تواصل معنا

أربع أكاذيب نسوية تؤدي بالنساء إلى البؤس (مقالة)

الوصف

مقال مترجمة للكاتبة [سوزان فينكر]: مؤلفة وكاتبة مقالات ومدربة علاقات. تساعد النساء على التخلي عن المعتقدات النسوية التي تقوّض قدرتهن على خلق حياة سعيدة وإيجاد حب دائم مع الرجال. أحدث كتبها كان بعنوان «النساء اللائي ينتصرن في الحب: كيفية بناء علاقة تستمر», ونُشر في تشرين الأول (أكتوبر) 2019.

ترجمة: زينب عبد المطلب

مقالة

قبل عشرين عامًا، كتبت كتابي الأول عن سبب عجز النساء عن «الحصول على كل شيء», أو في الأقل الحصول على كل شيء دفعة واحدة، بغض النظر عن ما تُنبئهن به الثقافة. (ملحوظة: إن أحدا لا يستطيع، ذكراً كان أم أنثى، أداء وظيفتين بدوام كامل في وقت واحد دون أن ينهار.)

في ذلك الوقت، كانت ما تسمى بـ «حروب الأمهات»[1] مستعرة, ففي كل مكان, كانت النساء اللواتي تَلَقَّيْنَ مجموعة من الأكاذيب من قِبَلِ أمهاتهن وناصحاتهن النسويات, كُنّ إما أن يتحسرن على عبثية قدرتهن على العمل بنجاح بدوام كامل خارج المنزل مع الحفاظ على زواج صحي وحياة أسرية، أو أن يدافعن عن اختيارهن العمل بدوام كامل بإصرارهن على أن الأطفال سيكونون بخير إذا قُدِّمت لهم الرعاية البديلة على مدار الساعة.

منذ ذلك الحين، كانت الرسائلُ الموجهة إلى النساء عن كيفية التمتع بحياة سعيدة: من حيث ارتباطها بالحب والجنس والعمل والأسرة, تعمل فقط على جعل النساء بائسات! وليس الأمر أنهن تعيسات أكثر مما كانت أمهاتهن وجدّاتهن في الماضي، فقط, بل إنهن أكثر توتراً من الرجال إلى حد كبير.

لم تقدّم هذه الأفكار أي شيء لمساعدة الرجال والنساء في العثور على طريقهم إلى بعضهم بعضا. والمواعدة في أمريكا معدومة، والزواج في أدنى مستوياته على الإطلاق. وعلى الرغم من وجود أكثر من سبب لهذه الحالة المحزنة، إلا أن الأكاذيب التي ترويها النسويات هي نفسها لم تتغير, وهنا أربعة من هذه الأكاذيب دون اعتبار ترتيب معين:

لا تحتاج النساء إلى الرجال
بدأ الأمر بعبارة ظاهرها ذو طابع كوميدي رددتها [غلوريا ستاينم] مرارًا وتكرارًا في ذروة الحركة النسوية في الستينات, لكنها ليست هي من ابتكرتها: «تحتاج المرأة إلى الرجل بقدر احتياج السمكة إلى الدرّاجة.», ولا يزال هذا الظنّ سائدا على نحو واسع اليوم، سواء كان كما تُعبّر عنه [جينيفر أنيستون] بتصريحها بأن النساء «لا يحتجن إلى إضاعة وقتهن مع رجل لينجبن ذاك الطفل» أو كما تعنيه [إيما واتسون] بحديثها عن «مشاركة الذات.», ولما بدأت النساء, مع مرور الوقت، بكسب أموالهن الخاصة والاستفادة من حبوب منع الحمل المكتشفة حديثًا، انقادوا للظن بأنهن لا يحتجن إلى الرجال.

كُنّ مخطئات! فمن الناحية البيولوجية، فقد فُطرت النساء على الاعتماد على الرجال, بغض النظر عن تغيرات الحياة الكثيرة. وما زالت معظم النساء يرغبن في أن يصبحن أمهات، وما إن يرغبن في ذلك يصبحن ضعيفات. حتى في يومنا هذا، تدرك النساء بشكل فطري أنهن يحتجن إلى رجل في النهاية إذا ما أردن أن يكون لهن أسرة وإذا ما كن يرغبن في البقاء في المنزل على أية حال، ولو لفترة من الزمن فقط.

في الواقع، تُظهر الأبحاث أنّ أكثر ما يهم النساء -حتى بالنسبة إلى النساء المستقلات اقتصاديًا- هو تأكّدهن من وجود رجل يمكنهن الاعتماد عليه. الأمر الأكثر أهمية هو شعورهن بالاطمئنان وأنهن في أيد أمينة – نعم، حتى من الناحية المالية. وهذا ما يعرف باسم الزواج من شخص ينتمي إلى طبقة أعلى (Hypergamy)، وهو لا يزال منتشر وبصورة جيدة في عام 2019.

النساء والرجال متماثلون، أو الجنس مفهوم اجتماعي
إن اللحظة الدقيقة في التاريخ التي بدأت فيها العلاقة بين الجنسين تتراجع بشكل واضح هي عندما بدأت النساء في ممارسة الجنس كرجل –بشكل عرَضي، دون قيد أو شرط- تحت ستار أن المرأة لا تختلف عن الرجل, وبالتالي فهي قادرة على ممارسة الجنس بشكل عرَضي! تأمل هذه المقالة المضطربة والمضحكة التي تؤكد بالاستناد إلى دراسة مشكوك فيها أنه من الممكن لرجال ونساء يومنا هذا على حد سواء الاستمرار بأية علاقة عابرة إذا تمت بطريقة ملائمة.

من الحرم الجامعي إلى مجالس الإدارة في بلادنا، تعلمت الكثير من النساء اليوم ممارسة الجنس كما يمارسه الرجال عادة: لا ضرورة للالتزام. وهن يتعرضن للدمار.

إذا كان هناك أي شيء يثبت هذا الأمر بوضوح، فهو ما يسمى أزمة الاغتصاب في الحرم الجامعي وتجاوزات حركة الـ(Me Too), لأنه لو كان صحيحًا أن النساء «مثل الرجال» في قدرتهن على الفصل بين الجنس والعاطفة، فلماذا تصبح العلاقات في الحرم الجامعي والمكاتب سبباً للذهاب إلى المحاكم أكثر من كونها مغامرة ترحيبية؟

ليست حياتنا الجنسية فقط هي التي تؤكد الطبيعة المتباينة للنساء والرجال، فكذلك الأبوة والأمومة توضحان هذا الأمر جلياً, فبمجرد ولادة طفل، يبدأ تأثير مورثة الرعاية لدى المرأة دائماً تقريباً. إن الأمر الأول الذي تقودها فطرتها إليه هو تقديم الرعاية العاطفية لرضيعها، مما يجعل العودة إلى العمل في وقت قريب أمر تدمي له قلوب الأمهات.

بينما تكون ردة فعل الأب مختلفة: ففطرته تقوده أول الأمر إلى دعم الأسرة ماليًا, ولا ينحصر دوره في هذا الأمر فقط، ولكنه الأول في قائمة مهامه.

ببساطة، قدرة الرجال والنساء على أداء مهام مماثلة على حد سواء لا يعني أنهم يملكون ذات الحماس للقيام بها. الرغبة تعني الكثير.

الساعة البيولوجية ليست حقيقية
قد تكون الساعة البيولوجية مزعجة سياسياً، لكن هذا لا يجعلها أقل واقعية. يلاحظ [جيليان لوكوود]، المدير الطبي في عيادة ميدلاند للخصوبة في المملكة المتحدة، أن السن المثالي للحمل عند المرأة هو 25 عامًا: «الحقيقة القاتمة هي أن فرصة نجاح الإخصاب الصناعي بمجرد بلوغ المرأة سن الأربعين ستكون ضئيلة بكل تأكيد… في أي مجال طبي آخر, هل سنسمح، دع جانبًا تشجيعنا، للمرضى بدفع تكاليف عملية اختيارية تقل فرص نجاحها فيها عن 5 في المائة؟».

ولهذا السبب، من المنطقي أنه يمكن للرجال تأجيل الزواج لفترة أطول من النساء, لكننا لا نخبر النساء بهذه الحقيقة. بدلاً من ذلك، ندّعي أنه يمكنهن التخطيط لحياتهن مع إعطاء الأولوية للعمل كما يفعل الرجال، كما لو أنهن لن يصلن إلى نقطة تتعارض فيها قدرتهن على الحمل مع حياتهن المهنية بشكل دائم. تهدف مقالات كثيرة إلى حجب الحقيقة البيولوجية التي تفيد بأنه من الأسهل على النساء إنجاب أطفال في العشرينات وأوائل الثلاثينات من العمر.

نحن نكذب على النساء، وبعبارة أخرى، لدعم أغراض سياسية. من خلال ذلك، تحصل النسويات على ما يردن: -فقدان النساء الرغبة بالأمومة والإنتاج بدلاً من ذلك في سوق العمل-, لكن النساء لا يحصلن على ما يردن.

في الواقع، بعد عقود من السير وراء العُرف الثقافي، لم تعد النساء في كثير من الأحيان قادارات على أن يجدن أزواج. أو لا يستطعن إنجاب أطفال. وإذا ما تزوجن وأنجبن أطفالًا، فلن يتمكنَّ من البقاء في المنزل معهم لأنهن خططن لحياة تدعم هدفًا مختلفًا تمامًا.

للعمل معنى أسمى من الزواج والأطفال
من بين جميع الأكاذيب التي ترويها النسويات، فإن فكرة أن النجاح الوظيفي أكثر إرضاءً من الزواج والأسرة, هي الأكبر إلى حد بعيد, ويكاد يكون من المستحيل توضيح عمق تأثير هذه الكذبة لأنها بدأت, أيضًا, في الستينات، وهذه المرة بإصرار [بيتي فريدان] على أن كون المرأة زوجة وأُمًّا يشبه كونها في «معسكر اعتقال مريح», فمنذ ذلك الوقت، أُثخنت النساء الأميركيات بنظام غذائي ثابت من الكلمات والصور التي تعزز حجة [فريدان].

البشر كالحيوانات التي تعيش في قطيع؛ نحتاج أن نشعر بأننا جزء من المجموعة لنشعر بالرضا تجاه أنفسنا. بعضنا راض بالعيش بعيداً عن الجماعة، لكن أغلبنا يحتاج للجماعة. لهذا، يمكننا القول أن للرسائل الثقافية أهمية بالغة.

تتفاجأ النساء عندما يكتشفن أن العمل لا يبعث على الرضا بقدر ما تم إقناعهن.

بما أن دور الأم لم يعد يُحترم أو يُفهم على أنه شيء تريد المرأة أن تقوم به، ناهيك عن أنها يجب أن تقوم به، فإن النساء يُفاجئن باكتشاف مدى الحزن الذي يشعرن به عندما يتركن أطفالهن ويعدن إلى العمل. لقد فوجئن باكتشاف أن العمل لا يبعث على الرضا بقدر ما تم إقناعهن.

تشعر النساء العازبات بنفس شعور عدم الارتياح إذ لم يجدن رجلاً يمكنهن أن يستقررن معه. ويبدو أن العمل غير مرضٍ على الإطلاق، إذا ما بتَّ ليلاً في السرير وحيداً.

تخطط عدد كبير جدًا من النساء لحياتهن من خلال إعطاء الأولوية للعمل، إلا أنهن يتمنين لو أنهن لم يفعلن ذلك في النهاية. للأسف، يفيض صندوق الوارد الخاص بي برسائل إلكترونية من نساء يخبرنني بأنهن يتمنين لو أن أحداً أخبرهن بذلك في وقت سابق.

لذا، أنا هنا أقولها بأعلى صوت ممكن. لقد كُذِبَ على النساء لسنوات، وهذا هو سبب كونهن تعيسات للغاية, ولا يوجد إلا حل واحد فقط: أعيدي ترتيب أولوياتك – أعطي الأولوية للحب والأسرة وليس للعمل- وسوف تفوزين في لعبة الحياة. هذا ما فعلته أنا, مما أحدث فارقًا كبيرًا.77

المرفقات

أضف تعليقا