تأليف
الوصف
الأمثلة لا حصر لها. ولا تسعها دواوين الأرض. فكل ذرة في الكون هي دليل عناية علمنا اليوم أو غداً بهذه الحقيقة. أ- فالإنسولين – هرمون هضم الجلكوز – يفرزه البنكرياس بنفس مقدار السكر الذي أكلته.
مقالة
6- ما هي الأمثلة على دليل العناية؟
الأمثلة لا حصر لها.
ولا تسعها دواوين الأرض.
فكل ذرة في الكون هي دليل عناية علمنا اليوم أو غداً بهذه الحقيقة.
أ- فالإنسولين – هرمون هضم الجلكوز – يفرزه البنكرياس بنفس مقدار السكر الذي أكلته.
ب- قوة ضخ القلب للدم تتعادل مع الطاقة التي تحتاجها العضلات بحسب الجهد المبذول.
ج- صمامات معدتك لئلا يرجع الطعام إلى فمك فتتأذى.
د- صمامات الإخراج لئلا تتأذى ثيابك في كل لحظة
هـ- عظام جمجمتك لا تلتحم حتى تنزل من بطن أُمك آمناً بسهولةٍ ويُسر، لأنها لو كانت ملتحمة لما نزلت من بطن أمك إلا بعد تكسرها، ولا يكتمل نموها حتى يكتمل نمو مخك.
و- كل محاور أعصابك والتي تنقل الإشارات الكهربية مُغطاه بطبقة عازلة – كما نفعل نحن الآن مع الأسلاك الكهربية -، لئلا تشرد الإشارة الكهربية أو تضيع أو تسبب لك أزعاجاً.
ز- الإلكترون يدور حول النواة بسرعة ألف كيلو متر في الثانية وإلا لسقط داخل النواة بفعل قوة التجاذب مع النواة الموجبة ولانهار الكون قبل أن يبدأ، وهذه هي السرعة المثالية لتشكيل الذرة.
ح- وعندما تلتحم ذرتان من الهيدروجين فإن 0,7% ، من الكتلة الهيدروجين تتحول إلى طاقة، ولو كانت هذه الكتلة هي 0,6% بدلاً 0،7% فإن البروتون لن يلتحم بالنيوترون، ولظل الكون مجرد من هيدروجين فحسب، ولما ظهرت باقي العناصر، ولو كانت الكُتلة المتحولة إلى طاقة هي 0,8% بدلاً من 0،7% ، لأصبح الالتحام سريعاً للغاية، الأمر الذي سيؤدي إلى اختفاء الهيدروجين فوراً من الكون، فتستحيل معه الحياة، فالرقم يلزم أن يكون بين 0,6% و 0,8%.
ط- كتلة الإلكترون Electron mass تمثل 0,2% من كتلة النيوترون Neutron Mass وهذه هي الكتلة القياسية لتكوين الذرَّة.
ي- تتجه البراعم بعد الإنبات مباشرةً نحو مصدر الضوء وتتجه الجذور نحو الأسفل حيث تتمتع البراعم بحساسية مفرطة للضوء، وكل المعلومات التي تحتاجها للقيام بوظيفتها توجد مُشفرة داخل البذرة، وهناك هرمونات تتحكم في النمو العلوي والجانبي للنبتة وفي اتجاه الجذور وكلها أيضاً مشفرة داخل البذرة.
وأنت تأكل الفاكهة اللذيذة ثم ترمي البذرة الجافة اليابسة عديمة الطعم بعيداً عنك، أنك بذلك تخضع لعقل مدبر يحكم الكون كله، يسمح لتلك الفاكهة أن تُمرر جيناتها لكل مكان في الأرض حيث تمنحك طعماً لذيذاً وتُخفي جيناتها أصل حياتها في قلب بذرة جافة ملساء غير مغرية لك ما أن تلتصق بالأرض حتى تبدأ تتفتق بهدوء إلى فروع وجذور فتنبت وبذلك تكون الأم قد نجحت في تمرير جيناتها للأبناء، كل هذا يحدث في نباتات لا تعي شيئاً.
مَن الذي ضبط المعلومة لتلك الفاكهة البكماء الصماء، وضَبَطَ كمية السُكر بها حيث تروق لك؟
مَن الذي جعل البذرة غير مقبولة وغير مُستساغة، حتى تزهد فيها وتلقيها بعيداً؟
مَن الذي شحن البذرة بالمعلومات الوراثية الكافية لتخليق نبتة جديدة بكل تفاصيلها ووظائفها؟
ك- العلماء يتحدثون مؤخراً عن كتلة الكون الكلية وأنها ضرورية لوجودنا على الأرض؟
فالعطالة أو القصور الذاتي Inertia والتي تعني مقامة الجسم لأي تغير في حركته، هذه النعمة مصدرها كتلة الكون ككل.
ولو كانت العطالة أقل مما هي عليه الآن لاستطاع نسين الهواء البسيط تحريك الصخور ولما استطاع الصخر مقاومة أقل جُهد يُبذل عليه، وفي عالم كهذا نكون معرضين باستمرار لقصف كل أنواع الأشياء.
ولو كانت العطالة أكبر مما هي عليه الآن لوجدنا صعوبة بالغة في تحريك أصابعنا، ولو استطعنا تحريكها سيكون التحكم بسرعتها واتجاهها ضرب من المستحيل.
وهذا يعني أننا لن نتحرك ولن نقوم بعمل أي نشاطٍ يُذكر!
ولن يغادر الإنسان الأول مكان ظهوره ولن تغادر الأجنة – إذا استطاعت التشكل أصلا – الأرحام إلا بجهد جهيد!
لذا من المثير أن مقدار عطالة المادة يجب أن تكون مطابقة لما هي عليه الآن!
والأمر الذي أدهش الفيزيائيين – خاصة دينيس سياما في كتابه Unity of the Universe – أن كتلة مجرة درب التبانة لا تشارك في ضبط العطالة إلا بنسبة 0,1 بالمليون، بينما كتلة الأرض لا تضبط العطالة إلا بنسبة 0,001 بالمليون.
وهذا يدفعنا للقول بأن العطالة المثالية التي نحيا على ثمارها والتي من خلالها نمارس كل أنشطتنا هي نتاج مجموع طاقة الكون ككل.
وهذا يدفعنا واقعياً للقول بأن وجودنا يعتمد بدقة على كتلة الكون ووجود الكون ككل!.
قال الله تعالى: { وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلا ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ } (سورة ص:27).
وكلما توسع العلم ظهرت عجائب الحكمة ودقائق الخلق!
7- بعض الملاحدة ينتقد دليل العناية فيقول هناك أشياء غير مثالية مثل: الأمراض والزلازل؟
عدم وجود أشياء متقنة في الكون على حد تعبير الملحد لا ينفي وجود الإتقان.
فهو بذلك يؤكد وجود الإتقان في الكون.
فلو لم يكن ثمة إتقان أصلاً لما أدرك الملحد وجود أشياء غير متقنة؟
فكيف تتحدث عن عيب في التصميم في عالم بلا تصميم؟
أما ما يصفونه بأنه غير مُتقن فهذا قصور في العلم أو قصور في إدراك الحكمة من الأشياء.
فالمؤمنون لا يقولون أن الكون متقن فلا تقع فيه مصائب، وإنما يقولون أن الكون متقن فلا يقع فيه شيء بلا غاية.
وموقف الملحد شبيه بمن ينفي الاتقان عن مركبة الفضاء لوجود كمية ضخمة من المواد البترولية فيها والتي قد تُفجر المركبة في أية لحظة!
والعالم لم يُصمَم ليكون عالم أبدي أو أزلي أو لنصير آلهة؟
بل نحن مُصممون لنبتلى بالخير والشر {وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} (سورة الأنبياء: 35).
وكل هذا يدور في إطار الغاية والحكمة.