تواصل معنا

هل “السماء” في القرآن مناقضة للعلم؟! (مقالة)

الوصف

السؤال: القرآن يصوّر السماء تصويرا مناقضا للعلم، فيتحدث عن السماء باعتبارها سقفاً مادياً وأنها تُدرَك بالعين بالمجردة، مع أن العلم الحديث وصل لمسافات عالية في الفضاء ولم يرَ ذلك السقف

مقالة

  • السؤال:

القرآن يصوّر السماء تصويرا مناقضا للعلم، فيتحدث عن السماء باعتبارها سقفاً مادياً وأنها تُدرَك بالعين بالمجردة، مع أن العلم الحديث وصل لمسافات عالية في الفضاء ولم يرَ ذلك السقف.


  • الجواب يمكن إجماله في نقاط:

  • أولًا/ جاء ذكر السماء في القرآن بصيغتين (السماء / السماوات) أكثر من 300 مرة، أما لفظة السماء فلها في القرآن معان متعددة مثل :
  • جهة العلو {ألم يرو إلى الطير مسخرات في جو السماء}النحل :79
  • المطر {يرسل السماء عليكم مدرارا} نوح :11
  • السحاب {وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه } الحجر :22
  •  البناء الذي خلقه الله في يومين {ثم استوى إلى السماء فسواهنّ سبع سماوات} البقرة:29

إذا تبين ذلك فإن تحديد المعنى في كل موضع إنما يكون وفق طبيعة السياق وتركيب الكلام.

  • ثانيًا/ إذا استقرأنا تلك المواضع الـ300 ظهر لنا التالي:

 تأتي لفظة السماء (غالبا) ولفظة السماوات (في قليل من المواضع) بمعنى “الفلَك المحيط بالأرض” الذي يراه الناس بأعينهم ، وتكون فيه النجوم والكواكب والسحب وغيرها، فمن أمثلة ذلك:

قوله تعالى {والسماء ذات البروج}البروج:1، والبروج هي منازل الشمس والقمر، وهذا يدل على أن السماء هنا هي الفلك المحيط بالأرض والذي يشاهد فيه الناس تلك البروج.

وقوله تعالى {ففتحنا أبواب السماء بماء منهمر} القمر:11، ومن المعلوم أن الماء ينزل من السحاب وليس من البناء الذي خلقه الله في يومين، فيكون المراد بالسماء الفلك المحيط بالأرض الذي يكون فيه السحاب.

وقوله تعالى {وجعلنا السماء سقفا محفوظا وهم عن آياتها معرضون}الأنبياء:32، أي معرضون عن النظر إليها والاعتبار بها، فالسماء هنا كذلك هي الفلك المحيط بالأرض والذي تكون فيه تلك الآيات التي أعرض عنها المشركون.

فالقرآن يتعامل مع ذلك الفلك على أنه سقف للأرض وغطاء لها، وهو مليء بالآيات العظيمة الدالة على الله وعظمته، فالآيات التي تتحدث عن النظر إلى السماء يكون معنى السماء فيها على الفلك المحيط بالأرض وما فيه من آيات منظورة يُستدل بها على الخالق وصفاته.

-تأتي لفظة السماوات (غالبا) يُراد بها “البناء الذي خلقه الله في يومين” وذلك في مثل قوله تعالى {الله الذي خلق سبع سماوات ومن الأرض مثلهن}الطلاق:12 ، وقد وُصفت هذه السماوات في النصوص بعدة أوصاف منها: أنها سبع سماوات كل سماء فوق الأخرى، وأن كل واحدة منفصلة عن الأخرى، وأنها واسعة جدا وفيها عُمّار من الملائكة وغير ذلك، وهذه السماوات المبنية أمر غيبي لا ندركه بحواسنا، ولم يأت في القرآن الأمر بالنظر إلى السماوات-على هذا المعنى- لأنها غير منظورة ولا نستطيع إدراكها.

 إذن: السماء التي اُمرنا بالنظر إليها في القرآن هي “الفلك المحيط بالأرض وما فيه من آيات الله”، أما السماوات السبع -أي:البناء المخلوق في يومين- فلم نُؤمر بالنظر إليها.

  • ثالثًا/  السماوات السبع من الأمور الغيبية التي نؤمن بها ، ودليل وجودها هو خبر النبي الصادق، ووجودها لا يخالف العلم الحديث ، ولا يصح أن ينكر أحد وجود هذه السماوات بناء على أن العلم الحديث لم يصل إليها، لأن العلم الحديث لم يصل إلى معرفة كل شيء، بل لم يبلغ الإحاطة بكوننا الذي نعيش فيه فكيف بما كان خارج الكون كالسماوات؟! وبما أن العلم لم يُدرك ولم يصل لهذه السماوات فلا يمكنه أن يحكم عليها بنفي أو إثبات.

المرفقات

المصدر

أضف تعليقا