاة.
ومثل هذا الأسلوب لا يستلزم في العقل ولا في الشرع الحكم بالمساواة بينها فيما عدا ذلك الأمر ، فإنك تقول : الذهب والحديد تمتدان بالحرارة، ولا يعني هذا أنك تساوي بينهما في القيمة والمكانة ، وتقول : الإنسان والدجاج كلاهما يمشي على قدمين ، ولا يعني ذلك أنك تساوي بينهما في المكانة والمنزلة.
فالحديث إذن لا يستلزم ألبتة التسوية بين المرأة والحمار والكلب في المنزلة والمكانة ، ولا المشابهة بينها في القدر والاحترام ، وإنما غاية ما يدل عليه أنها مشتركة معها في حكم واحد ، وهو قطع الصلاة.
وقد اختلف العلماء في تحديد العلّة التي من أجلها حُكم على المرأة بأنها تقطع الصلاة – سواء كان معنى الحديث الإبطال أو إنقاص الأجر – ، وذكروا في ذلك عِلَلاً اجتهاديّة ظنيّة ، فمنهم من ذَكر أن العلّة راجعة إلى التشويش والانشغال بالمرأة عن الصلاة ، ومنهم من ذكر أن العلّة خوف النجاسة ، ولهذا جعل الحكم بالقطع خاصّا بالمرأة الحائض فقط ، ومنهم من ذكر أن الشيطان يتصوّر بصورة المرأة ويسعى إلى قطع الصلاة
وهذه التعليلات الظنيّة تدل على أن العلماء المسلمين لم يفهموا من هذا الحديث تحقير المرأة أو التقليل من شأنها ، أو جعلها مساوية لمرتبة الحمار أو الكلب – كما يدّعي المعترضون – وإنما أرجعوا العلّة إلى أمور خارجة راجعة إلى المصلّي وشأن الصلاة، لا إلى ذات المرأة ومكانتها .