الوصف
السؤال: كيف يصل الإعجاز وتُقام الحجة على الأعجمي أو الجاهل الذي لا إحاطة له بهذا العلم بالإعجاز القرآني؟! هذا يتعارض مع شمولية الرسالة وعالميتها ويحصرها للعرب وحدهم .
مقالة
- السؤال:
كيف يصل الإعجاز وتُقام الحجة على الأعجمي أو الجاهل الذي لا إحاطة له بهذا العلم بالإعجاز القرآني؟! هذا يتعارض مع شمولية الرسالة وعالميتها ويحصرها للعرب وحدهم .
الجواب :
إعجاز القرآن الكريم من الناحية البلاغية والبيانية، يمكن لغير العربي إدراكه من ناحيتين :
من ناحية إخباره بما وقع من تحدٍ للجن والإنس وعجزهم عن الإتيان بمثله، وإخباره بقول جهابذة البلاغة والغربية وشهادتهم فيه ، فقد لايدرك المرأ بنفسه لكن يعرف عجز وحكاية من هو أعلم وأفقه فيصله وجه الإعجاز، وتُقام عليه الحجة، فلو أجمع جهابذة الأطباء على نبوغ طبيب ما، سيصدق من يجهل بالطب حكايتهم فيه، ويتيقن من نبوغه بشهادتهم.
كذلك، من ناحية وقع وتأثير القرآن حتى على العجم، وهذا يحكيه ويفصل فيه المسلمون الجدد، فدوما نسمع منهم العجب في وصف تأثر أرواحهم وقلوبهم بالقرآن وتلاوته حتى من قبل معرفة معانيه ومافيه من أوجه الإعجاز الأخرى.
إضافة إلى أن إعجاز القرآن فيه وجوه متعددة، وليس فقط الإعجاز البلاغي والبياني الذي يدركه تمام الإدراك العالم باللغة العربية؛ فالقرآن فيه إعجاز تشريعي، وفيه إعجاز بالإخبار عن الغيب، وفيه إعجاز بما يأتي به من عقائد وتوحيد وإجابات شافية على كل ما يؤرق الإنسان من أسئلة وجودية، وفيه إعجاز بما يحمله من دلالات تؤكد استحالة أن يكون مصدره كلام النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره من البشر، فالقرآن مليء بأوجه الإعجاز التي يدركها البشر أيا كانت لغاتهم، وبهذا تُقام الحجة على جميعهم.
قد يتفاوت البعض في إدراك إعجاز القرآن لتفاوت الملكات والقدرات، فمشركي العرب ما إن كان يسمع أحدهم آية حتى يتيقن أنه ليس بقول البشر، لبلاغتهم وفصاحتهم، لكن قد يحتاج غيرهم لمزيد تفصيل وتأصيل، وفي النهاية سيدرك الجميع الإعجاز، ودخول الناس والعجم في دين الله أفواجا تأثرا بالقرآن خير دليل وشاهد، ولله الحمد والمنة.