تأليف
الوصف
كل شيء في الوجود على الإطلاق من الكواركات – أصغر جرم مادي تم رصده يُشكل البُني الذرية – إلى المجرات، يحمل درجة من درجات التعقيد الوظيفي.
مقالة
ما معنى دليل العناية؟
دليل العناية يعني أن:
كل شيء في الوجود على الإطلاق من الكواركات – أصغر جرم مادي تم رصده يُشكل البُني الذرية – إلى المجرات، يحمل درجة من درجات التعقيد الوظيفي.
أي يؤدي وظيفة متخصصى ومهمة محددة.
وكل تعقيد وظيفي في الطبيعة هو مرتبة زائدة على مجرد الوجود.
فالوجود مرتبة.
والتعقيد داخل الشيء الموجود مرتبة زائدة على مجرد الوجود.
وكل ما حولك مُصمم بشكل معين ليؤدي وظيفة محددة.
إذن كل ما حولك يحمل تعقيداً وظيفياً.
والتعقيد الوظيفي دليل صنع وإيجاد.
إذن لا بد من موجِد.
مثال ذلك "المصباح": هذا تعقيد وظيفي.
فالمصباح الكهربي يتكون من: فتيلة، وسلك من الرصاص يوصل الكهرباء للفتيلة، وغاز حامل يحمي الفتيلة ولا يتعامل معها ولا مع الكهرباء، وزجاج يمنع دخول الهواء أو خروج الغاز الخامل وإلا لاخترقت الفتيلة، وقاعدة المصباح وهي التي توصل المصباح بالدواية وتكون مساراً للتيار الكهربي.
هنا المصباح الكهربي نظام به تعقيد لا يمكن تبسيطه، وبالتالي فيه دلالة عقلية أولية تفيد الصنع المتقن، والذي ينفي الصنع المتقن عن المصباح أو يفترض ظهوره بالصدفة هو المطالب بالدليل على ذلك!
فالذي صَنع المصباح يعلم تماماً معنى الكهرباء ومساراتها وفائدة المصباح وحساسية الفتيلة، ولذا وجود المصباح دلالة مباشرة على أن له صانع متقِن، وليس ضرب عشواء لمجرد أن هناك مصابيح مختلفة في شكلها تماماً عنه!
وبنفس الدرجة من الاستدلال العقلي نجد أن الشيء المعقد وظيفياً مثل الإنسان له موجِد صانع.
المصباح يتكون من 4 مكونات.
الإنسان يتكون من 3مليار مكوِن في كل خلية من خلاياه.
3 مليار مكون "حرف" يشكلون وظائف الكائن الحي، والتي تسمى الجينوم أو الـ DNA وتفبع هذه الحروف في نواة كل خلية من خلاياك.
فإذا ظننت أن الـ4 مكونات الخاصة بالمصباح لها صانع وأنت ليس لك صانع فهذه مشكلتك أنت.
{ أَمْ خُلِقُوا مِنْ غَيْرِ شَيْءٍ أَمْ هُمُ الْخَالِقُونَ } (سورة الطور: 35).
وكل شيء حولك فيه تعقيد، ولا يوجد شيء في الطبيعة على الإطلاق بدون قدر من التعقيد الوظيفي كما يقول علماء الفيزياء.
قال الله تعالى:
{ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ }
(سورة البقرة: 164).
والآيات في ذلك كثيرة جداً؛ ولا يتذكر إلا من يستخدم عقله
{ وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ } (سورة آل عمران: 7).
فاقتضى الوجود – دليل الإيجاد – وضبط الموجودات – دليل العناية – التسليم بصحة دلالة الموجِد عقلاً!
5- لماذا لا يكون الإنسان وغيره من الكائنات الحية مصدرهم كائنات أولية بسيطة جداً؟
هنا مشكلتان:
الأولى: أنه لا يوجد دليل واحد رصدي على تطوري كبروي.
والتطور الكبروي معناه: انتقال نوع من الكائنات الحية إلى نوعٍ آخر.
والعلماء لم يرصدوا دليل واحد على انتقال نوع إلى نوع، فهذا مجرد افتراض.
فكيف للملحد أن يؤمن بهذا الدليل وينكر علينا الدليل الديني؟
المشكلة الثانية: طبقاً لنظرية الحد الأدنى من الجينات Minimum gene set concept لا يُمكن لكائن حي مهما كانت بساطته أن ينزل إلى أقل من 200 جينة وفي عدد 6 يناير 2006 نشرت مجلة الطبيعة الشهيرة Nature أنه "لا يمكن أن نتجاوز حاجز 397 جين"، فإنتاج الطاقة وحدة يتطلب 6جينات كحد أدنى، وإذا نقص جين واحد فالخلية لن تُزوَّد بالطاقة، وهكذا كل وظيفة أساسية لها حد أدنى من الجينات، وقد وجد العلماء أن الميكوبلازما Mycoplasma وهي أدق كائن حي موجود على وجه الأرض على الإطلاق، لديه 468 جين، والجينة الواحدة تحتوي على بروتينات مُركبة قد تصل من 1000 إلى 10000 حمض أميني.
إذن المشكلة لو عندك 3 مليار متخصصة – تلك المعلومات الموجودة داخل نواة كل خلية من خلاياك – لإنتاج وظائف حيوية دقيقة أو حتى 10 آلاف معلومة، فأنت أمام كنز عملاق من المعلومات المتخصصة ظهرت فجأةً.
فالمحلد كان يتخيل أن هناك كائنات بدأت من الصفر جينة، لكن أتت نظرية الحد الأدنى من الجينات لتقضي على هذا الحلم.
فالكائنات الحية ظهرت معقدة وظيفياً منذ اللحظة الأولى.