الوصف
بيان الشبهة إجمالا: العلم أثبت أن ما نرى من النّجوم هي عبارة عن مجرّات ضخمة تبعد عنّا مسافات واسعة وأنّ الشّهب الّتي نراها في الأفق حاصلة بأسباب طبيعية ليس لها علاقة بأمور غيبية. لكنّ القرآن يتحدّث عن النّجوم فيصفها أنّها أجرام صغيرة متّصلة بالسّماء، زينةً لها ورجوماً للشياطين وعلاماتٍ يهتدي بها النّاس، وأنّ الشّهب لها علاقة بصعود الشياطين للسّماء، وهذا يخالف العلم ويدلّ على أنّ القرآن ليس من عند الله وإنّما هو تأليف العرب.
مقالة
-
بيان الشبهة إجمالا:
العلم أثبت أن ما نرى من النّجوم هي عبارة عن مجرّات ضخمة تبعد عنّا مسافات واسعة وأنّ الشّهب الّتي نراها في الأفق حاصلة بأسباب طبيعية ليس لها علاقة بأمور غيبية.
لكنّ القرآن يتحدّث عن النّجوم فيصفها أنّها أجرام صغيرة متّصلة بالسّماء، زينةً لها ورجوماً للشياطين وعلاماتٍ يهتدي بها النّاس، وأنّ الشّهب لها علاقة بصعود الشياطين للسّماء، وهذا يخالف العلم ويدلّ على أنّ القرآن ليس من عند الله وإنّما هو تأليف العرب.
-
والرّدّ على ذلك بثلاثة آمور:
- لا ننكر ذكر القرآن تزيين السماء الدنيا بأضواء النجوم أو الكواكب، ولكن وصفها بأنّها زينة للسّماء وأنّها علامات على الطريق يكون باعتبار النّاظر الذي هو المخاطب في القرآن، ولا أحد من النّاس أو من علماء الفلك ينكر أنّ النّجوم تزيّن السّماء، ولا يدل وصفها بالزينة على أنها ملتصقة بالسماء أو متصلة بها، فهذا مسكوت عنه في القرآن.
- لم يذكر القرآن رجم الشّياطين إلّا بلفظ الشّهب، والشهاب شعلة من نار، وليس في ذلك إشارة إلى أنّ الرّجم يكون بالكواكب والنّجوم، قال تعالى: “إلّا من استرق السّمع فأتبعه شهابٌ مبين”، وقد ذكر المفسرون أنّ رجم الشّياطين لا يكون بالنّجوم والكواكب، وإنّما بشُهب من نار، واختلافهم كان بعد ذلك في تحديد علاقة تلك الشّهب بالكواكب. فمنهم من جزم أنها منها كالزّمخشري، ومنهم من جزم بأنها ليست جزءاً منها كابن حزم والرّازي، ومنهم من تردد في الأمر كابن كثير، وهذا الاختلاف يدلّ دلالةً صريحةً أنّ تفسير الشُّهب بالنّجوم والكواكب لم يكن وارداً عند المفسّرين، وإنما هو فهم خاطئ فهمه المعترض واحتج به علينا !
- لم يحصر القرآن أسباب الشّهب برجم الشّياطين، ومعنى هذا أنّ ما نراه في السّماء قد يكون بعضها رجماً للشّياطين، وقد يكون بعضها ناتجاً عن سبب طبيعي عاديّ لا علاقة له بالشّياطين ، ولو افترضنا أن كلّ شهاب يُرى في السماء هو رجم للشّياطين، فلا يشكُل ذلك على نصوص القرآن التي تحدثت عن الشّهب، لأنّ هناك فرقا بين البحث في السبب الطبيعي للشّيء وبين السّبب الغيبي، ولا تعارض بين الأمرين، فقد يكون للحدث الواحد سببين؛ طبيعيٌّ ظاهر نعلمه، وغيبيّ لا نعلم عنه شيء، وهذا غير ممتنع عقلاً.
فتحصل من ذلك كله أن المعترض قد أخطأ في الفهم ، وحصر ما لم يحصره القرآن، ثم اتهم القرآن بمخالفة العلم!