تواصل معنا

لماذا يهتم الله بهذه الكرة الصغيرة في هذا الكون الفسيح؟ (مقالة)

الوصف

هل عندما نقول أن الملك أوصي لابنه ببعض الوصايا والنصائح وكَتب له في ذلك كتاباً، هل يمكن أن يأتي معترض ويقول: كيف لملك يملك ملايين الأفندة والأراضي الشاسعة التي لا حصر لها، أن يهتم بابنه الذي لا يبلغ حجمه ووزنه واحد على مليار مليار مما يملك الملك – ولله المثل الأعلى – من الأفدنة والأراضي؟

مقالة

الكون ضخم جداً والكرة الأرضية صغيرة مقارنة به، فلماذا يهتم الله بهذه الكرة الصغيرة في هذا الكون الفسيح؟

هل عندما نقول أن الملك أوصي لابنه ببعض الوصايا والنصائح وكَتب له في ذلك كتاباً، هل يمكن أن يأتي معترض ويقول: كيف لملك يملك ملايين الأفندة والأراضي الشاسعة التي لا حصر لها، أن يهتم بابنه الذي لا يبلغ حجمه ووزنه واحد على مليار مليار مما يملك الملك – ولله المثل الأعلى – من الأفدنة والأراضي؟

 

هل هذا اعتراض عاقل أو يمكن أن يُلتفت إليه؟

 

فافتراض أن ضخامة حجم الشيء أو ضآلته مؤثر في المسألة، هو افتراض ساذج!

 

ثم إننا نحن البشر العبرة عندنا ليست بالحجم الحسي للإنسان – وزنه – وإنما بالحجم المعنوي لأشياء بلا حجم كالأخلاق والصدق والأمانة.

فالفرق بين أعظم البشر الذين أقاموا أعظم الحضارات وبين أدناهم هو فرق معنوي لا مادي – مثل ملَكة القيادة وحسن العمل ونبل الأخلاق -، ولو كان للحجم في ميزان الله اعتبار لكانت السماوات والأرض أولى بحمل الأمانة!

 

ثم إن الحيتان أضخم من الميكروبات بمليارات المرات، فهل هذا يعني أن الحينان أهم من الميكروبات؟ وما معنى كلمة "أهم" هنا؟

 

وهل الله يهتم بالكائن الضخم لضخامته ولا يهتم بالكائن الصغير؟

أم أنه كفل للجميع الرزق والنظام الأنسب؟

 

ثم إن الحجم في الأصل نسبي كما علمتنا الفيزياء، فالفيزياء تخبرنا أن السماوات والأرضَ مصدرهما نقطة أصغر من رأس الدبوس – أصغر من الذرة بمليارات مليارات المرات –.

إذن القضية ليست بالأحجام ولا الحكم على الأشياء يكون بالأحجام والأوزان والأثقال.

 

القضية هي إدراك هذه الأشياء واستيعابها!

 

والآن هل ثمة شيء يستوعب الخلق والتكليف والحكمة والصنع والمعنى والغاية سوى الإنسان؟

المرفقات

أضف تعليقا